يمكن أن تكون عملية تغيير مزود خدمة الإنترنت المنزلي (أو شركة الإنترنت مجازًا) عملية مُرهقة أو مُكلفة، ولكنها في بعض الأحيان تُصبح ضرورةً لا مفر منها. كل شركة إنترنت تقدم خدماتها بمزيج من المزايا والعيوب، والمنطقي أن العيوب إذا زادت عن المميزات فينبغي تغيير الشركة المتعاقد معها فورًا، خاصةً مع وجود بدائل أفضل. هناك العديد من العلامات التي قد تُشير إلى ضرورة تغيير شركة الإنترنت، مثل ضعف الأداء، وأحيانًا أخرى قد تصل إلى مستوى التجسس على خصوصيتك! في هذا المقال سنتحدث عن 10 علامات إذا كانت موجودة – كلها أو بعضها – في خدمة الإنترنت التي تدفع ثمنها، فقد يكون من الأفضل أن تبدأ في البحث عن بديل.
تغيير مزود خدمة الانترنت
بُطء سرعة الإنترنت
جميعنا نعاني أحيانًا من بُطء سرعة الإنترنت، وهذا طبيعي، ما ليس طبيعيًا أن تستمر هذه المعاناة على فترات متكررة تعيق سير العمل والاستخدام اليومي. إذا كانت معظم صفحات الويب تُحمّل في أكثر من ثانيتين ومكالمات الفيديو تُقطّع باستمرار دون وجود سبب واضح (مثل أن يكون هناك تحميلٌ في الخلفية)، فهذا مؤشرٌ واضح لتغيير شركة الإنترنت خاصتك. حاول أن تتأكد من سرعة الإنترنت لديك أولًا باستخدام أدوات والبرامج التي قمنا باستعراضها من قبل. إذا كانت السرعة الفعلية أقل من التي تعاقدت عليها، فهذا دليلٌ آخر ولكن تأكد من أن منطقتك تدعم الكابلات المناسبة كي لا تظلم الشركة!
انقطاع الخدمة المتكرر
سرعة الاتصال بالإنترنت ليست دليلًا على جودة الخدمة إطلاقًا، فقد تصل سرعة الإنترنت لديك من 50 إلى 100 ميجابت في الثانية، لكن لا يوجد وصول إلى الإنترنت أساسًا! إذا كان اتصالك بالإنترنت ينقطع كثيرًا – أو حتى قليلًا – بدون سبب واضح من جهتك، فتواصل مع مزود الخدمة، ربما تكون المشكلة من صندوق الكابلات الخاص بك، وعندها يجب على الشركة أن تحل لك المشكلة أو تنهي تعاقدك معها فورًا. مجددًا، لا بأس بانقطاع الخدمة لصيانة عرضية أو ما شابه، لكن لا تقبل بإنترنت ينقطع كثيرًا بدون سبب.
غياب خدمة العملاء
تعتبر خدمة العملاء الجيدة من الأساسيات التي يجب أن تعتمد عليها أي شركة بشكل عام، وليس شركات الإنترنت فقط. الشركة التي تقدم خدمة عملاء ودعمًا فنيًا جيدًا غالبًا ما تكون واثقة من خدماتها وقادرة على حل مشاكل العملاء والإجابة على استفساراتهم بشكل واضح ومهذب، سواء عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو الدردشة المباشرة أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي. بغض النظر عن وسيلة التواصل مع مزود خدمة الانترنت المتعاقد معه، إذا لم تكن جيدة كفاية ولا تساعد على حل مشكلات الإنترنت لديك، فوفر وقتك وجهدك وابحث عن شركة أخرى للتعاقد معها.
التكلفة المفرطة لخطط الأسعار
هذا العامل نسبي، لكن لماذا قد تشجع الشركات على الاحتكار؟ حتى إذا كان مزود الإنترنت يُعطيك سرعة فائقة، ويتمتع بخدمة عملاء ممتازة، والإنترنت لديه لا ينقطع، فهذا لا يعطيه الضوء الأخضر ليُسعّر الخدمة كما يشاء. من المفترض أن تكون الأسعار منطقية وقريبة من بعضها، وعليه، إذا شعرت أن شركة الإنترنت لديك ترفع السعر بدون داع ولا تقدم خدمة تستحق هذا السعر، فمن الأفضل أن تنظر في البدائل.
البنية التحتية العتيقة
إذا كانت شركة الإنترنت الخاصة بك لا تستثمر في بنيتها التحتية، بل تعتمد على كابلات الـ DSL والكابلات بطيئة السرعة بشكل عام، فإن هذا يعني أنك قد لا تحصل على إنترنت جيد أو مستقر على الإطلاق. الحل بسيط؛ ابحث عن الشركات التي تعتمد على تقنية الألياف البصرية والتي تسعى باستمرار لتطوير بنيتها التحتية لتواكب التغيرات التقنية الكبيرة، وذلك لضمان حصولك على أفضل خدمة ممكنة.
تقييد الاتصال بالإنترنت
يحدث خنق أو تقييد السرعة عندما يقوم مزود خدمة الإنترنت بتقليل سرعة اتصالك عمدًا، لا سيما خلال أوقات الاستخدام المُكثف. ربما لاحظت هذا الأمر سابقًا عند القيام بأنشطة ثقيلة مثل تحميل الأفلام والمسلسلات أو بث الفيديوهات على الإنترنت. لا توجد علامة واضحة تدل على أن مزود الخدمة يخنق اتصالك، لكن يمكنك أن تفعل شيئين لتتأكد (بنسبة كبيرة). الشيء الأول هو إجراء اختبار السرعة عن طريق المواقع المختلفة مثل Speedtest أو Fast.com وفحص سرعات التنزيل والرفع. والشيء الثاني هو استخدام برنامج VPN، إذا تحسنت السرعة هذه المرة، فأغلب الظن أن شركة الإنترنت تتعمد تقييد اتصالك! بالتالي فإن أفضل حل هو التبديل إلى مزود خدمة إنترنت يوفر سرعات ثابتة.
محدودية خطط الاشتراك
أو الباقات غير المناسبة التي لا تلبي احتياجاتك. يُفضل أن تنظر في جميع الباقات التي تقدمها جميع شركات الإنترنت التي يمكنك الاشتراك معها. ابحث عن أفضل باقة من حيث الخدمة مقابل السعر. بالنسبة لمزود الخدمة المُشترك معه حاليًا، إذا وجدت نفسك تدفع مقابل سرعة معينة أو سعة لا تستفيد بها، فقد يكون من الأفضل البحث عن البدائل وتغيير شركة الإنترنت خاصتك.
الرسوم غير المبررة
وهي التكاليف غير المتوقعة التي تفرضها شركات الإنترنت على فواتير العملاء بدون مبرر مقنع أو قيمة حقيقية. تشمل هذه التكاليف الرسوم التي تأتي تحت مسميات مختلفة مثل الرسوم الإدارية أو رسوم الصيانة وتتكرر على فترات دورية قصيرة. مرةً أخرى، قد يكون الأمر مقبولًا في حالات معينة مثل تحديث البنية التحتية أو الصيانات الكبيرة شريطة أن تُعلِمك الشركة بالأمر، لكن أن تُفرض عليك هذه التكاليف فجأة وعلى فترات زمنية قصيرة فهو أمر لا يُنصَح بتقبله إلا إذا كنت سعيدًا بمستوى الخدمة.
ضعف وسائل الحماية والخصوصية
يجب أن يدعم مزود الخدمة بروتوكولات تشفير متقدمة ويستثمر في جدران الحماية وأنظمة كشف التهديدات، فضلًا عن استخدام DNS قوي والتمتع بسياسات عدم الاحتفاظ بالسجلات "No-Logs Policy" احترامًا لخصوصية المستخدمين. يمكنك التأكد من هذه الأمور بمراجعة سياسة خصوصية الشركة وإجراء اختبارات على الـ DNS باستخدام موقع مثل "DNS Leak Test" الذي يُظهر لك الجهات التي تطلع على نشاطك (يجب ألا تظهر أي جهة سوى مزود الإنترنت). بوجه عام، إذا كانت شركة الإنترنت التي تتعامل معها لا تولي اهتمامًا كافيًا بأمان المستخدمين أمام التهديدات الإلكترونية، أو إذا لاحظت شكاوى متكررة من العملاء حول محاولات اختراق أو تسريب للبيانات، فمن الأفضل التفكير في تغيير الشركة. وبالمثل، إذا كانت الشركة معروفة ببيع بيانات المستخدمين لأطراف خارجية أو تتبع سياسة خصوصية غامضة، فإن الاستمرار معها قد يكون مخاطرة غير مبررة.
السُمعة السيئة
أخيرًا، إذا كانت هناك شكاوى متكررة من الجميع بشأن شركة معينة، فهذا مؤشر قوي على وجود مشكلة ما، قد تكون خافية عليك حاليًا. ربما تتعلق هذه المشكلة بالخصوصية، الأمان، جودة الخدمة، أو دعم العملاء، أو ربما بنقاط أخرى لم يتم التطرق إليها في هذا المقال. من غير المنطقي أن يجتمع الكثيرون على انتقاد خدمة ما وتكون هذه الخدمة جيدة بالفعل. ومع ذلك، لا تتسرع في الحكم، فقط تحسس مسدسك!
في النهاية، يمكننا أن نقول إن مزود خدمة الإنترنت المثالي هو الذي يجمع بين عدة عوامل أساسية: سرعة إنترنت عالية وموثوقة تناسب احتياجات المستخدمين المختلفة، خدمة عملاء مُرضية، سياسات حماية وخصوصية واضحة، أسعار معروفة لا تزيد لأسباب غير منطقية، بُنية تحتية قوية، وأخيرًا سُمعة جيدة في السوق.