تعديلات ضرورية للحصول على جودة صوت أفضل في المكالمات

إعدادات يجب عليك تغييرها في هاتفك الذكي للحصول على جودة صوت أفضل في مكالماتك الهاتفية القادمة.
على الرغم من التقدم التقني المذهل الذي وصلنا إليه، إلّا أن مشاكل من قبيل «ضعف جودة الصوت في المكالمات» لا زالت تؤرقنا حتى يومنا هذا؛ فكم من مكالمات هاتفية مهمة للغاية قد ضاعت علينا بسبب ضعف الصوت وصياح الطرفين بسؤال: "هل تسمعني؟" ولكن لحسن الحظ، باتت الهواتف الحديثة تتضمن ما يكفي من مزايا تساعد على تعزيز جودة صوت المكالمات بشكل يمكنك أنت والطرف الآخر من سماع بعضكما البعض بوضوح. ومع ذلك، معظم هذه المميزات غير مفعلة افتراضيًا، لذا دعونا نسلط الضوء عليها وطريقة تفعيلها بجانب بعض النصائح الإضافية لتحسين جودة الصوت لمكالماتك القادمة.


أولًا: تحسين جودة صوت المكالمات في الآيفون


مع طرح تحديث iOS 16.4 هذا العام، قدمت شركة أبل لمُستخدمي هواتف آيفون ميزة رائعة لتحسين جودة الصوت أثناء المكالمات وهي "عزل الصوت" Voice Isolation والتي تعتمد آلية عملها على إعطاء الأولوية للصوت الخارج من الفم وعزل ما حوله من ضوضاء مزعجة، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تحسين تجربة المكالمات الهاتفية بشكل مُذهل. شرحنا بالفعل كل ما يتعلق بخاصّية عزل الصوت في الأيفون مع الآخذ في الاعتبار أنها تعمل فقط على هواتف الجيل الثاني من آيفون iPhone SE، وهاتف iPhone XR فيما أحدث (طالع القائمة كاملة).

لتفعيل الخاصية، كل ما عليك فعله هو إجراء مكالمة عادية عبر تطبيق الهاتف "Phone" وبمجرد أن يقوم الطرف الآخر بالرد عليك افتح مركز التحكم "Control Center" من خلال السحب إلى اسفل من الزاوية العلوية اليسرى للشاشة، أو اسحب لأعلى من الحافة السفلية للشاشة – إن كنت تستخدم آيفون يحتوي زر Home – بعد ذلك اضغط مطولًا على زر الميكروفون "Mic Mode" الموجود على الجانب الأيسر في الجزء العلوي، ومن ثم تختار عزل الصوت "Voice Isolation". الآن يقوم الهاتف بتصفية الضوضاء الخلفية المُحيطة بك لكي يصل صوتك إلى الطرف الآخر واضحًا دون تشويش.


الجميل في الأمر أن هذه الخاصية لا تقتصر على المكالمات الصوتية العادية التي يتم إجراؤها من تطبيق "الهاتف" Phone ولكنها تشمل جميع المكالمات الصوتية، حتى التي تتم عبر تطبيقات المراسلة، أي تلك التي نجريها على تطبيقات الواتساب، وماسنجر، أو أي تطبيق آخر يدعم المكالمات الصوتية. ولا ننسى بالطبع أننا نستطيع رفع جودة صوت المكالمة عن طريق أزرار الهاتف الجانبية، فضلًا عن فتح السكبير (مُكبر الصوت) بالضغط على زر "سماعة" Speaker الموجود في شاشة الاتصال.

ثانيًا: رفع جودة صوت المكالمات في هواتف الأندرويد



دعونا نبدأ بالطريقة الأسهل والتي تعمل على جميع هواتف أندرويد بغض النظر عن نوع الهاتف أو الشركة المصنعة له، وتكمن في رفع صوت سماعة الأذن المدمجة في الهاتف أثناء إجراء المكالمة الهاتفية. فإذا أردت الاستماع بشكل أوضح والحصول على صوت أنقى من الشخص الذي تتحدث إليه، فقط أضغط على زر رفع الصوت الجانبي بينما تُجرى المكالمة، استمر في الضغط حتى يتم ضبط أعلى مستوى. أو يمكنك أيضًا تحويل المكالمة إلى مكبر الصوت لتحظى بجودة صوت أفضل وأكثر وضوحًا. لكن بالطبع هذه ليست هي الخيارات الوحيدة للحصول على جودة صوت أفضل في المكالمات.


تقدم هواتف الأندرويد الحديثة نسبيًا، بما في ذلك هواتف جوجل بيكسل طراز Pixel 7 Pro و Pixel 7 ميزة مشابهة لخاصية "عزل الصوت" Voice Isolation الموجودة في هواتف الآيفون، تُسمى "تحسين جودة المكالمات" Clear Calling فتعمل على تحسين صوت المتصل الآخر وتقلل الضوضاء في الخلفية، ما يتيح لك سماع صوته بوضوح في حال تواجده في بيئة صاخبة. ولتفعيل هذه الميزة – إن كانت مدعومة في هاتفك – أفتح تطبيق "الإعدادات" Settings وتوجه إلى قسم "الصوت والاهتزاز" Sound & vibration ثم أضغط على "تحسين جودة المكالمات" Clear calling وفعِّل الخيار.


أما إذا كنت من مستخدمي هواتف سامسونج، فلا توجد ميزة مباشرة لتحسين صوت المكالمات، ولكن توجد خاصية تساعد على تحسين جودة صوت الهاتف بشكل عام سواء في المكالمات أو أثناء سماع الوسائط. كل ما عليك فعله هو فتح "الضبط" Settings والانتقال إلى قسم "الأصوات والاهتزاز" Sounds and vibration والضغط على "جودة الصوت وتأثيراته" Sound quality and effects بالأسفل. هنا يمكنك أن تُفعّل ميزتين من أهم ما يُكمن، وهما: الـ Dolby Atmos و Adapt Sound؛ فالأولى تعمل على ضبط جودة الصوت وتحسينه أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو أو في الألعاب، بينما الثانية تخصص الصوت حسب قدراتك السمعية، وهي المطلوبة.

كنا قد خصصنا موضوعًا حول ميزة "Adapt Sound" نظرًا لأهميتها، خاصًة للمُستخدمين كبار السن. لكن عمومًا فباختيارك لخاصية Adapt sound تستطيع أن تحسن من جودة صوت المكالمات ولو بشكل طفيف. بعد الضغط على الخاصية، أختر من قائمة "Adapt sound لـ" ما إذا كنت تريد تحسين جودة الصوت للوسائط والمكالمات أو المكالمات الهاتفية فقط.


تجد بالأسفل أيضًا 3 فئات عمرية لتضبط الصوت على أساس قدراتها السمعية. أما الفئة الأولى فتخص بالأشخاص الأقل من 30 عامًا، وأما الثانية فما بين الـ 30 و60 عام، وبالنسبة للأخيرة فهم الذين تجاوزوا سن الـ 60 عام. وإذا أردت شيئًا أكثر دقة، فاضغط على "اختبار السمع الخاص بي" Test my hearing لتخصص جودة الصوت حسب شخصك الكريم وذلك بعد إجراء سلسلة من الاختبارات السمعية السريعة ليتم ضبط جودة الصوت على أساسها.


ضع في اعتبارك جودة الصوت لا تعتمد على إعدادات الهاتف فحسب، وبغض النظر عن نوع الهاتف الذي تستخدمه والمزايا التي يقدمها بخصوص هذا الأمر، فيجب أيضًا أن تحظى بشبكة اتصال مناسبة وبسماعات جيدة نسبيًا حتى تحظى بجودة الصوت التي تبحث عنها. لذلك إذا كنت تقوم بإجراء المكالمة في مكان تغطية الشبكة الخلوية فيه ضعيفة، ستعاني من التقطيع المتكرر للصوت. إذا كان الأمر كذلك، فيمكنك الاعتماد على ميزة "مكالمات Wi-Fi" بدلًا من الأبراج الخلوية. شرحنا بالفعل كل شيء عن هذه الميزة، ولكن عمومًا فباستخدامك لهذه الخاصية ستستطيع أن تُجري مكالماتك وتُراسل من تريد بجودة عالية بالاعتماد على إشارة الواي فاي بدلًا من شبكة الهاتف، وبالتالي ستساعدك كثيرًا إن كانت شبكة هاتفك ضعيفة أو حتى منعدمة.

ثالثًا: تحسين جودة المكالمات في تطبيقات المراسلة



حلَّت معظم تطبيقات المكالمات والرسائل محل المكالمات الصوتية العادية الآن كونها مجانية تقريبًا، ولا تحتاج منك سوى الاتصال بالإنترنت، وحتى أن معظم هذه التطبيقات والمنصات أصبحت تدعم خصائص لضبط الصوت وتحسينه.

إذا تناولنا كمثال تطبيق Zoom الشهير لعقد الاجتماعات عبر الإنترنت، سنجده يدعم خاصية عزل صدى الصوت أو "Echo Cancellation" إضافة إلى إزالة ضوضاء الخلفية، وهذا بشكل تلقائي. لكن أحيانًا ستؤثر هذه المزايا على جودة الصوت بالسلب وتجعلها مشوشة، لذا يفضل تعطيلها عن طريق الذهاب إلى إعدادات تطبيق Zoom ثم التوجه إلى Meetings Settings وبعدها تضغط على Use Original Audio.

أيضًا تمتلك تطبيقات المراسلة ميزة تُمكنها من التغلب على مشاكل النطاقات الترددية المستعصية (ضعف اتصال الإنترنت). الأمر أشبه بتشغيل الفيديوهات على يوتيوب بجودة منخفضة أثناء ضعف الإنترنت لكي تحظى باستقرار على مستوى تشغيل الفيديو، ولكن بجودة أقل للمشاهدة، وهذا بالضبط ما تفعله هذه التطبيقات؛ إذ تحرص على وصول معظم محتوى المكالمة إليك، ولكن بجودة أقل بقليل لتفادي الانقطاع المتكرر.


تستطيع أن تجرب هذا الأمر بشكل عملي في تطبيقٍ مثل واتساب. بعد فتح التطبيق على هاتفك الأندرويد اضغط على زر خيارات إضافية الممثل في أيقونة ( ) في الركن العلوي الأيسر ومن القائمة انقر على "الإعدادات" Settings، أو في حال كنت تستخدم واتساب على الآيفون فيمكنك التوجه إلى "الإعدادات" من الشريط السفلي بعد فتح التطبيق. بعد ذلك انتقل إلى قسم "التخزين والبيانات" Storage and data ومن هنا عطل خيار "التوفير في حجم البيانات المستخدم في المكالمات" Use less data for calls  بحيث يعطي التطبيق الأولوية للجودة الأفضل في المكالمات كلما كان اتصال الإنترنت قوي.


لا تقتصر جودة المكالمات عند إمكانية الاستماع فحسب، بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير؛ فضمان الخصوصية يعد إحدى صور الجودة العالية، وهذا ستجده في تطبيق مثل Signal الذي شهره الملياردير إيلون ماسك؛ فهذا التطبيق يعمل على تحويل مكالماتك على سيرفرات خاصة لا يصل إليها أحد، وبالتالي يعجز عن معرفة المكان الذي أُجري الاتصال منه، ولكن للأسف الشديد تأتي هذه الخصوصية على حساب جودة الصوت، ولهذا إن كنت تتمتع بشبكة قوية، ننصحك بتعطيل ميزة الخصوصية هذه عن طريق الذهاب إلى إعدادات تطبيق Signal، ومن ثَمَّ التوجه إلى قسم "الخصوصية" Privacy وأخيرًا إلى قسم "متقدم" Advanced وتعطل خيار "مناوبة الاتصالات دومًا".

أخيرًا وليس آخرًا، بالنسبة لتطبيق Microsoft Teams، فهناك ميزة تستخدم لكبح الأصوات المزعجة وإزالة الضوضاء غير المرغوبة من المكالمات الصوتية، ويمكنك أن تفعل هذه الميزة من خلال نسخة التطبيق الموجودة على الهواتف الذكية من خلال الذهاب إلى الإعدادات ثم إعدادات الاتصال Calling، وستجد بأسفل عنوان الـ Noise suppression عدة خيارات، انتقي منها ما يناسبك.

كانت هذه بعض الأمثلة على تطبيقات يمكنك أن تُحسن جودة الصوت بها، وبهذا نكون قد وضحنا طريقة الحصول على جودة أفضل للمكالمات العادية التي تتم من خلال تطبيق الهاتف على الأندرويد والآيفون، إضافة إلى تضمين بعض التطبيقات وشرح طريقة رفع جودة المكالمات بها، لكن لا تنسى أيضًا ان لتنظيف المايك وسماعة الهاتف دورًا كبيرًا في هذه المهمة!
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات