6 استخدامات مختلفة لمساعد الذكاء الاصطناعي Copilot في ويندوز

نستعرض أهم استخدامات أداة مساعد الذكاء الاصطناعي Copilot لتحقيق الاستفادة القصوى منها على كلًا من ويندوز 10 وويندوز 11.
لا يقتصر وجود مساعد الذكاء الاصطناعي Copilot – النسخة المتطورة من Bing Chat – على متصفح مايكروسوفت إيدج وحزمة مايكروسوفت 365 فقط. فبدأت الشركة في طرح أداة Copilot ضمن تحديث Moment 4 التراكمي لويندوز 11 لتكون بديلًا عن المساعد الرقمي الشهير "كورتانا" ثم أصبحت موجودة كذلك في أحدث إصدارات ويندوز 10 وبشكل افتراضي. لمن لم يستخدم Copilot على الويندوز من قبل، فبالضغط على مفتاحي Win + C معًا في الكيبورد أو أيقونتها الملونة على شريط المهام، ستظهر لك الأداة بشكلها المعتاد ولكن كجزء من نظام ويندوز. الآن قد تتساءل حول المهام والإجراءات التي يمكن للأداة تنفيذها، لذلك جئناكم اليوم لنرى كيف يمكن الاستفادة منها بشكل عملي عبر 6 استخدامات مختلفة ومفيدة.

مساعد الذكاء الاصطناعي Copilot

أشياء يمكن فعلها بواسطة Copilot في ويندوز


أولًا: توليد المحتوى النصي



أكثر ما تشتهر به بوتات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT و Bard وغيرهم، هو توليد المحتوى النصي بغض النظر عن الهدف من ورائه، وبالطبع أداة Copilot من ويندوز ليست استثناءً. وبخصوص هذه النقطة فالأداة تتميز في بعض الخصائص مثل إتاحة 3 أنماط مختلفة من الكتابة؛ الإبداعية (More Creative) والمتوازنة (More Balanced) والدقيقة (More Precise) بحيث تختلف صياغة ومحتوى الرد بناءً على النمط الذي يحدده المستخدم أثناء كتابته للمطلب. على أن يُفضَل استخدام هذا النمط الأخير في الكتابات البحثية والعلمية أو الكتابات التي تتحرى الدقة عمومًا، في حين يُفضَل اختيار النمط الإبداعي في الكتابات الشاعرية التي تتطلب خيالًا واسعًا، وللكتابات التي تحتاج الجمع بين الأسلوبين فخيار More Balanced هو الأفضل، ولذلك يكون هو الافتراضي في معظم الحالات.

ومع ذلك فأهم عاملٍ يحدد جودة الردود التي تولّدها أدوات الذكاء الاصطناعي هو المطلب الذي تكتبه لها؛ كلما كان أدق ومُشبَّع بالتفاصيل، كانت النتائج أفضل. يمكنك أن تستخدم هذه الميزة [توليد النصوص] لأي غرض تريده سواء لمساعدتك في الأبحاث الجامعية أو حتى في كتابة التهاني والتبريكات أو في كتابة الأشعار ورسائل البريد الإلكتروني. كل هذا وأكثر يمكن لأداة Copilot أن تفعله بشكل ممتاز، ولكن لا تنسى تزويدها بالتفاصيل الدقيقة.

كمثال عملي – غير شائع – على استخدام Copilot في توليد النصوص، فإن افترضنا أنك شخص يتعامل كثيرًا مع الإيميلات، بإمكانك أن تُنشئ عددًا لا نهائي من المسودات لترسلها للأشخاص في أي وقت؛ فقط أخبر الأداة بالتفاصيل اللازمة مثل أسماء الأشخاص والمعلومات التي تريد تضمينها وهي ستتولى المهمة! ويمكنك طبعًا أن تُغير في التفاصيل قبل إعتماد الرد.

ثانيًا: استخلاص الإجابات من الويب



أحيانًا تكون إجابات جوجل أو محركات البحث عمومًا مُشتِتة، خصوصًا إن كان الموضوع الذي تبحث فيه معقدًا، وأحيانًا أخرى لا يستحق الأمر الذي تبحث عنه أن تقضي أكثر من 5 دقائق على الويب أصلًا. قبل Copilot كنا إذا أردنا أن نعرف مخترع التلفزيون مثلًا، اتجهنا إلى جوجل وكتبنا "من اخترع التلفاز؟" ثم مررنا على صفحات عدة حتى نحصل على الإجابة الشافية، أما الآن فبكتابة نفس السؤال على Copilot سنحصل على إجابة مُرضية، بل وقد تكون أفضل من بحثنا عن جوجل.

يتيح Copilot أيضًا إمكانية طرح الأسئلة شفهيًا، فإن كان سؤالك طويلًا أو إذا كنت لا تريد الكتابة لأي سببٍ كان، فاضغط على أيقونة الميكروفون وابدأ بطرح سؤالك، والمميز أنك ستحصل على الإجابة بمصادرها، على عكس ChatGPT مثلًا، بل وتستطيع أن تستمر في طرح الأسئلة حول نفس الموضوع والأداة ستتابع معك بكفاءة، فعندما تحصل على إجابة "من اخترع التلفاز؟"، يمكنك أن تسأل Copilot عن معلومات إضافية حول المخترع أو حول أنواع التلفزيونات، وهكذا. وإذا أردت أن تغير الموضوع، فاضغط على زر "New topic".

غير الاستخدام المطروح، يمكنك أيضًا أن تجعل Copilot يُلخص لك صفحات الويب أو المقالات الطويلة؛ كل ما عليك فعله هو كتابة "لخص لي هذه الصفحة" Summarize this webpage متبوعًا برابط صفحة الويب لتقوم الأداة بعدها بسرد النقاط الرئيسية للمحتوى في تلخيص موجز، وتستطيع بالطبع أن تُخصص صيغة الملخص حسب رغبتك، فقط اطلب ما تريده بالضبط وانتظر النتائج.


ثالثًا: توليد الصور وإنشاء أعمال إبداعية



بفضل أداة Bing Image Creator التي تم دمجها مع Copilot استطاع مساعد الذكاء الاصطناعي هذا أن يستغل قدرات نموذج DALL.E 3 الشهير من شركة OpenAI لتحويل أي نص إلى صورة أو عمل إبداعي فريد، وذلك على نحو مماثل لبرنامج "الرسام" كما شرحنا من قبل. عمومًا، يمكنك كتابة طلب إنشاء الصورة لتحصل على كل أنواع الصور التي قد تخطر على بالك مثل الشعارات أو الأيقونات أو اللوحات السريالية؛ حدود Copilot هي حدود مخيلتك، فأطلق لها العنان!

مرة أخرى، كن دقيقًا في كتابة ما تريده لأقصى حدٍ ممكن؛ زوّد Copilot بتفاصيل ووصف الصورة كأنك تراها أمامك؛ الأجسام الموجودة فيها، نوعها، وصف الفن الخاص بها، كل شيء. على سبيل المثال، إذا أردت «لوحة زيتية لقطة بيضاء ترتدي نظارات شمسية وتمتطي حصانًا» فاكتب الأمر على هذا النحو "generate an oil painting portrait of a white cat with sunglasses riding a horse" وسيخرج لك Copilot بنتائج مختلفة اختر منها ما شئت لحفظه على الكمبيوتر.

وإذا أردت أن تُعدل قليلًا على النتائج المذهلة التي ستظهر أمامك، فبمكانك أن تفعل ذلك بالطبع، فقط أكتب التعديلات المطلوبة على النتائج السابقة وسيفعل Copilot ما تريده فورًا، وإن أردت استعراض الصور بجودة أفضل فما عليك سوى الضغط عليها وسترى خيارات كثيرة مثل إمكانية مشاركتها أو الاحتفاظ بها على المتصفح لاستخدامها لاحقًا أو التعديل عليها يدويًا بمساعدة أداة Microsoft Designer. قد لا تعجبك النتائج الأولية إن كانت هذه مرّتك الأولى في إنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن بعد محاولات مستمرة ستنبهر بالنتائج.

رابعًا: تحليل ووصف الصور



لا يدعم Copilot التعامل بالنصوص فحسب، بل بإمكانك أن تطوعه لتحليل الصور المختلفة أيضًا وذلك بالضغط على أيقونة عدسة الكاميرا ورفع الصورة المراد تحليلها من على جهازك، أو بسحب الصورة وإفلاتها مباشرة في خانة المحادثة، ومن ثم كتابة "أوصف الصورة" Describe this image أو "ماذا يظهر في هذه الصورة" ?What is in this image ثم اضغط Enter وانتظر تحليلها، حيث من المفترض أن تحصل على وصف دقيق يشرح المحتويات التي تم التعرف عليها في الصورة، بل وقد تكشف لك عن تفاصيل ربما لم تلاحظها أنت أثناء رؤيتك للصورة!

فقط شيئان أريدك أن تضعهما في الحسبان: يستطيع Copilot أن يُحلل أي شيء تقريبًا بالصور لدرجة أنه يتعرف على النصوص ويقرأها، والشيء الثاني أنه يُخفي الوجوه – إن وجدت بالصور – لدواعٍ متعلقة بالخصوصية.

خامسًا: التحكم في بعض إعدادات ويندوز



لعل أهم ما يميز أداة Copilot المدمجة في الويندوز عن تلك النسخة المرتبطة بمتصفح إيدج، أن تلك الأولى تستطيع تنفيذ إجراءات خاصة على مستوى نظام ويندوز مثل مساعدة المستخدمين في تشغيل التطبيقات والبرامج أو إجراء تغيير في بعض إعدادات النظام. بالنسبة للتطبيقات فبإمكانك أن تفتحها بكتابة – أو قول – أمر بسيط لـ Copilot مثل: "Open Notepad" وسيظهر لك مربعٌ لتأكيد الأمر، اضغط على "Yes" وسيفتح التطبيق لك تطبيق المفكرة الشهير، أضف إلى ذلك أن الأداة قد تساعدك في استخدام التطبيق عن طريق إعطاءك نصائح قد تكون غائبة عنك.

أما بالنسبة للتحكم بإعدادات الويندوز من خلال Copilot، فأيضًا بكتابة أو قول أمر بسيط ستتمكن من التحكم بالإعدادات؛ افتح Copilot وقل له "فعل النمط الداكن" Enable Dark Mode ليقوم بتنفيذ الإجراء على الفور دون تدخل منك، بينما في بعض الأوامر الأخرى قد يسرد لك الخطوات لتنفيذ التغيير يدويًا. علاوًة على ذلك، تستطيع الأداة ترتيب النوافذ المفتوحة بالمخطط الذي تحدده.

سادسًا: مساعدتك بالبرمجة



أخيرًا وليس آخرًا، يمكنك أن تستخدم Copilot لمساعدتك في حل المعضلات البرمجية أو ليكون بمثابة "مترجم برمجي"، أي بإعطائه الكلام باللغة العربية أو الإنجليزية وانتظار الحصول على الأكواد بأي لغة برمجية تريد. يستطيع المساعد فهم وتوليد الأكواد البرمجية من لغات مختلفة بما في ذلك ++C و Java و Javascript و Python و Typescript و Go وغيرها. على سبيل المثال: يمكنك أن تطلب من الأداة أن تُعلّمك الأكواد المطلوبة لعمل آلة حاسبة بسيطة أو برنامج بسيط يحول درجة الحرارة من المقياس المئوي إلى الفهرنهايت والعكس باستخدام لغة بايثون. سيُطلعك Copilot على الأكواد، بل وسيشرحها لك بحيث تكون جاهزًا لتنفيذها مباشرة.

بالأخير، ننصحك بإسداء معروفٍ لنفسك واستخدام Copilot باستمرار، فهذه الأداة ستوفر عليك الكثير من الوقت وبالتعود عليها ستلاحظ أنها تفيدك في أشياء لم تكن تتوقعها، والاستخدامات الست التي أوردناها هي خير دليل على ذلك. صحيح أنها قد تخطئ من حين لآخر مثل بقية أدوات الذكاء الاصطناعي، ولكن بالمجمل هي مفيدة بشكل لن تتصوره إلّا عند الاستفادة منها.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات