تحظى بطاقات NVIDIA RTX الرسومية بإشادة واسعة وشهرة كبيرة بين مجتمع اللاعبين
(الجيمرز) كونها تواكب أحدث التقنيات الثورية في مجال الرسوميات الجرافيكية
لتحسين أداء ومشاهد الألعاب وأيضًا لأنها تضم ابتكارات جديدة كليًا لا تقدمها
البطاقات الرسومية المنافسة، وقد أكدنا هذا مرارًا وتكرارًا على مدار عدة مقالات
سابقة، فبكل بساطة يمكننا القول أن منصة RTX تُلبي كل احتياجات اللاعبين في
الحاضر والمستقبل، بغض النظر عمّا لو كنت تستخدم كمبيوتر مكتبي أو لابتوب ينتمي
إلى معايير هذه المنصة بتضمينه كارت شاشة RTX 40. ولكن بعيدًا عن ألعاب الفيديو،
يمكن لقوة بطاقات إنفيديا الرسومية الحديثة أن تصب في مصلحة مُبدعي المحتوى
بأشكال متنوعة أيضًا.
لسنوات طائلة، كان المعتقد الشائع هو أن البطاقات الرسومية مصنوعة بهدف تحسين
أداء الألعاب، ولكن هذا لم يعد هو الحال الآن مع وجود كروت شاشة تتمتع بتقنيات
متقدمة مثل RTX 40 والتي تستطيع أن تدفع بقوة الحوسبة الرسومية الكامنة نحو
البرامج التي يستخدمها صناع المحتوى لإنشاء الصور أو الرسومات الهندسية أو
الكائنات ثلاثية الأبعاد بسلاسة. ولا يعتمد ذلك على قوة البطاقة الرسومية فحسب،
بل قدمت الشركة منظومة كاملة تُراعي أعلى المعايير التي تستهدف المحترفين
المبدعين وأطلقت عليها اسم "NVIDIA Studio". لذلك، بمجرد امتلاكك كمبيوتر يحتوي بطاقة RTX 40 يصبح بين يديك أداة قوية
ستغنيك عن دفع المزيد من المال لتحصل على معدات تساعدك على إنتاج محتوى أفضل...
دعني أشرح لك الأمر في السطور الآتية.
ماذا تقدم بطاقات RTX 40 لصناع المحتوى؟
مع وجود أكثر من 110 مليون صانع محتوى محترف وهاوي حول العالم ينشئون محتوى رقمي
عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية لأغراض متنوعة، تقدم منصة Nvidia Studio
حزمة واسعة من الأدوات والتحسينات لمساعدة هؤلاء على اللحاق بخيالهم الشاسع
وتنفيذ أفكارهم الإبداعية وإخراج مشاريعهم التعاونية على أكمل وجه. يمكن القول إن
Nvidia Studio بمثابة ستار تخفي شركة إنفيديا ورائه رغبتها في تلبية احتياجات
كلاً من الكفاءة ووقت الإنتاج للمحترفين المبدعين. المبدأ هو ببساطة الاستفادة من
قوة بطاقات الرسومات RTX 40 في التطبيقات الإبداعية الأكثر شيوعًا لتسريع عملية
التصيير (Rendering) جنبًا إلى جنب تقديم أدوات جديدة يمكن الاتكاء عليها لإلهامك
بأفكار جديدة أو مساعدتك على تحسين سير العمل الإبداعي.
ومع ان منظومة Nvidia Studio لا تعُد جديدة لكنها على مدار السنوات القليلة
الماضية تطورت بشكل كبير لدرجة انها باتت تفرض نفسها في مجتمع المبدعين الطامحين
في نقل انتاجهم إلى المستوى التالي. ولعل إطلاق عائلة بطاقات RTX 40 كان له
التأثير الأكبر على مدى كفاءة المنظومة، حيث تتضمن هذه البطاقات لأول مرة معمارية
أكثر تقدمًا عن أي جيل سابق وهي
Ada Lovelace
والتي تقدم كفاءة فائقة في معالجة الرسوميات، ليس فقط في الألعاب، ولكن تعمل
أيضًا على جعل إنشاء المحتوى الجرافيكي أسرع وأسلس من أي وقت مضى.
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في تجربة Nvidia Studio مع احتواء بطاقات RTX
40 الجيل الجديد من أنوية Tensor حيث يمكن استغلال قوة الـ AI لتحسين الأداء في
التطبيقات الإبداعية، بل وتمنح القدرة على مضاعفة الأداء مقارنًة بالجيل السابق.
واحدة من الطرق التي تستغل بها هذه البطاقات أنوية الذكاء الاصطناعي هي تعزيز
معدل الإطارات من خلال تقنية
DLSS 3
حتى يتمكنوا من الإبداع في بيئات تتبع الأشعة مع فيزياء دقيقة ومواد واقعية، كل
ذلك في الوقت الفعلي، بدون وسائط برمجية.
يستخدم DLSS 3 الجيل الرابع من Tensor Cores المدعوم بالذكاء الاصطناعي، جنبًا
إلى جنب تقنية Optical Flow Accelerator لتوليد إطارات إضافية في نفس زمن إنتاجها
وزيادة معدل الـ FPS بشكل كبير. صحيح يتجلى تأثير ذلك في الألعاب، لكن على الجانب
الإبداعي يمكن لهذه التقنيات مجتمعة، بالإضافة إلى مُحرك
OptiX و
Maxine أن تحسن من سلاسة حركة
الكائنات الهندسة المعقدة لأولئك الذين يصممون عناصر ثلاثية الأبعاد على برامج
مثل NVIDIA Omniverse أو Unity أو Unreal Engine 5 بالإضافة إلى تسريع تطبيق
التأثيرات الحركية.
لا يقف الأمر عند تتبع الأشعة وتعزيز معدلات الإطارات، هناك أيضًا ما يجعلك –
كصانع محتوى يريد الارتقاء إلى مستوى الاحتراف – تفكر في
بطاقات RTX 40 الجديدة
بعيدًا عنهم. إذ توفر معمارية Ada Lovelace العديد من التقنيات التي تساعدك على
اختصار طريقة الاحترافية بسهولة، وبجانب احتوائها 46 مليار ترانزستور، وهو رقم
ضخم بالنسبة لمعالج رسومي، تتمتع أيضًا بالذاكرة الجديدة "Micron G6X" والموجودة
بحجم 24 جيجابايت في بطاقة RTX 4090 لتوفير سرعة تصل إلى 1 تيرابايت في الثانية.
هذه السرعة تستفيد منها البرامج الإبداعية بشكل كبير لتصيير المحتوى ثلاثي
الأبعاد في أقل مدة زمنية، كما تسرع من أوقات تحميل عناصر التصميم أو الـ Assets
وتمكن المبدعين من إنشاء مشاهد أكبر وأكثر تعقيدًا والعمل مع تطبيقات إبداعية
متعددة في نفس الوقت بدون أي تأخير.
حسنًا، كل ما سبق هو تقديم لمحتويات أي بطاقة RTX 40 من تقنيات موجهة لصناع
المحتوى، دعونا الآن نرى تأثيرها على أرض الواقع:
أولًا: أداء أسرع وزمن تصيير أقل وجودة فائقة
سواء كنت تستخدم برامج إنشاء المجسمات ثلاثية الأبعاد أو إنشاء أفلام الرسوم
المتحركة والمؤثرات المرئية والفن والنماذج المطبوعة ثلاثية الأبعاد والرسوميات
المتحركة وبرامج تصميم نماذج الواقع الافتراضي ومشاهد ألعاب الكمبيوتر. حقًا، لا
يهم البرنامج الذي تعتمد عليه في مشروعك الإبداعي، طالما كان حاسوبك مزود ببطاقة
رسومية من عائلة RTX 40 سوف تستفيد من التقنيات الحصرية لمنصة Nvidia Studio
والتي يتم دعمها من قبل أكثر من 150 برنامج من برامج صناعة المحتوى الجرافيكي.
تشمل القائمة أسماء كبيرة في مجال المونتاج مثل Premiere Pro و DaVinci Resolve
وفي مجال تحرير الصور مثل Lightroom و Photoshop وفي مجال النمذجة ثلاثية الأبعاد
مثل Blender و Autodesk Arnold وحتى في مجال بث الفيديو مثل Twitch Studio و OBS
Studio. توجد قائمة ضخمة من البرامج التي تستفيد بشكل أو بآخر من التقنيات
الموجودة في بطاقة RTX الرسومية تحت إشراف منصة Nvidia Studio ويمكنك
الاطلاع عليها كاملة من موقع إنفيديا الرسمي
جنبًا إلى جنب معرفة تأثير هذه التقنيات على كل تطبيق على حدة.
لكل من هذه المجالات والبرامج، عملت شركة إنفيديا على التعاون الوثيق مع شركات
تطوير البرامج الإبداعية مثل Adobe لجعلها تحقق الاستفادة القصوى من قوة بطاقتها
الرسومية بدلًا من الاعتماد على المعالج المركزي (CPU) لتحسين الأداء وتقليل زمن
التصيير أو الرندرة فيحصل المستخدم على معاينات ونتائج نهائية في غضون دقائق وليس
ساعات كما كان معتاد. هذا هو الحال على سبيل المثال مع Adobe Premiere Pro فبعد
تنشيط خيار NVIDIA Hardware Encoding من إعدادات البرنامج يمكن تقليل وقت إخراج
فيديو 4K مدته 10 دقائق من 57 دقيقة إلى أقل من 7 دقائق!
عند استخدام برنامج مثل "بلندر" للتخطيط الثلاثي الأبعاد، والإكساء، وتحرير
رسوميات نقطية، والرسوم المتحركة الهيكلية وغيرها من المهام المعقدة في التصميم،
فإن بطاقة RTX 40 قوية بما يكفي لتقديم أداء أسرع حتى 5 أضعاف في عمليات التصيير،
لتستغرق حوالي 10 دقائق على أقل تقدير بالنسبة لبطاقة RTX 4090 في حين أن شريحة
M2 Max من آبل تحتاج أكثر من 40 دقيقة لتصيير نفس المحتوى. يعود الفضل هنا إلى
أنوية RT التي تستغل الذكاء الاصطناعي حسن استغلال لجعل حركة المجسمات أكثر سلاسة
وإنتاج معاينات بشكل أسرع تخلو تقريبًا من آثر التشويش، ولا ننسى طبعًا فضل تقنية
DLSS 3 لتعزيز معدل الإطارات داخل المشاهد وبيئة العرض للمحتوى الإبداعي.
أما بالنسبة لتحرير الصور، فإن منصة NVIDIA Studio تقدم تجربة غير مسبوقة في كلًا
من Photoshop و Lightroom Classic خاصًة على الشاشة فائقة الدقة مثل 4K و 5K فمن
النادر، بل يستحيل تقريبًا ملاحظة تأخير في الاستجابة للأوامر بفضل تقنيات RTX
التي تستفيد منها أكثر من 30 أداة داخل هذه البرامج مثل Mask و Camera RAW و Blur
Gallery في الفوتوشوب، أو Enhance Details في Lightroom والتي تعمل على تحسين
تفاصيل الصور الخام RAW تلقائيًا بمساعدة الذكاء الاصطناعي المُحسّن لتجسيد أفضل
للألوان ومستوى الوضوح. أما على مستوى التصميم الجرافيكي بشكل عام، تتيح لك
تقنيات RTX 40 صياغة عملك وتحسينه بشكل أسرع من أي وقت مضى، ففي برنامج
Illustrator يمكن التفاعل بسرعة من عناصر التصميم، أو تكبير/تصغير الصفحة بسلاسة
حتى لو كانت مليئة بالرسومات المعقدة، لن تلاحظ أي تهنيج.
وفي حال كان ينطوي مجال عملك على إنشاء عوالم ومساحات افتراضية، كتطوير بيئات
الألعاب مثلًا، فهنا يمكن لتقنيات RTX وعلى رأسها تتبع الأشعة جعل مهام التصميم
أسرع وأسلس في البرامج ومحركات التصميم المعروفة مثل Unreal Engine 4 و Chaos
V-Ray و Enscape. وكدليل على تأثير هذه البطاقات على برامج إنشاء العوالم
الافتراضية، فيمكن لبطاقة RTX 4090 تصيير التصميمات بكل تعقيداتها في أقل من 20
دقيقة، في حين تستغرق شريحة M2 Pro من آبل ما يزيد عن ساعة لتصدير نفس التصميم
على برنامج V-RAY.
أعتقد أن كل هذه الأمثلة تُبين مدى تغلغل معايير وتقنيات RTX 40 في برامج التصميم
الإبداعي وتأثيرها البليغ على الأداء والنتائج، وهو ما يعزز قوة منصة NVIDIA
Studio وجعلها جذابة للمطورين والمبدعين على حدٍ سواء. لكن الأمر لم يتوقف على
برامج التصميم وصناعة المحتوى الرسومي، بل وحتى بث الألعاب فيديو. إذ يمكن لتقنية
NVENC تعزيز جودة الإطارات قبل إرسالها إلى برامج البث المعروفة كـ OBS و
StreamLabs و Twitch Studio.
على غرار تقنيات الـ GPU-Acceleration السابق شرحها، فإن NVENC تكمن فكرتها في
إزاحة مهمة الـ Encoding عن المعالج المركزي وجعل كرت الشاشة هو المسؤول عنها.
بمعنى أبسط، هناك مكونات مدمجة في كرت الشاشة نفسه مصممة خصيصًا لهذه المهمة
وبالتالي يرفع ذلك الحمل عن المعالج المركزي ويجعلك تشغل البث المباشر بدون
التضحية بالأداء بأي شكل من الأشكال فمن ناحية ستتمتع بأفضل معدلات الإطارات ومن
أخرى تعطي أفضل ما عندك لجماهيرك. عملت الشركة على تطوير هذه التقنية لسنوات، ومع
إطلاق سلسلة RTX 40 أصبح لدينا الجيل الثامن من NVENC والذي يتضمن دعم معيار
الترميز AV1 الذي يعزز من قدرات بث المحتوى المرئي بنسبة 40 بالمئة مقارنًة
بترميز H.264 والمقصود هنا هو أن AV1 ينقل الإطارات بنفس جودتها الأصلية تقريبًا.
ثانيًا: تطبيقات إبداعية تفسح الطريق لخيالك
لم تكتفي شركة إنفيديا بتوفير التقنيات اللازمة لتسريع أداء البرامج الإبداعية
المطوّرة من شركات معروفة، بل عززت من ثقل منصة Nvidia Studio لتقدم للمُستخدمين
عدة تطبيقات حصرية تساعدهم على تنفيذ أفكارهم، بغض النظر عن مدى تعقيدها.
دعونا نبدأ بأهم تطبيق على الإطلاق والذي يمثل منصة لإنشاء المجسمات والبيئات
الافتراضية في عالم الميتافيرس، وهو
NVIDIA Omniverse هذا
التطبيق ببساطة هو باب للواقع الافتراضي حيث يمكن استخدامه لتصميم وبناء وإدارة
عوالم ثلاثية الأبعاد ممزوجة بعناصر مادية وواقعية وهو قائم على التعاون المشترك
بين فرق العمل والتطبيقات المختلفة اعتمادًا على صيغة الملفات USD بمعنى لو كان
المشروع الإبداعي تشترك فيه عدة برامج لتصميم الأجزاء الأساسية كالمجسمات
والخلفيات مثل Blinder و Photoshop و Unreal Engine فيمكن لبرنامج Omniverse أن
يجمع النتائج من كافة هذه البرامج ويعرض التصميم النهائي بآخر التحديثات في الوقت
الفعلي؛ مما يغني الحاجة إلى تصيير كل جزء في التصميم من خلال البرنامج الخاص به.
تندرج تحت منصة Omniverse تطبيقات مذهلة لدرجة أنها باتت المنصة المفضلة لصناع
الإعلانات التجارية. ومن بين هذه التطبيقات مثلًا Omniverse Machinima الذي يمكّن
المستخدمين من إنشاء حركات لجسم الشخصيات مستوحاة من حركات واقعية، فيمكن أن تسجل
فيديو لحركات معينة تقوم بها ثم تدمجها مع الشخصية الافتراضية باستخدام هذا
التطبيق، إلى جانب تضمين الصوتيات كذلك. وبالنسبة للمحترفين ومنشئي المحتوى الذين
يرغبون في الاستفادة من عروض عالية الدقة من داخل هذه العوالم الافتراضية، يمنحك
Omniverse Machinima الأدوات اللازمة لصنع ألعاب سينمائية بسهولة. تطبيق آخر مثير
للاهتمام هو Omniverse Audio2Face والذي يساعدك على إنشاء رسوم متحركة معبرة لوجه
الشخصية الافتراضية، أو لمطابقة أي مسار صوتي، سواء كنت تقوم بتحريك الشخصيات
للعبة أو فيلم. يمكنك استخدام هذا التطبيق كأداة تقليدية لتأليف الرسوم المتحركة
للوجه بمساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
باختصار، إذا كان هناك شيئًا جذابًا نحو منصة Nvidia Studio بخلاف تسريع الأداء،
فسيكون برنامج Omniverse حيث يُلبي كل احتياجات المبدعين لجعل فكرة إنشاء عوالم
افتراضية مليئة بالمجسمات ثلاثية الأبعاد وتحاكي الواقع أسهـل من أي وقـت مضى على
مطـوري الألعاب ومنشئي المحتوى ثلاثي الأبعاد عمومًا، إذ يمنـحهم أدوات بـرمجية
مختـلفة تستفيد من قدرات الـذكاء الاصـطناعي وتتعـاون مع بعضها البعض لإنتاج
تأثيرات متقدمة بدون أي تعقيدات تُذكر.
يستغل Omniverse عدة تقنيات موجودة في بطاقات RTX 40 الرسومية، والتي كانت مصممة
للألعاب كأولوية لكن بطريقة ما تمكنت إنفيديا من إعادة توظيفها لخدمة احتياجات
المبدعين. وبخلاف هذا البرنامج، تقدم الشركة
NVIDIA Canvas وهو
برنامج مجاني آخر يستغل الذكاء الاصطناعي لتوليد صور واقعية من خلال رسم أشكال
وخطوط بسيطة، مما يقلل من الوقت اللازم في صياغة الأعمال والأفكار، أو ربما
الحصول على إلهام لاستنتاج أفكار جديدة — تخيل معي أن ترسم رسمة تعيسة على برنامج
Paint الخاص بويندوز لتتحول فجأة إلى منظر طبيعي مليء بالتفاصيل الواقعية، هذا
بالضبط ما يفعله Canvas.
البرنامج بسيط لأبعد حد بحيث حتى لو لم تكن فنانًا متمرسًا ستحصل على نتائج
مُذهلة، فقط استخدم الأدوات الأساسية لرسم أشكال وخطوط ملونة على اللوحة الفارغة
على الجانب الأيسر، وبينما ترسم يقوم البرنامج في الوقت الفعلي بخلق صورة واقعية
كالعشب أو السحب، سيحاول الذكاء الاصطناعي تخمين ما يتبادر في عقلك وعرضه أمامك
مباشرًة. وفي حال وصلت إلى النتيجة الأقرب لتطلعاتك، يمكنك إضفاء تعديلات لتحسين
شكل ومظهر الصورة من خلال تسعة أنماط تغير صياغة المشهد، وثمانية أنماط أخرى
لتحويل المشهد إلى صورة بانورامية ضخمة، بالإضافة إلى القدرة على إضافة سماء
وجبال وأنهار وحجار، إلخ تندمج بشكل سحري مع أجواء الصورة. بشكل عام، تعد NVIDIA
Canvas أداة رائعة للفنانين الذين يرغبون في إنشاء صور مناظر طبيعية واقعية دون
الحاجة إلى قضاء ساعات في الرسم باليد. إنها أيضًا أداة قوية للذين يحتاجون إلى
إنشاء خلفيات أو بيئات واقعية بسرعة.
وبجانب Omniverse و Canvas تقدم إنفيديا ضمن منصة المبدعين Nvidia Studio برنامج
آخر وهو
NVIDIA Broadcast
الذي يستغل القوة الحاسوبية لبطاقات RTX 40 الرسومية من أجل إعطاء المستخدمين
ميزات استثنائية عند إجراء بث مباشر والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. فيمكن عن
طريقه اقتصاص الخلفية من مشهد الفيديو لكاميرا الويب أثناء البث، أو إنشاء شاشة
خضراء اصطناعية افتراضية، بمعنى أنه يمكن استبدال خلفية البث بأي صورة أو حتى
تركها شفافة دون الحاجة إلى وضع شاشة خضراء فعلية.
حسنًا، هذا يبدو عاديًا وهناك برامج كثيرة يمكنها فعل ذلك، لكن Broadcast من
إنفيديا يُلبي متطلبات أكثر تقدمًا كوجود خاصية تتبع الحركة أو الـ Auto Frame
لجعل كاميرا الويب تتبع حركات رأسك وذلك للحفاظ على ابقائك في منتصف الإطار حتى
وانت تنتقل من جانب إلى آخر؛ الأمر يبدو كما لو أن هناك مصور خاص يقوم بتسجيل
فيديو وليس كاميرا ويب تعيسة! كل ذلك يتم بفضل عملية معقدة ينفذها البرنامج
باستخدام الذكاء الاصطناعي.
البرنامج يساعد أيضًا في التخلص من آثر التشويش الخلفي وجعل جودة الكاميرا أعلى
بشكل سحري، جنبًا إلى جنب الحفاظ على التواصل البصري مع ميزة Eye Contact حيث يتم
محاكاة نظر عينك إلى عدسة الكاميرا بينما فعليًا تنظر بعيدًا عنها.
على الصعيد الصوتي، يتيح لك برنامج NVIDIA Broadcast تحليل صوت الميكروفون
وتصفيته بطريقة سحرية من العوامل التي تجعل جودة الصوت رديئة، مثل صدى الصوت،
فالبرنامج يفلتر صدى الصوت الناتج من الحديث في غرفة فارغة أو كبيرة. جنبًا إلى
جنب استغلال أنوية Tensor لإزالة ضوضاء الخلفية من صوت الميكروفون أثناء البث
المباشر، بحيث يتم عزل كل ما هو حولك والتركيز على صوتك فقط. وبالتأكيد هي طريقة
رائعة للحصول على صوت نقي يخلو من نقرات لوحة المفاتيح أو رنين الهاتف أو أي
أصوات جانبية عمومًا والتي تشوش على صوتك بطريقة مزعجة. بشكل عام، يعُد برنامج
NVIDIA Broadcast البوابة المثالية لمن يريد الدخول إلى عالم صناعة المحتوى وبث
ألعاب الفيديو.
ثالثًا: التناغم الدائم بين كرت الشاشة والتطبيقات
تحسين الأداء، وتطبيقات لمساعدة صناع المحتوى على سلك طريق الاحتراف بأقل
مجهود... يبدو أن هنالك شيء ناقص لتحقيق المعادلة المثالية ألا وهو التعريفات
الدورية لكرت الشاشة. عند استخدام بطاقات RTX 40 في الألعاب فإن NVIDIA تطرح
للاعبين تعريفات دورية تُسمى Game Ready لكي تضبط تلقائيًا إعدادات الرسومات
المخصصة لكل لعبة جديدة تظهر على الساحة بحيث تسمح للجيمرز بدأ اللعب مباشرًة
دون الحاجة لقضاء ساعات في ضبط إعدادات الجرافيك للوصول إلى أفضل أداء، لذلك
تعتبر ميزة تنافسية في هذه البطاقات.
لكن كما هو واضح، RTX 40 ليست موجهة بشكل أساسي نحو الجيمرز، فمع وجود منصة
Nvidia Studio قررت الشركة إكمال التجربة بإطلاق تعريفات NVIDIA Studio Drivers
الشبيهة لـ Game Ready بل حتى يمكن تنزيلها مباشرًة من خلال برنامج GeForce
Experience لكن بدلًا من التركيز على تحسين الأداء، تستهدف هذه التعريفات تحسين
استقرار البطاقة الرسومية في التطبيقات الإبداعية، عن طريق العمل المشترك مع
الشركات المطورة لأكثر من 100 برنامج إبداعي لضمان أسلس تجربة ممكنة لصناع
المحتوى.
في كل الأحوال، بطاقات RTX 40 أكثر بكثير من مجرد كروت شاشة للألعاب، فمع منصة
NVIDIA Studio الشاملة يمكن للمبدعين تحقيق أهدافهم وتنفيذ أفكارهم بأقل مجهود
يذكر مع ضمان الحصول على نتائج مرضية تمامًا. كل ما تحتاجه هو شراء كمبيوتر يحتوي
إحدى بطاقات RTX 40 والتأكد من تثبيت أحدث إصدار من تعريف Nvidia Studio Driver.
وجدير بالذكر أن هناك خيارات واسعة من الحواسيب المحمولة المصممة خصيصًا للتوافق
مع معايير Nvidia Studio حيث تعمل إنفيديا مع أكثر من شركة مصنعة للابتوبات مثل
ASUS و MSI و Razer لتقديم مجموعة متنوعة من الموديلات التي تناسب احتياجاتك
مختلف المستخدمين "المبدعين" فقط أبحث عن شعار NVIDIA STUDIO عند البحث عن لابتوب
جديد، بمجرد رؤيته، يمكنك التأكد من أنه مناسب لتلبية كافة متطلباتك كصانع محتوى.