إذا كنت من هؤلاء... يجب أن تستخدم لينكس بدلاً من ويندوز

إذا كانت الشروط المذكورة في هذا المقال تنطبق عليك، فقد حان الوقت لتجربة نظام لينكس بدلًا من ويندوز دون تردد.
يعتمد الأغلبية الساحقة من مستخدمي الكمبيوتر على أنظمة التشغيل التي تقدمها كلًا من مايكروسوفت وآبل ممثلة في ويندوز وماك آو إس. بالنسبة لهم، فإن نظام لينكس ليس إلا خيارًا غامضًا يسمعون سيرته بالصدفة بين الحين والآخر، وغالبًا ما يعتقدون أنه موجّه للمبرمجين أو الأشخاص المعقّدين عمومًا، وبالتأكيد الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك، وهو ما قمنا بتوضيحه في مقال سابق حول 6 اسرار ربما لا تعرفها كمستخدم للويندوز عن لينكس. هناك بالفعل حالات واستخدامات لا حصر لها لنظام لينكس، لذلك دعونا في هذا المقال نستعرض معكم 5 فقط منها؛ إذا كنت تعتمد على الكمبيوتر بشكلٍ كبير في واحدةٍ أو أكثر من هذه الحالات، فهذا مؤشرٌ قوي على أنك يجب أن تستخدم إحدى توزيعات لينكس، ولو على سبيل التجربة، بدلًا من اعتمادك على نظام ويندوز.
لينكس بدلاً من ويندوز

متى تستخدم نظام لينكس

إذا كنت مبرمج أو تتعلم البرمجة

تأتي العديد من توزيعات لينكس مزودةً بالأدوات التي ستحتاجها إذا كنت مبرمج أو طالب برمجة، وبشكلٍ عام، يوفر هذا النظام بيئة تعليمية يصعب أن يوفرها أي نظامٍ آخر. أدوات مثل الـ GCC أو GDB (أداة لتصحيح الأخطاء البرمجية) أو Vim (مُحرر نصوص)، أو حتى لغة بايثون، كلها جاهزة ولا تحتاج إلى التحميل كما هو الحال في الويندوز مثلًا. كثيرٌ من الأدوات البرمجية المهمة صُممت لتعمل في بيئة لينكس أساسًا، والمسألة لا تقتصر على سهولة الاستخدام فحسب، إذ يمنح النظام – مفتوح المصدر – مستخدميه تحكمًا كاملًا من خلال صلاحيات الروت، مما يسمح بتخصيصه حسب الحاجة.

إذا كان حاسوبك قديمًا

إذا كنت تمتلك حاسوبًا قديمًا يواجه صعوبةً في تشغيل ويندوز 10 أو ويندوز 11، أو حتى لم يعد مدعومًا من قِبل مايكروسوفت – بسبب عدم وجود شريحة TPM ! – فلا حاجة لتتسرع وتتخلى عن الجهاز؛ فقط جرّب أن تثبت إحدى توزيعات لينكس عليه وقد تُفاجئك النتيجة. إذ يمتاز لينكس بالكثير من التوزيعات الخفيفة المُصممة خصيصًا للأجهزة الضعيفة ومحدودة المواصفات، مثل Lubuntu و Xubuntu و Puppy Linux؛ حتى التوزيعات التي قد تبدو ثقيلة (مثل Ubuntu و Fedora) تظل أكثر كفاءةً في استهلاك موارد الكمبيوتر من نظام الويندوز. لنُقرّب لك الصورة، تخيل أن حاسوبك إذا كان يعمل بـ 4 أو 8 جيجابايت فقط من الرامات، فيمكنه أن يقدم الأداء نفسه تقريبًا لكمبيوتر يمتلك 16 جيجابايت رام لكن يعمل بنظام ويندوز !

إذا كنت تستخدم المتصفحات كثيرًا

إذا كنت كثيرًا ما تستخدم الكمبيوتر الخاص بك في تصفح مواقع الإنترنت أو كان عملك يعتمد بشكلٍ كبير على تطبيقات السحابة مثل Google Docs أو Slack، فإن لينكس قد يكون النظام الذي تبحث عنه. باستثناء متصفح سفاري، يدعم لينكس كل المتصفحات الشهيرة بدايةً من جوجل كروم ومرورًا بمايكروسوفت إيدج وحتى فايرفوكس وBrave. كل هذه المتصفحات، وغيرها، تعمل بشكل ممتاز على نظام لينكس خاصةً وأنها تكون موثوقة لأنها غالبًا ما تُثبّت من خلال مركز البرامج الخاص بالتوزيعة المُستخدمة، ناهيك أنه لن يتم إزعاجك بمحاولات تثبيت البرامج الدعائية أو الأدوات غير المرغوب فيها كما يحدث في ويندوز.

لكن بعيدًا عن كل هذا فإن الميزة الأهم لتشغيل المتصفحات على لينكس تكمن في قلة استهلاك موارد الجهاز، مما يعني أنك تستطيع فتح عدد أكبر من التبويبات في المتصفح وتحصل على تجربة أسرع عند استخدام التطبيقات المُتطلبة مثل Google Docs. أخيرًا وليس آخرًا، يُعرَف لينكس بكونه نظامًا آمنًا للغاية، حيث يحتوي على أدوات قوية مثل الجدران النارية Firewalls المتقدمة ونسبة استهدافه بالبرمجيات الخبيثة (Malware) تكون أقل من الويندوز، لكن هذا لا يجعله مُحصنًا تمامًا مما يعني أنك يجب أن تنتبه.

إذا كنت تعتمد على البرامج المجانية ومفتوحة المصدر

إذا كنت لا تستخدم برامج مدفوعة مثل برامج حزمة الأوفيس أو برامج أدوبي وتُفضل الخيارات المجانية، فإن نظام لينكس سيكون خيارًا ممتازًا بالنسبة لك. يدعم هذا النظام البرامج المجانية ومفتوحة المصدر بشكلٍ ممتاز لأنها صُممت لتعمل عليه أساسًا. مقابل كل برنامجٍ شهير مدفوع – تقريبًا – ستجد بديله المجاني، على سبيل المثال، هناك LibreOffice بدلًا من الأوفيس، وهناك Inkscape بدلًا من Illustrator، وGIMP بدلًا من Photoshop، فضلًا عن Blender، وAudacity، وKrita، وغيرهم من البرامج المهمة.

كذلك يحتوي لينكس على مجموعة من التطبيقات الخفيفة والموجهة لمهامٍ بعينها مثل Apostrophe للكتابة الخالية من التشتت، وAmberol لتشغيل الموسيقى بشكل بسيط وسلس، وPlanify لتنظيم المهام، إلخ من التطبيقات التي لن تجدها غالبًا على الماك أو الويندوز.

إذا كنت تبحث عن نظام تشغيل غير تقليدي

إذا سئمت من شكل واجهة سطح المكتب في أنظمة الويندوز والماك، وأردت تجربة أشياء جديدة أو تخصيص جهازك بما يناسب ذوقك، فلينكس قد يكون ما تبحث عنه. بعكس أنظمة التشغيل الأخرى التي تفرض عليك واجهة واحدة، يتيح لك لينكس الاختيار بين العديد من بيئات سطح المكتب، مثل GNOME ذات التصميم العصري والبسيط، وKDE Plasma التي تُعد من أكثر الواجهات القابلة للتخصيص، وXfce الخفيفة والسريعة والمناسبة للأجهزة الضعيفة، وCinnamon ذات التصميم التقليدي الذي يُشبه ويندوز 7، وغيرهم.


ولا يتوقف الموضوع عند مجرد اختيار الواجهة حيث تستطيع إضافة ويدجيتس وامتدادات مختلفة لتعديل وظائف ومظهر النظام كما تريد لدرجة أنك قد تحوله لشكلٍ مماثل للويندوز أو الماك لو أردت. باختصار، يُقدم لك نظام لينكس ما تعجز أنظمة التشغيل الشهيرة الأخرى عن تقديمه، حيث يفتح لك الباب لتحسين سير عملك ويكسر روتين الأنظمة المحدودة التي لطالما تعودنا عليها.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات