تُفكر في شراء لابتوب جديد للعمل أو أيًا كان، فتذهب إلى متجر متخصص في بيع هذه الأجهزة المحمولة، تُلقي نظرة على أجهزة إنتل المُختلفة فتلاحظ أن بينها قاسمًا مُشتركًا وهو أن جميعها يحمل مُلصقات؛ فهذا جهازٌ يحمل مُلصقًا مكتوب عليه Intel Core وذاك بمُلصق عليه Intel Xeon وآخر بملصق Intel Atom فتتجاهلهم جميعًا ويجذبك نوعٌ مكتوب عليه Intel Evo لفخامته واختلاف شكل المُلصق الخاص به عنهم جميعًا. وبصراحةٍ أتفق معك؛ فهذا الملصق مختلفٌ بشكل كبير وعلى عدة أصعدة، أولها أنه ليس معالجًا من الأساس، وإنما وسم أو شهادة! نعم شهادة؛ مثل شهادات الجودة أو شهادات الأيزو التي تُعطى بناءً على مطابقة معايير مُحددة. إذًا فما فما هي "شهادات" الـ Intel Evo بالضبط وما الذي تحمله اللابتوبات الحاصلة عليها في جعبتها، وهل تستحق الشراء أصلًا؟ هذا ما سنعرفه سويًا عبر السطور التالية.
شهادة Intel Evo للابتوبات
أولًا: ما تريد معرفته عن Intel Evo
تُعد "إنتل إيفو" Intel Evo بمثابة شهادة الجودة التي تُمنح لمجموعة من الحواسيب المحمولة بعد اجتياز مجموعة محدّدة من الاختبارات المتعلقة بالجودة والأداء، بحيث تتناسب مع الحد الأدنى من المواصفات التقنية الحديثة مثل أحدث المعالجات ومنافذ التوصيل، وغيرها من معايير أو مواصفات سنعرفها بعد قليل، وبالتالي يسهل على أي شخص الوثوق بأداء وقدرات اللابتوب بمجرد أن يجد ملصق Intel Evo. بشكل عام، يُمكن اعتبارها منصة تجمع كل اللابتوبات التي توفر أداء أفضل للأعمال المكتبية بالذات، وأيضًا تحمل ظروف العمل الصعبة مع سهولة التنقل وتوفير مواصفات تقنية عصريّة إلى حدٍ كبير.
ضع في اعتبارك أن المعايير المتبعة في Intel Evo تتغير مع كل جيلٍ جديد من معالجات إنتل، ولكن دعونا نضرب مثالًا ببعض المعايير التي وضعتها إنتل في عام 2022، فبالعام الماضي اشترطت إنتل على أجهزة اللابتوب أن تأتي بهيكل خفيف الوزن ونحيل، وتحتوي على الأقل معالجًا مركزيًا من فئة Core i5 المتوسطة من معالجات الجيل الثاني والتي تأتي أيضاً مع بطاقات Intel Xe الرسومية المدمجة. كما ينبغي أن تتضمن سعة 8 جيجابايت على الأقل من الرامات مزدوجة القناة (Dual-Channel) مع مساحة 256 جيجابايت على الأقل من وحدة التخزين نوع NVMe SSD كتخزين داخلي للحصول على سرعات نقل أعلى للبيانات.
ومن حيث الشحن، فإن معايير "إنتل إيفو" تتطلب أن يتم شحن اللابتوب عبر منفذ USB Type-C للاستفادة من تقنية الشحن السريع، بحيث يمكن تحصيل 4 ساعات استخدام كحدّ أدنى عند إعادة شحن اللابتوب في مدة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة، والبطارية نفسها ينبغي أن تعمل لـ 9 ساعات بالحد الأدنى في ظروف العمل الاعتيادية، أو 16 ساعة متواصلة كمدة تشغيل الفيديو، وتتطلب أيضًا أن تتمتع لابتوبات Intel Evo بقدرٍ مستقر من الاستجابة عندما لا تكون متصلةً بالشاحن.
بالنسبة للشاشة، فقد حددت إنتل أن تأتي هذه اللابتوبات بشاشة عرض مقاس 12 إنش على الأقل ولا يزيد عن 15.9 إنش، ودقّة Full HD أو 1920x108 بالحد الأدنى، مع دعم التحكم باللمس، وحواف سميكة، ومستوى سطوع يفوق حده الأعلى 250 شمعة. أما وسائل الاتصال، فإن Intel Evo تشترط دعم اللابتوب لمنفذ Thunderbolt 4 USB-C الذي يوفر سرعة نقل بيانات تصل إلى 40 جيجابت في الثانية الواحدة (4 جيجابايت/الثانية تقريبًا) بالإضافة إلى دعم تقنية Wi-Fi 6 لتوفّر سرعات اتصال قوية بالإنترنت، وإصدار بلوتوث 5.0 أو أعلى.
من الإضافات الأخرى التي وضعتها إنتل ضمن معايير Intel Evo هي قدرة اللابتوبات على العودة للعمل من وضع السكون لوضع تسجيل الدخول في غضون أقلّ من ثانية واحدة. وأن تحتوي كاميرا ويب بدقة FHD على الأقل مع وجود إحدى خيارات تسجيل الدخول والقفل الحيوية، كبصمة الإصبع أو التعرف على الوجه. وأخيرًا، ينبغي أن تعمل هذه اللابتوبات بنظام تشغيل ويندوز 10 أو ويندوز 11 أو ChromeOS فقط، أي لا تدعم الأجهزة المحمولة العاملة بتوزيعات لينكس.
ومع ذلك، هذه ليست كل المعايير، وإنما مُعظمها وأهمها، ومن الضروري أن تعلم أن هذه المواصفات ليست حكرًا على أجهزة إنتل التي تحمل شهادة Intel Evo فقط؛ فمن المحتمل جدًا أن تجد الكثير من لابتوبات إنتل بهذه المواصفات أو بمواصفات أقوى وفي نفس الوقت لا تجد عليها مُلصق Intel Evo، والعكس ليس صحيحًا.
الجدير بالذكر أن شهادة Intel Evo كانت قد كشفت عنها إنتل لأول مرة مع الإعلان عن معالجات الجيل الحادي عشر (المُسماه Tiger Lake) ووحدات المعالجة الرسوميّة المدمجة الجديدة Intel Xe في عام 2020. ومنذ ذلك الحين وأجهزة الكروم بوك واللابتوب التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز وتُطابق المعايير تتلقى هذه الشهادة، حتى وإن كانت من شركات أخرى مثل HP أو Lenovo أو ASUS. وأخيرًا لا يجب أن ننسى أن المعايير تختلف من عامٍ لآخر ومن فئة مُعالج لفئة أخرى؛ فإن كان المعالج من فئة الـ H مثلًا، فمن المتوقع أن يتغير معيار كارت الشاشة المُدمج إلى Intel Arc بدلًا من Intel Xe مثلًا.
ثانيًا: هل يجدر بك أن تقتني لابتوب بشهادة Intel Evo؟
بعد اطلاعك على المواصفات أو المعايير المذكورة، أتوقع أنك تعرف الإجابة مُسبقًا، ولكن دعنا نحسمها لك ونقول: نعم! فهذه الأجهزة قوية وتضمن لك عددًا مديدًا من سنوات الاستخدام بشرط ألا تُهلكها طبعًا، ناهيك أن كثيرًا من لابتوبات إنتل المُصنَّفة على أنها الأفضل في السوق تأتي بهذه الشهادة، على سبيل المثال لا الحصر: أجهزة Microsoft Surface و Dell XPS و HP Spectre و HP Envy. ولكن، هل نقول إنك يجب أن تقتني هذه الأجهزة؟ بالطبع لا، فالأمر يعود إليك وإلى الميزانية التي تخصصها لجهازك الجديد، لكن ما نقصده هو أن لابتوبات Intel Evo هي الخيار الأفضل وسط فيض من الخيارات الأخرى المتوفرة في السوق.
في نهاية المطاف تأتي الكثير من لابتوبات Intel Evo بسعرٍ باهظ يبدأ من 1000 دولار، وهذا رقمٌ مبالغ فيه ويستطيع العديد منا أن يستثمره حتى في جهاز أحلامه؛ فمثلما أشرنا بالأعلى: ليس شرطًا على كل الأجهزة القوية أن تحمل شهادة Intel Evo، ومع ذلك فهذه الشهادة تُعد دليلًا دامغًا على قوة الجهاز. في السياق نفسه، لا تتوقّع من لابتوب ألعاب أو منصّة عمل فائقة القوّة أن تحمل شهادة Evo، أبدًا! كونها تتمتع بمواصفات تفوق معايير Intel Evo بمراحل.
الخلاصة: إذا رأيت لابتوب عليه مُلصق Intel Evo، فاعرف أن هذا جهازٌ قوي يُمكنك أن تعتمد عليه في مختلف الأعمال والمهام المكتبية، وليس المهام الأخرى التي تحتاج إلى رسوميات قوية (لا تنسى أن مُعظم لابتوبات Intel Evo تأتي بكارت شاشة مُدمج)، فإذا كنت تبحث عن لابتوب عملي وقوي جدًا في مختلف الأعمال التي لا تحتاج إلى رسوميات جبارة، فنحن نضمن لك هذا النوع من أجهزة اللابتوب، ولكن إن كنت تبحث عن لابتوب جيمنج، فننصحك بالإطلاع على لابتوبات RTX أولًا.