أفعال تعرض حسابك على تيليجرام للحظر أو الإيقاف

يُعدّ تطبيق تيليجرام واحدًا من تطبيقات المُراسلة الفوريّة العشر الأكثر استخدامًا على مُستوى العالم، إذ يصل عدد مُستخدمي التطبيق أكثر من 500 مليون مستخدم نشط شهريًا، ويُعتبر بمثابة مُنافس قويّ لتطبيقات واتساب وسيجنال. لا تأتي شُهرة تيليجرام من فراغ، وإنّما بفضل مجموعة كبيرة من الميزات وخيارات التخصيص التي يتمتّع بها سواء في إصداره المُخصّص للويب أو الإصدارات المُخصّصة للهواتف الذكية، إذ يُتيح التطبيق لمُستخدميه إجراء المُكالمات الصوتيّة ومُكالمات الفيديو المُشفّرة من طرف إلى طرف، والمُحادثات السرّية، بالإضافة إلى الخدمات السحابيّة المُتزامنة. ولكن كأيّ منصّة تواصل اجتماعيّ أخرى، يُحاول تيليجرام توفير درجة مُعيّنة من الأمان والخصوصيّة لمُستخدميه، ويضع مجموعة من المعايير والسياسات التي يتحتّم على المُستخدمين الالتزام بها حتّى لا تتعرّض حساباتهم على الموقع للحظر. وفي السطور التالية نستعرض أشهر الأسباب التي تؤدّي إلى حظر حسابات المُستخدمين على تيليجرام.

يُعدّ إرسال الرسائل العشوائيّة غير المرغوب فيها أحد أشهر أسباب حظر الحسابات على موقع تيليجرام، وهي رسائل يتمّ إرسالها بشكل جماعيّ إلى عدد كبير من المُستخدمين إمّا بهدف الدعاية لترويج منتج ما، أو لأهداف غير قانونيّة مثل نشر المعلومات الزائفة، أو طلب الأموال والاحتيال، أو نشر البرمجيّات الخبيثة والفيروسات وسط عدد كبير من الأجهزة. تُشكّل رسائل السبام بشكل عام إزعاجًا كبيرًا لجميع المُستخدمين وتجعل صناديق الرسائل لديهم مُزدحمة بحيث يصعُب الوصول فيها إلى الرسائل الأكثر أهمّية، ناهيك عن مدى خطورتها على خصوصيّة المُستخدمين وأمان بياناتهم إن كانت تحتوي روابط أو مُرفقات مشبوهة.

يتّبع تيليجرام سياسات صارمة لمكافحة الرسائل غير المرغوب فيها من خلال خوارزميّات تعمل على اكتشاف الحسابات التي تُرسل رسائل عشوائيّة سواء كان المُرسل شخص حقيقيّ أو بوت، وفي حال اكتشاف مثل هذه الأنشطة يقوم تيليجرام بحظر الحساب. تُصنّف الرسائل التي تتضمّن إعلانات عن مُنتجات مُعيّنة كرسائل عشوائيّة غير مرغوب فيها باعتبارها مصدر إزعاج للمُستخدمين على الرغم من أنّها قد لا تُشكّل خطرًا في بعض الأحيان، في حين توفّر شركة تيليجرام منصّة أخرى مُخصّصة بالكامل للأنشطة الإعلانيّة والدعائيّة، وهي منصّة Telegram Ad Platform. في وقت سابق كان للشركة أيضًا منصّة تابعة أخرى مُتخصّصة في مجال العُملات المُشفّرة، ولكنّها أغلقت في عام 2020.

يُعتبر المُحتوى المُضلّل والرسائل الاحتياليّة، حتّى وإن تمّ إرسالها بشكل فردي لمُستخدمين مُحدّدين، عملًا مُخالفًا لسياسات وشروط استخدام تيليجرام، إذ يحرص تيليجرام على حماية أمان مُستخدميه ومنع وقوعهم كضحايا للمهاجمين الإلكترونيّين عن طريق حظر الحسابات التي تُمارس أيّ أنشطة احتياليّة مثل انتحال هويّة أشخاص آخرين أو جهات أخرى بهدف ترويج معلومات مخادعة، أو طلب المال أو جمع التبرّعات، أو أو طلب البيانات الشخصيّة وبيانات البطاقات الائتمانيّة، أو حثّ المُستخدمين على تحميل ملفّات أو النقر على روابط مشبوهة. يسمح تيليجرام للمُستخدمين بالإبلاغ عن الحسابات التي يعتقدون بكونها زائفة أو تُمارس أنشطة احتياليّة، وعادةً ما يتمّ حظرها بمُجرّد التحقّق من البلاغات.

يسمح تيليجرام لمُستخدميه بإنشاء قنوات عامّة واستخدام البوتات لمُخاطبة قطاعات كبيرة من الجمهور، غير أنّه يتعامل بحزم مع أيّ مُستخدم أو بوت يستخدم قنوات أو مُحادثات تيليجرام للتحريض على العنف وللترويج لخطاب الكراهية، أو لتجنيد الأفراد في جماعات ومنظّمات تُمارس أنشطة مُخالفة للقانون. يندرج تحت مفهوم الحضّ على العُنف والكراهية أيّ مُحتوى يتضمّن عبارات كراهية أو عنصريّة أو يحثّ على العنف تجاه أي شخص على أساس اللون أو العمر أو الجنسيّة أو الجنس أو المجموعة العرقيّة أو الدين أو الإعاقة، أو يُحاول الترويج لأيّ منظمات أو جماعات متطرّفة أو تُمارس أنشطة إجراميّة وتجنيد الأشخاص للانضمام إليها. لذا فإنّ تداول هذا النوع من المحتوى، قد يُرشّح حسابك بقوّة للحظر على تيليجرام.

على الرغم من أن تيليجرام يُعتبر منصّة مفتوحة لحُريّة التعبير والآراء، كما أنّها مُخصّصة للبالغين بشكل خاصّ، فإنّ معايير وسياسات الاستخدام في تيليجرام لا تسمح بتداول أيّ مُحتوى إباحيّ صريح أو محتوى يتضمّن تعرّي، وخاصّة على البوتات والقنوات العامّة، حيث يُمكن لأيّ شخص الإبلاغ عن المُحتوى المُخالف، وعندئذ قد يتعرّض حساب مروّج هذا المُحتوى للحظر على تيليجرام.

أنّ تداول المُحتوى المملوك للآخرين والمحميّ بحقوق الملكيّة الفكريّة، أو المحتوى الذي ينتهك خصوصيّة الآخرين، أو المُحتوى الذي يروّج لبيع وتناول الموادّ المُخدّرة، أو يروّج لأيّ أنشطة غير قانونيّة أخرى كالمُقامرة، والتحرُّش، وإساءة استغلال الأطفال، وإساءة استغلال بيانات ومعلومات الآخرين لابتزازهم جميعها أفعال قد تُعرّض حسابات المُستخدمين للحظر النهائيّ على تيليجرام.

لإنشاء حساب على تيليجرام يجب ألّا يقلّ عُمر المُستخدم عن 12 عامًا. قد يختلف العُمر المُقنّن لاستخدام تيليجرام في بعض البلدان تبعًا لاختلاف قوانين تنظيم الاتّصالات، ففي دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على سبيل المثال، يُشترط ألّا يقلّ عُمر المُستخدم عن 16 عامًا لكي يتمكّن من إنشاء حساب على تيليجرام.

يعمل تيليجرام على تأمين وحماية حسابات المُستخدمين من خلال منع المُتطفّلين والمُهاجمين الإلكترونيّين من تسجيل الدخول إلى حساباتهم باستخدام البرامج التي تحاول تخمين كلمات المرور. ففي حالة كتابة كلمة المرور بشكل خاطئ لخمس مرّات مُتتالية يتمّ حظر الحساب. يوفّر تيليجرام وسائل بديلة لاستعادة تسجيل الدخول في حالة نسيان كلمات المرور، من خلال أرقام الهواتف المحمولة، وعلى الرغم من أنّ تيليجرام يسمح باستخدام أرقام الهواتف المحمولة الافتراضيّة لإنشاء حسابات على الموقع، فإنّ الحساب قد يتعرّض للحظر من الموقع إذا لم يتمكّن المُستخدم من تلقّي رسائل ومُكالمات التحقّق من الهويّة على هذا الرقم.

لكي تتمكّن من معرفة ما إذا كان حسابك محظورك على تيليجرام أم لا، فكُلّ ما عليك فعله هو فتح تطبيق تيليجرام على الهاتف أو الجهاز الخاص بك، واكتب في شريط البحث "Spambot@"، ثُمّ اضغط على Enter، وعند ظهور النتائج، انتقل إلى الخيار "Spam Info Bot" من بين نتائج البحث، ثُمّ اضغط على زر "ابدأ" Start، ولسوف يُخبرك البوت ما إذا كان حسابك على تيليجرام محظورًا أم لا.

قد يكون الحظر على تيليجرام مؤقّتًا بحيث يستمر لأسبوع واحد أو شهر واحد وقد يكون حظرًا نهائيًّا ويعتمد هذا على الأسباب التي أدّت إلى حظر الحساب واستمرار المُستخدم في تكرارها. ليس هُناك طريقة مضمونة لاستعادة الحسابات المحظورة على تيليجرام، ولكن في حالة حظر حساب تيليجرام الخاص بك، يُمكنك مُخاطبة خدمة دعم عُملاء تيليجرام، ومُطالبتهم باستعادة حسابك. فقط افتح تطبيق تيليجرام على هاتفك أو جهازك، واكتب رقم حسابك المحظور، واضغط على "نعم" أو "Yes" عندما يتمّ سؤالك عما إذا كان هذا هو الرقم الذي ترغب في استخدامه. سوف يُخبرك التطبيق بأنّ الرقم محظور، حيث يجب عليك الضغط على مُربّع "مُساعدة" أو "Help" ثُم كتابة بريد إلكترونيّ تطالب فيه باسترداد حساب. وفي حالة استرداد الحساب يُنصح بالالتزام بالمعايير وشروط الاستخدام في تيليجرام وتجنّب الأفعال المذكورة في هذه المقالة لتفادي الحظر مُجدّدًا.