حين تستخدم الكمبيوتر المكتبي أو اللابتوب كوسيلة لمُشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو أو
لتشغيل الموسيقى وحتّى لتشغيل الألعاب، فإنّ الصوت الجيّد يكون عُنصرًا أساسيًّا
لا يُمكن الاستغناء عنه إذا كُنت راغبًا في الاستمتاع بأفضل تجربة استخدام
مُمكنة. لا يعني هذا بالضرورة أنّك بحاجة لشراء أجهزة الصوت فائقة الجودة
وسمّاعات الرأس باهظة الثمن، بل عليك قبل كُلّ شيء أن تُحسن استغلال إمكانيّات
جهازك الحاليّة، فمن خلال التحكُّم في بعض إعدادات الصوت التي يوفّرها لك نظام ويندوز يُمكنك تحسين الأداء الصوتيّ على الكمبيوتر الخاص بك. في هذه
المقالة نُوضّح مجموعة من إعدادات الصوت التي يجب عليك تعديلها في ويندوز
للاستفادة من أجهزة الصوت لديك على الوجه الأمثل والحصول على صوت بأفضل جودة
مُمكنة.
تحسين جودة الصوت في الكمبيوتر
تفعيل مزايا الـ Audio Enhancements
يُتيح ويندوز لمُستخدميه مجموعة من تحسينات الصوت التي تتناسب مع
مُختلف الاستخدامات، ويمكن لهذه التحسينات إذا أحسن استغلالها أن تُساعد بصورة
ملحوظة على تحسين جودة صوت الكمبيوتر. تتضمّن قائمة مزايا الـ Audio Enhancements إمكانيّة تعزيز مستوى الجهير ومُعادلة مستوى
الصوت وغيرها. يُؤدّي تمكين
خاصّية Bass Boost إلى تعزيز استجابة الجهير لمُضخّم الصوت،
ممّا يُمكّنه من إعادة إنتاج الصوت بصورة مُحسّنة. ويمكن الاستفادة من هذه
الخاصّية في تضخيم الأصوات مُنخفضة التردّد ولاسيّما في حالة استخدام سمّاعات
الرأس مُنخفضة التكلفة لكي تتمتّع بأداء صوتيّ أفضل عند تشغيل بعض أنواع الموسيقى
التي تتميز بجهير ثقيل كموسيقى الروك أو الهيب هوب.
كما يُحافظ تمكين خاصّية Loudness Equalization على مستوى صوت
ثابت، وهو ما يُمكن أن يكون مفيدًا بشكل خاص في حالة الاستماع إلى مسارات صوتيّة
ذات إيقاع متقلّب يتغيّر ما بين الناعم جدًا في بعض المقاطع والصاخب جدًا في
مقاطع أخرى، ممّا يمنح المُستخدم تجربة سماع أكثر توازنًا واتّساقًا. أمّا خاصّية Virtual Surround فتفعيلها يكون مفيدًا في حالة الأجهزة
التي تحتوي على كارت صوت ثنائيّ القناة، إذ أنّه يعمل على دمج الإشارات الصوتيّة
مُتعدّدة القنوات في قناتين فقط، وهو ما ينعكس على تحسّن الأداء الصوتيّ، خاصّة
في تشغيل الألعاب، إذ يُحسّن الإشارات الصوتيّة الاتجاهيّة مثل أصوات خطوات
الأقدام أو إطلاق النار.
ولكي تستفيد من هذه المجموعة من تحسينات صوت الويندوز، فكُلّ ما عليك فعله هو فتح نافذة Run (بالضغط على مفتاحي Win + R معًا على الكيبورد) ثم كتابة الأمر [mmsys.cpl] والضغط على مفتاح Enter. ومن النافذة التي تظهر انتقل إلى قسم "Playback" ثم حدد مخرج الصوت المُستخدم واضغط على زر "Properties" من القائمة المُنسدلة، والانتقال بعد ذلك
إلى قسم "Enhancements" حيث يمكنك تفعيل أيًّا من التحسينات التي ذكرناها عن طريق وضع علامة صح (✔️) في المُربّع المُقابل
للميزة، ثُمّ الضغط على زرّ "Ok" لحفظ التغييرات.
تفعيل ميزة الصوت المكانيّ (Spatial Sound)
يخلط بعض الناس بين خاصّية الصوت المُحيطيّ التي تجعل صوت الكمبيوتر وكأنّه يصدر
من مُكبّرات صوت اتّجاهيّة، وبين خاصّية أخرى ألا وهي الـ Spatial
Sound، والتي تهدف إلى جعل الأصوات موزّعة في أماكن مُختلفة حول الغرفة ممّا يمنح
المُستخدم تجربة سمعيّة أكثر واقعيّة يشعر خلالها وكأنّه محاط بالعديد من مصادر
الصوت بحيث يسمع الأصوات الفرديّة آتية من مواضع مُختلفة في الغرفة مثلما يحدث في
الواقع. تناولنا بالفعل شرح مُفصل لهذه الخاصية في مقال تفعيل ميزة الصوت المكاني في الكمبيوتر.
تستند Spatial Sound إلى حقيقة أنّ الوقت الذي يستغرقه الصوت لكي
يصل إلى أذنينا يختلف باختلاف مكان مصدر الصوت، لذا تُحاول هذه الخاصّية مُحاكاة
الأصوات الواقعيّة عن طريق التحكُّم في توقيت سماع الأصوات، فمثلًا إذا كُنت تلعب
إحدى ألعاب الفيديو مُرتديًا سمّاعة الرأس، ومن المفترض أنّ أحد الأصوات داخل
اللعبة يأتي من جهة اليسار، فمن المنطقيّ أن يصل الصوت إلى أذنك اليسرى قبل أن
يصل إلى أذنك اليمنى.
يُحسّن تمكين خاصّية الصوت المكانيّ من جودة الصوت بشكل كبير كما يمنح المُستخدم
إحساسًا بالاتّجاه أثناء تشغيل الألعاب أو مُشاهدة الأفلام أو سماع الموسيقى.
يحتوي الويندوز تقنية صوت مكانيّ مجّانيّة هي Windows Sonic، كما يُمكن
أيضًا تنزيل تطبيق Dolby Access من متجر تطبيقات مايكروسوفت للاستفادة من تقنية Dolby Atmos في الحصول على صوت مكانيّ من سمّاعات
الرأس القياسيّة مُقابل دفع اشتراك سنويّ، كما يُمكن الحصول على نُسخة تجريبيّة
مجّانيّة من التطبيق.
ولتفعيل الميزة، أفتح نافذة Run (بالضغط على مفتاحي Win + R معًا على الكيبورد) ثم أكتب الأمر [mmsys.cpl] واضغط على مفتاح Enter. ومن النافذة التي تظهر انتقل إلى قسم "Playback" ثم حدد مخرج الصوت المُستخدم واضغط على زر "Properties" من القائمة المُنسدلة، والانتقال بعد ذلك إلى قسم "Spatial sound"، ومن القائمة المُنسدلة يُمكننا اختيار تمكين تقنية
"Windows Sonic for Headphones" أو تمكين "Dolby Atmos for Headphones"، ثُمّ
الضغط على زرّ "Ok"
لحفظ التغييرات.
ضبط مُعدّل العيّنة وعمق البت
عند تسجيل مقطع فيديو باستخدام كاميرا رقميّة فإنّ ما يحدث حقيقة هو أنّ آلة
التصوير تلتقط عددًا من الصور المُتتابعة التي يُسمّى كُل منها بالإطار، والتي
يتمّ عرضها بعد ذلك بمُعدّل سريع بما يكفي لكي يُعطي للمُشاهد شعورًا وهميًّا
بحركة العناصر في الصور.
الشيء ذاته يحدُث عند تسجيل أيّ مقطع صوتيّ وتشغيله على
الكمبيوتر، إذ يلتقط المُسجّل عيّنات من الموجة الصوتيّة بمُعدّل عيّنة وعُمق بت
مُحدّدين في الثانية الواحدة، ثُمّ تتمّ إعادة بناء إشارة الصوت الأصليّة
باستخدام هذه العيّنات. يعني هذا أنّ التقاط المزيد من العيّنات يُمكن أن يضيف
إلى الصوت المُسجّل تفاصيلًا أكثر ويجعله أكثر مُطابقة للصوت الأصليّ، كما أنّ
زيادة عُمق البت يعني أنّ إشارة الصوت ستُعاني قدرًا أقلّ من التشوّه والتشويش،
وبالتالي؛ فكُلّما ارتفع مُعدّل أخذ العيّنات وعُمق البت المُستخدمين، كُلّما
ازدادت دقّة ووضوح الصوت وتحسّنت جودته.
على الرغم من ذلك، لا يُمكن ضبط مُعدّل العيّنة وعُمق البت عند أعلى مستوياتهما
دائمًا، بل تتوقّف القيمة المُناسبة لكُلّ من مُعدّل العيّنة وعُمق البت على جودة
ملفّات الصوت التي ترغب في تشغيلها، ففي حال تعيين مُعدّل عينة وعمق بت أعلى من
جودة ملفّات الصوت الأصليّة، من المُحتمل أن يؤدّي ذلك إلى انخفاض جودة الصوت
وقلّة وضوحه، وظهور المزيد من التشويش في الإشارات الصوتيّة.
إنّ ما نحتاجه إذن
لتحسين جودة الصوت هو تعيين مُعدّل عيّنة وعُمق بت يتوافقان مع جودة ملفّات الصوت
التي نقوم بتشغيلها، فإذا كُنّا نرغب في تشغيل مقاطع صوتيّة بجودة القُرص مضغوط
(CD-quality) على سبيل المثال، عندئذٍ يجب علينا ضبط مُعدّل العيّنة وعُمق البت
عند 44.1 كيلو هرتز – 16 بت، أمّا إذا كُنّا نرغب في تشغيل ملفّات صوتيّة بجودة
أعلى، فيُمكننا اختيار مُعدّل عيّنة وعُمق بت أعلى من ذلك.
ولضبط مُعدّل العيّنة وعُمق البت لصوت الكمبيوتر الافتراضيّ، فما عليك سوى فتح نافذة Run (بالضغط على مفتاحي Win + R معًا على الكيبورد) ثم كتابة الأمر [mmsys.cpl] والضغط على مفتاح Enter. ومن النافذة التي تظهر انتقل إلى قسم "Playback" ثم حدد مخرج الصوت المُستخدم واضغط على زر "Properties" من القائمة المُنسدلة، والانتقال بعد ذلك إلى قسم "Advanced"، ومن جزئية "Default format"، نقوم بفتح القائمة المُنسدلة ونُحدّد منها
مُعدّل أخذ العينات وعُمق البت المطلوبين، ثُمّ الضغط على زرّ "Ok" لحفظ التغييرات.
التحقُّق من إعدادات الصوت في البرامج
مثلما هو الحال في بعض تطبيقات الفيديو التي تسمح لمُستخدميها بضبط جودة الصورة
في مقاطع الفيديو التي يُشاهدونها، فإنّ بعض التطبيقات تحتوي على ميزات مُدمجة
لضبط جودة الصوت. فعلى سبيل المثال، تحتوي العديد من مُشغّلات الوسائط، وخدمات
تشغيل الموسيقى، مثل تطبيق Spotify، على ميزة مُعادل الصوت التي يُمكن من خلالها
ضبط استجابة التردّد إلى جانب إمكانيّة تطبيق تأثيرات صوتيّة إضافيّة ممّا يُتيح
للمُستخدم الاستماع إلى المقاطع الصوتيّة بجودة صوت الاستوديو. كما توفّر العديد
من ألعاب الفيديو الحديثة إعدادات تسمح للمُستخدم بضبط جودة الصوت وتمكين ميزات
مثل الصوت المحيطيّ والنطاق الديناميكيّ.
توفّر بعض تطبيقات الاتّصال أيضًا إعدادات لضبط جودة الصوت، مثل تطبيق Discord الذي يحتوي ضمن قائمة إعداداته على خيارات لتفعيل ميزات عزل الضوضاء وصدى
الصوت للحصول على صوت أكثر وضوحًا. لذلك، يجب عليك مُراجعة إعدادات التطبيق الذي
تستخدمه، ومعرفة ما إذا كانت تتضمّن خيارات لضبط جودة الصوت أم لا.
تثبيت أحد برامج مُعادل الصوت
يُمكن لبعض التطبيقات والبرامج الإضافيّة أن تُساعد على تعويض الأداء المُنخفض
لأجهزة الصوت بشكل ملحوظ، وبالتالي تحسين جودة الصوت الذي يُمكن الحصول عليه
باستخدامها. فعلى سبيل المثال تُتيح برامج وتطبيقات مُعادل الصوت القويّة مثل
تطبيقات Equalizer APO و FXSound و Boom3D، إمكانيّة تعديل نطاقات التردّد، بالإضافة إلى إمكانيّة تعيين
مُرشّحات مُحدّدة مسبقًا لأنشطة مثل الموسيقى والأفلام والألعاب، كما تسمح
للمُستخدمين الذين يملكون شيئًا من الخبرة في تعديل إعدادات الصوت بإنشاء ملفّات
تعريف مُخصّصة. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ تطبيقات وبرامج مُعادل الصوت قد لا تُحدث
فارقًا كبيرًا إذا كانت أجهزة الصوت المُستخدمة ذات جودة مُنخفضة للغاية.
التحديث المُستمرّ لتعريف كارت الصوت
من المُفيد أيضًا الحرص على تحديث تعريف كارت الصوت بصورة منتظمة للاستمرار في
الحصول على أفضل أداء صوتي مُمكن. فعلى سبيل المثال، إذا كُنت تستخدم
مكبرات الصوت المُدمجة في اللابتوب، يجب أن تتفقّد الموقع الرسميّ
للشركة المُصنّعة لكارت الصوت المُستخدم (مثل Realtek) من حين لآخر وتقوم بتنزيل أحدث تعريف للكارت وتثبيته على جهازك.
يُمكنك بعد ذلك فتح Device Manager في ويندوز عن طريق الضغط على مفتاحي Win + X في الكيبورد، ثم من القائمة التي تظهر نختار Device Manager أو من خلال نافذة Run من خلال الضغط على Win + R معًا وكتابة أمر [devmgmt.msc] ثم الضغط على Enter لتظهر نافذة الأداة. ستظهر أمامك جميع التعريفات المُثبَّتة على جهازك لكل مكون من مكونات الجهاز، وهنا سوف نحتاج إلى الضغط مزدوجًا على قسم "Sound, Video and Game
Controllers"، والوقوف بمؤشّر الماوس على اسم كارت الصوت الذي تُريد تحديث تعريفه، ثُمّ النقر على الزرّ الأيمن للماوس، واختيار "Update driver". وفي الخطوة التالية يتعيّن عليك الضغط على
خيار "Browse My Computer
for Drivers"، ثُمّ تحديد ملف التعريف الذي حملته لتوً، واتّباع تعليمات
التحديث التي تظهر على الشاشة.
هُناك الكثير من النصائح الإضافيّة التي يُمكن أن تُساهم أيضًا في تحسين الأداء
الصوتي للكمبيوتر الذي يعمل بنظام الويندوز، كالاستعانة بالمحوّلات
ومُكبرّات الصوت التناظريّة الخارجيّة (DAC) لتعزيز أداء سمّاعات الرأس والحصول
على إشارات صوتيّة خالية من التشوّه والضوضاء والحفاظ على جودة الصوت عند مستويات
صوت أعلى.
كذلك يوصى دائمًا بالحرص على تنزيل ملفّات الصوت عالية الجودة
وبتنسيقات تُحافظ على دقّة الإشارات الصوتيّة دون فقد قدر الإمكان. فعلى سبيل
المثال، يُمكن لملفّات الصوت التي تأتي بصيغة MP3 أن تفقد الكثير من جودتها عند
ضغطها، خاصةً إذا كان لها مُعدّل بت يقل عن 192 كيلوبت في الثانية، على عكس
ملفّات الصوت التي تأتي بتنسيقات مثل FLAC وALAC، والتي يُمكنها أن تحتفظ بجودة
صوت عالية، وتوفّر للمُستخدم تجربة استماع أفضل، لذلك فمن الأفضل دائمًا تنزيل
ملفّات الصوت بجودة عالية من خلال متاجر الموسيقى وخدمات البثّ التي تدعم تلك
التنسيقات.