زادت شعبية
الذكاء الاصطناعي
بدرجة كبيرة وأصبح الاعتماد عليه شيئًا أساسيًا، إذ يعُد
ChatGPT هدية OpenAI للعالم
التي فتحت الباب على مصراعيه أمام تطور الكثير من النماذج المشابهة الأخرى.
جميعنا نعتمد على "شات جي بي تي" اليوم
ليُنجز لنا الكثير من المهام
بدءًا من صياغة النصوص وحتى توليد الصور – في
النسخة المدفوعة منه
– لكن هناك مشكلة. على الرغم من
فائدة ChatGPT الكبيرة، فإنه نموذج بعيد عن الكمال؛ صحيحٌ أنه الأفضل على الساحة عمومًا، ناهيك أنه
يتطور باستمرار، لكنه لا زال
يخطئ ويقدم معلومات غير دقيقة، بل وأحيانًا مُضللة! OpenAI نفسها تعترف بهذا الأمر وتحذر المستخدمين من
الاعتماد عليه بشكلٍ كامل موضحةً أن نماذج الذكاء الاصطناعي عمومًا يتم
تدريبها على بيانات ضخمة
كتبها البشر أنفسهم، والبشر يُخطئون، بالتالي الذكاء الاصطناعي يكون مُعرضًا
للخطأ. من هنا تبرز أهمية معرفة الطرق المُثلى للتعامل مع ChatGPT عندما يقدم
بيانات مُضللة، ولهذا سنركز في هذا المقال على الخطوات العملية التي يمكنكم
اتخاذها لتصويب الأخطاء المحتملة في ردود ChatGPT.
تصحيح إجابات شات جي بي تي
التصحيح المباشر
أحد أبسط الأساليب لتصويب أخطاء ChatGPT تكون بإخباره مباشرةً بما أخطأ فيه. على
سبيل المثال، إذا طلبت من ChatGPT أن يُعطيك قائمة أفلام ممثلك المفضل ونسي
فيلمًا مُعينًا، فيمكنك إخباره في رسالة تالية أنه أغفل هذا الفيلم. أغلب الظن أن
النموذج سيقوم بالاعتذار على نسيان الفيلم وفي المرة القادمة سيعطيك الجواب الذي
يرضيك. يمكنك استخدام هذه الطريقة بغض النظر عن السيناريو وستحصل على الأجوبة
التي تريدها وذلك لأن الذكاء الاصطناعي يتعلم ليتلافى الأخطاء في المستقبل؛ هذا
من طُرق عمله، فالتصحيح الذي تقدمه لن يظهر لك فقط وإنما لأي شخص آخر يسأل نفس
السؤال، وإن كان الأمر يستغرق بعض الوقت لتتم مراجعته.
في سيناريو آخر، أحيانًا تشعر وكأن ChatGPT يُخطئ بقصد، على سبيل المثال، قد تطلب
منه أن يُنشئ لك صورة تخيلية "لقطة ترتدي قبعة وتجلس على كرسي أمام مدفأة"،
فيعطيك الصورة بدون القبعة رُغم أن الأمر واضح ومباشر. في مثل هذه الحالات قد
ييأس الشخص من النموذج رُغم أن الحل بسيط وهو أيضًا إخبار النموذج بأن يضع القبعة
على رأس القطة وسوف يستجيب في هذه المرة.
اطلب من ChatGPT أن يُبسط الإجابة
أحيانًا يُعطي ChatGPT أجوبة معقدة ليس لها داعٍ، فالسؤال يحتمل إجابة مباشرة لكن
تُفاجئ بأن رد البوت يتضمن مصطلحات يصعب فهمها. قد لا يكون هذا خطئًا بالمعنى
المتعارف عليه، لكن لماذا التعقيد؟ لكي نوضح الصورة: إذا طلبت من ChatGPT أن
يُجيب لك على هذا السؤال: "لديّ دلو سعة عشرة لترات، ودلو آخر سعة خمسة لترات،
وكوب صغير سعته 50 ملليلترًا. كيف أستخدم هذه الأدوات لقياس 50 ملليلترًا من
الماء؟" فقد تُفاجئ بإجابةٍ طويلة مكونة من 5 أو 6 خطوات في حين أن الجواب البسيط
هو: "اسكب الماء في الكوب الصغير حتى الامتلاء كون سعته معروفة وهي الـ 50
ملليلترًا".
لذا، في المرة القادمة التي تحصل فيها على جوابٍ معقد من ChtaGPT، اطلب منه إعادة
الإجابة على السؤال مع شرح الأمر بطريقة أبسط وباختصار بدلًا من طريقة الإسهاب
المُعتاد عليها، وبالتأكيد سيستجيب البوت لمطلبك ويعيد إنشاء رد جديد مُبسط.
تقديم ملاحظات إضافية و"فيدباك"
يوفّر ChatGPT خيارًا لتقييم الإجابات أو "الفيدباك" من خلال أيقونات الإعجاب
وعدم الإعجاب وخانات الملاحظات (في بعض الواجهات). إذا حصلت على إجابة خاطئة أو
غير دقيقة، يمكنك النقر على إحدى هذه الأيقونات لتساعد مطوري OpenAI على تحسين
الأجوبة في الإصدارات المستقبلية، ناهيك أنك قد تساعد ChatGPT على تقديم إجابات
أكثر دقة في المحادثة التالية مباشرة.
في النهاية، ننصحك بعدم الاعتماد على ChatGPT، وبقية نماذج الذكاء الاصطناعي
خصوصًا، لأنها تُهلوس أحيانًا في إجاباتها وإياك أن تسألها بخصوص بعض الأشياء مثل
الاستشارات الطبية أو القانونية. أيضًا لا تُعطيها معلومات شخصية عنك ولا تحاول
الاعتماد عليها أكثر من اللازم في أي شيء. هذه خطوطٌ حمراء!