كيفية معرفة إذا تعرض الآيفون للضرر بعد سقوطه في المياه

في مقال سابق قمنا بالإشارة إلى حالات ضرر الهاتف التي لا يغطيها الضمان، وكان أولها "تلف الهاتف نتيجة تعرضه للماء". ينطبق هذا الأمر على جميع الهواتف تقريبًا، بما في ذلك هواتف آيفون، حيث تُشير آبل إلى ان الضمان المحدود لمدة عام لا يغطي تلف الهاتف بفعل السوائل (قهوة أو مشروب غازي مثلاً). ومع ان سقوط الآيفون في الماء لن يؤدي بالضرورة إلى حدوث ضرر يؤثر على وظائفه، لكن إذا كنت تشك في تعرض هاتفك لأضرار بعد التعرض لسائل، فدعنا نُخبرك بطريقة سهلة لفحص الآيفون ومعرفة إن كان أصابه ضررٌ بسبب المياه، وذلك عن طريق البحث عن بعض المؤشرات في الجهاز.

وتُقاس درجة مقاومة الهواتف للماء والأتربة عن طريق معيار يُعرَف بالـ (IP)، بحيث يُشير حرف الـ "I" إلى درجة مقاومة الأتربة من 0-6 وحرف الـ "P" إلى درجة مقاومة الماء من 0-9. على سبيل المثال، تمتلك هواتف آيفون 15 معيار IP68، وهذا يعني أنها مضادة للأتربة تمامًا في حين أنها تقترب من تضاد الماء، ولكنها ليست كذلك بفارقٍ بسيط يُترجَم بشكل عملي إلى: "يُقاوم آيفون 15 الماء إذا غُمر به على عمق 4 متر ولمدة 30 دقيقة"، أكثر من ذلك سيكون الهاتف في خطر.

في المثال السابق، لا يستطيع الماء أن يدخل إلى هاتف الآيفون 15 طالما لم يتجاوز الوقت الـ 30 دقيقة وكان العمق أقصاه 3 أمتار. إذا زادت الأرقام عن هذه الحدود، سيبدأ الماء بالتسرب إلى الهاتف، وهذا يُطبَّق على جميع الهواتف الذكية الأخرى بالطبع. ما يحول دون تَسَرُّب الماء إلى داخل الآيفون أن فتحاته – مثل منفذ الشحن والفراغات الأخرى – تكون مُعززة بطبقات حماية تعمل على أكمل وجهٍ لفترة مُعينة وعُمق محدد قبل أن تبلى.

شيء آخر قد يؤدي إلى دخول الماء إلى الآيفون هو فتح الجهاز للصيانة أو لأي غرض آخر، فقد لا يقوم فني الصيانة بإعادة تركيب الهاتف بشكل صحيح، مما يؤدي إلى كشف بعض الفجوات بين الشاشة وهيكل الهاتف نفسه ويتسبب بدخول الماء والرطوبة. إذا كنت تشك بتسرب الماء داخل هاتفك الثمين، لا بد من التصرف سريعًا عن طريق اتباع هذه النصائح.

إذا كانت الآيفون يُطفئ/ يعيد تشغيل نفسه بنفسه بطريقة عشوائية، فهذا مؤشرٌ على تسرب الماء بداخله (مجرد مؤشر، لا تقلق). يعزى السبب في ذلك إلى أن تسرب الماء لمكونات الجهاز الداخلية يُحدِث مشاكل بالدائرة الكهربائية للوحة "البوردة" مما يؤدي إلى مشاكل الإطفاء وإعادة التشغيل.

إذا دخل الماء بهاتفك، فمن الوارد جدًا أن يحدث خلل في اتصال الشاشة بالمكونات الداخلية مما يؤدي إلى ظهور خطوط بطول الشاشة أو بعرضها (أو غير ذلك من تشوهات أخرى) مما يؤدي إلى تشوه البكسلات والمظهر العام بألوان تُطبَع على الشاشة وتكون غير قابلة للإزالة إلّا بتغيير الشاشة نفسها. لاحظ أيضًا أن الماء يمكن أن يُتلِف المكونات المسؤولة عن الإضاءة الخلفية بالجهاز مما يجعل الشاشة باهتة أكثر من المعتاد وقد يؤثر على اللمس فتُبدي الشاشة ما يُسمى باللمسات الشبحية (تنفيذ الهاتف للأوامر من تلقاء نفسه) أو لا تستجيب للمس من الأساس.

لعل واحدة من أكثر المشاكل التي يُسببها تسرب الماء إلى داخل الهاتف هي تشوه الصوت النقي المُعتاد وسماع أصوات مشوهة أو مزعجة تُشبه تلك التي نسمعها إذا ابتلّت سماعات الأذن الخاصة بنا، إلا أن المشكلة تكون أكبر من ذلك بالطبع. هذه واحدة من أكثر العلامات شيوعًا أيضًا، فشغّل مقطوعةً موسيقية وتأكد بنفسك.

يمكن للماء أن يعطل مستشعرات الهاتف المختلفة بدءًا من مستشعر بصمة الوجه Face ID وحتى مستشعر الحركة (Accelerometer) ومستشعر القُرب (Proximity) ومستشعرات الضوء التي لن تعمل بالشكل الصحيح أثناء إجراء المكالمات مثلًا. فإذا كانت مستشعرات هاتفك لا تعمل أو تعمل بأنماط غريبة، فلا تستبعد تسرّب الماء إلى داخل الهاتف.

جرّب أن تضغط على زر الباور وارفع الصوت واخفضه باستخدام الأزرار المُخصصة لذلك. إذا تم تنفيذ الأوامر بدون مشكلة، فهاتفك – على الأرجح – أنه في مأمنٍ من الماء، عدا ذلك فقد يكون الماء أو الرطوبة حائلين يُعيقان هذه الأزرار عن أداء وظيفتها، ناهيك أن الماء قد تُصعّب من عملية الضغط على الأزرار أو العكس مما يؤدي إلى ظهور أنماط غريبة. كل هذه مؤشرات لدخول الماء إلى الهاتف، ولكن لا شيء مؤكد.

في النهاية، يجب عليك أن تُبقي هاتفك بعيدًا عن الماء قدر المستطاع، أولًا لأن هواتف الآيفون باهظة الثمن وثانيًا لأن الضمان لن يفيدك إذا تلفت بسبب الماء. لحسن الحظ أن ضمان +AppleCare يُغطي تلف الآيفون بسبب الماء، ولكن لِما تضع نفسك في موقفٍ كهذا من البداية؟ ننصحك بعدم السباحة – مثلًا – بالآيفون، وإذا حدث وتعرض للرطوبة، فمن الأشياء المُوصّى بفعلها أن تضعه في حقبة من الأرز حتى تمتص الرطوبة، وإن كان هذا الحل غير مضمونًا.