الفرق بين مجموعات ومجتمعات وقنوات واتساب

إذا كان تطبيق المُراسلات الأشهر «واتساب» يتميز بشيء واحدٍ فقط فستكون البساطة أو الأُلفة، أو على الأقل هذا ما كان يُميزه في السابق؛ إذ يعج التطبيق التابع لشركة ميتا الآن بعددٍ كبير من المميزات والخصائص التي قد يصعب التفريق بينها فضلًا عن معرفة وظيفتها من الأساس، مثل خاصية القنوات، والتي تُعد آخر المميزات المُضافة حديثًا للتطبيق، والتي جاءت بعد سنةٍ من ميزة المجتمعات، ولا ننسى أن هناك ما يُعرف بالمجموعات. هذه المُسمّيات الثلاث تحمل قواسم مشتركة، ولكنها في نفس الوقت تختلف بشكل كبير عن بعضها البعض. ما هي هذه القواسم المشتركة وما أوجه الاختلاف؟ دعونا نوضح فيما يلي.

من المعروف أن مُحادثات واتساب العادية تضم شخصين فقط، وإذا أردت أن تُوسّع العدد قليلًا فستتحول المحادثة إلى مجموعة – Group وفيها يستطيع العديد من المستخدمين – يمكن لعددهم أن يتجاوز الألف مستخدم – أن يُراسلوا ويتفاعلوا مع بعضهم في نفس المحادثة. والمجموعة عادةً ما تكون قد أُنشئت لمناسبة أو لحدث معين؛ إذ يقوم شخصٌ ما (ويكون المسؤول/الأدمن) بإنشاء هذه المجموعة ويضم بها من يشاء من الأشخاص. يُمكن أن يكون للمجموعة أكثر من مسؤول ويُمكن للجميع أن يُشارك بها كما يشاء، إلّا إن حد المسؤول من درجة المشاركة.

ولكن، ماذا إن كانت هناك مناسبة كبيرة تستدعي ما هو أكبر من المجموعة الواحدة؟ على سبيل المثال: لنفترض أنك مُعلم لغةٍ عربية وتُدرّس لثلاثة فصول أو مجموعات "Groups"، "أ" و"ب" و"ج"، وتريد أن تضم طلاب فصولك كلها تحت مظلة كبيرة تُسمى "اللغة العربية" لكي توافيهم باستمرار بالواجبات المطلوبة أو بأي شيء آخر، فماذا تفعل؟ هل تُنشئ مجموعات "Groups" على واتساب باسم "فصل أ" و"فصل ب" و"فصل ج"؟ من الممكن أن تفعل ذلك، ولكن لِما تُشتت نفسك بكثرة المجموعات وتبعثرها في حين أنك تستطيع أن تضمها جميعًا تحت مظلمة كبيرة تُدرِج تحتها هذه المجموعات الثلاث؟ ومن هنا يأتي دور المجتمعات – Communities.

فالمجتمع على واتساب ما هو إلّا عدد من المجموعات "Groups" التي تحمل بينها قاسمًا مشتركًا وبإنشائك لمجتمع ما، فأنت توفّر على نفسك عناء كثرة المجموعات وتبعثرها وتُسهّل من عملية التنظيم بشكل كبير، وكأنك أنشأت حساب واتساب جديد ليس عليه سوى مجموعات هذا المجتمع فحسب. وفي مثالنا المذكور، فإن الحل المُناسب يكمن في إنشاء مُجتمع على واتساب يُسمى "فصول اللغة العربية" مثلًا وبداخله المجموعات/ الفصول الثلاث. هذا سيسهل عليك عملية التواصل معهم بدون أن تتشتت وبدون أن تقضي الكثير من الوقت في البحث عنهم.

أما بالنسبة للقنوات – Channels فهي عبارة عن صفحة دردشة ضخمة يديرها شخصٌ أو مجموعة ليس مسموحٌ لسواهم أن يُرسلوا الرسائل سواء كانت نصًا أو صورًا أو مقاطع فيديو أو مُلصقات أو استطلاعات رأي إلخ. وعادةً ما يُكون مُنشئ القناة هو شخصٌ مشهور أو مجموعة إعلامية مؤثرة، ولكن هذا لا يعني أن الأشخاص العاديون لا يُمكنهم أن يُنشؤوا قنوات خاصة بهم، بل بالعكس، يستطيع أي مستخدم للواتساب أن يُنشئ قناةً ويشارك ما يشاء مع أعضاء هذه القناة، مثل قنوات تيليجرام.

اقرأ أيضًا: كيفية إنشاء قناة خاصة بك على تطبيق واتساب

دعونا نبدأ بالمجموعات "Groups" حيث أنه لكل مجموعة على واتساب مُشرف أو أدمن واحد على الأقل، وكل أعضاء الجروب – وعلى رأسهم المشرف طبعًا – يُمكنهم أن يتفاعلوا بحرية تامة ويرسلوا ما بدى لهم، إلّا إذا قرر المسؤول أن يضيق الخناق عليهم ويمنعهم من إرسال أي شيء بحيث يكون المسؤولين فقط هم المسموح لهم بمشاركة الوسائط والرسائل في المجموعة، كما يمكنهم إزالة أي رسائل مخالفة أو إشكالية المجموعة.

على الجانب الآخر، في المجتمعات – Communities نجد انها ليست سوى عدد معين من المجموعات، أي أنها "مجموعة من المجموعات"، ولكل مجموعة قوانينها الخاصة التي يحددها المُشرف والذي "إن ترك الحبل على الغارب" مثلما يقولون، فسيستطيع الجميع أن يتفاعل بحرية كما ذكرنا في الفقرة السابقة، مع العلم أن هناك مجموعة إضافية يُنشئها الواتساب تلقائيًا بداخل كُل مجتمع وتُسمى "الإعلامات" Announcements وتضم بداخلها كل أعضاء المجموعات الأخرى الموجودة بداخل المجتمع، وتكون مثل القنوات؛ أي أن لا أحد يستطيع أن يُرسل فيها شيئًا سوى المُشرف.

وبالمناسبة، هناك مجموعة أخرى يُنشئها الواتساب بشكل تلقائي داخل كل مُجتمع وتُسمى المجموعة العامة "General"، وفيها يستطيع أعضاء المجموعات الأخرى كلهم أن يتفاعلوا مع بعضهم، ولكن هذه المجموعة الكبيرة لا تزال في مرحلة البيتا، أي تتواجد فقط لمُستخدمي النسخة التجريبية من تطبيق واتساب، حتى وقت تحرير هذه السطور.

أما بالنسبة للقنوات – Channels فمثلما توقعتم؛ المشرف وحده يستطيع أن يُرسل الرسائل، وأعضاء القناة ليس بوسعهم سوى التفاعل مع رسائل المُشرف باستخدام الرموز التعبيرية أو الإيموجيز.

هذا سؤال مهم: هل توجد القنوات والمجتمعات على واتساب العادي وواتساب للأعمال؟ نعرف أن المجموعات "Groups" توجد على واتساب العادي و "واتساب للأعمال" WhatsApp Business، أما بالنسبة للمجتمعات والقنوات، فكلاهما موجود على واتساب العادي، في حين أن واتساب للأعمال لا يدعم المجتمعات حتى وقت كتابة هذا المقال.

وبالنسبة للعثور على القنوات والمجتمعات والمجموعات على واتساب، فيمكنك أن تجد المجموعات في صفحة المحادثة الرئيسية على واتساب، ولا يوجد قسم مخصص لها. أما بالنسبة للمجتمعات، فلها قسم خاص بها يحتوي على جميع المجتمعات وما بداخلها من مجموعات، ولكن على الرغم من ذلك، فإنك عندما تتلقى رسالة من أي مجموعة من مجموعات المجتمع، فإنها ستظهر في صفحة الرسائل الأساسية. ويُمكنك أن تجد القسم الخاص بالمجتمعات بجانب الدردشات "Chats" بالأندرويد، وبجانب المكالمات "Calls" بالآيفون.

نفس الشيء تقريبًا ينطبق على القنوات، إذ إن لها قسمٌ مخصص، ولكنك ستجده بداخل قسم المستجدات "Updates"، فإذا دخلت إلى هناك، سواء من هاتف أندرويد أو آيفون، ومررت إلى الأسفل ستجد القنوات. ولكن، يكمن الاختلاف الوحيد أنه حينما تصل رسالة على قناة ما، فإنها لا تظهر بشاشة الرسائل الأساسية، وإنما بداخل القناة نفسها والموجودة بقسم المستجدات.

بالنسبة للمجموعات والمجتمعات، فيمكنك أن تُشارك كل أنواع المحتوى مثل الرسائل النصية والروابط والصور والفيديوهات والمقاطع الصوتية وطبعًا استطلاعات الرأي، إلخ من أنواع المحتوى الذي يدعمه واتساب. على الجانب الآخر، لا تدعم القنوات سوى النصوص والصور والفيديوهات والروابط فقط.

وعن عدد الأعضاء والمشرفين، فيمكن أن يصل عدد أعضاء المجموعة الواحدة إلى 1024 عضو – كان الرقم أقل من ذلك بكثير في السابق – في حين أن عدد مجموعات المجتمع لا يُمكن أن تتجاوز الـ 100 مجموعة بحد أقصى 5000 عضو للمجتمع كاملًا. وأخيرًا بالنسبة للقنوات، فلا يوجد عدد مُحدد للمستخدمين الذين بإمكانهم أن يُتابعوا أي قناة. أما بالنسبة لعدد المشرفين، ومثلما ذكرنا بالأعلى، يُمكن أن يكون للمجموعة أو المجتمع أكثر من مُشرف، في حين أن القنوات لا يمكن أن يكون لها أكثر من مشرف واحد فقط.

تعد الخصوصية إحدى المجالات الرئيسية التي تختلف فيها المجموعات وقنوات واتساب، ففي المجموعة، يستطيع أي شخص، سواء أكان مشرفًا أو عضوًا، أن يرى أرقام الآخرين الموجودة معه في المجموعة، فعلى عكس مجموعات التيلجرام مثلًا، تظهر أرقام هواتف جميع أعضاء مجموعات الواتساب على الملأ مما يُقلل من شأن الخصوصية.

بينما في المجتمعات – Communities يستطيع الأعضاء أن يعرفوا أرقام كل المستخدمين المتواجدين معهم في نفس المجموعة فقط ولا يستطيعون رؤية أرقام المستخدمين من المجموعات الأخرى حتى وإن كانت مجموعة "إعلامات" التي يُنشئها واتساب تلقائيًا، وذلك على عكس مُنشئ المجتمع والذي بإمكانه أن يرى جميع الأرقام من كل المجموعات بما فيها الـ "إعلامات". مع العلم أن أعضاء أحد مجموعات المجتمع بإمكانهم أن يطلبوا الانضمام للمجموعات الأخرى الموجودة في نفس المجتمع. أما في القنوات – Channels لا يستطيع المتابعون أو حتى مُنشئ القناة أن يطّلع على أرقام الهواتف، وكل ما يُمكنه رؤيته هو العدد الكلي للمتابعين فحسب.

بالنسبة للإشعارات، ففي المجموعات والمجتمعات تكون الإشعارات مُفعّلة مثلما هو الحال في المحادثات العادية بالضبط، ويمكنك أن تخصصها كما تشاء بحيث تكتمها لمدة معينة أو تكتمها للأبد. أما في القنوات، فالوضع الافتراضي للإشعارات أنها تكون مكتومة "Muted"، ولكي تفعلها عليك أن تفعل ذلك يدويًا.

بالنسبة للمجموعات والمجتمعات تبقى الرسائل موجودةً إلى أجل غير مُسمّى حتى يقوم المُشرف أو أحد الأعضاء بحذفها. والجدير بالذكر أن المجموعات والمجتمعات تدعم ميزة الرسائل المؤقتة والتي تختفي بعد مُدة معينة بشكل تلقائي. ولكن بالنسبة للقنوات: فالرسائل تختفي تلقائيًا بعد 30 يومًا من إرسالها، ولا يُمكن للمُشرف أن يُرسل رسائل مؤقتة.

أما من حيث الإضافات والدعاوى التلقائية، فنجد أنه بالنسبة للمجموعات والمجتمعات يمكن لأي شخص يمتلك الرقم الخاص بك أن يُضيفك بشكل تلقائي إلى مجموعة أو مجتمع ما، ولحسن الحظ أن واتساب قد أضافت ميزة لمنع أي أحد أن يضيفك تلقائيًا. في حين في القنوات لا يمكن لأحد أن يضيفك لها، عليك أن تنضم إليها وتكون أحد متابعيها بنفسك.

أخيرًا، دعم الاتصال متاح للمجموعات سواء مكالمات صوتية أو مرئية، حتى 32 مستخدم في المكالمة الواحدة. وبالنسبة للمجتمعات فيمكن لأعضاء المجموعة الواحدة أن يتصلوا ببعضهم أيضًا، مع إمكانية الاتصال الجماعي بالمجموعة العامة التي تضم جميع من في المجتمع. ولكن في القنوات فميزة الاتصال ليست متوفرة من الأساس.

بهذا نكون قد تحدثنا عن مجموعات، ومجتمعات، وقنوات واتساب بشكل تفصيلي وعن الفروقات البارزة بينهم. ابقِ عينك على هذا المقال وعد إليه إن واجهك أي خلط بين أوجه المقارنة الثلاث وستضح الصورة لك عزيزي القارئ.