طوال الوقت وعلى مدار الساعة، تتجسس الكثير من التطبيقات علينا – بشكلٍ أو بآخر – وتُرسل بياناتنا لخوادم بعيدة ليتم استغلالها بطريقة تُدر على أصحاب هذه السيرفرات ربحًا هائلًا. من المؤسف أننا نعلم ذلك ولا نُحرك ساكنًا، ظنًا منّا أن لا حول لنا ولا قوة! وهذا ليس صحيحًا. صحيح لا توجد طريقة مباشرة لمنع هذه المهزلة، فإن هناك حيلًا، مُرهقة، ولكن فعّالة، بإمكاننا أن نستفيد منها في التعرف على التطبيقات التي تتتبع نشاطاتنا وبالتالي نقوم بحظرها أو على الأقل منعها من ذلك. هذا المقالُ مُخصصٌ لأصحاب هواتف الأندرويد كونهم عُرضة للمشكلة المنوطة أكثر من غيرهم، فما هي هذه الطُرق؟ دعونا نوضحها أدناه.
التحقق من تتبع التطبيقات وحظرها على الهاتف
أولًا: ألقِ نظرة على وصف التطبيق في المتجر
بدايةً وقبل أي شيء، يجب أن تلقي نظرة على خانة الوصف بمصدر التطبيقات الرسمي لهواتف الأندرويد: Play Store. لحسن الحظ، ومن الجدير بالاحترام، أن شركة جوجل أصبحت أكثر صراحةً معنا، وأصبحت تطلعنا على نوع بياناتنا التي تُشاركها مع شركات الطرف الثالث بشكلٍ أكثر وضوحًا من ذي قبل. يمكنك الآن أن تعرف ما إذا كان مطورو التطبيقات يسعون إلى حماية معلوماتنا، عن طريق تشفيرها أو السماح لنا بحذف الحساب، أم لا.
ويتم التحقق من ذلك عن طريق زيارة صفحة التطبيق على المتجر والتمرير إلى أسفل حتى تصل إلى قسم "أمان البيانات" Data Safety. حينها سيأتي دور جوجل التي ستساعدك في معرفة ما إذا كان التطبيق يشارك بياناتك أم لا وما هي نوعية البيانات التي يتم جمعها تحديدًا، ومع ذلك فإنها [جوجل] لن تُخبرك بكيفية منع هذه المهزلة. هنا يأتي دورنا حيث نساعدك على إيقاف ذلك بطريقتين كما سنشرح لاحقًا.
ثانيًا: التأكد مجددًا من وجود برمجيات تتبع
لتنزيل التطبيقات من متجر Play Store عليك أن تُسجّل الدخول بحساب جوجل خاصتك، وهذا ما يستغله المطورون وأصحاب التطبيقات للوصول إلى معلوماتك. يسد Aurora Store هذه الثغرة عن طريق السماح لمستخدميه بتنزيل التطبيقات من متجر Play Store بشكلٍ خفيّ وبدون تسجيل الدخول من أي حساب، وبالتالي لن يستطيع أحد أن يصل إلى بياناتك أو اهتماماتك عن طريق الاطلاع على سجّل التطبيقات التي حمّلتها مثلًا.
وإذا كانت جوجل تُخبرك بما إذا كان تطبيق ما يستغل بياناتك، فأورورا تُفصّل لك الأمر تفصيلًا وتُطلعك على جميع الأذونات التي تحتاجها التطبيقات المختلفة منك. كل ما عليك فعله لتطلع على ذلك هو الذهاب إلى خانة "الخصوصية" Privacy الموجودة بصفحة أي تطبيق على متجر أورورا. ومع ذلك، يظل هذا المتجر قاصرًا أيضًا عن فعل أي شيء حيال نفس المشكلة، ولكن إحقاقًا للحق، فإنه يوفّر علينا الكثير بإعلامنا بكل الأذونات، وبالتالي يسمح لنا باقتلاع جذور المشكلة من البداية ويعفينا من الوقوع في الفخ.
ثالثًا: استخدام NetGuard للتحكم في سيل بياناتك
يمكنك أن تُشبّه تطبيق NetGuard بالصمام الذي يتحكم بسيل البيانات من وإلى الهاتف، والجميل بشأن هذا التطبيق أنه لا يحتاج إلى صلاحيات الروت. يوفّر التطبيق إمكانية حظر أو إيقاف أي عملية تسريب لبياناتك، لا سيّما في التطبيقات الاوفلاين مثل تطبيقات التعديل على الصور والتي قد تتجسس عليك بدون علمك. ليس هذا فحسب، فالتطبيق لا يعمل على مستوى التطبيقات فقط، وإنما على مستوى الأنظمة كذلك، حيث يستطيع إيقاف أي عملية تسلّط يمكن أن تبدر من Google Play Services مثلًا.
وعلى ذكر خدمات جوجل بلاي، فإن الحد من صلاحيّاتها باستخدام تطبيق NetGuard سيعفيك من الطرق التقليدية التي تتطلب تنصيب ROM مُعدل، ولكن في نفس الوقت قد يؤدي ذلك إلى حدوث بعض المشاكل غير المتوقعة – نتيجةً للتخلي عن خدمات جوجل – كعدم وصول الإشعارات المهمة. وأخيرًا وليس آخرًا، يمكنك أن تستخدم تطبيق NetGuard في تخصيص صلاحيات وصول بعض التطبيقات، وهذا يعني أن بوسعك إعطاء بعض الصلاحيات لتطبيق ما دونًا عن غيرها.
رابعًا: حماية التعقّب في حالة الاستخدام الأونلاين
بالنسبة للبعض، قد يبدو تطبيق NetGaurd مُعقدًا قليلًا، ومن هنا يأتي دور متصفح DuckDuckGo الشهير الذي يتيح لك منع تطبيقات الطرف الثالث من تعقّب بياناتك بدون أن يُدخلك في تفاصيل معقدة. لا يحتاج الأمر منك سوى تحميل المتصفح ثم تفعيل خاصية "الحماية من التعقّب" App Tracking Protection وذلك بالدخول إلى إعداداته ثم الضغط على اسم الخاصية وتفعيلها مباشرة. هذا الأمر سيحوّل اتصالك على سيرفر آخر، أي أنه سيعمل كـ VPN، وبالتالي سيمنع الآخرين من تعقبك عند استخدامه.
نستنتج من ذلك أن متصفح DuckDuckGo ليس بديلًا عن تطبيق NetGuard، وإنما مكملٌ له، فذاك يعمل على مستوى التطبيقات الأوفلاين، والمتصفح الشهير يعمل على مستوى الاستخدام الأونلاين عن طريق الـ VPN الموجود بداخله، ومن هنا نستنتج أيضًا أننا نستطيع الاعتماد على أي برنامج VPN موثوق للاستعاضة عن المتصفح وأداء نفس الوظيفة، وكنا قد تحدّثنا عن برامج الـ VPN، سواء المدفوعة أو المجانية، مرارًا وتكرارًا على موقعنا.
في النهاية، دعونا نعترف بأن التطبيقات التي تتطلب أذونات وصلاحيات الوصول إلى بياناتنا لا تُعد ولا تحصى لدرجة أن معظمنا قد يعتاد الأمر ويظنّه عاديًا، وهذا من المفترض ألا يحدث، ونحن دائمًا ما ننوه في الكثير من المواضيع على أهمية بياناتنا وكيف يمكن أن تُستَغل ضدنا بشكل أو بآخر. وعليه، حاول أن تستفيد من موضوع اليوم وطبّق ما فيه، واحرص دائمًا على حماية بياناتك والحد من استغلالها قدر المستطاع.