6 طرق لضمان تغطية إشارة الواي فاي كل أركان المنزل !

أصبحت الحاجة لاتّصال قويّ ومُستقرّ بشبكة الإنترنت ضروريّة هذه الأيّام سواء لإنجاز مهامنا اليوميّة أو للتواصل مع الآخرين أو حتّى للتسليّة. وإذا كُنت تتّصل بالإنترنت من خلال الواي فاي، يُمكنك أن تحظى باتّصال جيّد ومُستقرّ عند تواجدك في المناطق القريبة من الراوتر، ولكنّك قد تُصاب بالإحباط وخيبة الأمل عندما تنتقل إلى بقعة أخرى في المنزل لتكتشف ضعف إشارة الواي فاي أو فقدان الاتّصال بالإنترنت بشكل كامل في ذلك الموقع تحديدًا. يُشار إلى هذه المناطق الواقعة خارج تغطية الواي فاي بمُصطلح «المناطق الميّتة»، وهي مُشكلة شائعة تواجه الكثيرين، لاسيّما في المنازل التي تتكوّن من أكثر من طابق. إذا بحثت على الانترنت فقد تجد الكثير من الحيل المتداولة للتغلّب على ضعف الإشارة، وتقليل المناطق الميّتة قدر المُستطاع في منزلك، مثل حيلة ورق الألومنيوم وغيرها، لكن أيّ هذه الحيل يعمل حقًّا؟! إليك أكثر الحلول فاعليّة لتتمتّع بإشارة واي فاي قويّة قدر الإمكان في جميع أركان منزلك.

في كثير من الأحيان يكون السبب الرئيسيّ لضعف إشارة الواي فاي في أجزاء مُتعدّدة من المنزل هو وضع الراوتر في المكان الخطأ، عندئذٍ يكون خير الحلول هو أبسطها، ويتمثّل في تعديل وضع الراوتر لكي يبثّ الإشارة بشكل متساوي إلى جميع أجزاء منزلك. إنّ اختيار الموقع الأنسب في منزلك لوضع موجّه الإشارة أو الراوتر يتطلّب منك أن تكون على دراية أوّلًا بكيفيّة انتشار إشارة الواي فاي وانتقالها من الراوتر إلى أجهزة الكمبيوتر والهواتف والأجهزة الذكيّة المُختلفة في منزلك.

تحتوي مُعظم أجهزة الراوتر على هوائيّ واحد أو أكثر يبثّ الراوتر من خلاله الموجات الراديويّة الحاملة لإشارة الواي فاي في جميع الاتّجاهات المُحيّطة به، وتبدو هذه الموجات على هيئة دوائر مُتّحدة المركز تنتشر في مستوى شبه أفقيّ عموديّ على الهوائيّ بحيث تكون إشارة الواي فاي أقوى ما يُمكن في الأجزاء القريبة من الراوتر ثُمّ تضعف تدريجيًّا كلّما ابتعدنا عن الراوتر، وهو ما يعني إنّ إشارات الواي فاي تكون موزّعة على الأجزاء المُحيطة بالراوتر، ولا يتمّ توجيهها فقط نحو الأجزاء التي تحتوي على أجهزة.

واستنادًا إلى الحقائق السابقة، نجد أنّ أفضل موقع في المنزل يُمكن أن يصلُح لتثبيت الراوتر هو الموقع المركزيّ الذي يتوسّط جميع المناطق التي يُمكن أن تتواجد فيها أجهزة ذكيّة بحاجة للاتّصال بشبكة الواي فاي، ويكون هذا الموقع أيضًا على ارتفاع يتوسّط المسافة الرأسيّة بين الطوابق في حالة المنازل التي تتألّف من أكثر من طابق. تجنّب تثبيت الراوتر في الأجزاء الطرفيّة من المنزل بالقُرب من النوافذ أو بالقرب من الأجزاء التي لا يُحتمل أن تُوجد فيها أجهزة ذكيّة بحاجة للاتّصال بالواي فاي حتّى لا يتمّ إهدار إشارة الواي فاي عن طريق بثّها في الاتّجاه الخطأ، بينما تظلّ المناطق الأكثر احتياجًا لإشارة الواي فاي خارج التغطية.

في بعض الأحيان يكون من الصعب تعديل وضع الراوتر في المنزل بسبب وجود الكثير من العوائق المُصمتة كالحوائط والأبواب وقطع الأثاث، أو بسبب القيود التصميميّة المُتعلّقة بتمديدات الأسلاك والكابلات. يُمكن لإضافة المزيد من الهوائيّات إلى الراوتر أن يُحدث فارقًا ملموسًا في قوّة إشارة الواي فاي إذا ضُبط وضع الهوائيّات على النحو الصحيح وتمّ توجيهها لكي تبث الإشارة في اتّجاه الأجزاء التي تُعاني من ضعف الإشارة في المنزل. يمكنك الاطلاع على موضوعنا السابق [كيفيّة ضبط الهوائي للراوتر لتقوية إشارة الواي فاي] لمعرفة المزيد بخصوص هذه النقطة.

هُناك حيلة يُمكن أن تُغنيك عن شراء الهوائيّات الإضافيّة وتُمكّنك من إعادة توجيه إشارة الواي فاي نحو المنطقة التي تُعاني من ضعف الإشارة باستخدام ورق الألومنيوم. تنتقل إشارات الواي فاي لاسلكيًّا – كما ذكرنا – باستخدام الموجات الرادويّة الحاملة لها، وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسيّة مثلها مثل موجات الضوء يُمكن أن تنعكس وترتد في الاتّجاه الآخر إذا قابلها سطح عاكس.

كُلّ ما عليك فعله هو إحضار ورقة منحنية من رقائق الألومنيوم، ووضعها خلف جهاز الراوتر في الجهة التي لا نحتاج فيها إلى تغطية واي فاي (بالقرب من النافذة على سبيل المثال)، ومن خلال ضبط انحناء ورقة الألومنيوم يُمكن لسطحها اللامع أن يعكس الموجات الراديويّة الصادرة من هوائي الراوتر ويمنع نفاذها إلى الشارع أو الجانب غير المُستهدف بالتغطية ويُعيد توجيهها بدلًا من ذلك في الاتّجاه الآخر نحو الأجزاء التي تُعاني من ضعف الإشارة في المنزل.

توفّر شبكات الواي فاي للأجهزة اتّصالًا بالإنترنت عن طريق نقل وتبادل البيانات ما بين الراوتر وتلك الأجهزة الذكيّة المُتّصلة به باستخدام موجات راديويّة تقع في النطاق التردّدي ما بين 2.4 جيجا هيرتز و5 جيجا هيرتز من الطيف الكهرومغناطيسيّ، وإشارة الواي فاي ليست النوع الوحيد من الإشارات اللاسلكيّة الذي يُمكن أن يتواجد في ذلك النطاق التردّديّ، فمن المُحتمل أن يحتوي هذا النطاق إشارات لاسلكيّة مُنبعثة من أجهزة أخرى كالهواتف اللاسلكيّة وأفران الميكروويف وحتّى بعض أنواع الإضاءة الذكيّة واللوحات الكهربائيّة. يُمكن لهذه الإشارات اللاسلكيّة في بعض الأحيان أن تتداخل مع إشارات الواي فاي المتواجدة معها في نفس النطاق التردّدي، ويتسبّب هذا التداخل في جعل إشارة الواي فاي أضعف وأقلّ موثوقيّة.

إنّ البحث عن أيّ أجهزة تُرسل إشارات لاسلكيّة قابلة للتداخل مع إشارات الواي فاي في محيط المناطق التي تُعاني من ضعف إشارة الواي فاي في منزلك قد يكون هو مفتاح اللغز والسبيل لمعرفة أسباب المُشكلة. وفي حال عثورك على جهاز يُرسل إشارات لاسلكيّة قابلة للتداخل مع إشارة الواي فاي في مُحيط المناطق ميّتة في منزلك، حاول إيقاف تشغيل الجهاز أو إبعاده ونقله إلى خارج مُحيط النُقطة الميّتة، ثُمّ أعد تفقُّد إشارة الواي فاي في تلك المنطقة، ومن المتوقّع أن تتحسّن قوّة الإشارة في تلك المنطقة إذا كان هذا الجهاز هو مصدر الموجات التي تُسبّب تداخلًا مع الموجات الحاملة لإشارة الواي فاي.

يُمكن أن تفيد الاستعانة بمُكرّرات إشارة الواي فاي (Wi-Fi Extenders) في التغلُّب على النقاط الميّتة في المنازل كبيرة المساحة أو مُتعدّدة الطوابق. يجب أن يوضع جهاز مُكرّر الإشارة في أقرب موقع من النقطة الميّتة تكون فيه إشارة الواي فاي قويّة ومُستقرّة بحيث يتلقّى المُكرّر إشارة الواي فاي من هوائيّات الراوتر ثُمّ يُعيد بثّها إلى مسافة أبعد ممّا يُضاعف من مدى التغطية.

الهدف من استخدام هذا الجهاز هو توسيع مدى تغطية إشارة الواي فاي، وتحسين وصولها إلى مسافات أبعد، بحيث يتلقّى البيانات من الراوتر ثُمّ يُعيد إرسالها لاسلكيًّا إلى مسافة أبعد. ولكن في حال لم يكن متاحًا لديك شراء هذا الجهاز، فيمكنك استخدام أي راوتر قديم لديك ليلعب هذا الدور، كما شرحنا من قبل في موضوع: تفعيل خاصية WDS لربط راوتر براوتر اخر لاسلكيًا.

إذا كانت جميع الحلول السابقة غير فعّالة في تحسين تغطية الواي فاي ولا تزال تُعاني من ضعف إشارة الواي فاي أو غيابها الكامل في منطقة مُحدّدة من منزلك، فمن المُمكن أن يكون اللجوء للاتّصال السلكيّ هو البديل المثاليّ لإحياء تلك المنطقة الميّتة من منزلك، فمن خلال تمديد كابل إيثرنت مُباشرة بين الراوتر وجهاز الكمبيوتر المتواجد في المنطقة الواقعة خارج تغطية الواي فاي في منزلك يُمكنك أن تتمتّع باتّصال سريع ومُستقرّ بالإنترنت يفي بجميع مُتطلّباتك، ويسمح لك بتحميل الملفّات كبيرة الحجم وحتّى تشغيل الألعاب الشبكيّة.

بالإضافة إلى الحلول السابقة، يُعدّ تأمين الراوتر واستخدام كلمات المرور القويّة لحماية شبكة الواي فاي المنزليّة، مع تقليل عدد الأجهزة المُتّصلة بالشبكة قدر الإمكان من الإجراءات الموصى بها دومًا للحفاظ على اتّصال سريع وموثوق بشبكة الإنترنت. كذلك يُمكن لبعض إعدادات الراوتر أن تُساهم في تحسين أداء شبكة الواي فاي، وبالاستعانة ببعض التطبيقات الإضافيّة مثل تطبيقات تحليل الشبكة على سبيل المثال يُمكنك معرفة القناة الأقلّ ازدحاما بالإشارات اللاسلكيّة، ومن ثمّ تقوم بضبط إعدادات الراوتر لكي يُرسل ويتلقّى إشارات الواي فاي عبر القناة الأقلّ ازدحامًا ممّا يضمن اتّصالًا سريعًا ومُستقرًّا بالإنترنت.