تتطور التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة نشهد على إثرها إنتاجًا غزيرًا على كافة
الأصعدة. كُل عامٍ تطل علينا شركات تصنيع
مكونات الكمبيوتر
أو الهاردوير عمومًا بتقنيات جديدة ومواصفات أعلى، وإن كان حديثنا عن المعالجات
تحديدًا فإن كلًا من
Intel و AMD
يصدرا
أجيال جديدة من المعالجات
لدرجة أنه أصبح من الصعب علينا مواكبتها. تمتلك الشركة الواحدة أكثر من معالج،
وكل معالج له أكثر من جيل، بل وأكثر من
10 أجيال
كما هو الحال في معالجات "إنتل" مثلًا. من هنا يجب أن نطرح عديدًا من الأسئلة من
نوعية: ما هي أجيال المعالجات أصلًا، وهل تصنع فارقًا؟ أو كيف نعرف
الجيل الخاص بالمعالج
الخاص بنا ومتى أقول إن الوقت قد حان للتحديث إلى الجيل الجديد؟ كل هذه الأسئلة
سنجيب عنها إنطلاقاً من سطور هذا المقال.
العلاقة بين جيل المعالج وأداء الكمبيوتر
أولًا: ماذا يُقصَد بأجيال المعالجات؟
يمكننا أن نُعرّف أجيال المُعالج على أنها نُسَخ أو إصدارات مختلفة لمعالجات
تنتمي إلى نفس السلسلة. عادةً ما تتشارك معالجات الجيل الواحد نفس معمارية
التصنيع الميكروية (Microarchitecture) ودقة التصنيع أو الـ
Process Node
وآلية التصنيع، والتوافق مع بقية مكونات الهاردوير مثل دعم تقنيات أحدث من شرائح
الـ DDR أو إصدارات أحدث من منافذ الاتصال، وهكذا ناهيك عن المميزات الأساسية،
وغيرهم. علاوة على ذلك، تتشارك هذه المعالجات (معالجات الجيل الواحد) – في الغالب
– نفس سنة الإصدار، إذ يكون الفارق بينها بضعة أشهر فقط، مع وجود استثناءات
بالطبع.
بشكل عام يمكنك معرفة جيل المعالج بالنظر إلى المُلصَق الموجود على كيسة
الكمبيوتر أو اللابتوب، فإذا كان المعالج خاصتك من إنتل، فسترى رقمًا وبجانبه
كلمة Gen (اختصار كلمة Generation، أي جيل) هذا الرقم هو جيل المعالج. بالطبع
يختلف الأمر من شركة لأخرى، فمعالجات Ryzen من AMD مثلًا ستجدها موسومة بـ "4000
Series" أو "6000 Series" أو "7000 Series" وليس "13th Gen" مثلًا كما في معالجات
إنتل. إذا نظرت إلى جهازك ولم تجد مُلصَق المعالج فلا تقلق؛ سنتناول لاحقًا كيفية
معرفة الجيل بطريقة سهلة على الويندوز.
تنويه: الرقم الموجود بجانب حرف الـ "i" في معالجات إنتل (مثل Core i5 أو Core i3) لا يُمثل جيل المعالج، ونفس الشيء ينطبق على معالجات AMD (مثل Ryzen 3 أو Ryzen 5)؛ هذه الأرقام مؤشرات للأداء والتصنيع، ولا تعبر عن جيل المعالج.
ثانيًا: هل لجيل المعالج أثرٌ على الأداء؟
نعم قطعًا، ولكن ليس في كل الحالات، إذ عادةً ما يعني الجيل الأحدث أداءً أفضل من
سابقه، ولكن "أفضل إلى أي درجة؟" هذا هو السؤال الذي يجب أن تطرحه. ففي كثير من
الأحيان يكون فرق الأداء واضحًا، ولكن في أحيانٍ أخرى لا يعدو الجيل الأحدث كونه
مجرد رقم أو تحديث لمجرد التحديث. على سبيل المثال، لم يأت الجيل الرابع عشر من معالجات إنتل المكتبية
سوى بتحسين طفيف جدًا في السرعة – وبعض التعديلات الأخرى الهامشية – مقارنة
بسابقه (الجيل الثالث عشر)، على الجانب الآخر نلاحظ أن معالجات الجيل السابع من
AMD أو الـ Ryzen 7000 Series
فاقت
معالجات Ryzen 5000 Series بنسبة تتراوح من 10% إلى 30%.
تأتي الفوارق الكبيرة بين أجيال المعالجات – على الأغلب – عندما تتمكن الشركات من
تبني معماريات تصنيع أفضل وتستخدم "ترانزستورات أصغر"، فإذا أردت أن تعرف ما إذا
كان جيل جديد من معالج ما يتفوق على سابقه بنسبة واضحة، سيكون من الرجاحة أن تنظر
إلى هذين العاملين، وبالتحديد إلى دقة التصنيع التي استخدمتها الشركة لتطوير
الجيل الجديد من هذا المعالج. يمكنك أن تُريح نفسك من هذا العناء وتلقي نظرة فقط
على قياسات "البنشمارك" الخاصة بهذا الجيل على الإنترنت، وبالتحديد على المواقع
المتخصصة مثل
PassMark.
الجدير بالذكر أن الأجيال الجديدة من المعالجات لا يُشتَرط أن تأتي بأداءات أفضل،
فغالبًا يأتي الجيل الجديد من المعالجات بتقنيات أكثر تطورًا من ناحية الأمان،
وتوفير الطاقة، ودعم رامات الـ DDR5، ومنفذ PCIe 5.0، وفوق ذلك تحسين قدرات
المعالجة الرسومية أو ما يُعرَف بكارت الشاشة الداخلي/المُدمَج، وهذا كافٍ
ليُحسَب المعالج على الجيل الجديد.
ثالثًا: التحقق من جيل المعالج في جهازك
دعك من أمر المُلصَق الذي أشرنا إليه سابقًا، ولكن اِعلم أن جيل المعالج هو الرقم
الأول من رقم الموديل/الطراز الخاص به، على سبيل المثال:
Core i5- 14600K؛ قُلنا إن الرقم المُلاصِق
لحرف الـ "i" (وهو 5 في هذا المثال) لا علاقة له بجيل المعالج. الجيل يُعرَف من
رقم الموديل (14600K)، وهو أول رقمٍ منه (14)، أي أن المعالج المذكور من الجيل الرابع عشر.
يمكنك التأكد من ذلك عن طريق الدخول إلى الموقع الرسمي للشركة المُصنّعة والبحث
باسم المعالج كاملًا، والذي لمعرفته – إن لم تكن تعرفه بالفعل – عليك بفتح أداة
Task Manager عن طريق الضغط على اختصار الكيبورد Ctrl + Shift + Esc، فإذا فتحت
الأداة بشكل مُصغّر اضغط على "More details" لعرضها بشكلٍ أكبر، ثم ادخل إلى قسم
"Performance" وستجد اسم المعالج بالكامل في الزاوية، بجانب كلمة "CPU".
رابعًا: هل الترقية لأحدث جيل أمر ضروري؟
سؤال مهم، ولكن الوحيد الذي يستطيع الجواب عليه هو أنت عزيزي القارئ. أنت لا
تحتاج إلى ترقية معالجك إلى الجيل الأحدث في كل مرة تُطلق فيها "إنتل" أو "إي إم
دي" جيلًا جديدًا، فالتحسينات لا تكون ثورية كما رأينا. فقط قم بالترقية إن شعرت
بأن المعالج خاصتك قد عفا عليه الزمن وأنه لا يستطيع القيام بالمهام الأساسية
التي كان يقوم بها بسهولة، أو إذا أردت أن تُرقي مواصفات الجهاز بشكلٍ عام –
لتواكب التطورات الحاصلة وتلعب الألعاب الحديثة أو تُشغل البرامج القوية – وكان
المعالج عائقًا يُسبب
مشكلة عنق الزجاجة.
ضع في الاعتبار أن ترقية المعالج إلى الجيل الجديد تعني احتمالية الحاجة إلى
تغيير اللوحة الأم، وربما الرامات، وهذا لأن الأجيال الجديدة من المعالجات أحيانًا ما تأتي
"ببنَّات" أو مداخل جديدة قد لا تتوافق معها "الماذربورد". هُنا قد يكون الأنسب
لك أن تشتري معالجًا أقوى من نفس الجيل، ولكن تأكد من أدائه أولًا.