ستجعل بطاقات SIM العادية تندثر.. 4 مزايا ترجح كفة شرائح eSIM

ظهرت شريحة الاتصالات المُدمجة eSIM (اختصارًا لـ embedded SIM) قبل بضع سنوات، وتحديدًا في عام 2012 من قِبل منظمة GSMA وقد تناولنا من قبل كيف تختلف عن شريحة SIM العادية. ولعل أبرز الاختلافات انه وعلى عكس بطاقات الـ SIM التقليدية، فإن شريحة الاتصالات المُدمجة لا يكون لها وجود ماديّ، وإنما تكون مُدمجة أو مدعومة داخل اللوحة الأم للجهاز سواء كان هاتفًا ذكيًا أو ساعة ذكية أو جهازًا لوحيًا.

ويتم برمجة الـ eSIM عن بُعد عبر الاتصال بالإنترنت، مما يسمح بالتبديل بين الشبكات ومزودي الخدمة بسهولة دون الحاجة إلى تبديلها فيزيائيًا. وللحصول على هذه الشريحة، فإن كل ما يجب أن تفعله هو التأكد من توافق جهازك معها والتواصل مع مزوديها في البلد المُقيم بها. مع الأسف، لا تعمل هذه الشرائح في جميع دولنا العربية حتى الآن، لكن الوضع سيتغير في السنوات القليلة المُقبلة نظرًا لفوائد الـ eSIM الكثيرة والتي سنشارككم أهمها خلال هذا المقال.

في حالة بطاقات الـ SIM التقليدية، يمكن بسهولة إزالة الشريحة المادية من الجهاز إذا فُقد أو سُرق، وهذا يفتح الباب أمام بعض الأشخاص للوصول إلى رقم هاتفك واعتراض الرسائل النصية أو تجاوز وسائل المصادقة الثنائية، وبالتالي اختراق حساباتك البنكية أو حساباتك على مختلف التطبيقات. على الجانب الآخر، لا يمكن سرقة بطاقات الـ eSIM لأنها ببساطة ليست شيئًا ماديًا كما شرحنا، وإنما عبارة عن ملف تعريفي رقمي يحتوي على معلومات اشتراكك مع مزود الخدمة.

لنفترض أن جهازك الذي يحتوي على شريحة eSIM قد سُرق – لا قدر الله – وأنه لم يكن مؤمّنًا بوسيلة حماية أو أن السارق استطاع كسر هذه الوسيلة بطريقة ما. في حالة بطاقات الـ SIM العادية، إذا كان الهدف اختراقك، فالسارق سينزع شريحة الاتصالات على أقل تقدير، أما في حالة الـ eSIM، فلن يستطيع السارق أن يستغلها بأي طريقة، وذلك لأن هذه الشرائح المُدمجة تتيح لك تعطيلها فورًا بمجرد مسح بيانات الهاتف.

 ولكن كيف تمسح بيانات هاتفك المسروق بالفعل؟ يُمكنك أن تفعل ذلك باستخدام تطبيق "Find My" للآيفون أو "Find My Device" للأندرويد. بدلًا من استخدام التطبيقين المذكورين، فإن بعض بطاقات الـ eSIM تأتي بتطبيقات مُخصصة تتيح لك تعطيلها عن بعد. كذلك تستطيع التواصل مع مزود الخدمة مباشرة وما أن يتأكد من هويتك، سيُعطّل بطاقة الاتصالات الافتراضية هذه مباشرةً.

لطالما كانت شرائح الاتصالات التقليدية عُرضة للهجمات الإلكترونية مثل الـ SIM Swapping. في هذا الهجوم، ينتحل الشخص هوية المالك ويقنع مزود خدمة الاتصالات بطريقة أو بأخرى أنه صاحب البطاقة ليحصل على SIM جديدة بنفس الرقم الضحية. بمجرد الحصول على الشريحة الجديدة، سيستطيع الشخص أن يعترض رموز التحقق الثنائية ورسائل المصادقة (OTP) ويخترق جميع الحسابات المرتبطة بالرقم.

على الجانب الآخر، تتمتع بطاقات الـ eSIM ببروتوكولات تحقق صارمة تشمل "التحقق المتعدد" Multi-Factor Authentication الذي يتطلب إثبات الهوية عبر خطوات متعددة مثل إرسال رموز التحقق إلى البريد الإلكتروني ورقم الهاتف معًا، و"التحقق الشخصي" In-Person Verification الذي يتطلب من المستخدم التوجه إلى أحد مراكز الخدمة لتقديم إثبات شخصية لإجراء أي تغييرات تتعلق بالشريحة. كل هذه الأمور تُصعب من استهداف بطاقات الـ eSIM وتجعل اختراقها شبه مستحيل.

عند السفر دوليًا، غالبًا ما يُضطر المسافرون لاستبدال شريحة الـ SIM الخاصة بهم بشريحةٍ محلية لتجنب التكاليف المرتفعة للتواصل الدولي. مشكلة هذه العملية أنها تنطوي على مخاطر متعددة منها احتمالية فقدان الشريحة الأصلية أو تعرضها للتلف، ناهيك أنها قد تتعطل إذا لم تستخدم لفترات طويلة. تزيل الشريحة المُدمجة "eSIM" هذه المخاوف كونها تسمح للمستخدمين بتنزيل وتفعيل ملفات الاتصال بمشغل الخدمة المحلي عن بُعد، حتى قبل الوصول إلى الدولة غالبًا. بالتالي، لن تُضطر إلى تبديل الشريحة يدويًا وستضمن حمايتها وسلامتها بغض النظر عن الدولة التي أنت فيها شريطةً أن تدعم بطاقات الـ eSIM أصلًا.

ختامًا، توفر شرائح الاتصالات المُدمجة حلولًا مُبتكرة تفتقر إليها بطاقات الـ SIM التقليدية، وذلك على مستوى الأمان أو سهولة الاستخدام. فهي تُلغي مخاطر الفقد والسرقة، وتُمكنك من التحكم بها عن بعد في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى تعزيزها لخصوصية المستخدمين عبر بروتوكولات التحقق الصارمة، والتمتع بدرجة عالية من المرونة تتيح لك الاستفادة منها بسهولة في أي دولةٍ تدعمها في العالم. بانتظار توفر شرائح الـ eSIM في دولنا العربية والاستفادة من مميزاتها الكثيرة.