تُعاني أجهزة الكمبيوتر، وبخاصة متوسطة الإمكانيات والمتواضعة، من مشكلات البُطء المتكررة «التهنيج» التي تحدث بسبب استهلاك الموارد أو العتاد الداخلي، من الرامات والمعالج وكارت الشاشة ووحدة التخزين بشكلٍ أساسي. لحسن الحظ أن هناك أكثر من طريقة لمراقبة أداء واستهلاك موارد الكمبيوتر كأن تستخدم أداة الـ Task Manager أو تعرض مؤشرات الاستهلاك على الشاشة طوال الوقت كما شرحنا من قبل لرصد أي استهلاك مرتفع عن الحد المعتاد. أما اليوم، فسنُركز على 8 نصائح ستساعدك بلا شك في تقليل الضغط على موارد الجهاز الداخلية، وبالتبعية تحسين الأداء والحصول على أفضل تجربة ممكنة من الكمبيوتر، وبدون المزيد من المقدمات، إليكم النصائح...
نصائح للحفاظ على موارد الكمبيوتر
أولًا: استخدم البرامج الخفيفة
النصيحة الأولى والأكثر فاعلية، فالبرامج الثقيلة هي السبب الأول والرئيسي وراء استهلاك موارد الكمبيوتر، بدلًا من استخدامها، حاول أن تستخدم البدائل الخفيفة التي لا تؤثر على استهلاك الرامات والمعالج، على سبيل المثال: استخدم حزمة LibreOffice المجانية ومفتوحة المصدر بدلًا من برامج الأوفيس، و GIMP بدلًا من برنامج الفوتوشوب، ومايكروسوفت إيدج بدلًا من جوجل كروم، وهكذا. بعد أن تفعل ذلك، افتح أداة الـ Task Manager (بالضغط على مفاتيح Ctrl + Shift + ESC) وراقب استهلاك الرامات والمعالج لترى الفرق بنفسك.
ثانيًا: عطّل برامج الإقلاع
يُقصد ببرامج الإقلاع تلك التي تعمل بشكلٍ تلقائي عند تشغيل الجهاز، والتي حتى وإن أغلقتها، فستظل تعمل في الخلفية وتستهلك الموارد. عادةً لا تُسبب هذه النوعية من البرامج مشكلة للأجهزة ذات المواصفات العالية، ولكن بالنسبة للحواسيب المتواضعة، فالأمر قد يُشكل أزمة حقيقية. لتعرف ما إذا كانت برامج الإقلاع تُبطئ جهازك أم لا ننصحك بمتابعة الخطوات الواردة في مقالنا السابق معرفة البرنامج الذي يجعل إقلاع الويندوز يستغرق وقت طويل ولكن بشكل عام يمكنك معرفة برامج الإقلاع من خلال الدخول إلى نافذة Task Manager بالضغط على مفاتيح (Ctrl + Shift + Esc)، ثم الدخول إلى تبويبة Startup apps من اليسار.
الآن ستجد جميع البرامج التي يمكنك أن تجعلها تعمل تلقائيًا أو العكس عند الإقلاع. البرنامج الذي يعمل من تلقاء نفسه ستجد بجواره كلمة "Enabled" والبرامج الأخرى ستجدها مميزة بكلمة "Disable". لتغيير حالة البرنامج من "Enabled" إلى "Disable" والعكس، اضغط بزر الفأرة الأيمن عليه واختر "Enabled" ليعمل تلقائيًا عند تشغيل الحاسوب أو "Disable" لتمنع هذا الأمر.
ثالثًا: عطل البرامج التي تعمل بالخلفية
تمنح الكثير من التطبيقات نفسها الإذن للعمل في الخلفية مما يزيد من الحمل على النظام بمرور الوقت، وعلى غرار تطبيقات الإقلاع، تستهلك برامج الخلفية هذه الكثير من موارد الكمبيوتر خاصة وإن كان ضعيفًا أو متواضعًا، وضع في الاعتبار أنه كلما كان إصدار الويندوز حديثًا، كان الحِمل أثقل على الجهاز، فويندوز 11 مثلًا يحتوي على عشرات التطبيقات المُثبتة مُسبقًا والتي تتسبب ببطء النظام بشكلٍ واضح. لمعرفة تفاصيل هذه المشكلة وكيفية حلها، يمكنك الاطلاع على طريقة منع تشغيل التطبيقات في الخلفية، ولكن أيضًا يمكن تعطيل العمليات التي تعمل في الخلفية بشكل يدوي من خلال الـ Task Manager حيث تضغط على أعمدة الـ "CPU" والـ "RAM" لتصنيف العمليات حسب استهلاك الموارد تنازليًا والبرامج الذي تلاحظ زيادة استهلاكه اضغط عليه بزر الفأرة الأيمن ثم اختر "End task".
ملحوظة: لا تُغلق خدمات أو عمليات النظام، فقط البرامج التي تعرفها لئلا تحدث أي مشكلة، وجدير بالذكر أنك إذا أقدمت على غلق عمليةٍ ضرورية فستظهر لك رسالة تحذيرية، فانتبه!
رابعًا: لا ترفع من إعدادات البرامج والألعاب (إلا عند الضرورة)
معظم البرامج والألعاب تسمح بتغيير إعداداتها للموازنة بين الأداء وجودة الرسوميات واستهلاك الموارد، والمتعارف عليه أن الإعدادات الأعلى للأداء والرسوميات تتسبب بالضغط على الموارد، والعكس صحيح، أي أنك كلما خفّضت الإعدادات، زاد الأداء، وهذا ما يفعله لاعبو العناوين التنافسية مثل PUBG. لذلك، ما دامت جودة الرسوميات والأداء المرتفع رفاهية زائدة، فحاول ألا ترفع من الإعدادات طوال الوقت لأن ذلك يضغط موارد الجهاز ويقلل عمرها الافتراضي، وفي نهاية المطاف لن تُفسد التجربة إذا شاهدت أفلامك المفضلة على جودة 1440p بدلًا من الـ 4K، كذلك يمكنك تعطيل ميزة الـ Hardware acceleration في المتصفحات حتى لا تشكل عبء إضافي على الموارد.
خامسًا: عطّل التأثيرات البصرية
تعُد المؤثرات البصرية، مثل الرسوم المتحركة السلسة، والخلفية الشفافة الضبابية، وتأثيرات الظل، عنصرًا أساسيًا في تصميم ويندوز وتضيف المزيد من الجاذبية لواجهة المُستخدم. لكن من المهم معرفة كون هذه التأثيرات تشكل عبء على موارد الجهاز إذا كان محدود الإمكانيات، وبالتالي تساهم في إبطاء استجابة النظام وتجعل حاسوبك يبدو أبطأ قليلاً. لذلك، تعطيلها من ضمن الخطوات التي تسرع الكمبيوتر، ولو أن ذلك يأتي على حساب الشكل الجمالي لنظام ويندوز.
ولتعطيل المؤثرات البصرية فكل ما عليك فعله هو ان تكتب في حقل البحث في شريط المهام "View advanced system settings" ثم اضغط Enter. ستظهر لك نافذة System Properties فأضغط على زر "Settings" ضمن قسم Performance. في النافذة التالية، حدد خيار "Adjust for best performance" لتعطيل جميع الرسوم المتحركة. بعد ذلك أضغط على زر "OK" لتطبيق التغييرات، فستلاحظ أن لم يعد يظهر أي نوع من المؤثرات البصرية أثناء فتح البرامج او التنقل بين النوافذ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة سرعة الكمبيوتر.
هناك أيضًا "تأثيرات الشفافية" تحتاج تعطيلها في ويندوز لجعل النوافذ والقوائم تستغرق وقت أقل عند الظهور على الشاشة. للقيام بذلك، افتح تطبيق "Settings" وانتقل إلى قسم "Personalization" ثم إلى صفحة "Colors" من القائمة الجانبية، ثم بعد ذلك أوقف تشغيل خيار "Transparency effects" لتعطيل تأثيرات الشفافية في النوافذ.
سادسًا: تقليل دقة العرض وتغيير الثيم
بتقليل دقة عرض الشاشة من الإعدادات ستلاحظ فرقًا ملحوظًا في الأداء أو على الأقل ستقلل الضغط على المعالج وكارت الشاشة. لتفعل ذلك ادخل إلى إعدادات ويندوز بالضغط على مفتاحيّ (Win + I) ثم انتقل إلى قسم System ومنه إلى صفحة Display، ثم اضغط على Display resolution وخفّض الدقة عن الاختيار الموصّى به للدرجة التي تناسبك. وبالمثل، إذا كنت تستخدم ثيم أو خلفية متحركة لحاسوبك فننصحك بتغييرها إلى شيء كلاسيكي، خاصة إذا كانت ثلاثية الأبعاد وذات ألوان زاهية لأن ذلك يُحسب على المعالج الرسومي بلا داعٍ منطقي.
سابعًا: أصلح مشاكل النظام أولًا بأول
أحيانًا تستهلك عمليات مُعينة موارد الجهاز بشكلٍ غير مفهوم، مثل الـ "WMI Provider Host" التي تراقب الجهاز وتجمع المعلومات، والـ "Windows Modules Installer Worker" التي تتعامل مع التحديثات والبرامج المُثبتة، والـ "Service Host: Local System (Network Restricted)" التي تُدير الخدمات والبرامج التي تعمل بالخلفية، إلخ. عند وجود مشكلة بالتحديثات أو بإحدى اختصاصات هذه العمليات، ستلاحظ أن استهلاكها للموارد قد زاد ولهذا يُنصح دائمًا بتفقد الأمر من خلال مدير المهام والحرص على تحديث النظام أولًا بأول ليتم إصلاح المشاكل وبالتبعية تقليل الضغط على الموارد.
ثامنًا: ركز على مهمة واحدة
إذا كانت مواصفات حاسوبك متواضعة، فيُفضل وبشدة ألا تُعدد المهام؛ ركز على كل مهمةٍ على حدة، أنهها، ثم انتقل إلى التي تليها، خاصة وإن كانت هذه المهمة تتضمن استخدام المتصفحات وتحتاج إلى فتح أكثر من تبويبة، فهذا الأمر يستنفد الرامات كما نعلم جميعًا وقد تُفاجأ بانهيار المتصفح وضياع كل عملك لمجرد امتلاء الرامات، هذا ولم نتحدث عن البرامج الثقيلة الأخرى -مثل برامج المونتاج- التي لا تستنفد الرامات فقط، بل كل الموارد تقريبًا.
الخلاصة: هناك أكثر من عامل يؤثر على موارد حاسوبك ويضعفها مع مرور الوقت، من خلال مدير المهام يمكنك أن تعرف أي مكونات الهاردوير المُستنفدة، ومن خلال العادات والنصائح التي أوردناها، إضافة إلى البديهيات الأخرى كالابتعاد عن البرامج والألعاب المُقرصنة، يمكنك أن تحافظ على العتاد لأطول فترة ممكنة.