تُعرف ميزة المصادقة الثنائية (2FA) بأنها وسيلة أمان إضافية لحماية الحسابات من الاختراق، حتى لو عُرفت كلمة السر، فبتفعيلك لهذه الخاصية إذا عرف أحدهم كلمة المرور الخاصة بحسابٍ من حساباتك، لن يفتح الحساب قبل أن تُدخل كود معين يصلك على هاتفك وقت محاولة تسجيل الدخول، هذه ميزة المصادقة الثنائية وأهميتها باختصار لمن لم يسمع عنها. والهدف من هذا المقال ليس التعريف بهذه الميزة لأننا تحدثنا عنها وعن كيفية تفعيلها من قبل، وإنما معرفة نوع الحسابات الواجب تأمينها بهذه الخاصية.
أنواع الحسابات التي يجب حمايتها
أولًا: البريد الإلكتروني
عندما كنا صغارًا لم نكن نعلم أهمية الجيميل وياهو وبقية خدمات البريد الإلكتروني المشابهة، على العكس من الآن، حيث نعي تمامًا أهمية الجيميل مثلًا واستخداماته الكثيرة وعلى رأسها أننا نستخدمه أساسًا لاسترجاع الحسابات، وتأكيدها، وإعادة تعيين كلمات السر، إلخ من الاستخدامات الأخرى المهمة. علاوة على ذلك، يحتوي البريد الإلكتروني الخاص بنا على معلومات سرية على هيئة بيانات مالية، أو مراسلات خاصة، وهكذا. لهذا الأمر يسعى الكثير من المخترقين وراء حسابات البريد الإلكتروني، وبالتالي فإن تأمينها بوسيلة المصادقة الثنائية أولوية قصوى؛ فقط ادخل إلى إعدادات البريد الإلكتروني وابحث عن Two-factor authentication (2FA) وفعلها.
ثانيًا: وسائل التواصل الاجتماعي
هو شيء متوقع ولكن ضروري، ونحن لا نتحدث عن حسابٍ واحد وإنما جميع حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، فهي مكمن أسرار الكثير منا، ناهيك أنها تعكس شخصياتنا وهويتنا، ولا بد وأنك تعرف إلى أي درجة يطمع الآخرون في سرقة حسابات وسائل التواصل ولا بد أيضًا أنك تعرضت لمحاولة اختراق من قبل. لئلا يخترق أحدهم حسابك ويحاول أن يبتزك أو يستغل هويتك، ادخل إلى فيسبوك أو إنستجرام أو أيًا كان حساب التواصل الذي تخشى عليه، ثم توجه إلى الإعدادات "Settings" وابحث أيضًا عن ميزة المصادقة الثنائية "2FA" وفعلها.
ثالثًا: الحسابات السحابية
من منا لا يستخدم وسائل التخزين السحابية – مثل جوجل درايف – هذه الأيام؟ فهي توفر من مساحة الهارد وأقراص التخزين كما تمكننا من الوصول إلى بياناتنا من أي مكان يتوفر فيه اتصالٌ بالإنترنت. المشكلة أن معظم البيانات الموجودة على هذه الحسابات السحابية، أو هكذا أدعي، تكون سرية، وهذا لسببين: الأول لأننا نحتاج إلى هذه البيانات التي تكون عبارة عن مستندات وما إلى ذلك كثيرًا، والثاني لعدم سهولة رفع الملفات الضخمة لضيق السعات التخزينية للخطط المجانية ولبطء الإنترنت لدينا، إلخ. يستخدم المجرمون السيبرانيون برمجيات خبيثة لتشفير بيانات حساباتك السحابية، ومن أفضل الحلول التي يمكنك اتباعها هنا تفعيل ميزة أو خاصية المصادقة الثنائية والتي ستمنع الأشخاص غير المصرح لهم من الوصول إلى بياناتك.
رابعًا: حسابات التسوق
مثل التي نستخدمها على مواقع التسوق، والتي عادةً ما تحتوي على جميع بياناتنا الحساسة مثل معلومات حساباتنا البنكية ووسائل الدفع الأخرى، وبالتالي إذا وصل إليها أحدهم، فإنك ستتعرض لخسارة كبيرة، مالية وغير مالية، خاصة وأن هناك بيانات شخصية أخرى مثل اسمك الكامل بالطبع، وأرقام هواتفك، وعناوينك، إلخ. لتجنب سرقة هذه البيانات المهمة، عليك بتفعيل وسيلة المصادقة الثنائية فورًا من إعدادات هذه الحسابات.
خامسًا: حسابات العمل
غالبًا ما نُقلل من أهمية حساباتنا المتعلقة بالعمل ونهمل تأمينها غير مدركين أن اختراقها قد يعرض وظائفنا والجهة التي نعمل بها إلى الخطر. على سبيل المثال، إذا كان لديك صلاحيات الوصول على أحد المشاريع بتطبيقٍ مثل Slack أو Trello أو Asana أو غيرهم، فإن اختراق أحدهم لحسابك قد يؤدي إلى سرقة ملفات في غاية السرية، ناهيك أنه قد يحذف مشروعًا تعملون عليه منذ أشهر، أو حتى يُغير من صلاحيات الوصول مما يؤثر على سير العمل. إذا كنت "فريلانسر" أو تعمل بدوام كامل أو جزئي، لا يهم، فقم بتأمين حساب العمل الخاص بك بوسيلة المصادقة الثنائية.
سادسًا: تطبيقات إدارة كلمات السر
أعتقد أننا لا نحتاج إلى الحديث عن أهمية وسيلة المصادقة الثنائية لهذه النوعية من التطبيقات تحديدًا، فكما يتضح من الاسم، تُعد تطبيقات إدارة كلمات السر مركزًا لجميع كلمات السر الخاصة بك إذ تجمعها في مكانٍ واحد لتحصل عليها بسهولة في حال نسيانها أو ضياعها. إذا وقع المخترقون على هذه النوعية من الحسابات، فإنهم سيمتلكون كنزًا ضدك، فتوخ الحذر منذ البداية وأمّن كلمات سرك المحفوظة بميزة المصادقة الثنائية.
ختامًا: لا تتقاعس عن استخدام ميزة المصادقة الثنائية لأن اختراق أحد حساباتك المهمة قد يُدمر حياتك حرفيًا. ننوه مرةً أخرى، ادخل إلى إعدادات كل حساب من الحسابات التي ذكرناها وابحث عن Two-factor authentication (2FA) وقم بتفعيلها، وليس شرطًا أن تحمي كل حساباتك بهذه الميزة، فقط المهمة منها والتي تحتوي على بيانات محورية، مثل الحسابات البنكية بالتحديد.