عند شراء جهاز لابتوب جديد فإنه يكون بقمة عطاءه ويعمل بأفضل أداء ممكن ويفي بمتطلباتك ويزيد أحيانًا، ولكن مع مرور الوقت واستخدامه بشكل مكثف، تظهر بعض المشاكل أو العلامات التي قد تشير إلى ضرورة استبداله وشراء آخر جديد بمواصفات أحدث. معظم هذه العلامات تتمحور حول المكونات الداخلية، ولا تنسى أننا نتحدث عن أجهزة اللابتوب التي يكون استبدال إحدى قطع الهاردوير بها ليس بنفس السهولة كما هو الحال مع أجهزة الحواسيب المكتبية. فما هي هذه العلامات؟ نُشارككم فيما يلي ثمانيةً منها، ولكن لا تنسى أن القرار الأخير متروك لك وأن ما سنستعرضه ليس مُلزِمًا لتغيير الجهاز.
علامات لشراء لابتوب جديد
أولًا: أنت لا تستفيد منه كما ينبغي
وهي أوضح العلامات التي تدل على حاجتك إلى لابتوب جديد في العموم، وليس شرطًا أن تكون هذه العلامة متعلقة بالأداء فحسب، فعلى الرغم من أن سوء أداء الجهاز هو دليل بيّن على الحاجة إلى استبداله، فإن طبيعة حياتك قد تلعب دورًا محوريًا في ذلك، فلربما أصبحت شخصًا كثير السفر أو كثيرًا ما تعمل بالخارج واللابتوب أصبح ثقيلًا أو غير عملي في الحركة، هنا يكون شراء جهاز جديد حلًا ممتاز. الشاهد أن أي عاملٍ يحول دون استخدامك للابتوب والاستفادة منه على قدر ثمنه يعني أنك ربما تحتاج إلى جهازٍ جديد.
ثانيًا: اللابتوب لا يدعم تحديثات السوفتوير
تدعم معظم أجهزة اللابتوب تحديثات السوفتوير لعددٍ محدد من السنوات وبشروط معينة، على سبيل المثال، من أجل تثبيت ويندوز 11 على جهازك، فلا بد وأن يحتوي شريحة تُسمى بـ "وحدة النظام الأساسية الموثوقة" أو شريحة الـ "TPM" للاختصار، هذه الشريحة إضافةً إلى متطلبات أخرى، لا تعني أنك ستحظى بتحديثات الويندوز وأن نظام التشغيل سيعمل معك بنفس السرعة والكفاءة إلى الأبد. ولا تقلق، الشيء نفسه أيضًا على أجهزة الماك، فأجهزة أبل التي تعود إلى 2016 فيما يدنوها لا يمكنها أن تعمل بنظام macOS 14 Sonoma الأحدث، والذي يحتاج إلى MacBook Air أو MacBook Pro أو Mac Mini من 2018 فأعلى حتى يعمل. ما نريد قوله: إذا كان جهازك لا يدعم تحديثات السوفتوير بعد اليوم وكنت تفكر في استبداله، فافعل ذلك وأنت مُطمئن.
ثالثًا: الحرارة الزائدة غير المُبررة
مع زيادة متطلبات أنظمة التشغيل تُعاني أجهزة اللابتوب – ثابتة المواصفات – مع الوقت، فالتحديثات الجديدة عادةً ما تحتاج إلى قوة معالجة أفضل وذاكرة أكبر، وهو ما يؤدي في النهاية – في بعض الأحيان – إلى الضغط على الحاسوب وموارده القديمة، وبالتالي زيادة درجة حرارته لا سيما وإن كانت المراوح أو المبددات الحرارية لا تعمل بكفاءة جيدة (سبب آخر لتجديد الحاسوب).
ولا نحتاج إلى الحديث عن أضرار ارتفاع درجة حرارة الحاسوب، والتي يمكن أن تؤدي إلى احتراقه لا قدر الله، ولكننا سنكتفي بقولنا إن حتى الأتربة يمكنها أن تزيد من حرارته لأنها تعوق المراوح عن العمل بأفضل طاقتها. إذا نظّفت الجهاز وتأكدت من عمل أنظمة التهوية على أكمل وجه ومع ذلك كان اللابتوب يسخن بشكل غير مبرر، وبخاصة عند تشغيل برامج معينة، فهذه علامة على حاجتك إلى لابتوب جديد.
ملحوظة: قد يكمن حل مشكلة الحرارة وبطء الجهاز بسبب زيادة المتطلبات في ترقية الرامات أو استخدام قرص تخزيني SSD، إلا أن هذه الحلول عادة ما تكون مؤقتة ومن الأفضل تغيير الجهاز إن كنت تفكر في ذلك.
رابعًا: الجلتشات ومشكلات كارت الشاشة
إذا رأيت تشوهات بالصورة المعروضة، سواء أكانت على شكل ومضات أو ألوان غريبة أو تقطعات، إلخ من العلامات المشابهة، فهذا يدل على وجود مشكلة بوحدة معالجة الرسوميات خاصتك (كارت الشاشة)، وسبب هذه المشكلة قد يكون طبيعيًا نتيجةً لمرور الوقت فقط. إذا رأيت أيًا من هذه الدلالات، فعليك أولًا أن تتأكد من أن كارت الشاشة يعمل بشكل طبيعي عن طريق فحص المراوح والأسلاك الخاصة به، إذا كانت سليمة، فتفقد التعريفات ومشاكل السوفتوير حتى تتأكد من توافقه مع مكونات النظام الأخرى مثل اللوحة الأم والرامات وغيرهما، فالمشكلة قد تكون في التعريفات فقط!
ولكن، إذا كانت مشكلة كارت الشاشة أكبر من مجرد المراوح والكابلات، وبالطبع التعريفات، فربما عليك أن تستثمر في جهازٍ جديد أو على أقل تقدير تُغير كارت الشاشة لتشغل الألعاب والبرامج المُستهلكة للرسوميات بشكل سلس، فكارت الشاشة الداخلي لا يكون مؤهلًا لذلك في معظم الحالات.
خامسًا: الوقت الطويل عند الإقلاع أو الإغلاق
إذا كان جهازك يحتاج إلى وقتٍ طويل حتى يُقلع (يشتغل) أو يُطفَأ Shutdown ولم تُجد معك العديد من الحلول مثل ترقية الرامات أو شراء SSD، فربما يجدر بك تغيير الجهاز بالكامل أو فقط المُعالج كونك اشتريت رامات أكبر وSSD، أي حاسوب كامل تقريبًا بالفعل، ولكن انتبه؛ إذا كانت المشكلة في اللوحة الأم نفسها مثل اقتصارها على دعم موصّلات SATA 2 وSATA 3 القديمة فقط، ففي هذه الحالة لن يُهم أَشتريت SSD أم لا، في كل الأحوال سيظل جهازك يعاني. وبالمجمل، إذا كنت تتوقع وجود عنق الزجاجة نتيجة لأي قطعة كبيرة – وعلى رأسهم اللوحة الأم – فتغيير الجهاز بالكامل قد يكون الحل الأنسب.
سادسًا: تكلفة حل المشكلة لا تستحق
في الكثير من الحالات التي نعاني فيها بسبب أداء اللابتوب الضعيف، يكون تغيير بعض المكونات الداخلية هو الحل الأنسب، فإذا كانت مشكلة اللابتوب في البطارية مثلًا، فليس من العقل أن نُغيره بالكامل، أليس كذلك؟ على النقيض، هناك حالات تكون فيها القطعة المُسببة للمشكلة مرتفعة الثمن إلى حدٍ لا يبرر استبدالها وحدها، مثل اللوحة الأم أو الشاشة، واللذين قد يتلفان لأسباب مختلفة. في هذه الحالة، وبخاصة إذا كان جهازك قديمًا، يُفضل أن تشتري حاسوبًا محمولًا جديدًا.
سابعًا: عنق الزجاجة
ذكرنا هذه العلامة بشكل عابر، ولكننا الآن نسلط الضوء عليها لأهميتها. يحدث ما يُعرف بـعنق الزجاجة عندما تعوق إحدى قطع الجهاز قطعةً أخرى عن العمل بكامل مواصفاتها. على سبيل المثال: قد يحد المعالج أو الرامات من أداء كارت الشاشة وفي هذه الحالة سيكون أمامك حلٌ من اثنين، إما تغيير بعض المكونات، وهو ما قد يكون مكلفًا أو لا يستحق العناء، أو تغيير اللابتوب بالكامل والاستثمار في جهازٍ جديد، وفي حالات عديدة يكون الحل الأخير هو الأفضل.
ثامنًا: ارتفاع الأسعار!
صحيحٌ أن امتلاكك لسعر لابتوب جديد وقوي لا يعني أنك يجب أن تشتريه، ولكن نتيجة للارتفاع المستمر للأسعار، ربما يكون من الحكمة أن تشتري هذا الجهاز الآن. ومع ذلك، نحن لا ننصحك باتخاذ هذه الخطوة في الوقت الراهن، ما نفعله أننا نلفت نظرك لهذه الجزئية ونحاول أن نلم بكل الأسباب التي قد تستدعي تغيير جهازك القديم، ادرس السوق جيدًا قبل إقبالك على هذه الخطوة ثم انطلق. تذكر أن القرار قرارك رُغم أن ما استعرضناه قد يكون شاملًا لجميع العلامات التي تستدعي شراء لابتوب جديد.