ما هو «الإصدار الحكومي» من ويندوز 11 ولماذا تتجنبه؟

هناك إصدار غير رسمي من ويندوز 11 يُسمى بإصدار الحكومة، وهو إصدار ذو حدين لأنه قد يُسرع من أداء جهازك، وفي نفس الوقت يعطله، إليك كل ما تحتاج معرفته.
جميعنا نعرف إصدارات ويندوز 11 المختلفة مثل إصدار الهوم، والبرو، والإنتربرايز، إلخ، ولكن هل سبق وسمعت بالإصدار الحكومي – Government Edition من قبل؟ يتميز هذا الإصدار بسرعته وسلاسة أدائه، إلا أن به عيبًا خطيرًا جدًا سنعرفه أثناء تسليط الضوء على هذا الإصدار عبر السطور التالية. ولكن قبل أن نخوض في التفاصيل نريدك أن تعرف أن استخدام إصدارٍ كهذا سيكون على مسؤوليتك الشخصية وستعرف لماذا لاحقًا. في هذا المقال سنخبرك بكل ما تحتاج معرفته عن «الإصدار الحكومي» من ويندوز 11، ولماذا قد يريد البعض استخدامه والعكس، علاوة على الخيار البديل في حال أراد الشخص التمتع بالمميزات التي يقدمها وفي نفس الوقت تقليل نسبة المخاطرة، وبدون مزيد من المقدمات، هيا لنبدأ مباشرًة.

الإصدار الحكومي من ويندوز 11

الإصدار الحكومي من ويندوز 11


أولًا: ما هو الإصدار الحكومي من ويندوز 11؟


على عكس بعض الادعاءات، فإن مايكروسوفت – على الأغلب – ليست المطور لما يُعرَف بإصدار الحكومة أو الـ Government Edition من ويندوز 11. صحيح قدمت الشركة بشكل رسمي "إصدار حكومي" من ويندوز 10 من قبل ولكنه كان مخصص للاستخدام من قبل الحكومة الصينية حصرًا. أما الإصدار الذي نتحدث عنه هنا ليس رسميًا والحكومة الصينية ليس لها علاقة به. المسؤول عن تطوير هذا الإصدار هو فريقٌ من المبرمجين يعمل على مشروعٍ يُسمى "Enterprise G Reconstruction" ليكون بمثابة الدليل المُفصل لكيفية بناء "نسخة خام" من ويندوز 11؛ خالية من متصفح إيدج ولا تُرسل بيانات المستخدمين إلى شركة مايكروسوفت، ولهذا لا عجب أن حجم هذا الإصدار صغير ويعمل بكفاءة.


تم رفع هذا الإصدار على جوجل درايف وقد حمّله واستخدمه الكثيرون مشيرين إلى اختلافه الكبير عن الإصدارات العادية قائلين بأنهم لم يجدوا ما توقعوه إطلاقًا؛ على سبيل المثال، لم يجدوا متصفح إيدج والذي لا يمكن حذفه من إصدارات ويندوز العادية لأنه جزء من نواة النظام. ومع ذلك، هناك أكثر من مشكلة بهذا الإصدار الذي يمكن اعتباره نسخة معدلة، وهذه المشكلات متعلقة بالحماية والأمان لأنك ببساطة لن تحصل على التحديثات.

وبشكلٍ عام، لا يُنصح إطلاقًا بتثبيت مثل هذه الأنظمة على حاسوبك بأي حالٍ من الأحوال إلا في نطاقات محدودة جدًا منها كأن يكون حاسوبك حقلًا للتجارب، أما إذا كان الحاسوب جديدًا وتخشى أن يتعرض للاختراق أو المشكلات الأمنية، فلا تُثبت إلا النسخ القانونية والموثوقة من الويندوز وإياك أن تُفكر في النسخ المعدلة التي لا تحتوي حتى على أداة "ويندوز ديفيندر".

ثانيًا: لماذا يعتقد البعض أن هذا الإصدار آمن؟



واحدة من أكبر مشاكل النسخ غير الرسمية من إصدارات الويندوز أنك لا تعرف ما تحتويه من برمجيات ولا يمكنك الوثوق بها ولا بمصدرها. هناك نُسخ مُعينة من هذه الإصدارات حدث بها ما يُسمى "بالدمج التلقائي" Slipstreaming، ويُقصد به إضافة التحديثات الأساسية ودمجها داخل برمجية إصدارات الويندوز. تضمنت بعض إصدارات الويندوز القديمة هذا الأمر، حتى أن بعضها كان له وصول إلى سيرفرات مايكروسوفت نفسها لمواكبة آخر التحديثات.

عندما توفر "الإصدار الحكومي" ظن البعض أنه واحد من الإصدارات "المدمجة تلقائيًا" إن صح التعبير، وهذا ببساطة لأنه لم يحتو على برامج البلوتوير (التطبيقات التي تأتي مُثبتة مُسبقًا على النظام) وافتقر إلى الكثير من الأشياء ومع ذلك كان يحتوي على بعض التحديثات، ما جعل البعض يعتقد أن مايكروسوفت هي من طورته. الشركة لم تُثبت أو تنفي هذه الادعاءات، وهو ما زاد من حدة الشائعات وطمأن الكثيرين بحجة أن مايكروسوفت كانت لتحذر من هذا الإصدار إن لم يكن آمنًا.

ولكن نعاود القول ونحذر من تحميل هذه الإصدارات التي لا تحتوي حتى على "ويندوز ديفندر" وبالتالي فهي معرضة لجميع أنواع البرمجيات الخبيثة، ناهيك أن فكرة التحميل من جوجل درايف في حد ذاتها مُقلقة، ولهذا فمايكروسوفت تُصعب من عملية تثبيت الويندوز في بعض الأحيان وتشترط وجود حساب مايكروسوفت.

ثالثًا: بديل "الإصدار الحكومي" الآمن



يعيب "الإصدار الحكومي" من الويندوز مشاكله الأمنية فقط تقريبًا، ما يجعله إصدارًا رائعًا لو كانت هذه النوعية من المشاكل غير موجودة. ونظرًا لأن المشاكل الأمنية لا يمكن الاستهانة بها، فدعونا نهمل هذا الإصدار تمامًا ونُفكر في استخدام الخيار البديل إذا كنا مهتمين بذلك.

تحذير: يعتمد الخيار البديل على إزالة برامج البلوتوير من النظام وهذا قد يتسبب في تعطيل بعض المزايا ويؤدي إلى مشاكل غير متوقعة تصل في بعض الأحيان إلى انهياره بالكامل، ولهذا إذا كنت ستقبل على هذه الخطوة فالمسؤولية مسؤوليتك وننصحك بأن تجرب على حاسوبٍ قديم أو هارد ديسك لا تحتاجه.

أما عن الخطوات نفسها فتتمثل في تحميل البرامج المسؤولة عن إزالة برامج البلوتوير من الحاسوب، ومن هذه البرامج نجد "O&O AppBuster" الذي يتيح لك حذف هذه النوعية من البرامج بل وإعداد قائمة لها حال أردت أن تُبقي على بعض البرامج، والشيء نفسه يفعله برنامج آخر يسمى Tiny 11 Builder، وهو عبارة عن أكواد PowerShell تساعدك على تخصيص نسخة ويندوز 11 عن طريق إزالة البرامج غير المفيدة والحصول على أداء أكثر سلاسة واستجابة، علمًا أن مطور هذا البرنامج (NTDEV) يقدم بالفعل نُسخة مُصغرة وآمنة من ويندوز 11 تُسمى Tiny11 وقد سبق وقمنا باستعراضها من قبل.

في النهاية، إن أفضل معروفٍ يمكنك أن تُسديه لحاسوبك فيما يتعلق بنظام التشغيل هو استخدام البرامج الموثوقة والابتعاد تمامًا عن البرامج والألعاب التي تم قرصنتها لأنها تهدد أمان الجهاز، فما بالك باستخدام إصدار هش أمنيًا حتى لو كان سريعًا أو سلسًا؟ الخلاصة أن استخدام "الإصدار الحكومي" من الويندوز هي فكرة سيئة بكل المقاييس، وإن أثبتت كفاءتها في البداية فلا بد وأن يأتي وقت تكتشف فيه جميع عيوبها، وعليه فإننا ننصحك بالابتعاد عنها وعن جميع الإصدارات الهشة أمنيًا بشكل نهائي.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات