ما هي لابتوبات Copilot+ PC وهل تستحق الشراء ؟

إليك كل ما تحتاج معرفته عن لابتوبات Copilot+ PC بعد انتشارها في الأسواق، وما إن كانت تستحق الشراء ام لا.
برزت أهمّية الذكاء الاصطناعيّ خلال السنوات القليلة الماضية إلى حدّ غير مسبوق، وأخذت تطبيقاته وأدواته تغزو كُلّ شيء من حولنا تباعًا. لم يعُد الأمر يقتصر على استخدام الإنترنت للوصول إلى بعض أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعيّ، فقد أضحت بعض الأجهزة تعتمد بشكل مُستقلّ على نماذج ذكاء اصطناعيّ مُدمجة فيها كجزء أساسيّ من مكوّناتها. ومن أحدث هذه الأجهزة تلك الفئة الجديدة التي كشفت عنها مايكروسوفت مؤخّرًا، والتي أطلقت عليها اسم Copilot+ PC، وسُرعان ما بدأت العديد من كبرى الشركات المُصنّعة للكمبيوتر مثل Acer و ASUS و Dell و HP و Lenovo في طرح إصداراتها تلك الأجهزة.

لا شكّ أنّ دمج نماذج مُتقدّمة للذكاء الاصطناعيّ في اللابتوبات الجديدة يجعل الأمور أفضل بكُلّ تأكيد، ولكن مع ارتفاع أسعار تلك الأجهزة إلى أكثر من 999 دولار أمريكيّ، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو هل توفّر تلك الأجهزة من المزايا ما يستحقّ تلك التكلفة الباهظة لاقتنائها؟ في هذه المقالة نقدّم تقريرًا مُفصّلًا حول أهمّ المُميّزات التي توفّرها أجهزة +Copilot الجديدة، وهل تستحقّ أموالك فعلًا أم لا.

لابتوبات الذكاء الاصطناعي Copilot+ PC

لابتوبات الذكاء الاصطناعي Copilot+ PC


ما هي أجهزة Copilot+ PC ؟


خلال مؤتمرها الأخير الذي عُقد في مايو من العام الجاري، كشفت مايكروسوفت النقاب عن منصة جديدة لأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز رُوّج لها تجاريًّا تحت اسم كوبايلوت بلس (+Copilot)، وهي فئة متطوّرة من اللابتوبات مزوّدة بوحدة مُعالجة عصبيّة (NPU) تتكامل مع المعالج المركزي (CPU) وكارت الشاشة (GPU) لكي توفّر للمُستخدم ميزات الذكاء الاصطناعيّ على الجهاز (محلية) دون الحاجة لوجود اتّصال بالإنترنت، فيمكنه على سبيل المثال إنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعيّ دون اللجوء إلى برامج وتطبيقات مُخصّصة لإنشاء الصور بالذكاء الاصطناعيّ مثل Midjourney و Stable Diffusion، والتي عادةً ما يتطلّب تشغيلها وحدة توافر مُعالجة رسوميّات متطوّرة ووجود اتّصال مُستقرّ بالإنترنت.


لا تقف ميزات أجهزة +Copilot عند إنشاء وتحرير وتحسين الصور باستخدام الذكاء الاصطناعيّ في الوقت الفعليّ باستخدام خاصّية Cocreator، بل توفّر الكثير من الوظائف الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعيّ محلّيًا على الجهاز دون الحاجة إلى وجود اتّصال بشبكة الإنترنت بدءًا من الترجمة في الوقت الفعليّ للمُدخلات الصوتيّة بين من 40 لغة، وسدّ الحواجز اللغويّة باستخدام الذكاء الاصطناعيّ من خلال خاصّة Live Captions، ووصولًا إلى خاصّية الاستدعاء Microsoft Recall التي أعلنت عنها مايكروسوفت، والتي تُمكّن المُستخدم من تذكّر الأشياء التي سبق له رؤيتها على الكمبيوتر والعثور عليها بسهولة بالاستعانة بالذكاء الاصطناعيّ الذي يستمرّ في تسجيل البيانات وحفظ اللقطات للشاشة على مدار اليوم خصّيصًا حتّى يتسنّى للمُستخدم استدعاء المعلومات والبيانات بسهولة متى احتاج إليها.

بشكل عام فإنّ +Copilot يهدف في المقام الأوّل إلى جعل أداء الوظائف المُختلفة على جهاز الكمبيوتر أسرع وأكثر ذكاءًا عن الطريق الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعيّ بشكل مُتعمّق.


مواصفات أجهزة +Copilot



تُعتبر وحدات المُعالجة العصبيّة (NPU) بمثابة مُعالجات مُتخصّصة صُمّمت بشكل خاص لكي تتعامل مع خوارزميّات التعلُّم الآليّ ونماذج الذكاء الاصطناعيّ. وأهمّ ما يُميّز وحدات المُعالجة العصبيّة عن وحدات المُعالجة المركزيّة ووحدات معالجة الرسوميّات التقليديّة، هو قُدرتها على التعامل مع العمليّات والنماذج الرياضيّة المُعقّدة التي تتكامل مع الشبكات العصبيّة الاصطناعية، وقُدرتها على مُعالجة كمّيات هائلة من البيانات في نفس الوقت بشكل متوازي ممّا يُساعد على تسريع مهام ووظائف الذكاء الاصطناعيّ.

عادةً ما يتمّ التعبير عن كفاءة وحدة المُعالجة العصبيّة بوحدة تُسمّى (TOPS) أو تريليون عمليّة في الثانية، والتي تُشير إلى عدد تريليونات عمليّات المُعالجة التي يُمكنها إجرائها في الثانية الواحدة، فكُلّما تمتّعت وحدة مُعالجة عصبيّة بعدد عمليّات أعلى بوحدة التيرا في الثانية كانت هذه الوحدة أفضل أداءًا.

تتميّز وحدة المُعالجة العصبيّة في أجهزة +Copilot بما يزيد عن 40 تيرا عمليّة في الثانية، أي أنّها قادرة على إجراء أكثر من 40 تريليون عمليّة مُعالجة في الثانية الواحدة. كما تمتلك لابتوبات +Copilot أيضًا وحدات SSD بسعات تخزين لا تقلّ عن 256 جيجابايت، وذاكرة وصول عشوائيّ من نوع DDR5/LPDDR5 بسعة 16 فأكثر. تأتي أجهزة +Copilot في الوقت الحاليّ مزوّدة بمُعالجات من نوع Snapdragon X Elite أو X Plus SoC مُتعدّدة الأنوية التي تُنتجها شركة كوالكوم، ولكن مع اقتراب شركات أخرى مثل إنتل وإي إم دي لإصدار مُعالجاتها التي تدعم ميزات الذكاء الاصطناعيّ، فمن المُتوقّع أن يكون هناك مزيد من التنوّع في المُعالجات التي تستخدمها تلك الأجهزة.

أهمّ أجهزة +Copilot المتوفّرة في الأسواق حاليًا



طرحت مايكروسوفت في يونيو الماضي جهاز الكمبيوتر الشخصيّ Microsoft Surface Pro 11 وجهاز اللابتوب Microsoft Surface Laptop 7 كأوّل أجهزة كمبيوتر تنتمي إلى فئة +Copilot، ثُمّ سارعت العديد من الشركات المتخصّصة في صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصيّة والمحمولة إلى طرح إصداراتها من أجهزة +Copilot بالشراكة مع مايكروسوفت ليصل عدد لابتوبات +Copilot المتوفّرة في السوق حتّى الآن إلى أكثر من 14 إصدار، فبخلاف جهازي شركة مايكروسوفت، أصدرت شركة ديل عدّة أجهزة تدعم +Copilot، مثل Dell XPS 13 وDell Inspiron 14 Plus و Dell Inspiron 14 وDell Latitude 7455 وDell Latitude 5455.

كما أصدرت شركة إتش بي HP OmniBook X وHP EliteBook Ultra، ويدعم +Copilot من شركة لينوفو أجهزة مثل Lenovo Yoga Slim 7x وLenovo ThinkPad T14s Gen 6 على حين يدعم +Copilot من إصدارات شركة إيسر أجهزة مثل Acer Swift 14 AI، ومن أبرز أجهزة سامسونج التي تدعم +Copilot جهاز Samsung Galaxy Book 4 Edge، كما أنتجت شركة أسوس عدة أجهزة تدعم +Copilot مثل جهاز Asus Vivobook S15.

أهمّ مميزات وعيوب أجهزة +Copilot



تُعدّ لابتوبات +Copilot وفقًا لما أفادت به مايكروسوفت هي أسرع أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز وأكثرها ذكاءًا على الإطلاق. كما تتمتّع لابتوبات +Copilot المتوفّرة حتّى الآن ببطّاريّات أطول عمرًا بحيث يُمكنها أن تستمرّ في تشغيل الجهاز دون الحاجة لإعادة الشحن لأكثر من 20 ساعة. وعلى الرغم من ذلك فإنّ العيب الأبرز في الجيل الأوّل من لابتوبات +Copilot يتمثّل في وحدة المُعالجة المركزيّة المُدمجة فيها، والتي تتطلّب مُعالجة إضافيّة لتشغيل معظم البرامج والتطبيقات التي نستخدمها يوميًّا ممّا يجعل آداء هذه البرامج والتطبيقات أبطأ، إذ تستند مُعالجات كوالكوم المُستخدمة في تلك الأجهزة إلى نواة ARM بدلاً من x86 الأكثر انتشارًا، وبالتالي؛ فإن دعم تلك البرامج والتطبيقات يكون من خلال طبقة المحاكاة.

من المتوقّع أن يُساهم تطوير أنواع أخرى من المُعالجات التي تستند إلى نواة x86 وتدعم +Copilot، كالمُعالجات التي تعتزم شركات AMD وIntel إصدارها، في حلّ مُشكلة بطء أداء أجهزة +Copilot بالنسبة لتشغيل بعض البرامج والتطبيقات. يُمكن أن يكون هذا على حساب عُمر بطّاريّة أقلّ. وعلى أيّ حال، فلا تزال أجهزة +Copilot في مراحلها الأولى، ولا يزال الوقت مُبكّر قبل أن تُظهر تلك الأجهزة أفضل إمكانيّات لها، لذا قد يكون من الأفضل الانتظار لبعض الوقت قبل أن تُفكّر في اقتناء أحد أجهزة +Copilot، ولاسيّما مع ارتفاع أسعارها.
يارا فاروق
يارا فاروق
مهندسة كهرباء وكاتبة محتوى تقني بخبرة تزيد عن 6 سنوات، مهتمة بمجال التقنية، حصلت على خمسة جوائز من مؤسسة ويكيميديا في مسابقات كتابة المحتوى.
تعليقات

احدث المقالات