5 تصميمات لمنتجات تقنية لم تتغير منذُ عقود !

تتغير التكنولوجيا بوتيرةٍ سريعة للغاية حيث يتم إصدار أجهزة جديدة باستمرار، وعلى فترات زمنية قصيرة، ولكن أليس من الغريب أن تتمسك العديد من المنتجات التقنية بنفس التصميم الذي ظهرت به منذ عقود خاصةً وأننا في زمن الإبداع والابتكار؟ فبينما نرى أجهزةً ذكية بأشكالٍ وأحجام مختلفة، تظل بعض الشركات متزمتةً بشأن التصميم، والمذهل أنها تُثبت قدرتها على الصمود وتنجح في تحقيق النتائج المرجوة منها حتى يومنا هذا! من لوحات المفاتيح إلى أجهزة التحكم ومن الكابلات إلى أجهزة الشحن، سنسلط الضوء في هذا المقال على 5 منتجات تقنية ظهرت للنور منذ سنوات وظلت على نفس الشكل التصميمي إلى وقت كتابة هذه السطور.

أو بالأحرى تنسيق لوحات المفاتيح، فلكل لوحة مفاتيح تصميمان؛ مادي ووظيفي؛ أما المادي فيشير إلى الشكل الكامل للوحة المفاتيح، بما في ذلك أزرارها، وأما الوظيفي فيشير إلى كيفية ترتيب الأحرف والأزرار ومن أشهر التصاميم الوظيفية وأكثرها شيوعًا تصميم أو تنسيق "QWERTY" وقد تناولنا في مقال سابق السر وراء الترتيب العشوائي للأحرف على لوحة المفاتيح بهذا التصميم الشائع لدرجة أنك لو جلست الآن أمام جهاز IBM عتيق، من الثمانينات، ستجد أن لوحة المفاتيح مألوفة وأغلب الظن أنك لن تواجه صعوبةً في استخدامها، وذلك لأن الأساسيات لم تتغير، وهذا ينطبق على جميع لوحات المفاتيح بدايةً من الموجودة في أجهزة اللابتوب وحتى لوحات المفاتيح الافتراضية.

بدأت كابلات الإيثرنت التي نعرفها اليوم كجزءٍ من عالم الاتصالات الهاتفية، وهذا يُفسر التشابه الكبير بينها وبين كابلات الهاتف، حتى في الاسم، حيث يُعرف كابل الهاتف باسم RJ11 بينما يُطلق على كابل الإيثرنت RJ45 (رُغم أنها ليست كابلات RJ45 حقيقية من الناحية التقنية). ما يُهمنا الآن أنه على الرغم من التطوير الكبير في سرعات الإيثرنت – حيث تضاعفت مرات عديدة مع الأجيال المختلفة – فإنها لا زالت بنفس التصميم كما أنها تتوافق مع الإصدارات السابقة، بمعنى أنك تستطيع استخدام كابل RJ45 مع كابلات من التسعينيات بسرعة 100 ميجابت في الثانية أو مع الكابلات الحديثة التي تدعم سرعات تصل إلى 40 جيجابت في الثانية!

إذا كنت تمتلك لابتوب من أبل، فربما لاحظت أن شكل الشاحن لم يتغير كثيرًا على مدار سنوات طويلة، وأنت محق، فالتصميم الحالي للشاحن يمتد لأكثر من 20 سنة! قبل أواخر التسعينيات، لم تكن شواحن أبل تختلف كثيرًا عن الشواحن التقليدي لبقية الشركات، ولكن في الفترة بين عاميّ 1999 و2001، جرّبت الشركة تصميمًا جديدًا عُرف بـ "puck" أو "yoyo" غير أنه لم يستمر لوقتٍ طويل. في يناير 2001 أُطلق لابتوب PowerBook G4 مع شاحنٍ بتصميم أكثر نجاحًا يُعرف بـ "الطوبة البيضاء" White Brick، ولاحقًا، في نفس العام، تم إطلاق الجيل الثاني من الـ iBook G3 بنفس الشاحن، وفي أكتوبر، أُعلن عن أول iPod بنفس الشاحن أيضًا، ولكن هذه المرة مزود بمنفذ FireWire.

منذ ذلك الحين ظهرت عدة نماذج أخرى لشواحن أبل، مثل الشواحن ذات منافذ الـ USB-A لأجهزة الـ iPod، والـ iPhone، والـ iPad، ناهيك عن الـ MagSafe 1 لأجهزة الماك بوك بين عامي 2006 و2012، والـ MagSafe 2 بين عامي 2013 و2015، وأخيرًا الـ USB-C حتى يومنا هذا لدرجة أن هناك شاحنًا مزودًا بمنفذين USB-C وقوة 35 واط تم تقديمه مع الـ MacBook Air (بشاشة الـ 15 بوصة وشريحة الـ M2) في بعض الأسواق.

الشيء المشترك بين كل هذه النماذج أنها تتوافق مع المقابس المعروفة باسم Duckhead، والتي يمكن استخدامها مع أجهزةٍ مثل AirPort Express. جديرٌ بالذكر أنك تستطيع استخدام كابل طاقة من جهاز PowerBook G4 (صدر بـ 2001) وتوصيله بشاحن MacBook Pro بشريحة الـ M3 وسيعمل دون أدنى مشكلة؛ الأمر الذي يثبت استمرارية وتوافق تصميمات الشواحن عبر الزمن.

صدرت أجهزة الجيل الأول من البلايستيشن في منتصف التسعينيات بأذرعٍ ينقصها عصيّ التحكم أو الأنالوج الذي نعرفه اليوم، إلا أن سوني لم تحتج وقتًا طويلًا حتى تكشف عن هذه العصي بتصميمها الأيقوني، ومن بعدها عن ذراع التحكم "DualShock" بتصميمه الشهيرة. منذ ذلك الحين والشركة اليابانية ملتزمة بتبني نفس التصميم، وإذا كنت تعتقد أن ذراع الـ "DualSense" (ذراع البلايستيشن 5) مختلف عن سابقه، فكل ما تحتاجه هو التمعن في التصميم وستلاحظ التشابه الرهيب.

إذا كان هناك ما يميز أجهزة أو لوحات مفاتيح الـ ThinkPad فسيكون زر التحكم الأحمر الذي يعود للموديلات الأولى التي ظهرت في التسعينيات، وتحديدًا في عام 1992، وإذا لم تكن تعرف ما الذي نتحدث عنه، فهذا الزر هو عبارة عن زر تتبع "TrackPoint" لمؤشر الفأرة ويوجد بين أحرف الـ "G" والـ "H" والـ "B" في لوحات تحكم الـ ThinkPad.

وظهرت أجهزة الـ ThinkPad للمرة الأولى من قِبل شركة IBM التي باعت قِسم الهاردوير الخاص بها لشركة Lenovo في 2005 بالمناسبة. حتى يومنا هذا، يسري الإنتاج بشكل رائع والعلامة التجارية كونت جمهورًا كبيرًا حول العالم لأسباب كثيرة منها زر التتبع الذي نتحدث عنه، والذي لم يستبدل لوحة التتبع أو الـ "Touchpad" بالطبع، ولكنه يمثل شيئًا مهمًا ومفيدًا لكل مستخدمي هذه الأجهزة.

في النهاية، تعتمد هذه المنتجات وغيرها على مبدأ "إذا كان الشيء يعمل جيدًا فلا تعبث به"، والحقيقة أن مبيعات الأجهزة والمنتجات التي تحتفظ بنفس التصاميم جيدة جدًا وتزداد، وبالتالي لا يوجد سبب مقنع لتغيير التصميم، بالعكس، قد يأتي هذا الأمر بنتيجة سلبية.