هناك أكثر من طريقة لقفل شاشة هاتفك الأندرويد وحمايته من تطفل الآخرين؛ تستطيع أن تُعين كلمة سر أو تستخدم المصادقة البيومتريّة مثل بصمة الوجه أو الإصبع أو إضافة رمز PIN مكون من بعض الأرقام، ناهيك عن إمكانية تعيين نمطٍ (Pattern) مُحدد. ومع ذلك، يُفضل العديد من المستخدمين هذا الخيار الأخير لعدة أسباب منها سهولته مقارنة بكلمات السر واعتيادهم عليه قبل أن تُتَاح بالهواتف خاصية البصمة أساسًا، ناهيك أن أنماط القفل عملية لا تحتاج ضوءًا حتى تفتح هاتفك في الظلام كبصمة الوجه مثلًا كما أنها لا تحتاج وقتًا ككلمات السر؛ هي إيماءة سريعة بيدك وستتمكن من الوصول إلى كل ما بالهاتف، ومع ذلك، هل تعلم أنها طريقة لا يُعتَمد عليها؟ إن كانت الإجابة "لا" إذًا فهذه الأسباب لك.
أسباب لتجنب استخدام أنماط قفل الشاشة
السبب الأول: إمكانية تخمين أنماط القفل
بالنسبة للكثيرين، فإن الغرض الأساسي من الاعتماد على أنماط القفل هو إراحة العقول وإعفاءها من التفكير عند فتح قفل الشاشة. بناءً على ذلك تخدعنا عقولنا وتجعلنا نميل نحو الأنماط التقليدية والمألوفة كرسم مربع أو مثلث أو تشكيل النمط على هيئة حروف مثل B أو C أو D أو e أو G او حتى أرقام مثل 5 أو 2 أو 6 أو 7، وهلم جرا. هذه الأنماط التقليدية سهلة الحفظ وتحقق الغرض الرئيسي من تعيين قفل للشاشة عوضًا عن الطرق الأخرى، ولكن ثمة مشكلة واحدة فقط: مُعظمنا يفكر بنفس الطريقة!
لهذا السبب يكون تخمين أنماط القفل أمرًا، لن نقول سهلًا، ولكنه وارد، وبخاصة لو كنا نتحدث عن شخصٍ يعرفك جيدًا وأعتقد أنك صادفت حالة مشابهة تمكنت أنت أو رأيت أحدًا تمكن من تخمين نمط القفل. وإثباتًا لتشابه طريقة تفكير معظمنا عند تعيين نمط قفل الشاشة، ووفقًا للدراسات، فإن هذه الأنماط عند مُعظمنا تبدأ من أعلى اليسار وتتحرك نحو اليمين، أو من أعلى إلى أسفل، وهذا يُسهّل من عملية التخمين.
لذا، إذا كان شكل النمط الخاص بك مشابهًا لتلك الموجودة في الصورة أعلاه، فقد يكون الوقت قد حان للتغيير. إذا وقع هاتفك في الأيدي الخطأ، فمن المرجح أن يجربوا هذه الأنماط أولاً. وبالتالي، هل تنطبق هذه القاعدة عليك إذا كنت تعتمد على نمط القفل؟ لو كان جوابك "لا"، فأحسنت صُنعًا، فقط تأكد أن النمط مُعقد ويصعب على الآخرين تخمينه ويمكنك الاستمرار في استخدامه، أما إذا كان الجواب "نعم"، فننصحك بتغيير النمط لشيء أكثر تعقيدًا (ولكن ليس لدرجة أن تنساه أنت) أو الاعتماد على وسيلة أخرى ككلمات السر القوية – وضع تحت كلمة القوية ألف خط – أو كبصمة الوجه أو الإصبع.
السبب الثاني: أنت تترك أثرًا!
قد تعتقد أننا نُبالغ قليلًا لو قلنا إنك في كل مرة ترسم فيها نمط القفل تترك أثرًا يمكن تتبعه، ولكن نعدك أننا لا نُبالغ، فقط تابع معنا وسنثبت لك. تخيل أنك جالسٌ في مقهى مع مجموعة من الأشخاص، تُمسك هاتفك وترسم نمط القفل لتفتحه، يأتيك نداء الطبيعة فتضطر لترك هاتفك على الطاولة لتُلبي النداء، يُمسك أحد هؤلاء الأشخاص بهاتفك بينما ينخرط الآخرون في الحديث ويُركّز ضوءًا على شاشته بعد أن يخفت السطوع، ويا إلهي لقد عَرِف النمط من أثر إصبعك! تعتقد أننا نُبالغ، صحيح؟
ما رأيك أنه في هكذا سيناريوهات، وبحسب دراسة من جامعة بنسلفانيا، يتمكن المتربصون من معرفة نمط القفل في 68% من الحالات إذا توفَّرت الظروف المثالية؟ الغريب أن الدراسة وجدت أن هذه الطريقة أكثر فاعلية في الأنماط المعقدة لأن صاحب الهاتف يترك أثرًا أوضح بحكم صعوبة رسم النمط، مما يجعلنا نُعيد التفكير في الاعتماد على أنماط القفل بغض النظر عن مدى تعقيدها.
السبب الثالث: محدودية الأنماط
لعل هذا أحد أكثر الأسباب إقناعًا. تتكون أنماط القفل من 9 نقاط أساسية (شبكة 3x3) في معظم الحالات، وعندما تشرع في تعيين النمط فإنك تبدأ من نقطة معينة لا تستطيع العودة إليها مرة أخرى، هذا وبعض النقاط يستحيل الوصول إليها وتضمينها في النمط من الأساس إلّا إذا بدأت بها.
بوضع هذه القواعد، وغيرها، في الحسبان، سنرى أن احتمالات أنماط القفل محدودةً لا تتجاوز الـ 400 ألف احتمال، تقول: أهكذا تكون محدودة؟ نعم يا عزيزي، فإذا قارنتها بكلمة سر مكونة من 6 أرقام – كلمة سر بدائية جدًا – ستُلاحظ تفوق هذه الأخيرة بفضل احتمالاتها التي تصل إلى المليون، أما إذا كانت كلمة السر مكونة من 6 أحرف وأرقام معًا، فالاحتمالات قد تصل إلى مليارات! تأخذنا هذه الحقيقة إلى السبب الأول أيضًا وهو إمكانية تخمين النمط التي تزيد عن إمكانية تخمين كلمات السر البسيطة جدًا جدًا (المكونة من 6 أرقام فقط) بأكثر من 60%.
السبب الرابع: سهولة التجسس على نمط القفل
ليس شرطًا أن يتم التجسس على الآخرين من وراء الشاشات؛ قد يحدث الأمر على أرض الواقع وبطريقة سهلة للغاية. هُناك نوعٌ من الهجمات السيبرانية الواقعية – لو صح التعبير – يُسمى هجوم الـ "Shoulder Surfing Attack"، وفيه يختلس الشخص النظر من فوق كتفِ الضحية (وهذا سبب التسمية) حتى يرى ما الذي يكتبه على الهاتف. ولا بد أنك قد لاحظت أن الكثيرين يُنفّذون هذا "الهجوم" – دون وعي منهم – بداعي التطفل أو الفضول.
من عيوب أنماط القفل أنها سهلة التذكر ويكفي أن تلتقطها أعين مختلس أو تلتقط جزءًا منها حتى تعرفها، صحيح أن معظمنا لا يكشف الهاتف للآخرين عند رسم النمط بطبيعة الحال، ولكن من الوارد أيضًا أن تغفل عمن حولك، وهذا سببٌ وجيه لإعادة التفكير في حماية هاتفك بنمط.
السبب الخامس: هناك بدائل أكثر أمانًا وأسهل!
في ظل وجود بصمة الوجه والإصبع، ومن قبلهما كلمات السر، لا أعرف ما سبب تمسك الكثيرين بأنماط القفل! إذا كانت هذه الأنماط وسيلة ثانوية يتم رسمها ومن ثَم فتح الهاتف بكلمة سر (نعم يمكن تعيين وسيلتي حماية في نفس الوقت)، فهذا شيء مقبول، ولكن لماذا تعتمد على أنماط القفل فقط في ظل وجود كل الموانع المنطقية؟
أعتقد أن السبب المنطقي الوحيد لتعيين نمط قفل في ظل وجود بصمة الوجه والإصبع هو أن يعيش معك متربصون ينتظرونك تغط في النوم ومن ثم يُمسكون بإصبعك ويضعونه على مُستشعر البصمة حتى يفتحوا الهاتف كما نرى في الأفلام والمسلسلات، أو أن يتمكن شخص من الحصول على بصماتك أو أن تحدث هذه السيناريوهات المُشابهة عمومًا. إذا كنت بعيدًا عن هذه الاحتمالات، فننصحك بإعادة التفكير في تعيين النمط. وبالمناسبة، لا ننصحك بالاعتماد على رموز الـ PIN؛ استخدم كلمات السر لأن الرموز المذكورة تُغلق الهاتف إذا كُتبت بشكلٍ خاطئ لعدة مرات، وهذا على عكس كلمات السر التي لن تسمح بالدخول إلى الهاتف حتى تُكتَب بشكل صحيح، ولا يهم عدد المرات الخاطئة.