هل تتذكر حسابك القديم الذي أنشأته على ياهو قبل سنوات؟ إذا كان الجواب بنعم فهل
تستخدم هذا الحساب؟ وإذا كان لا، فهل تعتقد أن الإنترنت سينسى؟ ما الذي يفعله
هذا الحساب على الشبكة؟ ألم تُفكر في أنه قد يُساء استخدامه؟ وفقًا لدراسة حديثة
أجرتها شركة NordPass
لإدارة كلمات المرور، يمتلك المستخدم العادي في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي
168 كلمة مرور، وهو رقم ارتفع بنسبة 70% خلال السنوات الثلاث الماضية فقط! قد تظن
أنك لا تمتلك كل
هذا العدد من الحسابات، لكن جرب أن تعود بالماضي وتتذكر
منصة Hotmail
و Skype و Yahoo وغيرهم وستتفاجأ بكم كبير من
الحسابات أنشأتها
في فترة ما ثم تجاهلتها. في هذا المقال سنخبرك بمشكلة تعدد
الحسابات القديمة
على الإنترنت ونعطيك بضع نصائح لحل هذه المشكلة كي لا تكون هدفًا سهلًا للاختراق.
حذف الحسابات القديمة على الإنترنت
ما مشكلة «الحسابات المهجورة» ؟
قد يبدو امتلاك العديد من الحسابات على الإنترنت أمرًا طبيعيًا، لكنه في الواقع
يزيد من فرص تعرضك للاختراق، فكل حساب هو بمثابة باب مفتوح يمكن للمخترقين الدخول
من خلاله والحصول على معلوماتك وبياناتك الحساسة. المشكلة الأكبر أن الكثير من
الأشخاص يستخدمون نفس كلمة المرور عبر أكثر من حساب، مما يعني أن اختراق حسابٍ
واحد قد يكون كفيلًا باختراق جميع الحسابات الأخرى.
ولا يتوقف الأمر عند الحسابات النشطة، إذ حتى الحسابات القديمة أو المنسية تُشكل
ثغرات أمنية خطيرة يمكن استغلالها أيضًا. وفقًا لتقريرٍ "Cost of a Data Breach" الصادر عن شركة IBM، فإن الطريقة الأكثر شيوعًا التي يستغلها المخترقون للوصول
إلى الحسابات هي عبر استخدام بيانات اعتماد (مثل اسم المستخدم وكلمة السر) مسربة.
هذا يعني أن لو كان هناك تسريب لمعلومات تسجيل الدخول الخاصة بك من أي موقع لديك
حساب "منسي" عليه، فهذه المعلومات يمكن أن تقع في أيدي المخترقين ويتم استخدامها
لاختراق حساباتك الأخرى، خاصة إذا كنت تستخدم نفس كلمة المرور في أكثر من مكان.
ما يزيد الطين بلة، أن المنصات نفسها قد تُختَرق، ومعها قد تُخترق حساباتك حتى لو
كانت مؤمنة بكلمات مرور قوية، ولا تستبعد هذا الخيار.
حسابات من المرجّح أنك نسيتها
إذا كنت تظن أنك تتذكر جميع حساباتك الإلكترونية التي أنشأتها، ففكر مجددًا. أغلب
الظن أنك سجّلت في عشرات المواقع من قبل لإنجاز مهمة سريعة مثل حجز موعدٍ طبي أو
شراء منتج ما من المتاجر الإلكترونية أو حجز رحلة سفر أو استخدام خدمة ما سريعًا،
وعند التفكير أكثر في الأمر، ستجد أنك على الأرجح أيضًا قد أنشأت حسابات عبر
منصات مثل Hotmail و Yahoo وحتى Gmail وربما حساب على الفيسبوك أنشأته فقط لتلعب
"المزرعة السعيدة" ثم نسيته، وغيرها. مرة أخرى، مشكلة هذه الحسابات أنها تبقى
موجودة حتى لو لم تستخدمها لفترة، صحيحٌ أن بعض المنصات تغلق الحسابات تلقائيًا
غير المستخدمة تلقائيًا، مثل جوجل، لكن الكثير منها أيضًا يترك هذه الحسابات
لسببٍ أو لآخر.
كيف تعثر على الحسابات المنسية وتحذفها؟
اتفقنا أنك إذا لم تعد تستخدم حسابًا ما، فمن الأفضل أن تحذفه. لكن كيف تعثر على
حساباتك القديمة أساسًا؟ ابدأ
بالبحث في متصفح الإنترنت
لديك، حيث يتم حفظ العديد من بيانات تسجيل الدخول تلقائيًا. إذا كنت تستخدم جوجل
كروم، يمكنك النقر على زر القائمة ( ⁝ ) في الزاوية العلوية اليمنى، ثم
الانتقال إلى "Passwords and autofill" واختيار "Google Password Manager" لرؤية
قائمة الحسابات المخزنة. المتصفحات الأخرى تقدم ميزات مشابهة، لذا تحقق منها
أيضًا.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتلقى إشعارات من كروم أو مايكروسوفت إيدج تخبرك بأن بعض
كلمات المرور الخاصة بك قد تم تسريبها بسبب اختراق ما للبيانات. إذا لم تتلقَ
إشعارًا، فلا تفترض أن كل شيء على ما يرام؛ يمكنك التحقق يدويًا من خلال أداة
"Checkup" في Google Password Manager أو استخدام موقع "?Have I Been Pwned" لمعرفة ما إذا كانت بياناتك قد تسرّبت.
يمكنك أيضًا أن تفحص جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الخاص بك بحثًا عن
كلمات المرور المخزنة؛ على أجهزة الماك والآيفون مثلًا، ستجد هذه المعلومات ضمن تطبيق
Apple Passwords. إذا كنت تستخدم تطبيقات لإدارة كلمات المرور مثل NordPass أو Dashlane أو
LastPass، فتحقق منها أيضًا. بمجرد تحديد الحسابات التي لم تعد بحاجة إليها، قبل
بتسجيل الدخول واحذفها نهائيًا (لكن لا تنسَ الاحتفاظ بأي معلومات مهمة قد
تحتاجها لاحقًا) واعلم أن حذف التطبيق من هاتفك لا يعني حذف الحساب المرتبط به،
لذا تأكد من إكمال عملية الحذف من داخل الموقع نفسه وإلا ستظل بياناتك مُخزنة
لديهم إلى الأبد.
نصائح لكلمة مرور قوية
اختيار كلمات المرور الخاصة بك أمر لا يجب الاستهانة به، فهي خط الدفاع الأول ضد
محاولات الاختراق. كلما كانت كلمات مرورك أقوى، كان من الصعب على المخترقين
الوصول إلى بياناتك. لكن كيف يمكنك إنشاء كلمات مرور آمنة وإدارتها بفعالية دون
أن تشعر بالإرهاق من كثرة الحسابات؟ إليك بعض النصائح العملية التي يوصي بها
خبراء الأمن السيبراني.
مبدأيًا، لا تستخدم نفس كلمة المرور لكل حساب، حتى لو كان ذلك يبدو أكثر راحة
وسهولة في التذكر. إعادة استخدام نفس الكلمة، أو حتى إجراء تغييرات طفيفة عليها،
يعني أنه إذا تمكن أحد المخترقين من الوصول إلى حساب واحد، فسيكون من السهل عليه
اختراق جميع حساباتك الأخرى. بدلاً من ذلك، أنشئ كلمة مرور تُميز كل موقع، مهما
كان صغيرًا أو نادر الاستخدام.
تخزين كلمات المرور بطريقة آمنة لا يقل أهمية عن اختيارها. تجنب تدوينها في مفكرة
ورقية أو ملف على جهاز الكمبيوتر، لأن هذه الطرق غير آمنة ويمكن اختراقها بسهولة.
بدلاً من ذلك، استخدم برامج إدارة كلمات المرور مثل NordPass أو Dashlane أو
1Password أو LastPass أو Roboform أو Bitwarden، والتي تقوم بحفظ كلمات المرور
المشفرة ومزامنتها بين أجهزتك المختلفة، مما يسهل عليك إدارتها بأمان.
أما عند إنشاء كلمة مرور قوية، فاحرص على أن تكون طويلة (لا تقل عن 12 حرفًا)،
وتحتوي على مزيج من الأحرف الكبيرة والصغيرة، الأرقام، والرموز. تجنب الكلمات
الشائعة أو التسلسلات البسيطة مثل "123456" أو كلمة "password"، كما لا يُنصح
باستخدام معلومات شخصية مثل تاريخ ميلادك أو أسماء أفراد عائلتك أو حيواناتك
الأليفة. إذا كنت تجد صعوبة في تذكر كلمات مرور معقدة، يمكنك اللجوء إلى عبارات
المرور (Passphrases)، وهي جملة طويلة يسهل تذكرها ولكن يصعب على القراصنة
تخمينها. على سبيل المثال، استخدم عبارة مستوحاة من أغنية أو مقطع شعري، أو اختصر
جملة طويلة مميزة بالنسبة إليك بطريقة ذكية يسهل عليك استحضارها.
وأخيرًا، لا تعتمد على كلمة المرور وحدها لحماية حساباتك، بل قم
بتفعيل المصادقة الثنائية (2FA)
كلما كان ذلك ممكنًا، خاصة لحساباتك المهمة. هذا يعني أنك ستحتاج إلى إدخال رمز
مؤقت يُرسل إلى هاتفك أو بريدك الإلكتروني عند تسجيل الدخول، مما يضيف طبقة حماية
إضافية. وإذا كان الموقع يوفر خيار تسجيل الدخول باستخدام البيانات البيومترية،
مثل بصمة الإصبع أو التعرف على الوجه، فاستفد منه لتعزيز الأمان أكثر.
في النهاية، تذكر أن اتخاذ هذه الاحتياطات قد يبدو مزعجًا بعض الشيء، لكنه ضروري
لحماية معلوماتك الشخصية من الوقوع في الأيدي الخطأ.