هل سبق لك أن لاحظت تغيّرًا في
أداء كمبيوتر ويندوز
الخاص بك أثناء استخدامه؟ وهل واجهت من قبل مُشكلة في تشغيل الجهاز ثُمّ أخبرك
الفنّي بعد الفحص أنّه بحاجة لإعادة تثبيت نُسخة الويندوز؟ تُعتبر إعادة تثبيت
نُسخة الويندوز بالنسبة لمُعظم مُستخدمي الكمبيوتر عمليّة مُرهقة ومملّة إذ
تضطرّهم لعمل
نُسخ احتياطيّة من بياناتهم
وملفّاتهم الهامّة قبل المرور
بخطوات تثبيت ويندوز
المعتادة ثُم إعادة
تثبيت جميع البرامج والتعريفات
التي يحتاجون إليها من جديد ممّا يستنزف الوقت والجهد معًا. تدعم مايكروسوفت
مُعظم إصدارات الويندوز الحديثة بحيث يتمّ
اكتشاف أعطال النظام وإصلاحها
بشكل تلقائيّ من خلال تحديثات الويندوز، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ عمليّة
إعادة تثبيت نُسخة الويندوز
قد تكون ضروريّة ولا بديل عنها في بعض الحالات، وفي هذه المقالة نستعرض أهمّ خمسة
علامات عند ظهورها على الأجهزة فإنّها قد تُشير إلى أنّك بحاجة لإعادة تثبيت
نُسخة الويندوز.
مؤشرات تدل على تلف نسخة الويندوز
هُناك مجموعة من المؤشّرات التي يُمكن أن تُخبرك بضرورة إعادة تثبيت نُسخة
الويندوز على جهازك، ومن أهمّ هذه المؤشّرات ما يلي:
ظهور شاشات الموت الزرقاء، باستمرار
يُعتبر ظهور خطأ التوقُّف، أو ما يُطلق عليه مجازًا شاشات الموت الزرقاء،
واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا لإعادة تثبيت نُسخة الويندوز. يكون خطأ التوقّف
عبارة عن رسالة تظهر بشكل مُفاجئ أثناء بدء تشغيل الكمبيوتر أو أثناء الاستخدام
كنصّ مكتوب على خلفيّة زرقاء تملأ شاشة الكمبيوتر بالكامل، ويتضمّن هذا النصّ رمز
توقّف يصف أسباب الخطأ والملفّات والبرامج المعطوبة التي تسبّبت في حدوثه،
بالإضافة إلى كيفيّة إصلاح الخطأ وعلاج المُشكلة.
عادةً ما يتمّ إعادة تشغيل
الويندوز تلقائيًا بعد ظهور شاشة الموت الزرقاء، ولفهم رموز التوقّف وما تُشير
إليه من معلومات، يُمكن الاستعانة بأداة Event Viewer في ويندوز أو تحميل أداة BlueScreenView لمعرفة الأخطاء التي تسبّبت في ظهور شاشة الموت
الزرقاء وتعطّل جهاز الكمبيوتر. توفّر هذه البرامج أدوات للتحقق من تحديثات
النظام وبرامج التشغيل، وتُساعد في استكشاف الأخطاء وإصلاحها، ولكن في حال
استمرار ظهور شاشة الموت الزرقاء فهذا يعني أنّ الوقت قد حان لإعادة تثبيت نُسخة
الويندوز.
تباطؤ أداء الجهاز بدون مبرر
من المعروف أنّه بعد تثبيت نُسخة نظام التشغيل على الكمبيوتر مُباشرةً فإنّ زمن
التمهيد يكون أقصر ما يُمكن، ويكون أداء الجهاز بشكل عام أسرع وأفضل ما يُمكن،
ولكن مع مُضيّ الوقت عادةً ما نُلاحظ أنّ أداء الجهاز يُصبح أبطأ ويستغرق وقتًا
أطول للتمهيد. هُناك الكثير من الأسباب التي يُمكن أن تُفسّر هذا التباطؤ
التدريجيّ في أداء الجهاز، ويتمثّل أحد أهم الأسباب الرئيسيّة لحدوث ذلك في برامج
بدء التشغيل الإضافيّة التي يتمّ تثبيتها في أوقات لاحقة، والتي تعمل في الخلفيّة
وتُشكّل عبئًا إضافيًّا على وحدة المُعالجة المركزيّة وذاكرة الوصول العشوائيّ
وتستهلك موارد النظام الأخرى ممّا يُطيل من الوقت الذي تستغرقه عمليّة التمهيد
ويجعل أداء الجهاز أثقل بصورة ملحوظة. تأتي بعض أجهزة الكمبيوتر من الشركة
المُصنّعة في بعض الأحيان مزوّدة بالعديد من برامج بدء التشغيل غير الضروريّة
فيكون أداء الجهاز بطيئًا.
كذلك البرامج والتطبيقات الإضافيّة عديمة الفائدة، ولاسيّما تلك البرامج
والتطبيقات التي تُثبّت نفسها بين خدمات النظام، كالتطبيقات التي تضيف اختصاراتها
إلى قائمة خدمة مُستكشف الويندوز، فإنّها تعمل في الخلفيّة وتستنزف موارد النظام
ممّا يجعل أداء النظام أبطأ خاصّة إن كانت مُبرمجة بشكل سيء. يُمكن لأدوات تنظيف
الكمبيوتر وبرامج الأمان الثقيلة أيضًا أن تستنزف موارد النظام بشدّة لكي تتمكّن
من أداء جميع وظائفها، بالإضافة إلى أشرطة أدوات مُتصفّح الويب الإضافيّة
والبرامج والتطبيقات المكتوبة بشكل سيء أو تتضمّن ملفّات تالفة فتتسبّب في ملء
سجلّات النظام بالكثير من الإدخالات غير الضروريّة، وكُلّ هذا يُساهم بذلك في
إبطاء أداء الويندوز. في مُعظم الأحوال تكون إعادة تثبيت نُسخة الويندوز هي
العلاج الأمثل لمُشكلة تباطؤ أداء الويندوز.
تلف ملفّات النظام
عند تثبيت نُسخة ويندوز على الكمبيوتر فمن المُحتمل أن تحدث أخطاء أثناء تنزيل أو
تثبيت بعض الملفّات ممّا يتسبّب في تلف هذه الملفّات، ومن بين أكثر الأسباب
الشائعة لتلف ملفّات النظام وجود جزء تالف في القُرص الصلب. من المُمكن أن تتلف
ملفّات النظام أيضًا أثناء التنزيل أو تثبيت التحديثات بسبب التحديث إلى إصدارات
غير متوافقة من هذه الملفّات أو بسبب تعطُّل النظام أثناء فتح الملفّات للقراءة
والكتابة. كذلك تنتج بعض الملفّات التالفة أحيانًا عن تثبيت حزم البرامج غير
الموثوقة، مثل برامج تنظيف الكمبيوتر، أو عن محاولة إلغاء تثبيت بعض البرامج
يدويًّا. وبمرور الوقت تتراكم الملفّات التالفة لتملأ سجلّات النظام بالإدخالات
غير الضروريّة ممّا يؤثّر بالسلب على أداء النظام، وقد يتسبّب في فشل تشغيل
الكمبيوتر.
تحتوي إصدارات الويندوز الحديثة على أدوات وخدمات مُخصّصة للعثور على الملفّات
التالفة وإعادة تثبيتها أو استبدالها بملفّات صالحة من خوادم مايكروسوفت مثل أوامر DISM و SFC، وعلى الرغم من ذلك،
فإنّ هذه الأدوات قد تفشل أحيانًا في إصلاح الملفّات التالفة، وفي هذه الحالة
يُمكن علاج المُشكلة عن طريق إعادة تثبيت نُسخة الويندوز لاستبدال ملفّات النظام
بالكامل بملفّات صالحة. من المُمكن أن تعود مُشكلة الملفّات التالفة للظهور
مُجدّدًا بعد إعادة تثبيت الويندوز، وفي هذه الحالة قد يكون الخلل ناجمًا عن وجود
مُشكلة في مُحرّك الأقراص الصلبة أو ذاكرة الوصول العشوائيّ أو أحد مكوّنات
الجهاز الأخرى.
الإصابة بالبرمجيّات الخبيثة والفيروسات
عادةً ما تتسبّب البرمجيّات الخبيثة وفيروسات الكمبيوتر في حدوث أعطال التشغيل
المُتكرّرة، أو تباطؤ الأداء، أو توقّف بعض التطبيقات عن العمل. يُعدّ برنامج
مكافحة الفيروسات القويّ أحد البرامج الضروريّة التي لابُدّ من تثبيتها على
الكمبيوتر للحدّ من مخاطر البرمجيّات الخبيثة والفيروسات، والتي يُمكن أن تتسلّل
إلى الأجهزة بوسائل عدّة من خلال الاتّصال بالأجهزة والشبكات غير الآمنة، أو
تثبيت البرامج التجريبيّة والتطبيقات والألعاب المجّانيّة من مصادر غير موثوقة،
أو من خلال تحميل الوسائط والمُرفقات والروابط المُصابة أو الدخول إلى مواقع
وصفحات الويب الملغومة.
ومع هذا فإنّ بعض البرمجيّات الخبيثة والفيروسات تُجيد
التخفّي والاختباء بين ملفّات نظام التشغيل بحيث يصعب على برامج مُكافحة
الفيروسات اكتشافها وإزالتها، وفي هذه الحالة يُمكن أن تكون إعادة تثبيت نُسخة
الويندوز وسيلة ناجحة لإزالة الملفّات المُصابة والتخلّص من الفيروسات.
اقرأ أيضًا: هل يؤدّي إعادة ضبط المصنع إلى حذف الفيروسات ؟
فشل تشغيل الكمبيوتر
يُواجه المُستخدم في حالة بعض الأعطال فشلًا في تشغيل الكمبيوتر بحيث لا يُمكنه
حتّى تجاوز شاشة تسجيل الدخول لبدء عمليّة التمهيد. قد يعود فشل التشغيل لأسباب
عديدة مثل تثبيت البرامج والتحديثات غير الصالحة. في مُعظم الحالات سيُحاول
الويندوز إصلاح المُشكلة واستعادة بدء التشغيل تلقائيًّا، ولكن إذا فشلت محاولات
بدء التشغيل ثلاث مرّات متتالية، يُنصح بتجربة بعض الحلول الأخرى لاستعادة تشغيل
الكمبيوتر مثل إلغاء تثبيت أيّ برامج أو تحديثات أضيفت مؤخّرًا، وفي حال استمرّ
فشل التشغيل فقد تكون إعادة تثبيت نُسخة الويندوز هي الحلّ في النهاية.
لم يعُد هناك ضرورة مؤخّرًا لإعادة تثبيت نُسخة الويندوز في حالة تغيير أو
استبدال بعض مكوّنات الكمبيوتر مثل وحدة المُعالجة المركزيّة CPU أو اللوحة الأمّ
بفضل الإصدارات الحديثة من ويندوز. وبوجه عام، يُمكن القول بأنّ عمليّة إعادة
تثبيت الويندوز أصبحت أسهل وتستغرق وقت أقلّ بكثير من أيّ وقت مضى مع انتشار
وحدات SSD، واستخدام أدوات مثل Chocolatey أو Ninite التي
أتاحت للمُستخدم إعادة تثبيت معظم تطبيقاته وبرامجه المُفضّلة دون الحاجة إلى
إعادة تنزيلها يدويًا، فقط تأكّد من عمل نسخة احتياطيّة من جميع ملفّاتك الهامّة
قبل الإقدام على إعادة تثبيت نُسخة الويندوز لتفادي فقدها.