عمليات احتيال شائعة على Facebook Marketplace وكيف تتجنّبها

يضم فيسبوك متجرًا بداخله يُعرف بـ Marketplace وهذا المتجر يُعد خيارًا ممتازًا لكل من يرغب في بيع أو شراء منتجات مُستعمَلة من أجل توفير النقود، الأمر شبيه بموقع دوبيزل أو حراج. ولكن بشكل عام، عند التعامل مع أي سوق عبر الإنترنت، عليك الحذر من المحتالين الذين يتطلعون إلى استغلالك. إذا كنت قد تعاملت من قبل مع هكذا متاجر، فلا بد وأنك تعلم أن المستخدمين معرضون لعمليات نصب واحتيال كثيرة وذلك بُحكم غياب المصداقية الموجودة عند المتاجر أو "البراندات" المعروفة. لهذا السبب قررنا أن نسلط الضوء فيما يلي على أشهر 5 عمليات احتيال شائعة على سوق فيسبوك الشهير وكيف تتجنبها.

لم يكن هذا السوق موجودًا بداخل موقع فيسبوك منذ أن تأسس هذا الأخير في 2004 بل أُضيف في عام 2016 ليُتيح للمستخدمين بيع وشراء المنتجات المستعملة بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار نفس هذه المنتجات، ولكن في حالتها الجديدة. لم يُقيد فيسبوك المستخدمين بنوعٍ محدد من المنتجات، بل على العكس تمامًا، أتاح لهم بيع وشراء كل شيء بداية من الملابس وحتى الأثاث والإلكترونيات، وحتى أن هناك قسم مخصص لبيع المنتجات بشكل مجاني تمامًا كنوعٍ من الهدايا.

إذا استُخدِم هذا المتجر بذكاء، فسيستطيع الطرفان (البائع والعميل) أن يستفيدا بشكل كبير، وفي حال ما إذا كنت تتساءل عن كيفية إتمام عملية الشراء، فلا توجد طريقة مُحددة؛ إذ بإمكان الطرفان أن يتفقا على وسيلة دفع معينة أو أن يتقابلا وجهًا لوجه، إلخ من الطرق الأخرى، ومن هنا تأتي المشكلة التي نريد أن نُسلط الضوء عليها؛ فبسبب عدم وجود ضمانات واضحة يكون من الوارد أن تحدث عمليات نصب واحتيال وهذا ما نريد أن نتجنبه.

تستوجب نهاية الفقرة السابقة أن نسأل هذا السؤال بشكل صريح: هل Facebook Marketplace آمن؟ والإجابة – يجب أن تكون استنتجتها – المُختصرة هي أن الأمر يعتمد على عدةٍ عوامل؛ فالكثير من المستخدمين يتمون عمليات بيع وشراء ناجحة كل يوم، وفي نفس الوقت يقع عددًا ضخمًا في مصيدة النصب والاحتيال. إذًا فالأمر يعتمد على سُمعة البائع وعلى ذكاء العميل ومعرفته بأشهر طُرق الاحتيال التي سنتناول 5 منها الآن:

تذيع شهرة هذه الحيلة حتى على أشهر المتاجر مثل أمازون؛ فالكثير من البائعين يختارون صورًا وأوصاف جذابة، خصوصًا في الملابس والإلكترونيات، لكي يجرّوا بها أقدام العملاء ويجبرونهم على شراء منتجاتهم ببراعة الحيل الترويجية، وبالفعل، يقع عددٌ كبير من المستخدمين في فخ الانبهار بالصور والوصف ويطلبون المنتجات، وعندما تصلهم يُصدمون بشكل مؤسف!

يجد فلان الزي الذي طلبه مُتسخًا وتجد فلانة الهاتف الذي اشترته مخدوشًا، وفي كثير من الأحيان لا يلاحظ المشتري أن المنتج به عيبٌ حتى يجربه لفترة من الزمن. ويكمن حل هذه المشكلة – من وجهة نظري المتواضعة – أن تتأكد من حُسن سُمعة التاجر؛ وذلك بالنظر إلى تقييمه والتأكد ثم التأكد ثم التأكد من إمكانية إرجاع المنتج بعد 14 يومًا أو بعد أسبوع على الأقل.

سعيًا وراء التفاخر والتباهي، يلجأ البعض إلى شراء مختلف الأشياء عمومًا، والملابس خصوصًا، التي تحمل اسم "براند" مشهور مثل جوتشي Gucci في الملابس أو روليكس Rolex في الساعات أو أديداس Adidas في الأحذية أو أبل Apple في الهواتف وهكذا دواليك، حتى وإن كانت هذه الأشياء مُستعملة أو مهترئة، المهم بالنسبة إليهم أن تحمل اسم البراند الشهير ليتفاخروا به بين أقرانهم.

والمشكلة هنا لا تكمن في مدى رداءة المنتجات المُستعملة التي تحمل اسم "البراندات" المشهورة فحسب، بل في الاحتمالية الكبيرة جدًا لتزييفها وانطلاء هذه الحيلة على من لا عهد له بهذه المنتجات ولا يستطيع التفريق بينها وبين المنتجات المزيفة. وتكثر عمليات الاحتيال من هذا النوع في المجوهرات والمواد الثمينة.

أحيانًا يُطابق المنتج الوصف والصورة، بل ويكون ذا خامةً لا غُبار عليها، ولكن الاحتيال هنا ليس له علاقة بهذه الأشياء، بل بمصدرها. فبعض التجار يكونون لصوصًا بالأساس؛ يسرقون الكثير من المنتجات الثمينة ومن ثَمَّ يبيعونها بأسعار منخفضة لدرجة تُثير الريبة؛ فالمهم بالنسبة إليهم أن يتخلصوا من هذه المنتجات المسروقة لئلا تصل الشرطة إليهم.

ويتجلى في مواقف كهذه صدق مقولة "السيئة تعم"؛ فعندما تحصل على منتج مسروق ستدخل في مشاكل أنت في غنى عنها على الرغم من أنك بريء تمامًا ولا يمكنك أن تسرق شيئًا. الحل هنا ببساطة شديدة أن تطلب فاتورة أو أي إثبات على الشراء حتى تُثبت براءتك للشرطة إن كان المنتج الذي حصلت عليه مسروق.

وهذا نوعٌ آخر من السرقة، فبدلًا من بيع المنتجات المسروقة، يفكر بعض التجار في سرقتك أنت شخصيًا، وذلك عن طريق إيهامك بأنهم تجار حقيقيون وفي الواقع هُم ليسوا مجرد نصّابين، وتسير عملية الاحتيال على النهج الآتي: ينشر أحدهم مُنتجًا – وليكن هاتفًا مثلًا – ويروج لنفسه ولمنتجه جيدًا وفي كل مرة يغير من جلده – لكيلا يعرفه أحد ضحاياه ويفضحه – ويصطاد ضحاياه، يجعلك تحول المال له ولا يعطيك المنتج، بل يختفي ويحظرك حسابك فورًا.

لهذا عليك ألا تثق بأي متجرٍ أو بأي أحد، إلّا في أضيق النطاقات مثل أمازون، وإذا كان التاجر غير معروفًا فحاول ألا تتعامل معه، ولكن إن كنت تحتاج منتجًا بشدة ورأيت أحد التجار المغمورون يعرضونه، فاطلب منه ضمانات قبل أي شيء ولا تدفع قبل الاستلام والمعاينة، وإن رفض التاجر فكرة الضمانات فهو على الأرجح نصّاب كبير.

هذا النوع هو أكثرهم مدعاةً للسخرية؛ فبعض التجار لا يريدون شيئًا سوى إضاعة وقت العملاء وخداعهم لمجرد التسلية، وهذا النوع من المحتالين لا يكون بحاجة سوى لملء وقت فراغه فتراه يُنشئ متجرًا على فيسبوك ويوهم المستخدمين أنه يبيع منتجٍ ما والحقيقة أنه لا يبيع سوى الوهم، أو بعبارة أدق: لا يبيع شيئًا على الإطلاق. وإحقاقًا للحق، على الرغم من أن هذا النوع من الاحتيال مستفزٌ إلى حدٍ كبير، إلا أنه أقلهم ضررًا، فالأنواع الباقية تُغرمك الوقت والمال، أما هذا النوع فيغرمك الوقت فقط.

اقرأ أيضًا: أداة جديدة رائعة لتجنّب التصيد الاحتيالي والمواقع الضارة

على الرغم من اختلاف نوعية المحتالين وتطور أساليب احتيالهم، إلا أن هناك قواعد عامة من المفترض اتباعها مع الجميع من أجل الاحتياط فقط، على سبيل المثال:

في النهاية، لا تدع العاطفة تقودك وقبل أن تشتري منتجًا – بالأخص أونلاين – أعمل عقلك لا عاطفتك، فهذه الأخيرة ستجعلك مندفعًا تجاه تلبية حاجتك مما قد يجعلك ترتكب بعض الحماقات وفي النهاية تندم ندمًا شديدًا.