استخدامات الازرار الاضافية في ماوس الكمبيوتر

إذا كنت تعيش تحت كهفٍ أو تستخدم ماوس عتيق منذ عشر سنوات! فقد تندهش عندما ترى فأرة بأزرار إضافية – بخلاف الزر الأيمن والأيسر والعجلة – قد يصل عددها إلى 12 زرًا موزعين على الجانب الأيسر. هذا الماوس أصبح الصيحة المُعتادة لدى الكثير من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر، خصوصًا إذا كنا نتحدث عن اللاعبين أو الذين يبحثون عن الإنتاجية أو حتى المستخدمين العاديين. فأرةٌ من هذا النوع يُمكنها أن تُغنيك عن استخدام الكيبورد بشكلٍ شبه كليّ، فأزرارها – التي تكون على بعُد ضغطة واحدة بأصبع الابهام – قادرةٌ على فعل الكثير من الأشياء التي حتمًا ستبهرك عند تجربتها، او في حال كنت قد اشتريت بالفعل ماوس يحتوي أزرارًا إضافيةٍ، فقد حان الوقت للاستفادة منها في أشياء مختلفة كما نوضح عبر السطور التالية.

هي أزرارًا إضافية تزيد من وظائف الماوس وتُسهل استخدام الكمبيوتر بشكل كبير، حيث يمكن استخدامها في فعل الكثير من الأشياء، مثل مساعدتك أثناء تصفح الإنترنت عن طريق التبديل بين صفحات الويب بالذهاب إلى الصفحة السابقة أو اللاحقة بضغطة زر، دون تمرير مؤشر الماوس إلى الأيقونات المخصصة لذلك في المتصفح نفسه. وبالطبع ليس هذا فحسب، إذ لا يستطيع الكثير المستخدمين، وبالتحديد اللاعبين، التخلي عن هذه الأزرار لأنها تُساعدهم في ألعاب التصويب مثلًا أو الألعاب التي يصعب فيها الاعتماد على لوحة المفاتيح فقط مثل Hollow Knight. إذًا، فالأزرار الموجودة بالماوس، إلى جانب الأزرار الأساسية المعتادة، ستعمل كاختصارٍ يُسهّل على المستخدمين الكثير من المهام ويختصر عليهم الطريق.

قد تمتلك الفأرة زرّين إضافيين فقط، وقد تمتلك أكثر من ذلك، فهناك نوع يُسمى الـ "MMO Mouse" (اختصارًا عن Massively Multiplayer Online) أو الفأرة المُخصصة للعب الجماعي الأونلاين؛ بهذه الفأرة ستجد من 8 إلى 12 زرًا على الجهة اليُسرى، وكما يُشير الاسم، فهي مفيدة جدًا للاعبين، وبخاصة لاعبي الـ MMO والـ MMORPG وألعاب التصويب، ومع ذلك يمكن لأي مستخدم عاديّ غير مهتم بالألعاب أن يستفيد منها في زيادة إنتاجيته مثلًا لتأدية ما يصل إلى 12 إجراء مختلف أثناء استخدام الكمبيوتر. وإذا كنت تبحث عن مثالٍ لهذه الفأرة، فالـ Razer Naga V2 Pro بأزرارها الـ 12 هي خير مثال.

بعيدًا عن التصفح السلس للإنترنت، يُمكن لأزرار الفأرة الجانبية أن يعُاد توظيفها لتُستخدم في عديد الأشياء التي قد لا تخطر على البال؛ من ذلك التحكم في الوسائط/الميديا المتمثلة في مقاطع الفيديو أو المقاطع الموسيقية، فإذا كان الكيبورد لديك لا يحتوي اختصارات التحكم في الوسائط، يمكن توظيف الأزرار الإضافية للماوس لتأدية هذا الدور، فبضغطة زر واحدة يُمكنك أن توقف عرض هذه الوسائط مُؤقتًا وبسرعة لتجيب على الهاتف مثلًا، ناهيك أنك تستطيع استخدامها – الأزرار – في تسريع العرض أو إعادة مُشاهدة لقطة ما أو أي شيء تريده.

إذا كُنت كاتبًا أو مُصممًا أو مُدخل بيانات أو تعمل بأي وظيفة كانت على الحاسوب، فلا بد وأنك لا تستطيع الاستغناء عن بعض الاختصارات مثل الـ "Ctrl + Z" أو الـ "ALT + زر الفأرة الأيمن" في حالة الفوتوشوب مثلًا لتغيير حجم الفرشاة. بفضل أزرار الفأرة الجانبية، يُمكنك أن تجعل الماوس يُنفّذ نفس الأمر وبدون لمس لوحة المفاتيح من الأساس.

ولنضرب مثالًا يجمع بين الاستخدامين أعلاه: تخيل أنك تعمل مُحررًا للفيديوهات وأردت أن تُعدّل الثواني العشر الأخيرة من مقطع ما؛ هل الأفضل لك أن تعود باستمرار لهذه الثواني العشر عن طريق استخدام الفأرة بالطريقة التقليدية أم تستخدم زرًا واحدًا من أزرار الفأرة الجانبية لتُنفّذ هذا الأمر بدقة؟ لا شك أن الخيار الثاني هو الأفضل، إذ سيوفر عليك المجهود ويفيدك بشدة في العمل. في النهاية، الفكرة هنا هي أن تُحدد الإجراءات التي تقوم بها كثيرًا ثم استغلال الازرار الجانبية لمساعدتك في القيام بها بشكل أسرع.

إذا كنت كثيرًا ما تلعب على الحاسوب، فأغلب الظن أنك تستخدم فأرة بأزرار جانبية، وإن لم تكن كذلك فمن الوارد جدًا أن تكون لاعبًا عاديًا (Casual) تلعب من أجل المتعة، ولست مُحترفًا (Pro) يلعب على أعصابه! أغلب الظن أن هذا النوع الثاني من اللاعبين لا يجعل أصابعه تُفارق مفاتيح الـ "W و A و S و D"، ناهيك أن بعض الألعاب سيكون من شبه المستحيل لعبها بدون هذه الأزرار، أو على الأقل ستُصعّب الأمور على نفسك كثيرًا.

في اللعبة التي ذكرناها في مُستهل حديثنا مثلًا؛ لعبة Hollow Knight، تحتاج أن تكون سريع الاستجابة وتستخدم التعاويذ Spells والاندفاع Dash والضربات Attacks وبعض الأشياء الأخرى بينما تمشي في اللعبة عن طريق مفاتيح الـ "WASD". صحيحٌ أنك تستطيع أن تفعل الشيئين من لوحة المفاتيح في نفس الوقت، ولكن أزرار الفأرة ستساعدك كثيرًا وستُقلل من الحِمل الذي سيقع على لوحة المفاتيح، لا سيّما وإن كنا نتحدث عن لابتوب أو كنت تلعب لعبة صعبة جدًا، مثل Hollow Knight أيضًا، والتي تُعَد لعبة فرديةً بالمناسبة، فما بالك بالألعاب الجماعية؟ وجود هذه الأزرار عمومًا يساهم في تحسين تجربة اللعب، سواء كنت ستستخدمها لتفعيل الميكروفون أثناء اللعب، أو لإلقاء القنابل، أو التبديل السريع للأسلحة، وأي شيء آخر يخطر ببالك.

في جزئية العمل رأينا كيف يمكن لأزرار الماوس أن تُساعدك وضربنا مثالًا بأن كيف يُمكن لزرٍ واحد في الفأرة أن يقوم بوظيفة عدة أزرار مُجتمعة، وهذا الأمر في حدِ ذاته وظيفة ممتازة وسبب أكثر من كافٍ لشراء ماوس بأزرار جانبية. تخيل أن تستبدل باختصار النَسخ "Ctrl + C" زرًا واحدًا في الماوس، أو أن تجعل زرين أو أكثر يقومون بوظيفة مُتعددة الخطوات (كأن تفتح برنامج الورد، ثُم تُغير حجم الخط ونوعه وتنسيقه) بسهولة مُنقطعة النظير وفي أقل من ثانية! يتم ذلك بفضل تقنية الـ Macros التي تدعمها أغلب البرامج المخصصة لإعادة برمجة الأزرار الإضافية في الماوس.

بعد أن تعرفنا على استخدامات أزرار الماوس الجانبية، حان الوقت لنعرف كيف نُخصص هذه الأزرار لتقوم بوظيفة ما، فعند شراء ماوس من هذا النوع، تكون الأزرار مُهيئة على وظيفة ما تلقائيًا. في الواقع، هناك أكثر من خيار لتخصيص وظيفة هذه الأزرار؛ كاستخدام برامج الطرف الأول التي تأتي مع الماوس نفسه، فهي تقدم خيارات ممتازة وتكون آمنة ومضمونة، وأشهر الشركات المُصنّعة مثل Corsair و Logitech و Razer وغيرهم يمتلكون برامج أكثر من ممتازة تُمكنك من تطويع الماوس كما تريد تقريبًا، حتى لو كان بـ 12 زرًا.

ومع ذلك، لا يأتي كل ماوس ببرنامج خاص به، ومن هنا يأتي الحل الآخر المتمثل في برامج الطرف الثالث مثل برنامج "Mouse and Keyboard Center" من مايكروسوفت أو برنامج "X-Mouse Button Control" الذي يُقدّم خيارات أكثر تعقيدًا، وقد شرحنا بالفعل كيفية استخدامه في مقال سابق. أما الحل الثالث والأخير، فهو إمكانية تغيير وظيفة أزرار الماوس عن طريق إعدادات اللعبة أو البرنامج الذي تستخدمه، فإذا دخلت إلى إعدادات التحكم في لعبة ما ستجد "Mouse 4" و "Mouse 5" وغيرهما وهذه الأشياء تُعبر عن أزرار الفأرة الجانبية.

بالأخير، أصبح الماوس المزود بالأزرار الجانبية ضرورةً كبيرة في ظل المهام المُتعددة وزيادة شهرة الألعاب الأونلاين على الحاسوب. من شأن هذه الأزرار أن تُسهل عليك التجربة إلى حدٍ لن تتخيله إلا عند استخدامها، ولكن عن تجربة وافية، ننصحك وبشدة أن تستخدم ماوس من هذا النوع، حتى وإن كان سعره مُرتفعًا قليلًا، فهو استثمار يستحق ثمنه.