استخدامات منفذ Ethernet في الكمبيوتر غير توصيل كابل الإنترنت

يميل الكثير من الناس عند استخدام أجهزة الكمبيوتر المكتبيّة أو اللابتوب إلى تفضيل الاتّصال بالإنترنت باستخدام الأسلاك وكابلات الإيثرنت بدلًا من شبكة الواي فاي نظرًا لقُدرة الإيثرنت على توفير اتّصال مستقر وسريع. تعود بدايات ظهور تقنية الإيثرنت إلى عام 1973 عندما طوّرها مهندسو مركز أبحاث زيروكس بالو ألتو (PARC) واستخدموها كوسيلة لربط الأجهزة ببعضها البعض. تطوّر معيار الإيثرنت بعد ذلك، وفي تسعينيات القرن العشرين استخدم لتوصيل الأجهزة بشبكة الإنترنت، وهو الاستخدام الأكثر شيوعًا له حتّى اليوم. لكن الاتصال بالراوتر ليس هو الدور الوحيد الذي يُمكن أن يلعبه منفذ الإيثرنت الموجود في أجهزة الكمبيوتر، فدعنا نُخبرك أنّ هذا الاعتقاد غير صحيح، إذ ما يزال معيار الإيثرنت قادرًا على القيام بالكثير من المهام الأخرى. وفي هذه المقالة نتعرّف على الاستخدامات الأخرى لمنفذ الإيثرنت الموجود في الكمبيوتر بخلاف الاتّصال بالإنترنت.

قبل انتشار تقنية الواي فاي، كانت منافذ الإيثرنت هي الوسيلة المُثلى لربط أجهزة الكمبيوتر ببعضها البعض. فمن خلال توصيل كابلات الإيثرنت بشبكة محلّية (LAN) أو شبكة واسعة النطاق (WAN)، يُمكنك نقل البيانات بسهولة عبر الأجهزة حيث تُمكّن كابلات الإيثرنت الأجهزة من التعرّف على البيانات المُخصصة لها وإرسالها إلى أجهزة أخرى.

لا تزال هذه الطريقة فعّالة وناجحة عند الحاجة إلى نقل كمّيات كبيرة من البيانات بأمان وبسُرعة بين جهازي كمبيوتر مُباشرةً باستخدام كابل إيثرنت فقط ودون الحاجة إلى هاردات خارجيّة أو ذواكر ذات سعات تخزين عالية. كانت هذه العمليّة في السابق تتطلّب استخدام كابل إيثرنت كروس أوفر، والذي يختلف عن كابل الإيثرنت العاديّ، غير أنّ الأنواع الحديثة من أجهزة الكمبيوتر عادةً ما تأتي مزوّدة بمحوّل شبكة جيجابت ممّا يسمح لك بنقل البيانات مُباشرةً بين جهازي الكمبيوتر باستخدام كابل إيثرنت عاديّ، حيث تدعم مُحوّلات الشبكة الحديثة تقنية Auto-MDIX، والتي تكتشف تلقائيًا نوع كابل الإيثرنت المُستخدم، ثُمّ تضبط الاتّصال على أساسه لتفادي حدوث فشل الاتّصال — قمنا بتناول الخطوات بالتفصيل في مقال نقل الملفات بين جهازين كمبيوتر عبر كابل LAN بدون راوتر.

تتمتّع كابلات الإيثرنت في الوقت الراهن بسُرعات نقل بيانات كبيرة تصل إلى 400 جيجابت في الثانية، وهو ما يجعلها وسيلة أسرع لنقل البيانات مُقارنة بالطُرق اللاسلكيّة لنقل البيانات.

في حالة بعض المؤسّسات والشركات الكبيرة لا يُعدّ الاكتفاء بتوصيل الأجهزة محلّيًا فقط هو الحلّ العمليّ، ففي بعض الأحيان تقف سعات التخزين المحدودة للأجهزة حائلًا عند الحاجة إلى مُشاركة كمّيات كبيرة من البيانات بسهولة وبسُرعة مع أجهزة كمبيوتر عديدة في نفس الوقت، وهنا تظهر أهمّية أجهزة التخزين الشبكيّ.

 تُتيح أجهزة NAS إمكانيّة الوصول للبيانات من عدّة أجهزة مُتّصلة على نفس الشبكة المحلّية، أيّ أنّها تعمل كهارد خارجيّ مُتّصل بأجهزة الكمبيوتر الأخرى الموجودة في نفس الشبكة المحلّية. ولذلك عادًة ما يتصل جهاز NAS بالراوتر مباشرًة حتى تتمكن الأجهزة المتصلة بنفس الشبكة الوصول إلى الملفات المخزنة عليه لاسلكيًا، ولكن ما لا يعرفه البعض انه يُمكن كذلك توصيلها بالأجهزة مُباشرةً باستخدام الكابلات عبر منفذ الإيثرنت بدلًا من الراوتر.

تُساعد طريقة الكابلات على مُشاركة البيانات بأمان وبسُرعة. عند توصيل جهاز كمبيوتر واحد بجهاز التخزين الشبكيّ، فكُلّ ما تحتاجه هو كابل وحيد يتّصل عبر منفذ الإيثرنت لكلا الجهازين، ثُم تقوم بإنشاء عناوين IP ثابتة لكل من جهاز الكمبيوتر وجهاز التخزين الشبكيّ قبل البدء في تكوين الاتّصال.

ظهرت الطابعات الحاسوبيّة الشبكيّة في مُنتصف تسعينيات القرن العشرين، وقديمًا كانت كابلات الإيثرنت هي الوسيلة الوحيدة المُتاحة لتوصيل الطابعات بأجهزة الكمبيوتر، أمّا اليوم تتّصل مُعظم الطابعات الحديثة لاسلكيًّا إمّا من خلال شبكة الواي فاي أو من خلال البلوتوث، ومع هذا فإنّ توصيل الطابعات سلكيًّا بأجهزة الكمبيوتر باستخدام الكابلات لا يزال مُمكنًا أيضًا، فإذا كُنت لا تزال تمتلك طابعة قديمة الطراز ولا تدعم الاتّصال اللاسلكيّ بشبكات الواي فاي أو خدمات البلوتوث يُمكنك توصيلها بالكمبيوتر باستخدام كابل إيثرنت مُتّصل بالشبكة المحلّية LAN لديك.

كذلك إذا كان لديك طابعة حديثة مُتّصلة لاسلكيًّا بموجّه الإشارة، ولكنّك تُعاني من انقطاع اتّصالها بالشبكة بشكل مُتكرّر أثناء الطباعة، يُمكنك البدء في توصيلها سلكيًّا بالشبكة المحلّية LAN عبر منفذ الإيثرنت في الكمبيوتر لتفادي مُشكلات قطع الاتّصال.

هُناك طريقتين لتوصيل الطابعات بالشبكة المحلّية LAN، إمّا عن طريق تعيين عنوان IP ثابت، أو عن طريق تعيين عنوان IP تلقائيّ باستخدام جهاز الراوتر (وهو ما يُعرف بالاتّصال عبر DHCP). في كلا الحالين سوف تحتاج أوّلًا إلى تثبيت التعريف المُناسب قبل بدء توصيل الطابعة بالكمبيوتر وضبط إعدادات الشبكة.

تتمتّع الطابعات المُتّصلة سلكيًّا بالأجهزة عبر منفذ الإيثرنت بموثوقيّة كبيرة تقلّ معها فُرص التعرُّض لفشل أو انقطاع الاتّصال، كما توفّر نطاقًا تردّديًّا أعلى ممّا يسمح بطباعة أسرع وأكثر استقرارًا حتّى عند الحاجة إلى طباعة بيانات كبيرة الحجم كالصور عالية الدقّة، أو عند مشاركة الطابعة مع عدّة أجهزة كمبيوتر في نفس الوقت، لذلك تعدّ هذه الطريقة هي الأكثر اقتصاديّة والأنسب للاستخدام في المكاتب والشركات حيث يُمكن لأجهزة كمبيوتر عديدة الاتّصال بطابعة واحدة.

أصبح استخدام كاميرات IP Camera في أنظمة المُراقبة الحديثة أوسع انتشارًا في الآونة الأخيرة بفضل جودة التصوير الفائقة التي تُقدّمها مُقارنةً بكاميرات الدوائر التليفزيونيّة المُغلقة التقليدية CCTV، بالإضافة إلى ما توفّره من ميزات مُتقدّمة مثل كشف الحركة، والوصول عن بُعد، والتعرُّف على الوجه.

تدعم كاميرات IP أيضًا تقنية Power over Ethernet (PoE)، والتي تسمح بنقل البيانات والطاقة عبر كابل واحد فقط ممّا يُسهّل توسعتها ودمجها مع الأنظمة الأمنيّة الأخرى المُتّصلة بالشبكة. وفي حال وجود جهاز كمبيوتر ثانويّ يقع بالقرب من موضع الكاميرا يُمكن توصيلها مُباشرةً بجهاز الكمبيوتر باستخدام كابل إيثرنت موثوق بدلًا من توصيلها بالكمبيوتر لاسلكيًّا عن طريق الراوتر. ما عليك سوى ضبط إعدادات IP لكل من الكاميرا والكمبيوتر، ثُمّ إضافة الكاميرا إلى برنامج الأمان الذي تستخدمه على الكمبيوتر.

في بعض الحالات يتعذّر اتّصال وحدات تحكُّم الألعاب بشبكة الواي فاي المنزليّة ممّا يعني فشل اتّصالها بالإنترنت، على الرغم من وجود عدّة أجهزة أخرى في نفس المنزل مُتّصلة بالشبكة بشكل مُستقرّ ولا تُعاني من مُشكلة انقطاع الاتّصال.

 هُناك أسباب عديدة لحدوث هذه المُشكلة منها ما يتعلّق بالأجهزة مثل عدم توافق برامج وحدات تحكُّم الألعاب، ومنها ما يتعلّق بشبكة الواي فاي كبُعد المسافة بين وحدة التحكُّم والراوتر أو وجود العوائق أو حدوث التداخل لوجود أكثر من جهاز يعمل على نفس النطاق التردّديّ. إذا كان فشل الاتّصال ناجمًا عن مُشكلة تتعلّق بشبكة الواي فاي يُمكن استعادة اتّصال وحدة الألعاب بالإنترنت بسهولة طالما أنّ هُناك جهاز كمبيوتر مُتّصل بالإنترنت بشكل جيّد ويحتوي على محوليّ شبكة.

كُّلّ ما تحتاجه هو توصيل وحدة تحكُّم الألعاب بجهاز الكمبيوتر باستخدام كابل عبر منفذ الإيثرنت، ثُمّ ضبط إعدادات مُشاركة الشبكة في الويندوز أو نظام التشغيل الذي تستخدمه على الكمبيوتر. تعمل هذه الطريقة بشكل جيّد خاصّة في حال استخدام شاشة الكمبيوتر نفسه كشاشة للألعاب، ويُقلّل الاتّصال عن طريق كابل الإيثرنت من احتماليّة قطع اتّصال وحدة تحكُّم الألعاب بالإنترنت.