5 أنواع من المواقع قضى عليها روبوت ChatGPT

غير ChatGPT الكثير من قواعد وأساسات استخدام الإنترنت، حيث أثر على الكثير من أنواع المواقع. ونستعرض هنا 5 من هذه المواقع التي صار يهدد وجودها.
تتصدر روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها ChatGPT، مشهد الإنترنت اليوم. معظمنا تقريبًا بات يعتمد على روبوت الدردشة هذا تحديدًا، المُطور من قِبل شركة OpenAI، في كل شيء بداية من البحث عن المعلومات البسيطة وحتى تنفيذ المهام المعقدة مثل تحليل البيانات. المميز بشأن ChatGPT ليس فقط قدرته على تقديم إجابات سريعة ودقيقة، بل أسلوبه التفاعلي الذي يجعل المُستخدمين يأنسونه ويتعمقون معه حتى في المواضيع الشخصية. أدى هذا الاستخدام المُفرط لـ ChatGPT – وغيره من روبوتات الذكاء الاصطناعي – إلى تغيير قواعد استخدام الإنترنت وبات يُهدد أهم المواقع والخدمات التي نستخدمها منذُ وعينا على شيء اسمه إنترنت أساسًا. وفيما يلي نلقي الضوء على تأثير ChatGPT على بعض أنواع المواقع الإلكترونية.
روبوت ChatGPT

مواقع يهدد ChatGPT وجودها

مواقع الأسئلة والأجوبة المُخصصة للبرمجة

شهدت هذه النوعية من المواقع، مثل موقع Stack Overflow الذي كان الوجهة الرئيسية للمبرمجين، انخفاضًا كبيرًا في عدد الزيارات بعد ظهور ChatGPT. في السابق، كان المُبرمجون يلجؤون إلى الموقع المذكور لطرح أسئلتهم وانتظار إجابات أقرانهم المُهتمين بالبرمجة. أما اليوم، فالوضع تغير تمامًا حيث يفضل الكل تقريبًا أن يسأل ChatGPT مباشرة ويحصل على جوابٍ أسرع وأدق – غالبًا – والأهم من ذلك أكثر تفاعلية. كمبرمج، لماذا أطرح سؤالًا وأنتظر الجواب الذي قد يكون ناقصًا أو غير واضحٍ فأطرح سؤالًا آخر وأنتظر الرد، وهكذا، بينما يُمكنني أن أفعل ذلك وأحصل على عددٍ لا نهائي من الأجوبة في التو واللحظة؟

الجدير بالذكر أن انخفاض الزيارات لا يعني أن موقع Stack Overflow أو غيره من المواقع ستُغلق، ولكنه أمرٌ يستوجب مرونةً وتقديم محتوى أكثر تخصصًا وتميزًا عما يقدمه ChatGPT أو غيره من روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي. لا شك أن هذه مهمة صعبة للغاية، ولكنها لسوء الحظ الحل الوحيد الآن تقريبًا.

مواقع ترجمة النصوص

بينما تعتمد خدمات الترجمة المعروفة كـ Google Translate و Microsoft Translate و DeepL على الذكاء الاصطناعي خلف الكواليس للترجمة السياقية للجُمل والفقرات، إلا أنها قد تقصر في حالات معينة، خاصةً عند ترجمة النصوص والمستندات الطويلة، حيث تظهر الترجمات الحرفية وتُترك بعض المصطلحات دون ترجمة أصلاً. لذلك ظهر ChatGPT كحل بديل فعّال يمكن الاعتماد عليه لجميع أنواع الترجمة، من النصوص الفردية إلى المستندات والنصوص المكتوبة على الصور وحتى ترجمة المناقشات في الوقت الفعلي.

تكمن قوة ChatGPT في قدرته على التفاعل الحواري، مما يتيح للمستخدم أن يطلب إعادة ترجمة مصطلحات محددة وشرح معانيها بعمق، أو تكييف الترجمة لتناسب لهجات مختلفة، وهكذا. الاستخدامات في هذا السياق كثيرة لكن النتيجة دائمًا ما تسفر عن ترجمات متسقة ومفهومة، متفوقة في معظم الأحيان على خدمات الترجمة التقليدية.

محركات البحث

تواجه محركات البحث اليوم خطرًا حقيقيًا بسبب ChatGPT الذي سهل الوصول للمعلومات، سواء كانت بسيطة أو معقدة، لا سيما بعد إطلاق محرك بحث ChatGPT Seach وميزة البحث على الإنترنت. قبل ظهور روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي كان العثور على المعلومات يتطلب زيارة عدة صفحات ويب والتنقيب فيها للوصول إلى ما تحتاجه. أما اليوم، وفي ثوانٍ معدودة، يمكنك أن تحصل على أعمق المعلومات بإجاباتها المختلفة.

مرةً أخرى، الفكرة في تميز ChatGPT أنه تفاعلي ويستطيع تعديل إجاباته إن لم تكن دقيقة، وكل ذلك بأن تقول له "ليس هذا ما قصدته، وإنما كذا قصدت كذا". شيء آخر يميز ChatGPT عن محركات البحث أنك تستطيع التواصل معه بأي لغة وبأي طريقة وسيفهمك، أما Google وأشباهه، فيلزمك أن تكون دقيقًا وتعرف كيفية الحصول على أفضل نتائج بحثية.

منصات التعليم الإلكتروني

هذه النقطة واضحة، وشخصيًا أتمنى لو كانت روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي، وتحديدًا ChatGPT، موجودة وقتما كنت طالبًا. مَن مِن الطلاب أو مُريدي العلم لا يستخدم ChatGPT اليوم؟ نظرًا لأن الجميع يستخدمه تقريبًا، فالإقبال على منصات التعليم الإلكتروني المختلفة مثل Khan Academy وCoursera قد تأثر بشكلٍ أو بآخر. ما يميز ChatGPT عن هذه المنصات هي مرونته العالية وقدرته على تبسيط أعقد المعلومات. تستطيع سؤاله عن أي شيء مهما كان مُعقدًا وسيجيبك خطوةً بخطوة مُستشهدًا بأمثلة عملية. ستشعر أنك تجلس مع مُعلمٍ لا يضاهي معرفته الموسوعية شيء مما يجعل التعليم أكثر متعة وجاذبية.

الموسوعات الإلكترونية

تأثرت الموسوعات الإلكترونية، مثل ويكيبيديا والموسوعة البريطانية بريتانيكا وغيرهما، بنماذج الذكاء الاصطناعي بشكلٍ لا يمكن إنكاره. فنموذجٌ مثل ChatGPT يقدم محتوى مُخصص يتوافق مع اهتمامات واحتياجات المستخدمين بدقة منقطة النظير. بالإضافة إلى ذلك، يُعطي نموذج OpenAI الخارق إجابات فورية ومباشرة يمكن اختصارها أو العكس. وأخيرًا وليس آخرًا، بات ChatGPT قادرًا على الإتيان بالمصادر مما دق المسمار الأخير في نعش الموسوعات الإلكترونية، على الأقل بالنسبة للكثيرين.

الخلاصة: أغنى ChatGPT الكثيرين عن أهم المواقع الإلكترونية التي كانت ولا زالت تُشكل أساس الإنترنت بشكلٍ أو بآخر. الفكرة كلها تكمن في معرفة كيفية استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لأن استخدامها بطريقة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى كوارث، فهي إلى يومنا هذا تؤلّف وتحرّف وتضلل، وبالتالي فإن الاعتماد الكلي والأعمى عليها خطأ فادح.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات