على غرار ذاكرة الوصول العشوائي (الرامات) العادية التي يكون لها مكانٌ مخصص باللوحة الأم، يُوجد نوعٌ آخر من هذه الذاكرة يكون مُدمجًا ببطاقة الرسوميات أو كارت الشاشة يُعرَف بالـ "VRAM". شرحنا بالفعل في مقال سابق ماذا تعني الـ VRAM وكيف تعمل ولكن بشكل عام كلتا الذاكرتين مُختص بتخزين البيانات بشكلٍ مؤقت، ولكن الـ VRAM أسرع بكثير من الرامات العادية كما أنها تتخصص في معالجة الرسوميات بدقة أكبر كونها جزءًا من كارت الشاشة بطبيعة الحال مما يعني أنها ستفيد اللاعبين (الجيمرز) وصُنّاع المحتوى كثيرًا. فإذا كنت على وشك شراء جهازٍ جديد، يجب أن تُركز على هذا النوع من الذاكرة – وبخاصة إن كانت الرسوميات تهمك – ولتتأكد من حجم الـ VRAM الخاصة بجهازك، تابع السطور التالية.
معرفة حجم كرت الشاشة في ويندوز
أولًا: طرق تتفقد حجم الـ VRAM
نظرًا لأن الكثير من اللاعبين وصناع المحتوى يفضلون استخدام نظام الويندوز، وبحكم شهرة هذا النظام بشكلٍ عام، فهناك العديد من الطرق والأدوات التي تستطيع من خلالها معرفة حجم الـ VRAM عليه، وأولها:
1- عبر تطبيق Settings في ويندوز
والتي تُعَد الطريقة الأبسط والأسهل لمعرفة حجم الـ VRAM بجهازك، فمن خلال الدخول إلى تطبيق Settings بالضغط على مفتاحيّ (Win + I) ثم التأكد من التواجد بقسم System والدخول إلى صفحة Display، ومنها إلى "Advanced Display" أسفل جزئية "Related Settings"، ستجد عبارة "Display adapter properties for Display 1"، اضغط عليها لتظهر نافذة منبثقة جديدة تحتوي هذه المعلومة (أمام Total Available Graphics Memory).
وإذا كنت تستخدم أكثر من كارت شاشة، واحدٌ مُدمَج وآخر خارجيّ، فستجد خيارًا آخر لمعرفة الـ VRAM الخاصة بالكارت الثاني. مُشكلة هذه الطريقة – على الرغم من سهولتها – أنها محدودة نوعًا ما إذ لا تكشف عن الكثير من المعلومات، لا سيّما إن كنت تستخدم لابتوب، حيث ستُظهِر الـ "VRAM" الخاصة بكارت الشاشة الداخلي فقط ومن هنا يأتي دور الأدوات والبرامج الخارجية.
2- باستخدام أداة DirectX Diagnostic
أداة DirectX Diagnostic Tool تعُد من الأدوات الخفية في نظام ويندوز والمصممة لمعرفة معلومات بشأن البطاقة الرسومية وخصائصها وإصدار الـ DirectX في جهازك بالإضافة إلى معلومات أخرى مثل موديل وماركة الحاسوب وإصدار البيوس وحجم الرامات وكذلك موديل اللوحة الأم…إلخ. يمكن الاعتماد على هذه الأداة أيضًا لمعرفة حجم الـ VRAM لكرت الشاشة. للبدء، قم بفتح نافذة Run (بالضغط على مفتاحي Win + R معًا) وكتابة الأمر [dxdiag] ثم الضغط على Enter.
في النافذة التي ستظهر انتقل إلى تبويبة Display بالأعلى وسترى اسم كارت الشاشة الموجود بجهازك فضلًا عن حجم ذاكرة الوصول العشوائي الخاصة به ومعلومات أخرى. مُجددًا، إذا كنت تمتلك أكثر من كارت الشاشة فستلاحظ وجود أكثر من تبويبة "Display"، لا سيّما في حالة اللابتوب، إذ قد تجد تبويبة تُسمى "Render" وبداخلها معلومات حول الـ VRAM وغيرها من المعلومات الخاصة بكارت الشاشة الخارجي.
3- باستخدام أدوات خارجية
إذا أردت معلومات أكثر حول كارت الشاشة الخاص بك أو لم تُعجبك الطريقتان السابقتان لأي سبب، فبإمكانك أن تُجرب أداةً من أدوات الطرف الثالث الموثوقة وستجد فيها ما تبحث عنه، وإذا كنت تتساءل عن هذه الخيارات الموثوقة، فننصحك بأداةٍ مثل Open Hardware Monitor أو CPU-Z أو GPU-Z، الأداة الأولى مثلًا فور تحميلها وفتحها ستعرض معلومات عامة حول كارت الشاشة والبروسيسور ودرجة الحرارة واستهلاك الطاقة لكل منهما، وبالطبع الـ VRAM، والتي ستجد حجمها الكلي بجوار "GPU Memory Total" علاوة على الحجم المُستَخدم أمام عبارة "GPU Memory Used" والمساحة المتوفرة "GPU Memory Free".
ثانيًا: لِماذا يجب عليك أن تعرف حجم الـ VRAM؟
كما أوضحنا في بداية هذا المقال، يعز على اللاعبين وصُنّاع المحتوى جدًا أن يعرفوا حجم الرامات الخاصة بكروت الشاشة وإلا عانوا أثناء اللعب أو أثناء استخدام برنامج المونتاج وما إلى ذلك من التطبيقات والبرامج التي تتعامل مع الرسوميات Graphics بشكلٍ عام، أما إذا كان استخدامك للحاسوب مُقتصر على الأعمال الكتابية وما إلى ذلك من الممارسات غير المتعلقة بالرسوميات، فمعرفة حجم الـ VRAM لن تفيدك كثيرًا.
كلما كان حجم الـ VRAM كبيرًا كان أفضل، بديهيات لا جدال فيها، وبشكلٍ عام، يجب أن تمتلك على الأقل 4 جيجابايت من الـ VRAM للألعاب وضعف هذا الرقم لتعديل الفيديوهات باستخدام برامج المونتاج، قد تختلف هذه الأرقام قليلًا حسب العديد من العوامل، ولكننا نتحدث مُجملًا. يجب ألا ننسى أيضًا أن الـ VRAM ليست كل شيء على الرغم مما لها من أهمية، فمعمارية كارت الشاشة، ونوع الـ VRAM نفسها، وبالتأكيد بقية المكونات من البروسيسور وغيرهم يلعبون دورًا فعالًا في سلاسة استخدام الحاسوب سواء أكان للتعامل مع الرسوميات أو لا.
الخلاصة؛ قبل أن تشتري حاسوب يجب أن تُحدد طبيعة استخدامك له، سل نفسك هل أنت تريده للأعمال المكتبية الخفيفة من تصفحٍ لاستخدام برنامج الـ Word وما إلى ذلك، أم تريده "للجيمنج" والمونتاج وهذه العمليات المُهلكة للموارد؟ الجواب سيسهل عليك الكثير.