6 عيوب تصميمية تفسد تجربة ويندوز 11 ولم تُحل حتى الآن

رغم التحديثات المستمرة، فإن نظام ويندوز لا يزال يعاني من عيوبًا تصميمية واضحة بعضها مستمرٌ منذ أكثر من 10 سنوات! دعونا نسلط الضوء على بعضها.
في يونيو 2021، كشفت شركة مايكروسوفت عن نظام ويندوز 11، قبل أن تطلقه رسميًا في أكتوبر من نفس العام. وخلال أكثر من ثلاث سنوات، تلقى النظام العديد من التحديثات، كان آخرها التحديث السنوي 24H2، مما جعله يتطور بشكل ملحوظ مقارنة بالإصدارات السابقة. ورغم التحسينات وإصلاح العديد من المشكلات المزعجة التي واجهها المستخدمون في الإصدار الأول، لا يزال ويندوز 11 يعاني من عيوب تصميمية واضحة. بعض هذه العيوب يعود إلى أكثر من عقد من الزمن، بينما يمتد بعضها الآخر إلى بدايات الألفية! في هذا المقال، سنمر على 6 من هذه العيوب التصميمية التي لا نعرف لماذا لم تتعامل معها مايكروسوفت حتى الآن.
عيوب ويندوز 11

العيوب التصميمية في ويندوز 11

محدودية تخصيص شريط المهام

تخصيص شريط المهام

على عكس الإصدارات السابقة، فإن خيارات تخصيص شريط المهام في ويندوز 11 محدودة، فبعد أن كان باستطاعتك أن تُكبر حجم هذا الشريط أو تنقل شريط المهام إلى مكان آخر على الشاشة، بات الشريط مُثبتًا أسفل الشاشة ولا يوجد خيار آخر. صحيحٌ أنه لا زال بإمكانك نقل أيقونات شريط المهام لليسار بدلًا من المنتصف، لكن هذا ليس كافٍ على الإطلاق.

لا يمكنك وضع شريط المهام في أعلى الشاشة أو على جانبي الشاشة إلا باستخدام أدوات خارجية مثل تعديل Vertical Taskbar for Windows 11 من برنامج Windhawk والذي يضع شريط المهام إلى الجانب الأيسر للشاشة وسيعمل بصورة طبيعية تقريبًا، ومن خلال جزئية Settings في البرنامج يمكن التحكم في حجم شريط المهام كجعله أنحف أو أعرض، كما يحلو لك! أو يُمكنك تغيير مكان شريط المهام في ويندوز 11، لكن الأمر سيتطلب إجراء تعديلات على الريجستري. بشكل عام، لكل فرد ذوقه الخاص، لذا لا نجد سببًا لافتقار ويندوز 11 حتى الآن إلى خيارات التخصيص التي تتيح تعديل شريط المهام.

قسم الاقتراحات في قائمة Start

الاقتراحات في قائمة Start

هلّا أخبرني أحدكم بأهمية قسم "الاقتراحات" Recommended في قائمة Start على ويندوز 11؟ من المفترض أن يعرض هذا القسم اختصارات للملفات التي تتردد عليها كثيرًا جنبًا إلى جنب البرامج المُثبتة حديثًا بحيث يسهل الوصول إليها، لكنه في الواقع يعرض التطبيقات والملفات المفتوحة مؤخرًا، وأحيانًا إعلانات لتطبيقات من متجر مايكروسوفت. نعم، تستطيع تعطيل الإعلانات في الويندوز لكن حتى مع ذلك، يبقى قسم Recommended موجودًا، مما يشغل مساحة يمكن استغلالها بشكل أفضل لعرض مزيد من اختصارات التطبيقات التي يفضلها المستخدم.

لحسن الحظ، توجد طرق لإعادة استغلال هذه المساحة مثل تقليص قسم "الاقتراحات" من خلال إعدادات ويندوز 11 أو حذف قسم Recommended تمامًا كما شرحنا من قبل. لكن نأمل أن توفر مايكروسوفت في المستقبل خيارات أكثر مرونة تتيح استخدام هذه المساحة بطريقة أكثر فائدة، أو على الأقل تمنح المستخدم خيارًا واضحًا لإخفائه تمامًا إذا لم يكن ذا نفع له.

التبويبات في أداة File Explorer

التبويبات في أداة File Explorer

في تحديث Windows 11 22H2، أضافت مايكروسوفت ميزة التبويبات "Tabs" في أداة File Explorer، وهي ميزة طال انتظارها من قبل المستخدمين لتسهيل التنقل بين المجلدات وإدارة الملفات دون الحاجة إلى فتح نوافذ متعددة. من المفترض أن تجعل هذه الميزة تجربة استخدام "مستكشف الملفات" أشبه بمتصفحات الإنترنت، حيث يمكنك فتح عدة مواقع داخل نافذة واحدة، لكن على أرض الواقع جاء تنفيذ مايكروسوفت ناقصًا إذ أدى إلى تجربة استخدام غير سلسة.

المشكلة الأساسية تكمن في أن الملفات والمجلدات لا تُفتح في تبويبات جديدة تلقائيًا عند الوصول إليها من خارج أداة File Explorer، فمثلًا؛ إذا كنت داخل مستكشف الملفات نفسه، يمكنك فتح مجلد جديد في تبويب جديد يدويًا عن طريق تحديده والضغط على مفتاحي Ctrl + T أو بالضغط بزر الفأرة الأيمن على المجلد واختيار Open in a new tab. أما إذا فتحت مجلد من سطح المكتب مثلًا، فستلاحظ أنه يُفتَح في نافذة جديدة تمامًا بدلًا من تبويب في نفس النافذة المفتوحة حاليًا. هذا سيء لأن الهدف من ميزة التبويبات ببساطة هو تقليل عدد النوافذ المفتوحة، لكن طالما أن المجلدات لن تفتح في نفس النافذة تلقائيًا، فما الفائدة؟

إزعاج المستخدمين "بمميزات" لا يريدونها

شاشة الاشتراك في خدمات مايكروسوفت

عند تثبيت ويندوز 11 لأول مرة، يمر المستخدم بشاشة تُسمى OOBE، أو شاشة "التجربة خارج الصندوق" Out Of the Box Experience، وهي الخطوات التي توجهك لإعداد حسابك، وضبط الإعدادات، وربط الجهاز بخدمات مايكروسوفت المختلفة. لا بأس بهذه الخطوة رُغم أنها ليست مفيدة بالنسبة للكثيرين، لكن المشكلة أن مايكروسوفت تستغل هذه التجربة كفرصة لإغراقك بالإعلانات المزعجة لمنتجاتها وخدماتها مثل Game Pass، وحزمة Microsoft 365 المكتبية، وربط الهاتف بـ Phone Link وغيرهما. بل يصل الأمر إلى إجبار المستخدم على نسخ ملفاته احتياطيًا إلى خدمة التخزين السحابي OneDrive.

مَن اقترح على مايكروسوفت التسويق لمنتجاتها بهذه الطريقة؟ قد تكون طريقة ناجحة من حيث عدد الأشخاص الذين سيتعرفون على خدمات الشركة، لكنها لا تحترمهم، خاصةً وأنك إذا رفضت النسخ الاحتياطي لـ OneDrive مثلًا، ستظهر لك شاشة تطلب منك تفعيله عنوة! وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي تثبيت التحديثات التراكمية إلى ظهور المزيد من هذه الرسائل مرة أخرى، لذلك لن تكون حرًا حقًا أبدًا. على أي حال، نأمل أن يتم التخلص من هذه التجربة قريبًا.

عدم تناسق الوضع الداكن

إصلاح الوضع الليلي

طرحت مايكروسوفت "الوضع الداكن" Dark Mode لأول مرة في أواخر عام 2015 مع إصدار ويندوز 10، وهذه الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا، لا سيما وأن الكثير من المستخدمين اعتادوا هذا الوضع مع هواتفهم ناهيك أنه يقلل من إجهاد العين، ويقلل من استهلاك الطاقة، ويمنح النظام مظهرًا أنيقًا. مع ذلك، على الرغم من أن الوضع الداكن موجود بالويندوز منذ 10 سنوات إلى الآن، فإنه لا زال غير متناسق مع واجهة ويندوز 11 حيث لاتزال بعض المناطق في واجهة المستخدم غير متوافقة او تظهر بألوان فاتحة.

يمكنك ملاحظة ذلك عند نقل أي ملف من مجلد لآخر، أو فتح نافذة Control Panel أو Run أو Registry Editor. أو الضغط بزر الفأرة على أي ملف لفتح نافذة Properties، أو تصفح مجلد Fonts أو Windows Tools. كل هذه العناصر لا تزال تظهر بواجهتها البيضاء الكلاسيكية بعد تفعيل الوضع الداكن. لا شك أن تطبيق هذا الوضع على كل عناصر النظام أمر صعب، لكن نحن نتحدث عن 10 سنوات، الأمر دفعنا إلى مناقشة المشكلة باستفاضة في مقال حول إصلاح «الوضع الليلي» Dark Mode في ويندوز 11 نوصي بمراجعته.

واجهة المستخدم القديمة

عناصر واجهة مستخدم قديمة

عند إطلاق ويندوز 11، حاولت مايكروسوفت تقديم تصميم حديث يتناسب مع الإصدار الجديد، وهذا حدث فعلًا، لكنّ الأمر لم يكن شاملًا، فبينما حصلت بعض التطبيقات والعناصر على تصميم جديد وأنيق، بقيت أجزاء أخرى بتصميمها العتيق الذي لم يتغير منذ عقود مما جعل التجربة غير متناسقة، وقد أشرنا إلى ذلك من قبل في موضوع 7 مزايا في نسخ ويندوز القديمة لاتزال موجودة في ويندوز 11.

نتحدث هنا عن أدوات مثل Device Manager و ODBC التي لا زالت تحمل نفس التصميم منذ Windows XP! أما أداة إدارة الأقراص Disk Management، فأيضًا تحمل نفس الواجهة منذ أوائل الألفينات، والشيء نفسه بالنسبة للنوافذ المنبثقة (مثل نافذة Properties). حتى الأدوات التي حصلت على تحديثات لا زالت متأثرة بالتصاميم القديمة، على سبيل المثال، حصل "مدير المهام" Task Manager على مظهر جديد ودعم للوضع الداكن، لكنه لا يزال يعرض العمليات بنفس الطريقة القديمة منذ Windows 8 تقريبًا.

في النهاية، قد تكون هذه العيوب غير مزعجة للبعض، لكنها في نفس الوقت مُنفرة للغاية بالنسبة للبعض الآخر. بعض الأشياء لا يمكن للمعظم تحملها مثل فرض الإعلانات الترويجية من ميكروسوفت وعدم احترام خصوصية المستخدم، بل وإجباره على بعض الأشياء، لذا يجب على الشركة أن تراجع حساباتها في أسرع وقت.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات