أسباب تدفعك لتثبيت ألعاب الكمبيوتر على هارد SSD

أصبحت وحدات تخزين SSD أكثر استخدامًا وانتشارًا في أجهزة الكمبيوتر خلال السنوات الأخيرة بعدما بدأت تتوافر وحدات SSD ذات سعات تخزينيّة كبيرة نسبيًّا وبأسعار أرخص من ذي قبل. وعلى الرغم من أن تكلفتها لا تزال مُرتفعة مُقارنةً بتكلفة هاردات HDD فإنّ وحدات SSD توفّر العديد من المُميّزات التي تجعلها مُفضّلة بشكل خاص للاستخدام في أجهزة الكمبيوتر المُخصّصة للألعاب. وفي هذه المقالة نستعرض أهمّ تلك المُميّزات، والتي قد تدفع اللاعبين لاقتناء SSD واستخدامه لتخزين الألعاب عليه بدلًا من استخدام هارد HDD تقليديّ.

يحتوي الـ SSD على وحدة تحكُّم تُستخدم لقراءة البيانات وكتابتها حيث تتّصل بمجموعة ذواكر فلاش من نوع NAND، والتي تكون عبارة عن شبكة من الرقائق المصنوعة من السيليكون التي ترتبط ببعضها البعض وتستخدم عددًا من ترانزستورات البوابة العائمة (FGTs) التي تحتفظ بالبيانات في صورة شُحنات الكهربائيّة، بحيث تحتوي كل خليّة FGT على بت واحدة من البيانات تُساوي قيمتها 1 في حالة الخليّة المشحونة، وتساوي قيمتها صفرًا في حالة الخلية غير المشحونة، ومن ثَمّ يُمكنها تخزين البيانات حتّى عندما لا تكون مُتّصلة بمصدر للكهرباء.

تُعدّ السرعة الكبيرة في قراءة وكتابة البيانات واحدة من أهم نقاط القوّة التي تتفوّق بها وحدات SSD على هاردات HDD التقليديّة، حيث يُمكن أن تصل سُرعة نقل البيانات في الـ SSD إلى نحو أربعة أضعاف سُرعة نقل البيانات في الـ HDD، ولا ينعكس هذا على سُرعة نقل الملفّات فقط، بل ينعكس أيضًا على سُرعة تحميل الألعاب فيكون الوقت اللازم لتحميل الألعاب على أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم الـ SSD أقلّ بشكل ملحوظ، ولاسيّما مع ألعاب العالم المفتوح حيث يحتاج الكمبيوتر لسحب ملفّات ضخمة من وحدة التخزين، وهو ما يعني إجراء الآلاف من عمليّات قراءة وكتابة البيانات أثناء تشغيل اللعبة.

عند تشغيل هذه النوعيّة من الألعاب على أجهزة تستخدم الـ HDD فقط، عادةً ما تتوقّف اللعبة بشكل مُتكرّر ريثما يتمّ تحميل بيانات الخرائط والمستويات المُختلفة المطلوبة خلال اللعبة، ولكن مع استخدام الـ SSD يُمكن أن يستمرّ تشغيل اللعبة بسلاسة ودون توقّف يُذكر بفضل الوصول السريع للبيانات، والنطاق التردّدي الأكبر الذي توفّره وحدات SSD مُقارنة بهاردات HDD. كذلك يُزيد استخدام الـ SSD من سُرعة تحميل الألعاب متعددة اللاعبين، والتي لا تُتيح خرائط ومراحل اللعبة إلّا بعد الانتهاء من تحميل اللعبة لدى جميع اللاعبين.

يُفيد استخدام وحدات التخزين من نوع SSD في تحسين أداء الألعاب بشكل عام، ولا تقتصر أهمّيته على سُرعة تحميل ملفّات الألعاب فقط. فبفضل سُرعته الكبيرة في قراءة وكتابة البيانات، يُساعد الـ SSD على تحسين سُرعة النظام المُثبّت على جهاز الكمبيوتر ككُلّ ممّا يُوفّر زمن تمهيد أقلّ، وهو ما يعني وصولك إلى اللعبة بشكل أسرع.

يتأثر عرض الرسومات داخل الألعاب في المقام الأول بأداء المعالج المركزي (CPU) وكارت الشاشة (GPU) المُستخدمين في الكمبيوتر، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ استخدام الـ SSD يُمكن أن يُحسّن التجربة البصريّة بشكل عام أثناء اللعب. فبفضل سُرعات التحميل العالية التي يتميّز بها الـ SSD، يُصبح الانتقال من العرض البعيد لعناصر الشاشة مُنخفضة الدقّة إلى العرض المُقرّب عالي الدقّة للعناصر أسرع كثيرًا وأكثر سلاسة أثناء اللعب، وهو ما يجعل قوام عناصر اللعبة يبدو أكثر تجانسًا ونعومة ويُزيل منه الحواف الخشنة ويُقلّل من ظهور العيوب الأخرى في الصورة أثناء عرض الرسومات مثل عيوب عدم المُحاذاة، كما يُمكن أن يوفّر للاعبين مُعدّل إطارات أفضل في الثانية الواحدة (FPS).

يتكوّن الهارد التقليديّ من نوع HDD من قرص دوّار مزود بإبرة مغناطيسيّة مُثبّتة على ذراع ميكانيكيّة، وهي الجزء الذي يقوم بقراءة وكتابة البيانات على القُرص الدوار على هيئة شُحنات كهرومغناطيسيًة. وبسبب وجود هذه الأجزاء المُتحرّكة تكون المكوّنات الداخليّة في الهارد من النوع HDD حسّاسة للغاية للحركة والاهتزازات بحيث يُمكن أن تتسبّب الصدمات البسيطة في تلف الهارد وفقد البيانات التي يختزنها بشكل نهائيّ.

وعلى عكس الـ HDD لا تحتوي وحدات SSD التخزينية على أيّ أجزاء داخليّة مُتحرّكة، وهو ما يجعلها أكثر متانة ميكانيكيّة وأقلّ عرضة للتآكل بمرور الوقت وللتلف بفعل التعرّض للصدمات أو الاهتزازات. ونتيجة لذلك، نستطيع القول بأنّ الـ SSD يتمتّع بموثوقيّة أعلى وعُمر افتراضيّ أطول يُمكن أن يمتدّ في المتوسّط من 5 إلى 10 سنوات مُقارنة بهارد HDD الذي يتراوح عُمره الافتراضيّ ما بين 3-5 سنوات فقط، لذلك وحدات تخزين SSD تُعدّ هي الخيار الأفضل لتخزين ألعابك المُفضّلة بشكل موثوق لسنوات عديدة، كما يُمكنك أيضًا أن تحملها معك أثناء السفر أو التنقُّل على SSD خارجي قابل للتوصيل باستخدام USB دون الخوف من احتماليّة فقدها.

لا تُتنج وحدات SSD أيّ ضوضاء أثناء التشغيل نظرًا لعدم احتوائه على أيّ أجزاء ميكانيكيّة مُتحرّكة واعتماده فقط على نوع من الذواكر الوميضيّة، كما أنّ الحرارة الناجمة عن تشغيله تكون عادةً أقلّ مُقارنةً بهاردات HDD، وهو ما يعني أنّ المروحة الداخليّة المُتّصلة بالكمبيوتر لن تحتاج للعمل بسُرعات عالية لتبريده، ولن يصدر عنها الكثير من الضجيج أثناء التشغيل، وبالتالي؛ فهو يوفّر للاعبين تشغيل أكثر هدوءًا وأقلّ تشتيتًا للانتباه أثناء اللعب.

يُعتبر تشغيل ألعاب الفيديو من أكثر المهام استهلاكًا للطاقة على أجهزة الكمبيوتر بسبب الأداء العالي الذي يتطلّبه من المعالج وكارت الشاشة بشكل خاص إلى جانب ما تستهلكه مكوّنات الكمبيوتر الأخرى من طاقة. وبسبب عدم احتوائه على أيّ أجزاء ميكانيكيّة مُتحرّكة، تستهلك أجهزة الكمبيوتر التي تعتمد على الـ SSD قدرًا أقلّ من الطاقة أثناء تشغيل الألعاب مُقارنةً بأجهزة الكمبيوتر التي تعتمد على هارد HDD.

عند بدء تشغيل اللعبة يحتاج الـ HDD إلى سحب ما بين 20-25 وات من الطاقة يُمكن أن تنخفض بعد ذلك إلى ما بين 4-5 وات أثناء اللعب، على حين يستهلك الـ SSD من 1-4 وات فقط لتشغيل اللعبة بشكل مُستقرّ، لذلك تعتبر وحدة SSD أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وأكثر فائدة لإطالة عُمر البطّاريّة في حالة اللابتوبات.

تأتي ألعاب الفيديو المتطوّرة في الغالب بملفّات كبيرة الحجم يُمكن أن يصل حجمها إلى أكثر من 250 جيجابايت في بعض الأحيان، لذلك يُنصح عادةً باقتناء SSD لا تقلّ سعته عن 500 جيجابايت لاستخدامه في تحسين أداء الألعاب على الكمبيوتر. يُمكن أن تفوق تكلفة شراء SSD بهذه السعة في الوقت الحالي تكلفة شراء هارد HDD بنفس السعة، ولكن بالنظر للمميّزات التي ذكرناها في هذه المقالة يُمكن القول بأنّ فارق التكلفة يستحقّ إذا كُنت بصدد تجميع كمبيوتر جيمنج.

سيضمن لك ذلك على الأقلّ أنّك لن تكون بحاجة إلى ترقية وحدة التخزين الخاصّة بك أو استبدالها قبل مرور سنوات. كذلك توفّر بعض الأنواع الأحدث من وحدات SSD مثل Gen5 SSD عدّة مزايا أخرى مُذهلة مُخصّصة للألعاب أشهرها ميزة DirectStorage، والتي تسمح لوحدات معالجة الرسومات باستخدام الـ SSD لتعزيز أداء الألعاب والتطبيقات الأخرى ذات الاستخدام الكثيف للبيانات.