"اسأل جوجل"، نصيحة نسمعها كثيرًا عندما نسأل أحدهم عن شيء ما، وغالبًا ما تكون في محلها، فجوجل هو المحرك البحثي الأشهر ويمتلك قاعدة البيانات هي الأضخم بين جميع محركات البحث الأخرى، والأهم من ذلك أنه سهّل علينا الوصول إلى المعلومات بشكلٍ غير مسبوق، فبمجرد أن نكتب استفسارنا ونضغط على Enter – أو ربما زر "ضربة حظ" – يظهر لنا الجواب، صحيح أن الأمر لا يكون بهذه السهولة في كل المرات، غير أنك إذا استخدمت بعض الحيل التي ناقشناها في مقالنا السابق ستصل إلى مرادك. ولكن هذا ليس موضوعنا، فنحن لسنا هنا اليوم لنساعدك في عمليات البحث، وإنما لنفاجئك ونُخبرك بأن هناك بعض الأشياء التي لا يجب أن تبحث عنها أساسًا على هذا المحرك البحثي الشهير، فما هي هذه الأشياء؟
أشياء لا تبحث عنها في جوجل
أولًا: الأشياء التي قد تزعجك إعلاناتها
إذا بحثت عن منتجٍ ما في جوجل، وليكن "ماكينة حلاقة"، فعلى الأرجح أنك سترى إعلانات لهذا المنتج لاحقًا وفي كل مكان، وهناك عدة أسباب لذلك منها ملفات الارتباط أو "الكوكيز" التي توافق عليها فتتبع نشاطك وتجمع معلوماتك، والشبكات الإعلانية التي تعرف أنك سبق ورأيت هذا المنتج أو ذاك فتحرص على عرضه أمامك باستمرار لتزيد من فرص الشراء، ولهذا السبب يُنصح بعدم البحث في جوجل عن الأشياء التي قد تزعجك إعلاناتها، عوضًا عن ذلك، يمكنك أن تستخدم وضع التصفح الخفي الذي لا يسمح للمتصفح بتخزين سجل نشاطك أو الكوكيز مما يقلل من استهدافك بالإعلانات.
ثانيًا: الأشياء المُحرجة
معظمنا لديه استفسارات محرجة يخجل أن يتشاور فيها مع إنسانٍ آخر فيلجأ إلى جوجل مُطمئنًا له، ولكن هل تعلم أن هذا المحرك البحثي – وغيره – لا يؤتمن؟ يمكن أن يُستغل سجل البحث ضدك، حتى لو حذفته بالكامل، فوفقًا للخبراء السيبرانيين، تمكن مختصون مع جمع عادات التصفح لما يقرب من 3 مليون مواطن ألماني دون علمهم، هذا بالإضافة إلى سجلات التصفح الخاصة بشخصيات عامة وبارزة، بما في ذلك القضاة والسياسيين، لهذا السبب يُفضل ألا تبحث عن أشياء قد تُستغل ضدك بشكل أو بآخر، ولا تقل مَن أنا ليتم استغلالي، فلا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل، وإذا لم تقتنع، فعلى الأقل لا تبحث عن الأشياء المحرجة لئلا تظهر لك إعلاناتها.
ثالثًا: الديدان!
إذا كنت تعاني من فوبيا الديدان أو تشمئز من شكلهم، فلا تبحث عنهم في جوجل، حتى لو كنت تحتاجهم لحديقتك أو لهدف آخر ضروري، وإذا كان لا بد وأن تبحث عن الديدان لسببٍ ما، فحاول أن يكون بحثك دقيقًا للغاية وإلا ستظهر لك صورٌ مزعجة وغير متوقعة. تُوجد بعض النصائح هنا وهناك كأن تضغط على زر "ضربة حظ" I’m Feeling Lucky عند البحث حتى يتم توجيهك مباشرةً إلى أول نتيجة دون الحاجة للنقر على روابط متعددة أو أن تُحدد اسم الموقع أو المتجر إذا كنت تعرفه، إلخ، ولكن البحث بشكل اعتباطي قد تندم عليه إذا كنت لا تطيق الديدان.
رابعًا: الاستشارات الطبية
الإنترنت مليء بالآراء، معظمه آراء، وقلةٌ هم من يستطيعون البحث عن المعلومات بشكلٍ دقيق وفعال ويعرفون المصادر الموثوقة دون غيرها، ومع ذلك، حتى وإذا كنت من هذه الفئة القليلة الخبيرة بالبحث، فلا يُنصح إطلاقًا بالبحث في جوجل أو في أي محركٍ بحثيّ آخر على أي استشارةٍ طبية؛ لا تهم درجة خبرتك بالبحث أو مدى معرفتك بالأعراض أو تاريخك المرضي حتى؛ يجب أن تستشير طبيبًا حقيقيًا سواء بشكل وجاهي أو على الإنترنت، والشيء بالشيء يُذكر؛ لا ينبغي أن تسأل جوجل على سلامة المنتجات الطبية أو غيرها أيضًا لتباين الآراء الشديد وصعوبة الوصول إلى شخص يُعتمد عليه.
خامسًا: أي شيء قد يُورطك بمشاكل قانونية
إذا بحثت عن أنشطةٍ غير قانونية أو مواضيع حساسة، فمن المحتمل أن تتورط بمشكلةٍ قانونية في المستقبل، خاصة بالنظر إلى آليات عمل الخبراء الأمنيين وطريقة إنفاذ القانون للبيانات الرقمية، فبحسب الخبراء، يقوم المحققون غالبًا بمراجعة أجهزة الحاسوب والهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن الأدلة، وبالتالي عليك أن تتوخى الحذر بشأن ما تبحث عنه في جوجل وغيره من وسائل البحث.
ختامًا، ننصحك بألا تعتمد على عقلك غير الواعي وأنت تبحث في جوجل أو في الإنترنت بشكلٍ عام، وألا تأخذ الأمور كمسلمات؛ أعمل عقلك دائمًا وانظر للأشياء – الحساسة تحديدًا – بطريقة نقدية، لحسن الحظ أن درجة الوعي قد زادت، ولكن الأساليب الاحتيالية والمعلومات المُضللة تنتشر أيضًا، فانتبه!