أصبح
استخدام وحدات SSD
أكثر شيوعًا اليوم بعد تراجع استخدام هاردات HDD الأكبر حجمًا رغم انها ما زالت
جيدة لبعض الأغراض كما تناولنا في موضوع «متى يكون شراء هارد HDD افضل من SSD» لكن حاليًا تأتي مُعظم أجهزة الكمبيوتر، ولاسيّما المُخصّصة للألعاب،
مزوّدة بـ SSD
سواء كوحدة تخزين رئيسية أو
إضافيّة إلى جانب HDD
الأساسيّ. السبب واضح للجميع وهو ان الـ SSD أسرع وأصغر حجمًا وأقلّ عرضة للتلف.
ورغم ذلك، فإنّ العيب الرئيسيّ في وحدات SSD يتمثّل في
سعاتها التخزينيّة المحدودة
وتكلفتها المُرتفعة. على سبيل المثال، يُمكن أن تساوي تكلفة HDD تبلغ سعته 4
تيرابايت تقريبًا نفس تكلفة SSD يتمتّع بسعة قدرها 1 تيرابايت فقط. يؤثّر عامل
التكلفة بطبيعة الحال على اختيار المُستخدم عند الحاجة
لشراء لابتوب أو تجميع كمبيوتر
أو ترقية وحدة التخزين القديمة، فتكون
سعة الـ SSD
التي يُمكن الحصول عليها محدودة بمقدار ما يُمكن دفعه من المال لهذا الغرض.
ولأنّ السعة الأكبر يُمكن أن تكُلّف الكثير من المال، بينما نحن لا نحتاجها
حقًّا، كما أنّ السعة الأقلّ يُمكن أن تكون مضيعة للمال إذا لم تكن كافية لأداء
الغرض المطلوب منها ممّا قد يضطرّنا إلى دفع أموال إضافيّة
لشراء هارد خارجي. من هنا تظهر أهمّية معرفة سعة التخزين المُناسبة لنا قبل
اقتناء SSD جديد، لذلك، نتعرّف سويًّا في السطور التالية على كيفيّة اختيار مساحة الـ SSD
المثالية.
المساحة المناسبة للـ SSD في الكمبيوتر
ما هي وحدات SSD أصلاً ؟
على عكس هاردات HDD التقليدية التي تستخدم ذراعًا ميكانيكية لكتابة وقراءة
البيانات على أقراص مغناطيسيّة تدور بسرعات عالية، لا تحتوي وحدات SSD على أيّ
أجزاء مُتحرّكة، بل تتكوّن من وحدة تحكُّم تتّصل بمجموعة
ذواكر فلاش من نوع NAND، وهي عبارة عن شبكة من الرقائق
المصنوعة من السيليكون
التي ترتبط ببعضها البعض وتستخدم عددًا من ترانزستورات البوابة العائمة (FGTs)
التي تحتفظ بالبيانات في صورة شحنات الكهربائيّة، بحيث تحتوي كُلّ خليّة FGT على
بت واحدة من البيانات تُساوي قيمتها 1 في حالة الخليّة المشحونة، وتساوي قيمتها
صفرًا في حالة الخلية غير المشحونة، ومن ثَمّ يُمكنها تخزين البيانات حتّى عندما
لا تكون مُتّصلة بمصدر للكهرباء.
وترتبط سعة التخزين في الـ SSD ارتباطًا وثيقًا بعدد الخلايا، فكلما ازداد عدد
خلايا الذواكر الوميضية في الـ SSD، ازدادت سعته التخزينية. وبسبب هذا التكوين
المُعقّد، تكون تكلفة هذه الوحدات مُرتفعة مُقارنةً بهاردات HDD.
كيفيّة اختيار سعة SSD المناسبة
تتوقّف سعة الـ SSD المُناسبة على كيفيّة استخدام جهاز الكمبيوتر ومُتطلّبات كُلّ
مُستخدم. تتنوّع السعات التخزينية لتلك الوحدات المتوفّرة في الأسواق لتبدأ من 32
جيجابايت وقد تصل إلى 4 تيرابايت، وعلى الرغم من ذلك التنوّع، نجد الفوارق
السعريّة بينها تتفاوت تفاوتًا كبيرًا من سعة لأخرى.
مساحة 64 جيجابايت: محدودة للغاية
في جميع الأحوال لا ينبغي أن تقلّ سعة الـ SSD المُستخدم عن 64 جيجابايت، إذ
تُعتبر وحدات SSD ذات سعة 64 جيجابايت هي أقلّ سعة يُمكن أن تسمح للمُستخدم
بتثبيت أنظمة التشغيل كبيرة الحجم مثل نظام ويندوز 11. من الناحية النظريّة، فإنّ
نظام التشغيل ويندوز 11 لا يُمكنه أن يعمل سوى على جهاز مزوّد بـ SSD سعة 64
جيجابايت أو أكثر. ولكن من الناحية العمليّة، فإنّ استخدام جهاز كمبيوتر مزوّد بـ
SSD سعته 64 جيجابايت، وهي سعة متواضعة للغاية، يحدّ من قُدرة المُستخدم على
تنزيل الملفّات المُختلفة، وتثبيت البرامج والتطبيقات التابعة لجهات خارجيّة،
وخاصّة ألعاب الفيديو.
يستطيع المُستخدم، دون شكّ، تعويض المساحة الحرّة الضئيلة على القُرص عن طريق
تصدير ملفّاته الهامّة إلى إحدى خدمات التخزين السحابيّ بدلًا من حفظها محلّيّا
على الهارد، ولكن تظلّ هُناك مُشكلة أخرى تتمثّل في ضعف الأداء والتباطؤ الذي
سيعاني منه الجهاز مع وجود هارد ممتلئ بالكامل أو يكاد. لذلك لا يُنصح بشراء SSD
بهذه السعة المنخفضة.
مساحة 128 جيجابايت: الحد الأدنى العملي
بالنسبة لمُستخدم ليس من هواة ألعاب الفيديو الحديثة، ولا يحتاج إلى تنزيل الكثير
من الملفّات الضخمة على الكمبيوتر، فإنّ وحدة SSD بسعة 128 جيجابايت يُمكن أن تفي
بالغرض، ويتيح للمُستخدم إمكانيّة الاحتفاظ بالكثير من الملفّات صغيرة الحجم
محلّيًا مع تثبيت بعض البرامج والتطبيقات الخفيفة على جهازه قبل أن تبدأ مشكلة
التباطؤ وضعف الأداء في الظهور مع قُرب امتلاء القُرص الصلب. لذلك يُمكن اعتبار
الحدّ الأدنى المقبول لسعة تخزين SSD هو 128 جيجابايت وليس 64 جيجابايت.
مساحة 256 جيجابايت: الأنسب بشكل عام
تُعتبر وحدات SSD ذات سعة 256 جيجا بايت مُناسبة لمُعظم مُستخدمي الكمبيوتر
العاديّين، وحتّى بعض مُستخدمي أجهزة الكمبيوتر المُخصّصة للألعاب، كما تُعتبر
سعة 256 جيجابايت أيضًا هي الحدّ الأدنى من السعة التخزينية الذي يتوافق مع أجهزة +Copilot الجديدة المُعزّزة بأدوات وميزات الذكاء الاصطناعيّ كما أعلنت شركة
مايكروسوفت عند إطلاقها لأوّل مرّة.
مع الـ SSDs ذات سعة 256 جيجا بايت يُمكن
للمُستخدم أن يتمتّع بالكثير من الأنشطة ويقوم بإنجاز العديد من المهام بدءًا من
تصفّح الويب ومُشاهدة مقاطع الفيديو وبعض الأعمال المكتبيّة مع قدر معقول من
الرفاهية في تنزيل الملفّات كبيرة الحجم وتثبيت الكثير من البرامج والتطبيقات
الضخمة دون القلق بخصوص نقص المساحة الحُرّة أو الخوف من تباطؤ الأداء، لذلك
تُعدّ هذه السعة مُناسبة للغاية إذا لم تسمح ميزانيّتك بما هو أكثر من ذلك.
مساحة 512 جيجابايت أو أكثر: الأمثل للمحترفين
لا تُناسب وحدات SSD ذات سعة 256 جيجابايت مُعظم مُستخدمي أجهزة الكمبيوتر
المخصّصة للألعاب حيث تكون سعة التخزين الكبيرة مطلوبة للغاية، إذ يُمكن أن
يتجاوز حجم ألعاب الفيديو الحديثة في بعض الأحيان 150 جيجابايت مثل ألعاب
Baldur’s Gate 3 وGod of War Ragnarök. كذلك لا تناسب سعة 256 جيجابايت أيضًا
مُحرّري مقاطع الفيديو الذين عادةً ما يحتاجون في عملهم للاستعانة بمكتبات صوتيّة
ومرئيّة ضخمة، ويُمكن أن يتجاوز حجم مقطع فيديو واحد مُدّته ساعة 50جيجابايت أو
أكثر إذا كان بدقّة 4K. في مثل هذه الأحوال تكون وحدات SSD ذات سعة 512 أو سعة 1
تيرابايت أو أكثر مُفضّلة بشدّة.
بشكل عام، يُمكن اعتبار وحدات SSD ذات سعة 256 مُناسبة للأداء المتوسّط، والسعات
الأكبر مناسبة أكثر لمُستخدمي الألعاب ومُحرّري الفيديو والأنشطة الأخرى التي
تحتاج لعدد كبير من البرامج والتطبيقات الضخمة أو لتخزين الكثير من الملفّات
كبيرة الحجم. لا يُعدّ إنشاء قواعد البيانات وجمع البيانات أحد هذه الأنشطة التي
تتطلّب استخدام وحدات بسعات تخزينيّة عالية، حيث يُفضّل استخدام وحدات SSD ذات
سعة متوسّطة مثل 256 جيجابايت مع تخزين البيانات سحابيّا أو على وحدة تخزين
خارجيّة لتفادي فقدها.
في بعض الأحيان تكون تكلفة شراء جهاز كمبيوتر مزوّد بـ SSD عالي السعة أعلى من
التكلفة الإجماليّة لشراء نفس الجهاز بنفس المواصفات ولكن مزوّد بـ SSD ذو سعة
منخفضة ثُمّ استبداله بـ SSD عالي السعة تم شراءه بشكل مُنفصل. يظلّ هُناك حلّ
أخير في حال الرغبة في الاستفادة من سعة تخزينية كبيرة مع وجود ميزانيّة مُنخفضة،
وهو استخدام هارد HDD تقليديّ مع الحرص على عدم تعريض الجهاز للسقوط أو الصدمات،
والتضحية بفارق سُرعة أداء الجهاز.