ميزات من الهواتف الذكية القديمة نريدها في الهواتف الحديثة !

نسلط الضوء على بعض الميزات الرائعة الموجودة في الهواتف الذكية القديمة، والتي نحتاج عودتها إلى الهواتف الحالية عاجلاً أو آجلاً!
تتنافس الشركات المُصنعة للهواتف الذكيّة سنويًّا في الاحتفاظ بعملائها الحاليّين واجتذاب المزيد من العملاء الجُدد من خلال تطوير وتحسين مكوّنات الهاتف وطرح إمكانيّات وميزات جديدة مع كُلّ إصدار جديد يتمّ إطلاقه في الأسواق مثل جعل المُعالجات أسرع أداءًا أو جعل جودة التصوير أفضل أو إضفاء درجات حماية أعلى بإضافة مُستشعرات المصادقة البيومتريّة وما إلى ذلك.

وفي خضمّ هذا السباق ومع التحديثات والتحسينات المُتلاحقة، تتراجع أهمّية بعض الميزات والمكوّنات فتختفي تدريجيًّا من الإصدارات الأحدث، أو تُستبدل بميزات أخرى غير أنّ الكثير من تلك الميزات القديمة لا تزال صالحة ومفيدة بل وجديرة بأن تظلّ موجودة في الهواتف الحديثة. وفيما يلي نعرض أمثلة بأهمّ الميزات التي اختفت في الهواتف الأحدث أو كادت، والتي تستحقّ أن تكون موجودة في الإصدارات الحاليّة.

ميزات يجب إعادتها من الهواتف القديمة

ميزات يجب إعادتها من الهواتف القديمة


1- البطّاريّات القابلة للإزالة والاستبدال



كانت الهواتف الذكيّة التي تحتوي على بطّاريات قابلة للإزالة هي الأكثر شيوعًا فيما مضى، ولكن مع حلول بدايات عام 2010 أطلقت شركة أبل أوّل هاتف آيفون ببطّاريّة غير قابلة للإزالة، وهو الهاتف الذي حظي بشعبيّة كبيرة على مُستوى العالم. كان الهدف الرئيسيّ من هذه البطّاريّة المُدمجة غير القابلة للإزالة هو جعل الهاتف أخفّ وزنًا وأرقّ سمكًا والهدف الأهمّ هو جعله أقلّ عرضة للتلف حيث تمنحه البطّاريّة المُلتصقة بجسم الجهاز والمُغطّاة بغطاء مُحكم مقاومة عالية للمياه وللأتربة، وبالتالي تكون أقلّ عرضة للحرارة الزائدة التي قد تنتج عن حدوث قصر في الدوائر الإلكترونيّة الداخليّة، ويُطيل هذا من العُمر الافتراضيّ للهاتف بطبيعة الحال. وما لبثت جميع الشركات المُصنّعة للهواتف المحمولة أن حذت حذو شركة أبل واحدة تلو الأخرى حتّى أصبحت جميع الإصدارات الحديثة من الهواتف الذكيّة تقريبًا تأتي ببطّاريات غير قابلة للإزالة.

وعلى الرغم من أنّ الهواتف الذكيّة التي تمتلك بطّاريّات غير قابلة للإزالة تتمتّع بمزايا عديدة كالحماية من المياه والأتربة والغبار والحدّ من حدوث دوائر القصر وخفّة وزن الجهاز وغير ذلك، فإنّ لها عيوبها ونقاط ضعفها الكثيرة كذلك، إذ لم يعُد بوسع المُستخدم تغيير بطّاريّة الهاتف الذكيّ واستبدالها بواحدة جديدة في حالة التلف، أو استبدالها ببطّاريّة احتياطيّة مشحونة في حال خلوّها من الطاقة ونفاذ شحنها بالكامل، وفي حالة إصابة الجهاز بأحد برامج التتبُّع أو التجسّس، لم يعُد بمقدور المُستخدم إزالة البطّاريّة من الجهاز لإيقاف تشغيله تمامًا وقطع إمداد تلك البرامج بالطاقة اللازمة لها للاستمرار في عملها.

ومن هذا يتضّح لنا أنّ البطّاريّات القابلة للإزالة والاستبدال تكون ميزة مرغوبة في الهواتف الذكيّة في أحيان عديدة، وخاصّة في حالات السفر والتجوّل أو البقاء لساعات طويلة خارج المنزل حيث لا يكون هُناك وسيلة لإعادة شحن البطّاريّة، وتكون أفضل وسيلة لاستمرار تشغيل الهاتف دون إضاعة الكثير من الوقت هي أن تحمل معك بطّاريّة احتياطيّة مشحونة، فإذا كانت بطّاريّة هاتفك الذكيّ قابلة للإزالة لن يستغرق استبدال البطّاريّة الفارغة بالبطّاريّة المشحونة أكثر من دقيقة واحدة، على حين تستغرق أيّ مخزن طاقة محمول (جهاز باور بانك) ما يصل إلى نصف ساعة حتّى يصل شحن البطّاريّة إلى نسبة تسمح بمواصلة تشغيل الجهاز.


2- منفذ بطاقة MicroSD



تتمتّع الكثير من الهواتف الذكيّة الحديثة حاليًّا بوحدات تخزين مُدمجة ذات سعات أكبر من أيّ وقت مضى، وقد دفع هذا بعض الشركات المُصنّعة للاكتفاء بوحدة التخزين المُدمجة في الهاتف، وعدم تضمين منفذ يسمح للمُستخدم بإضافة بطاقة ذاكرة خارجيّة عند الحاجة لتوسعة مساحة تخزين الهاتف. تُوفّر بطاقات الذاكرة الخارجيّة MicroSD أداءًا أبطأ مُقارنةً بوحدات التخزين المُدمجة بلا شك، ولكنّها مع ذلك تُقدّم حلًّا رخيص الثمن خاصّة بالنسبة لصانعي المُحتوى عند الحاجة لتوسعة مساحة التخزين على الهاتف لكي تتمكّن من حفظ المزيد من الصور ومقاطع الفيديو، بدلًا من الاضطرار لحذف الصور ومقاطع الفيديو القديمة أو شراء هاتف جديد يتمتّع بسعة تخزين أكبر.

3- منفذ السمّاعة (3.5mm Jack)



ظهرت سمّاعات الأذن اللاسلكيّة في الأسواق لأوّل مرّة في عام 2015، وسُرعان ما انتشر استخدامها بعدما طرحت الشركات المُصنّعة للهواتف والإلكترونيّات العديد منها، وفي عام 2016 طرحت شركة أبل هاتف آيفون 7، والذي لم يكُن يحتوي على منفذ مُخصّص لإدخال كابل سمّاعة الرأس، بل اعتمد فقط على إقران سمّاعات إيربودز اللاسلكيّة التي طرحتها الشركة في وقت سابق. كانت مُعظم إصدارات هواتف الأندرويد التي ظهرت بعد ذلك تخلو أيضًا من منفذ كابل سمّاعة الرأس بهدف تقليل احتماليّة تغلغل قطرات المياه والأتربة والغبار إلى أجزاء الهاتف الداخليّة، وهو ما ساهم في جعل الهاتف أكثر مقاومة للمياه والأتربة وأقلّ عرضة للتلف والأعطال، بالإضافة إلى تحرير بعض المساحة لإضافة مكوّنات داخليّة أخرى للهاتف، ومع هذا ظلّت الهواتف الذكيّة التي تخلو من منفذ كابل سمّاعة الرأس تُعاني من مُشكلات عديدة.

تستهلك الهواتف الذكيّة قدرًا أكبر من الطاقة عند تشغيل سمّاعات الأذن اللاسلكيّة حيث يجب أن تظلّ خدمة البلوتوث مُفعّلة أثناء اتّصالها بالهاتف، ويستهلك البلوتوث الطاقة في إجراء عمليّات المسح للعثور على الأجهزة القريبة والمُتاح الاتّصال بها، ثُمّ في إرسال وتلقّي البيانات وتحويلها من وإلى الإِشارات اللاسلكيّة أثناء الاتّصال، وهو ما يُقلّل من عُمر بطّاريّة الهاتف. كذلك لا تُعتبر سمّاعات الأذن اللاسلكيّة هي الخيار الأمثل بالنسبة لمُحبّي سماع الموسيقى أو مُشاهدة الأفلام على الهاتف مُعظم الوقت، فعلى الرغم من سهولة حملها واستخدامها غير أنّها تستنفذ طاقتها سريعًا وتكون بحاجة لإعادة الشحن.

تمتلك سمّاعات الأذن اللاسلكيّة أيضًا نقاط ضعف عديدة أخرى مثل ضعف جودة الصوت، بالإضافة إلى الوقت الذي تستغرقه كي تتّصل بالجهاز، على عكس السمّاعات السلكيّة التي لا تحتاج لإعادة الشحن وتكون جاهزة للاستخدام على الفور بمُجرّد إدخال الكابل في المنفذ المُخصّص له في الهاتف. يُمكن على أيّ حال التغلّب على مُشكلة عدم وجود منفذ مُخصّص لكابل سمّاعة الرأس في الهاتف عن طريق توصيل كابل السمّاعة السلكيّة بالهاتف عبر منفذ اليو إس بي، ولكن هذا يجعلك بحاجة لشراء محوّل يو إس بي مُناسب، وهي تكلفة إضافيّة كان من المُمكن تفاديها لو كان هناك منفذًا مُخصّصا لكابل سمّاعة الرأس مُدمجًا في الهاتف من البداية. لا تزال هُناك بعض أنواع الهواتف الذكيّة في الفئة الاقتصاديّة وفي فئة الهواتف المُخصّصة للألعاب التي لم تتخلّى عن منفذ كابل سمّاعة الرأس، وهو ما يُبشّر بأنّ شركات الهواتف الكُبرى يُمكن أن تُعطي الأولويّة لتضمين منفذ كابل سمّاعة الرأس في إصداراتها اللاحقة.

4- مُكبّرات الصوت الأمامية



كانت الهواتف الذكيّة قديمة الطراز نسبيًّا عادةً ما تحتوي زوجًا من مُكبّرات الصوت في الجزء الأماميّ من الهاتف بحيث يُوجد أحدهما في أعلى الشاشة والآخر في أسفلها، ممّا يُتيح للمُستخدم سماع الصوت بنمط الستريو عالي الوضوح الذي يُحسّن من تجربة الاستخدام أثناء مُشاهدة الأفلام أو لعب ألعاب الفيديو على الهاتف. يُساهم وضع مُكبّرات الصوت في الجزء الأماميّ من الهاتف الذكيّ بشكل عام في الحصول على صوت أعلى وأكثر وضوحًا حتّى عند تشغيل صوت الهاتف عند مستويات مُنخفضة، ولكن مع تزايد الحاجة لهواتف ذكيّة ذات شاشات كبيرة الحجم قدر المُستطاع وأكثر وضوحًا لكي تُلبّي مُتطلّبات ألعاب الفيديو، فضّلت مُعظم الشركات المُصنّعة للهواتف الذكيّة توسعة مساحة الشاشة لتشغل الجزء الأماميّ من الهاتف بالكامل، على حساب مُكبّرات الصوت الأماميّة التي استُبدلت بمُكبّرات صوت موضوعة في الجزء الأسفل من الجهة الخلفيّة للهاتف.

لم يكُن قرار التخلّي عن مُكبّرات صوت الهاتف الأماميّة قرارًا موفّقًا، حتّى أنّ بعض الشركات عادت لتُقدّم مُجدّدًا مُكبّرات صوت أماميّة مُدمجة في الإصدارات الأحدث من هواتفها المُخصّصة للألعاب مثل هاتف ASUS ROG Phone 6D، ففي حالة الهواتف التي تحتوي على مُكبّر صوت وحيد في الجزء الأسفل من جانبها الخلفيّ، يكون الحصول على صوت أقلّ وضوحًا هو النتيجة عند الإمساك بالهاتف في الوضع الأفقيّ حيث تُغطّي مُكبّر الصوت براحة يدك، وهو ما يُمكن أن يحدُث أيضًا أثناء إجراء المُكالمات، لذلك يُعتبر الحصول على هاتف ذكي يتضمّن زوج من مُكبّرات الصوت الأماميّة الموجودة على حافّتي الشاشة العلويّة والسُفليّة هو أفضل خيار مُمكن للحصول على صوت عالي الوضوح قدر المُستطاع.

5- وحدة الأشعة تحت الحمراء



كان استخدام الهواتف الذكيّة للتحكُّم عن بُعد في أجهزة العرض وأجهزة التليفزيون الذكيّة بمثابة ميزة ثوريّة عندما طُرحت أولى إصدارات هواتف الأندرويد التي تحتوي على وحدة مُدمجة للأشعة تحت الحمراء (IR Blast)، والتي كانت عبارة عن دائرة إلكترونيّة صغيرة موجودة في الجزء العلويّ من الهاتف بحيث يُمكنها إرسال الأشعّة تحت الحمراء إلى المُستشعرات الموجودة في الشاشات وأجهزة العرض، ومن ثمّ يستطيع المُستخدم التحكُّم في تشغيل تلك الشاشات وأجهزة العرض من خلال تطبيق مُتوافق مُثبّت على هاتفه الذكيّ بدلًا من استخدام أجهزة التحكُّم عن بُعد التقليديّة.

تراجعت أهمّية هذه الميزة وبدأت الشركات في التخلّي عنها مع تطوّر أجهزة المنزل الذكيّة التي يتمّ ربطها بتطبيقات مُخصّصة على الهاتف بحيث يُمكن التحكُّم فيها عن بُعد من خلال أوامر صوتيّة. بالكاد يُمكنك اليوم أن تجد هاتف أندرويد حديث مزوّد بوحدة تحكُّم عن بُعد، على الرغم من أنّ هذه الميزة يُمكن أن تكون ذات نفع في حالات عديدة، وخاصّة عند ضياع جهاز التحكُّم عن بُعد الخاصّ بالتليفزيون في منزلك، أو أثناء السفر عندما تكون بحاجة لتشغيل جهاز التليفزيون في غرفتك بالفندق.

6- لمبة الإشعارات LED



كانت العديد من الإصدارات قديمة الطراز من الهواتف الذكيّة تأتي مزوّدة بمصباح LED صغير في أعلى الجزء الأماميّ أو الخلفيّ من الهاتف، وكانت مهمّة هذا المصباح تتلخّص في أن يُضيء بألوان مُحدّدة عندما يكون لديك إشعارات غير مقروءة على هاتفك، وعندما تنخفض نسبة شحن بطّاريّة الهاتف، وكذلك عند اكتمال عمليّة شحن البطّاريّة. مُعظم الهواتف المزوّدة بمصباح LED للإشعارات كانت تسمح للمُستخدم بتخصيص ألوان إضاءة المصباح لبيان نوع الإشعار، فمثلًا في حالة وجود إشعارات بمُكالمات فائتة يُضيء المصباح باللون الأخضر، وفي حالة انخفاض نسبة شحن البطّاريّة عن 20% يُضيء المصباح باللون الأحمر.

كان هذا المصباح يُقدّم خدمة رائعة للمُستخدمين الذين ينسون التحقّق من نسبة شحن بطّاريّة الهاتف أو تفقُّد سجلّ الإشعارات بحثًا عن رسائل غير مقروءة أو مُكالمات فائتة، ولكن يبدو أن الحاجة لشاشات أكبر حجمًا وأكثر اتّساعًا قضت على وجود هذا المصباح في الهواتف حديثة الطراز، وتمّت الاستعاضة عنه بميزة العرض دائمًا (AOD)، وهي ميزة تعرض للمُستخدم معلومات مثل التاريخ والوقت ونسبة شحن بطاريّة الهاتف والإشعارات في شريط صغير يظلّ مُشغّلًا على شاشة الهاتف طيلة الوقت دون الحاجة لتشغيل الشاشة بأكملها. وعلى الرغم من تقديمها لقدر أكبر من البيانات والمعلومات، تستنزف ميزة العرض دائمًا طاقة بطّاريّة الهاتف بمُعدّلات كبيرة أيضًا حيث يتمّ إمداد عدد من وحدات البكسل المكوّنة للشاشة بالطاقة لعرض ذلك القدر من البيانات، على عكس مؤشّر الإشعارات الذي يعتمد على مُجرّد مصباح LED لا يستهلك سوى قدر ضئيل من الطاقة.

حتّى على مُستوى واجهة مُستخدم الأندرويد باتت العديد من عناصر وأزرار التحكُّم في الشاشة على وشك الاندثار مثل بعض أزرار التحكُّم في الشاشة الرئيسيّة وأشرطة تمرير الإشعارات، لكي تتماشى مع التطوّر الحادث في تصميم مكوّنات وشاشات الهواتف الحديثة التي أصبحت أكثر نحافة ومرونة، ومع هذا يظلّ التحديث والتحسين المُستمرّ سعيًّا لإرضاء العملاء هو الشغل الشاغل طوال الوقت للشركات المطوّرة للهواتف الذكيّة، والتي من المُمكن أن تعود مُجدّدًا لطرح هواتف جديدة تتضمّن بعض الميزات السابقة في المُستقبل القريب بعدما تخلّت عنها في وقت مضى.
يارا فاروق
يارا فاروق
مهندسة كهرباء وكاتبة محتوى تقني بخبرة تزيد عن 6 سنوات، مهتمة بمجال التقنية، حصلت على خمسة جوائز من مؤسسة ويكيميديا في مسابقات كتابة المحتوى.
تعليقات

احدث المقالات