يضطرّ جميعنا للاستغناء عن الكمبيوتر الذي لم يعُد يعمل بصورة جيّدة أو تعطّلت بعض أجزاءه واستبداله بجهاز جديد، وحتّى إذا كان الكمبيوتر القديم لا يزال يؤدّي عمله بكفاءة، فقد تُصبح العديد من مكوّنات الجهاز بمرور الوقت بحاجة إلى الترقية والاستبدال بمنتجات أحدث تتمتّع بمزايا وإمكانيّات أفضل نظرًا للتطوّر المُستمرّ في سوق التقنية. يتّجه الكثير من المُستخدمين في الوقت الحالي على سبيل المثال إلى الاستغناء عن هاردات HDD واستبدالها بوحدات تخزين SSD والتي تكون أصغر حجمًا وأخفّ وزنًا وأقلّ عرضة للتلف.
والسؤال الذي قد يطرأ على ذهنك بعد ذلك هو هل لا يزال بإمكاننا الاستفادة من تلك الأجزاء المُستبدلة أو المكوّنات غير المُعطّلة في الكمبيوتر القديم وإعادة استخدامها بدلًا من التخلّص منها نهائيًّا؟ والجواب هو نعم في كثير من الأحيان يُمكن أن تظلّ الأجزاء المُستبدلة ذات نفع. إليك عدّة طُرق مُقترحة للاستفادة من هارد الكمبيوتر المُستبدل الذي لا يزال بحالة جيّدة في السطور التالية.
كيفيّة الاستفادة من الهارد القديم
الاستخدام كهارد خارجيّ
تُعدّ وحدات التخزين الخارجيّة وسيلة فعّالة وناجحة للاحتفاظ بنُسخ احتياطيّة من البيانات والملفّات الهامّة، أو الاحتفاظ ببعض الملفّات القديمة لتحرير مساحة للتخزين على الهاردات الرئيسيّة للكمبيوتر، إلى جانب استخدامها كوسيلة يسهل توصيلها وحملها ومعك إلى أيّ مكان لمُشاركة ونقل الملفّات بين الأجهزة المُختلفة. تتنوّع أشكال وحدات التخزين الخارجيّة المحمولة فتشمل الفلاش ميموري USB، وبطاقات الذاكرة SD، بالإضافة إلى هاردات HDD الخارجية، وجميعها يُمكن فصلها أو توصيلها بالأجهزة الأخرى بسهولة عبر منفذ الـ USB.
يُمكن الاستفادة من الهارد القديم الذي لا يزال يعمل وبحالة جيّدة عن طريق استخدامه كوحدة تخزين خارجيّة، فحتّى الهاردات الداخليّة يُمكن تحويلها إلى وحدة تخزين خارجيّة باستخدام حاوية خاصّة بمُحرّكات الأقراص الصلبة يتناسب حجمها مع حجم الهارد الداخليّ المُستخدم، وتكون الحاوية عبارة عن علبة يُمكن وضع الهارد الداخلي وتثبيته داخلها بحيث تتّصل أطرافه بكابل USB يخرج من العُلبة لكي يتّصل بأجهزة الكمبيوتر الأخرى، على سبيل المثال، وحدة Hard Drive Enclosure من Ugreen.
تحتوي مُعظم حاويات الهاردات على كابل من طراز USB-A، ممّا يعني أنّه عند الحاجة لتوصيل الهارد الداخلي بكمبيوتر يحتوي على منفذ من نوع USB-C فلا بُدّ من استخدام محوّل USB. تُعتبر هذه الطريقة وسيلة رخيصة التكلفة للحصول على وحدة تخزين خارجيّة محمولة، وتوفّر أجهزة الهارد الخارجيّة ذات الأقراص الميكانيكيّة، ولاسيّما التي تصل سرعة القرص الدوّار بها إلى 7200 دورة في الدقيقة، عادةً أداءًا أسرع بشكل ملحوظ من مُعظم أنواع وحدات التخزين الخارجيّة الأخرى، والتي يُصبح أداءها أبطأ مع تكرار عمليّات قراءة وكتابة البيانات، بالإضافة إلى تمتّعها بسعات تخزين عالية تتجاوز في بعض الأحيان 2 تيرابايت.
النسخ الاحتياطيّ للبيانات
يُعتبر النسخ الاحتياطيّ للبيانات عمليّة ضروريّة لحفظ البيانات والملفّات الهامّة التي نخشى تعرّضها للتلف أو الفقد والضياع للأبد في حالات مثل تعطّل أجهزة الكمبيوتر وتوقُّفها عن العمل أو فقدها أو سرقتها. وتُعدّ هاردات التخزين أحد الطُرق الشائعة للاحتفاظ بنُسخ احتياطيّة من البيانات بفضل سعتها التخزينيّة الكبيرة وسهولة فصلها وتوصيلها بالأجهزة وخفّة وزنها ممّا يجعلها قابلة للحمل والنقل بالإضافة إلى كونها لا تحتاج لتوفّر اتّصال بالإنترنت على عكس بعض الطُرق الأخرى لنسخ البيانات احتياطيًّا كخدمات التخزين السحابيّ.
يُمكن الاستفادة من الهارد القديم واستخدامه كأداة نسخ احتياطيّ للبيانات، بل ويُمكن استخدامه لعمل نُسخة احتياطيّة من جميع الملفّات الموجودة على الكمبيوتر دُفعة واحدة. في حالة الهارد الداخليّ الذي لا يحتوي على كابل USB سوف يتطلّب الأمر استخدام حاوية USB مُناسبة (كما ذكرنا سابقًا)، ويُمكننا بعد تثبيت الهارد داخل الحاوية البدء في نسخ جميع الملفّات الموجودة على الجهاز احتياطيًّا باستخدام خاصية File History الموجودة في نظام ويندوز، أمّا بالنسبة لأجهزة الماك فلسوف يتطلّب الأمر وجود بارتيشن كامل على الهارد فارغ، أو إنشاء بارتيشن جديد باستخدام أداة Disk Utility، ويُمكننا بعد ذلك نسخ الملفّات احتياطيًّا إلى الهارد باستخدام خاصّية Time Machine، وفي كلتا الحالتين يُمكننا استثناء المُجلّدات التي لا تحتاج إلى نسخ احتياطيّة منها، وعند امتلاء السعة التخزينيّة للهارد بالكامل تبدأ كلتا الأداتين تلقائيًّا في حذف النسخ الاحتياطيّة القديمة المُختزنة.
تعزيز السعة التخزينيّة لأجهزة الألعاب
تعتمد مُعظم أجهزة الكونسول المُخصّصة للألعاب، مثل أجهزة الإكس بوكس والبلايستيشن، على وحدات تخزين SSD، والتي تُساعد على تسريع أداء الألعاب وتقليل الزمن اللازم لتحميل الألعاب إلى الحدّ الأدنى، ولكن تظلّ سعة التخزين المحدودة واحدة من أبرز نقاط الضعف في وحدات SSD، على أنّ هذه المُشكلة يُمكن علاجها بسهولة باستخدام وحدة تخزين خارجيّة إضافيّة إلى جانب وحدة التخزين الرئيسيّة للجهاز، حيث تكون مُعظم هذه الأجهزة مزوّدة بمنافذ USB تسمح بتوصيل وحدة تخزين خارجيّة محمولة أو أكثر.
هكذا يُصبح بمقدورنا الاستفادة من الهارد القديم في توفير مساحة تخزين إضافيّة تُمكّننا من أرشفة الألعاب التي لم تعُد مُستخدمة عوضًا عن حذفها نهائيًّا، وحفظ المزيد من تسجيلات الفيديو ولقطات الشاشة وكافّة ملفّات الوسائط الخاصّة بالألعاب.
يُمكننا بعد ذلك إعادة نقل النُسخة المؤرشفة من اللعبة عند الحاجة لتشغيلها، بل إنّ بعض أنواع أجهزة الألعاب تسمح بتشغيل اللعبة من الهارد الخارجيّ مُباشرةً دون الحاجة إلى نقلها بشرط ألّا تقلّ السعة التخزينيّة للهارد الخارجيّ المُستخدم عن 128 جيجا، ولكن ما يعيب هذه الطريقة فقط هو الحصول على أداء أبطأ أثناء تشغيل اللعبة من خلال الهارد الخارجيّ مُباشرةً.
الاستخدام كوحدة تخزين مُتّصلة بالشبكة (وحدة NAS)
يحتاج مُقدّمي الخدمات في بيئات العمل المحدودة وموظّفو الشركات الصغيرة التي قد تحتوي على عدد من أجهزة الكمبيوتر في كثير من الأحيان إلى طُرق تخزين مُنخفضة التكلفة تُوفّر لهم وصولًا سريعًا موثوقًا للبيانات والملفّات والتطبيقات الضروريّة لمُباشرة أعمالهم اليوميّة دون الحاجة إلى نسخ هذه البيانات والملفّات وتخزينها بشكل مُنفصل على كُلّ جهاز على حدى.
الحلّ الأكثر عمليّة لعمل ذلك هو استخدام وحدات التخزين الشبكي ما يُعرف بأنظمة NAS، والتي تحدثنا عنها وعن اهميتها في أكثر من مقال سابق. عمومًا، تتألّف هذه الوحدات من كمبيوتر مُصغر يتمّ تخزين البيانات عليه للعمل على مدار الساعة، وبفضل اتصاله بالراوتر يمكن الوصول لهذه البيانات وإدارتها ومُشاركتها والتعامل معها لاسلكيًّا من خلال الأجهزة المُتّصلة بالشبكة باستخدام أحد بروتوكولات الوصول للملفّات مثل بروتوكول NFS أو CIFS.
تسمح أنظمة التخزين المُتّصلة بالشبكة أيضًا بتحليل البيانات ودعم قواعد البيانات وأنظمة تسجيل البيانات وإدارة البريد الإلكترونيّ والبيانات المُحاسبية، وكشوف المرتبات، وتسجيل وتحرير مقاطع الفيديو.
وباستخدام محوّل NAS مُخصّص، يُمكن تحويل مُحرّك الأقراص الصلبة التقليديّ ليُصبح جزءًا من نظام تخزين مُتّصل بالشبكة، بل إنّ بعض أنواع الرواتر الأكثر تطوّرًا تحتوي على منافذ USB تسمح بتوصيل الهارد التقليديّ بالجهاز مُباشرةً دون الحاجة لشراء حاوية NAS مخصّصة.
تُعدّ هذه طريقة أخرى للاستفادة من الهارد القديم، فقط علينا التأكُّد أوّلًا من سلامة الهارد وأنّه لا يزال يعمل بصورة جيّدة حتّى لا يتسبّب لاحقًا في فقد البيانات، ثُمّ نقوم بمحو جميع البيانات السابقة المُختزنة على الهارد لتهيئته لتخزين البيانات والملفّات الجديدة، ويتمّ توصيل الهارد بالراوتر عبر منفذ USB مُباشرةً أو من خلال صندوق NAS يحتوي أحد طرفيه على منفذ USB ويحتوي الطرف الآخر على منفذ إيثرنت بالإضافة إلى كابل الطاقة.
وبمجرد التوصيل يُمكنك البدء في إنشاء المُستخدمين المُسموح لهم الوصول لاسلكيًّا إلى وحدة تخزين NAS المُتّصلة بالشبكة لكي يُصبح بمقدورك بعد ذلك مُشاركة الملفّات والبيانات المُختزنة على الهارد مع الأجهزة المُتّصلة بالشبكة. يٌعدّ محوّل Addonics NAS 3.0 واحدًا من أفضل محوّلات NAS المتوفّرة في الأسواق في الوقت الحاليّ وأكثرها كفاءةً بفضل بنيته القويّة والمقاومة للتلف وقُدرته على التعامل مع السعات التخزينيّة الكبيرة. يُمكنك أيضًا توفير حماية إضافيّة للبيانات والملفّات التي تختزنها وتُشاركها عبر الشبكة باستخدام ما يُعرف بتقنية RAID، والتي تُساعدك على تفادي فقد البيانات في حالة فشل تشغيل الهارد الذي يخزنها.
الاستخدام كوسيلة لتثبيت أنظمة التشغيل وإصلاح الأعطال بها
تتعرّض أنظمة التشغيل المُختلفة في بعض الأحيان لأعطال قد تتسبّب في فشل عمليّة الاقلاع من خلال الهارد الداخليّ بسبب وجود ملفّات تالفة أو تلف في الهارد الرئيسيّ نفسه فيتعذّر تشغيل الكمبيوتر، ويتمثّل أحد الحلول الشائعة لعلاج هذه المُشكلة في إصلاح أعطال نظام التشغيل وإجراء عمليّة التمهيد من خلال هارد خارجيّ محمول مُهيأ ومُعدّ مُسبقًا لتنفيذ آليّة التمهيد، ورُبّما نحتاج أيضًا لتثبيت نُسخة جديدة من نظام التشغيل لإصلاح الأعطال.
ويُعتبر الهارد الخارجيّ المحمول المُهيّأ للتمهيد أحد الطُرق الرئيسية لتثبيت نظاميّ التشغيل ويندوز ولينكس أو إصلاح الأعطال بهما أو اختبارهما، كما يُمكن عمل نفس الشيء باستخدام هارد داخليّ يتّصل بحاوية USB، وفي كلتا الحالتين يُمكننا تثبيت نظام تشغيل واحد فقط على الهارد المُهيّأ للتمهيد في المرة الواحدة.
تُعدّ هذه طريقة أخرى للاستفادة من الهارد القديم بتحويله إلى وسيلة لتثبيت ملفّات أنظمة التشغيل أو إصلاح الأعطال بها. يُمكننا عمل ذلك مع الاستمرار أيضًا في استخدام الهارد كوحدة تخزين للملفّات الأخرى إلى جانب تثبيت ملفّات نظام التشغيل باستخدام أداة Ventoy. لا يتطلّب الأمر سوى تثبيت الأداة على الهارد المحمول، ثُمّ نسخ ملفّات تثبيت نظام التشغيل على الهارد، ومن ثمّ يُصبح بمقدورك استخدامه لبدء تثبيت ملفّات نظام التشغيل على أيّ كمبيوتر آخر بمُجرّد توصيل الهارد به.
——————
كما أوضحنا من قبل، يُشترط في جميع الاستخدامات السابقة أن يكون الهارد القديم أو المُستبدل لا يزال بحالة جيّدة ويؤدّي عمله بكفاءة، حتّى لا يتسبّب في فقد وضياع البيانات التي يختزنها عند استخدامه سواء لأغراض النسخ الاحتياطي أو نقل ومُشاركة البيانات أو التمهيد أو أرشفة الألعاب أو غير ذلك.
أمّا إذا لم يعُد الهارد المُستبدل صالحًا للاستخدام إمّا لأنّه مُعطّل أو لا يُقدّم الأداء المرجو منه، فلا بُدّ أن نتذكّر أنّ هذا الهارد قد يحتوي بداخله كمّا هائلًا من البيانات والملفّات والوسائط الخاصّة بنا والتي يجب التخلّص منها بطريقة سليمة قبل التفكير في بيع الهارد أو إلقائه في سلّة المُهملات لضمان سرّيتها وعدم وقوعها في أيدي آخرين من المُحتمل أن يسيئوا استغلالها.
لذا تأكّد من مسح جميع بياناتك من مُحرّك الأقراص الصلبة القديم بشكل آمن قبل بيعه، ولا يكفي أن تقوم بحذف البيانات والملفّات بالطريقة اليدويّة التقليديّة فلسوف يؤدّي هذا فقط إلى محو معلومات الموقع الخاصة بالبيانات، مما يعني أنّ نظام التشغيل لن يكون قادرًا على رؤية البيانات، وسيبدو الهارد فارغًا، وعلى الرغم من ذلك فلا تزال جميع بياناتك موجودة وقابلة للاستعادة مرّة أخرى باستخدام أحد البرامج أو الأجهزة المُخصّصة.
أمّا الطريقة السليمة للتأكّد من محو جميع البيانات التي يختزنها الهارد بالكامل وبشكل نهائيّ فتكون إمّا باستخدام أحد البرامج أو التطبيقات المُخصّصة لمحو البيانات مثل برنامج DBAN، ويضمن استخدام مثل هذه البرامج أن يظلّ الهارد قابلًا لإعادة الاستخدام بعد محو البيانات التي يختزنها ممّا يسمح لك ببيعه، أمّا إذا كُنت تنوي التخلّص من الهارد تمامًا وإلقائه في سلّة النفايات، فيُمكنك بتدمير الهارد وإتلافه نهائيًّا عن طريق فتح الهارد وتحطيم القُرص الميكانيكيّ الدوّار ممّا يجعل البيانات التي يحتزنها غير قابلة للقراءة ويجعل الهارد بالكامل غير قابلًا لإعادة الاستخدام.