6 ممارسات يجب تجنبها لعمر افتراضي أطول للكمبيوتر

نسرد مجموعة من المُمارسات الشائعة الخاطئة التي يُمكن أن تُضرّ بالكمبيوتر وتقلّل من العمر الافتراضيّ له.
عندما تُقرّر شراء أو تجميع كمبيوتر جديد، فقد يُكلّفك الكثير من المال، ليس لكي تضمن لك المواصفات العالية للمكوّنات التي اخترتها أن تتمتّع بالأداء التقنيّ المنشود فقط، وإنّما للحصول على قطع مصنوعة من خامات عالية الجودة ومن شركات ذات سُمعة طيّبة في الأسواق التقنيّة، ممّا يضمن في معظم الأحوال عُمرًا افتراضيّا أطول للكمبيوتر. لا شكّ أنّك تتمنّى لجهازك أن يستمرّ في العمل بكفاءة لأطول وقت مُمكن قبل أن تُصبح بحاجة إلى صيانته أو حتّى الاستغناء عنه نهائيًّا وشراء آخر جديد. لكن ليست هذه هي الشروط الوحيدة للحصول على عُمر افتراضيّ أطول. في الواقع هُناك العديد من العوامل الأخرى التي يُمكن أن تؤثّر على عمر الكمبيوتر، فالاستخدام الخاطئ وعدم التعامل مع الجهاز بشكل سليم يُمكن أن يُقلّل من كفاءته ويؤثّر بالسلب على عُمره الافتراضيّ. وفي هذه المقالة نسرد مجموعة من المُمارسات الشائعة الخاطئة التي يُمكن أن تُضرّ بالكمبيوتر وتقلّل من العمر الافتراضيّ له.
الحفاظ على الكمبيوتر

ممارسات تقلل عمر الكمبيوتر

استخدام طُرق غير مُناسبة لتبريد الجهاز

كيسة كمبيوتر على سطح صلب

أي قطعة هاردوير داخل الكمبيوتر تحتوي على دوائر كهربيّة، يكون تشغيلها بطبيعة الحال مصحوبًا بتوليد بعض الحرارة. لا تُشكّل هذه الحرارة المتولّدة خطورة كبيرة على سلامة القطعة ما دامت في الحدود المسموح بها، على حين يُعتبر الارتفاع المُفرط في درجة الحرارة بمثابة العدو الأوّل للأجهزة والقطع الإلكترونيّة، والذي قد يؤدي إلى إتلافها. تعتمد أجهزة الكمبيوتر عادةً على طُرق تبريد عديدة مثل المراوح وفتحات التبريد والمُشتّتات الحراريّة لخفض حرارة العتاد الداخلي، وتكون الحرارة الناتجة عن تشغيل المكوّنات في الحدود المسموح بها طالما كانت أنظمة التبريد تعمل بمُعدّلات كافية لتشتيت هذه الحرارة.

ومع هذا تظلّ هناك بعض المُمارسات الخاطئة التي يُمكن أن تُقلّل من كفاءة التبريد.

فمثلًا، يُمكن أن يُؤدّي وضع الكمبيوتر في بيئة حارّة سيّئة التهوية أو وضعه على سطح أملس غير مستوي أثناء التشغيل إلى سدّ فتحات التبريد الجانبيّة فيقلّ تدفق الهواء إلى داخل الكمبيوتر، ويقلّ معه مُعدّل التبريد، خاصّة إذا فشلت المراوح في العمل بسرعة أكبر لتعويض نقص التهوية، وبالتالي يتعرّض الجهاز لخطر ارتفاع الحرارة المُفرط، والذي قد يتسبّب في إتلاف المكونات بشكل دائم، لذلك يُنصح دائمًا باستخدام الكمبيوتر في أماكن جيّدة التهوية ووضعها على سطح صلب مستوي والتأكّد من عدم وجود أيّ جسم صلب يسدّ فتحات التبريد الجانبيّة ويمنع تدفّق الهواء إلى داخل الجهاز.

إهمال تنظيف فتحات التهوية بصورة دوريّة

فلاتر مراوح الكيسة

يُشكّل تراكم الغبار والأتربة في الأجزاء الداخليّة للكمبيوتر سببًا آخر من أسباب فشل التبريد، وبالتالي الارتفاع المُفرط في درجة حرارة مكوّنات الكمبيوتر أثناء التشغيل، إذ تتسبّب ذرّات الغُبار والأتربة الموجودة في الهواء أو على الأسطح المُختلفة في سدّ فتحات التبريد الجانبيّة وإعاقة تدفّق الهواء إلى داخل الجهاز، كما يُمكن أن يؤدّي الاحتكاك بين ذرّات الغبار وجسم مراوح التبريد الداخليّة إلى إعاقة حركة المراوح والحد من كفاءتها ممّا يُقلّل من مُعدّل تبريد الجهاز.

تأتي مُعظم الكيسات الحديثة للحواسيب المكتبية مزوّدة بفلاتر هدفها الرئيسيّ هو التخلّص من الغبار والأتربة ومنع تراكمها حول المراوح والأجزاء الداخليّة الأخرى. تكون هذه الفلاتر عبارة عن شبكات خفيفة قابلة للإزالة بحيث يُمكن إخراجها وتنظيفها ثُمّ إعادة تركيبها مرّة أخرى.

ويُعتبر تنظيف فلاتر الغبار في الكمبيوتر بصورة دوريّة وسيلة فعّالة للحصول على مُعدّلات تبريد كافية والحفاظ على درجة حرارة المكوّنات الداخليّة للكمبيوتر في الحدود الآمنة، وبالتالي إطالة العُمر الافتراضيّ للكمبيوتر، لذلك يُنصح بإزالة فلاتر الغبار وتنظيفها على فترات مُنتظمة كُلّ شهرين أو كُلّ بضعة أشهر على الأكثر.

الاستخدام الخاطئ للهواء المضغوط

استخدام الهواء المضغوط

إلى جانب الفلاتر، هُناك طُرق عديدة لتنظيف الأجزاء الداخليّة للكمبيوتر وتفادي تراكم الغبار والأتربة داخلها. يُمكن أن تحتوي ذرّات الغبار والأوساخ المُتسلّلة إلى داخل عُلبة الكمبيوتر مزيجًا من الأتربة ودُخّان السجائر وفضلات الحشرات وشعر وفراء الحيوانات المنزليّة والكثير من الموادّ الأخرى التي يكثر تواجدها في بيئة المُستخدم.

وسبق أن أوضحنا في الفقرة السابقة كيف يُمكن أن يتراجع أداء الكمبيوتر ويقلّ العمر الافتراضيّ لمكوّناته إذا لم تتمّ إزالة هذه الأتربة والأوساخ وتنظيف الكمبيوتر منها، غير أنّ استخدام الطريقة الخاطئة في التنظيف وإزالة الغبار والأتربة من الأجزاء الداخليّة للكمبيوتر يُمكن أن يتسبّب أيضًا في الإضرار بالكمبيوتر وتقليل العُمر الافتراضيّ لمكوّناته. يستخدم مُعظم التقنيين المُتمرّسين أشياءًا مثل فُرش الطلاء والـ Microfiber وأجهزة إزالة الغبار والهواء المضغوط. يُعتبر هذا الأخير سلاحًا ذو حدّين، وعلى الرغم من فاعليّته في التخلُّص من الغُبار، فإنّ استخدامه بطريقة خاطئة يُمكن أن يتسبّب في إلحاق الضرر بالمكونات والتسبّب في تآكلها بصورة أسرع. 

يحتوي الهواء المضغوط على قطرات صغيرة من بُخار الماء السائل بداخله سواء كُنت تستخدم هواءًا مضغوطًا مُعلّبا أو تستخدم ضاغطًا مُخصّصًا لدفع الهواء الموجود بالبيئة المُحيطة، والتي عادةً ما تكون بها درجة من الرطوبة. في كلتا الحالتين سيحتوي الهواء المضغوط على كمّية صغيرة من السائل، ولكنّها ما إن تتغلغل داخل الدوائر الكهربيّة يُمكن أن تُسبّب اضرارًا بالغة قد تصل إلى إتلاف اللوحة الأمّ بشكل دائم.

لذلك لا يُنصح باستخدام الهواء المضغوط سوى لتنظيف الأجزاء غير الإلكترونيّة فقط مثل الكيسة والمراوح، مع الحرص على تثبيت المراوح وعدم تركها حُرّة الحركة أثناء دفع الهواء المضغوط. وفي حالة استخدام الهواء المضغوط المُعلّب، يُنصح دائمًا بالإبقاء على العلبة في وضع مستقيم، وعدم إمالتها لتجنّب تدفّق قطرات السائل مع الهواء المضغوط إلى داخل المكوّنات الإلكترونيّة.

عدم استخدام جهاز UPS

جهاز UPS

تُعتبر الأجهزة والقطع الإلكترونيّة أجهزة حسّاسة للغاية لأيّ تغيّر في جودة ومستوى الطاقة المُستخدمة في تغذيتها. وعادةً ما يكون انقطاع التيّار الكهربائيّ مصحوبًا بتغيّرات مُفاجئة في الجُهد ممّا يُمكن أن يؤثّر على سلامة الدوائر الكهربائيّة في الأجزاء والقطع الإلكترونيّة.

لذلك يُعدّ استخدام جهاز UPS أمرًا لا غنى عنه إذا كُنت تمتلك كمبيوتر يحتوي على مكوّنات باهظة الثمن يُمكن أن يؤدّي عدم استقرار الطاقة والتغيّر غير الآمن في خرج الجهد إلى تناقص كفاءتها وتلفها بالتدريج.

تُعدّ البطّاريّات القابلة لإعادة الشحن هي النوع الأكثر شيوعًا في وحدات الـ UPS، ويُمكن أن تكون هذه البطّاريّات من نوع أيون الليثيوم، وعادةً ما تأتي مع شواحن ومقوّمات تيّار لتحويل التيّار المُتردّد الآتي من مصدر الكهرباء الأساسيّ إلى تيّار مُستمرّ يتمّ اختزانه داخل البطّاريّة القابلة للشحن، وعاكس تيّار لإعادة تحويل التيّار المُستمرّ المُختزن داخل البطّاريّة إلى تيّار مُتردّد لكي توفّر مسارًا بديلًا ومصدرًا احتياطيًّا مُستقرًّا للطاقة في حالة انقطاع التيّار الكهربائيّ الأساسيّ.

تجاهل تحديث النظام

تحديثات ويندوز 11

تهتمّ الشركات المُطوّرة لأنظمة التشغيل، مثل مايكروسوفت، بإصدار تحديثات دوريّة لأنظمتها تهدف عادةً إلى إصلاح المشاكل وسدّ الثغرات الأمنيّة التي يتمّ اكتشافها، والتي يُمكن أن تسمح بتسلّل البرمجيّات الخبيثة والفيروسات إلى جهازك بكُلّ ما يُمكن أن تحمله هذه البرمجيّات من تهديدات أمنيّة ومخاطر تبدأ من تسريب بياناتك إلى جهات وأشخاص غير معلومين، أو تغيّر أداء الجهاز، وقد تصل إلى حدّ فشل التشغيل وتوقّف جهازك عن العمل كُلّيًا.

تتسبّب بعض أنواع الفيروسات والبرمجيّات الخبيثة في إجبار المُعالجات ومكوّنات الكمبيوتر الأخرى على العمل بمُعدّلات أكبر وبذل جهد إضافيّ لمُعالجة المزيد من البيانات الإضافيّة، وهو ما ينتج عنه بطبيعة الحال توليد المزيد من الحرارة أثناء التشغيل ممّا يؤدّي إلى ارتفاع حرارة الجهاز بشكل مُفرط، فيقلّل من عُمرها الافتراضيّ ويجعلها تتآكل بوتيرة أسرع.

يرتكب بعض المُستخدمون خطأً فادحًا عندما يقومون بتجاهل الإشعارات التي تحثّهم على تثبيت تحديثات النظام، على حين يُساعد تثبيت تحديثات النظام باستمرار إلى جانب تثبيت برنامج مُكافحة فيروسات قويّ، على تفادي خطر الإصابة بالفيروسات والبرمجيّات الخبيثة، وبالتالي يُحافظ على سلامة مُكوّنات الجهاز لأطول فترة مُمكنة.

كسر السرعة دون معرفة كافية

كسر السرعة

أكّدنا مرارًا أنّ الحرارة المُفرطة تُعتبر بمثابة العدو الأوّل للأجهزة الإلكترونيّة، وأنّ أيّ جهد إضافيّ يستهلك المزيد من الطاقة يُصاحبه بالضرورة توليد المزيد من الحرارة، أيّ أن القيام بنشاط عالي الأداء مثل تشغيل لعبة ثقيلة يُؤدّي بطبيعة الحال إلى سخونة مكوّنات الكمبيوتر أكثر من القيام بنشاط خفيف مثل تشغيل برنامج Word أو تصفّح الويب.

يلجأ بعض المُستخدمين في بعض الأحيان إلى تحسين أداء الكمبيوتر من خلال "كسر السرعة"، وهي خطوة خاطئة لا يجب الإقدام عليها والعبث بإعدادات الجهاز إلّا إذا كُنت على دراية كافية وتمتلك المعرفة المُناسبة لذلك. إذ يأتي هذا التحسُّن في الأداء مصحوبًا باستهلاك قدرًا أكبر من الطاقة وتوليد حرارة إضافيّة من المُحتمل أن تفشل مراوح الجهاز ومُبدّدات الحرارة وفتحات التهوية في التخلّص منها للإبقاء على حرارة المكوّنات في الحدود الآمنة، وهو ما يُعجّل بتلف الكمبيوتر بمرور الوقت.

هُناك الكثير من المُمارسات الخاطئة الأخرى التي يُمكن أن تُساهم في تراجع كفاءة الكمبيوتر وتلفّ مكوّناته بشكلٍ أسرع. الآن يجب عليك مُراجعة مُمارساتك اليوميّة في التعامل مع الكمبيوتر، فحتّى إذا اخترت له مكوّنات تتمتّع بمتانة ميكانيكيّة عالية، تذكّر ضرورة التعامل معها بالكيفيّة المُناسبة والحرص على اتّباع قواعد الاستخدام الصحيحة لها. تجنّب أمور مثل استخدام أدوات مُسنّنة أو حادّة أو استخدام الماء لتنظيف الكمبيوتر من الداخل، أو وضع أكوام من الورق والأشياء الثقيلة على سطح الجهاز. إنّ الالتزام بالعادات السليمة في استخدام الكمبيوتر يُمكن أن يُجنّبك الكثير من الخسائر على المستوى المادّي والتقنيّ ويُجنّبك دفع المزيد من المال.
يارا فاروق
يارا فاروق
مهندسة كهرباء وكاتبة محتوى تقني بخبرة تزيد عن 6 سنوات، مهتمة بمجال التقنية، حصلت على خمسة جوائز من مؤسسة ويكيميديا في مسابقات كتابة المحتوى.
تعليقات

احدث المقالات