5 استخدامات لا تعرفها لعدسة جوجل Google Lens

يوفّر مُحرّك بحث جوجل العديد من الأدوات المفيدة التي تساعد على إنجاز العديد من المهامّ على الإنترنت بسهولة وسُرعة وبأقلّ جهد مُمكن. ومن أشهر هذه الأدوات، على سبيل المثال لا الحصر، مُساعد جوجل، ومترجم جوجل، وأداة البحث بالصوت، والبحث باستخدام الصور، أو ما يُعرف باسم عدسة جوجل Google Lens، وهي أداة طرحتها جوجل لأوّل مرّة في عام 2017 تعتمد على نوع مُتقدّم من خوارزميّات تعلّم الآلة لتُمكّن المُستخدم من البحث عن الموضوعات التي تتعلّق بشيء مُعيّن بمُجرّد أن يفتح كاميرا هاتفه ويقوم بتوجيهها نحو هذا الشيء المطلوب.

تُعدّ هذه الأداة بمثابة حلّ سحريّ عندما نُريد العثور على معلومات تتعلّق بشيء نجهل اسمه الصحيح، أو عندما نكون في عجلة من أمرنا ولا نرغب في إضاعة الوقت وتكبّد عناء الكتابة. عدسة جوجل تُساعدنا في مثل هذه الحالات على الوصول السريع إلى أقرب النتائج المُشابهة للعُنصر الذي التقطت صورته. لكن لا تُعتبر عمليّات البحث السريع هي كُلّ ما تستطيع الأداة القيام به، فهُناك كثير أشياء يُمكن عملها بطريقة سلسة وسريعة بشكل مُذهل باستخدام عدسة جوجل، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الاستخدامات الأخرى المفيدة والاستثنائيّة لعدسة جوجل.

هُناك أكثر من طريقة يُمكن من خلالها الوصول إلى أداة عدسة جوجل واستخدامها، واعتمادًا على الجهاز الذي تستعمله، فإذا كنت تستخدم هاتفًا ذكيًا ستكون الطريقة الأسهل عن طريق تطبيق Google المُتاح في هواتف أندرويد وغالبًا ما يكون مُثبت مُسبقًا على الهاتف، وأيضًا متاح لأجهزة آيباد وهواتف آيفون على متجر App Store فكل ما عليك بعد تشغيل التطبيق هو الضغط على أيقونة الكاميرا ذات حوافّ ملوّنة داخل شريط البحث (في أحد جانبيّ الشريط). جدير بالذكر أن جوجل توفر تطبيق مستقل للأداة على نظام أندرويد يحمل نفس أسمها "Google Lens" فيمكن الاعتماد عليه هو الآخر.

أما على الكمبيوتر، فالسبيل الوحيد لاستخدام Google Lens هو الاعتماد على متصفح الويب، حيث تنتقل إلى موقع Google Images وتضغط على أيقونة الكاميرا الملونة الظاهرة في شريط البحث. تجدر الإشارة أنه عند استخدام الأداة في المتصفح ستلاحظ أن ميزاتها محدودة كثيرًا مقارنةً بتطبيق الهاتف حيث تسمح فقط بإجراء عمليات البحث العكسي عن الصور لمعرفة أصلها أو استخراج النص من الصورة.

 

تمتلك الآلات الحاسبة المتطوّرة إمكانيّات مُذهلة للغاية تُمكّنها من حلّ أنواع مُعقّدة من المسائل والمُعادلات الرياضيّة بسهولة تامّة، ولكن بالنسبة لغير الطلاب والدارسين والمعلّمين، فهذه النوعيّة من الآلات الحاسبة لا تكون عادةً في متناول اليدّ طيلة الوقت، على عكس هواتفنا الذكيّة.

وعلى الرغم من أنّ قدرات العديد من الهواتف الذكيّة أصبحت تُنافس أقوى الآلات الحاسبة وتتفوّق عليها في كثير من الأحيان، فإنّ مُعظم الناس يواجهون صعوبة في إدخال الرموز والمُعادلات الرياضيّة إلى الهاتف الذكيّ عن طريق الكيبورد. لكن وبفضل عدسة جوجل بات من السهل إدخال أيّ مُعادلة أو مسألة رياضيّة إلى الهاتف وحلّها.

كُلّ ما يتعيّن علينا فعله هو الضغط على زرّ العدسة في تطبيق Google والانتقال إلى خيار "الواجب المنزليّ" Homework من شريط الأدوات بالأسفل، ثُم توجيه كاميرا الهاتف نحو أيّ مُعادلة أو مسألة رياضيّة مكتوبة والضغط على زرّ الكاميرا لكي يتمّ التقاط صورة لها. من المُفترض أن يظهر على الشاشة نصّ المعادلة أو المسألة المطلوب حلّها، ويكفي الضغط عليها لكي يظهر الناتج أو الحلّ النهائيّ لها. وفي حال الرغبة في معرفة خطوات الحلّ، وليس الناتج أو الحلّ النهائي للمسألة فقط، يُمكن الضغط على زرّ "حلّ" Solve لإظهار خطوات الحلّ.

أصبحت شرائط الباركود ورموز الاستجابة السريعة QR Codes وسيلة أكثر مرونة وموثوقيّة يُمكن الاستعاضة بها عن كتابة قائمة طويلة من المعلومات على مُلصقات المنتجات المختلفة. لم يعد مُلصق أيّ منتج يتضمّن سوى المعلومات الضروريّة فقط بعدما أصبحت جميع المعلومات عن مختلف أنواع المنتجات متاحة على الإنترنت، ويكفي أن تقوم بمسح رمز الـ QR أو شريط الباركود ضوئيًّا باستخدام كاميرا الهاتف لكي تتمكّن من مُطالعة جميع المعلومات التي تتعلّق بالمُنتج على شبكة الإنترنت بدءًا من محتويات المنتج وحتّى بيانات الشركة المُصنّعة والتراخيص التي حصلت عليها لكي تتمكّن من تسويق منتجها.

وعلى الرغم من وجود الكثير من تطبيقات وأدوات قراءة الباركود، فإنّ عدسة جوجل تُعتبر أكثر الآليّات فاعليّة ومرونة بفضل كونها جُزء من مُحرّك بحث جوجل، وإلى جانب جميع المعلومات السابقة التي تتعلّق بالمُنتج، تستطيع عدسة جوجل مُساعدتك في الوصول إلى الأماكن التي تبيع هذا المنتج، كُل ما عليك فعله هو الضغط على زرّ عدسة جوجل، وتوجيه كاميرا الهاتف نحو الـ QR أو الباركود ثُم الضغط على غالق الكاميرا، وانتظار قراءة الرمز وإظهار النتائج. وإذا كُنت تُريد معرفة المتاجر والأسواق التي تبيع هذا المُنتج وأسعارها يُمكنك ببساطة الضغط على زرّ "التسوّق" Shopping بالأسفل.

تتمثّل إحدى المزايا الاستثنائيّة لأداة عدسة جوجل في قُدرتها على تحليل الصور أو العناصر الممسوحة ضوئيًّا باستخدام الكاميرا لاستخلاص واستخراج الأحرف والعبارات المكتوبة منها بفضل خاصّية التعرف الضوئي على الأحرف (OCR)، وتحويلها إلى نصّ قابل للنسخ واللصق والحفظ في صورة مُستند أو ملفّ نصّي.

لا تنحصر قدرتها في استخراج الأحرف فقط، بل تستطيع استخراج الأرقام كذلك، وهو ما يجعلها قادرة على المُساعدة في إنجاز عدّة مهام، يُمكن الاستفادة من هذه الميزة على سبيل المثال في إضافة جهات اتّصال الهاتف مُباشرةً من بطاقات العمل دون الحاجة إلى إدخال الرقم والاسم يدويًّا إلى تطبيق الهاتف لحفظه في جهات الاتّصال.

يُمكن استخراج النصوص المكتوبة من الصور المحفوظة على الهاتف من خلال تطبيق Google Photos عن طريق عرض الصورة داخل التطبيق والضغط على زر "عدسة" Lens الموجود بالأسفل. ستحدد العدسة النص المكتشف في الصورة، ويمكنك تحديد جزء معين النص الذي ترغب في نسخه، تمامًا كما تفعل مع أي نص في مستند أو صفحة ويب. انقر فوق خيار "نسخ النص" Copy Text، ثم ألصقه في أي مكان تريده. أو إذا كان النص على ورقة أو لافتة أو إعلان فتستطيع فتح عدسة جوجل للتعرف على النص مباشرًة.

 يُمكنك أيضًا الضغط على خيار "ترجمة" Translate من شريط الأدوات الموجود أسفل النصّ لترجمته، أو نسخ النصّ ولصقه في أحد القواميس أو مواقع الترجمة للحصول على ترجمة سريعة له دون الحاجة إلى كتابته يدويًّا بالكامل.

لقد أوضحنا للتوّ كيف يقوم جوجل بدمج بعض الأدوات معًا مثل دمج استخدام أداة عدسة جوجل مع أداة ترجمة جوجل، وبالمثل يقوم جوجل بدمج عدسة جوجل مع أدوات جوجل الأخرى مثل أداة تحويل النصّ المكتوب إلى كلام، والتي يدمجها جوجل بدورها مع أدوات أخرى مثل مُساعد جوجل الافتراضيّ وأداة ترجمة جوجل. في حالة دمج أداة عدسة جوجل مع أداة تحويل النصّ المكتوب إلى كلام، فإنه يُمكّننا من مسح أيّ عنصر أو التقاط أيّ صورة تحتوي على عبارة أو نصّ مكتوب والاستماع إلى محتواها صوتيًّا بدلًا من قراءتها.

كُل ما يتعيّن علينا فعله هو فتح عدسة جوجل ثُم توجيه كاميرا الهاتف إلى العنصر الذي يحتوي النص المطلوب سماعه، ثُم الضغط على زرّ غالق الكاميرا لالتقاط الصورة. سيظهر النصّ مكتوبًا على الشاشة بمُجرد أن يتمّ اكتشافه بحيث يُمكننا الضغط على زرّ "استماع" الذي يظهر أسفل النصّ، وسيعمل جوجل على تحويل النصّ إلى كلام يُمكننه تشغيله وسماعه. يُمكن الاستفادة من هذه الميزة عندما نكون بصدد قراءة كتاب ورقيّ أو مقالة طويلة في صحيفة مطبوعة ونحتاج لإراحة عيوننا لبعض الوقت، كما يُمكن أن تُساعد الأشخاص الذين يتعذّر عليهم القراءة أو يُعانون من ضعف في الإبصار أو مشاكل في الرؤية.

لا تقتصر مزايا وإمكانيّات عدسة جوجل على قُدرتها على استخراج الحروف المطبوعة من الصور المُلتقطة، بل أصبحت تستطيع بفضل أنواع متطوّرة من خوارزميّات التعلّم الآلي استخراج النصوص المكتوبة بخطّ اليدّ من الصور.

أغرت هذه الميزة مطوّري جوجل بتعزيز سُبل الاستفادة من أداة عدسة جوجل بشكل خاص في فكّ طلاسم وصفات الأطبّاء، والتي يستعصي تفسيرها وقراءتها على الأشخاص العاديّين وحتّى بعض الصيادلة في كثير من الأحيان، فعمل المطوّرين على تزويد خوارزميّات جوجل بأسماء جميع الأدوية والعقاقير الطبّية، وعند مسح وصفة طبّية ضوئيًّا باستخدام عدسة جوجل سوف تعمل الأداة على استخلاص الحروف المكتوبة بخطّ اليدّ ثُم تُقارنها بنماذج أسماء الأدوية لديها، قبل أن تُخرج النتائج في صورة نصّ واضح مكتوب على الشاشة قابل للقراءة والنسخ واللصق والحفظ.

هذه الميزة متاحة حاليًا في عدسة جوجل ولكن لا تزال في مراحلها المُبكّرة حيث يحتاج الذكاء الاصطناعيّ للتدرُّب على أعداد هائلة من الوصفات الطبّية قبل أن يصل إلى درجات عالية من الدقّة في إخراج النتائج، وبالتالي لن يكون من الصواب الاعتماد على الأداة أو الاستناد إليها في اتّخاذ أيّ قرارات علاجيّة أو أي إجراءات طبّية تمسّ حياة المرضى ولا تحتمل الخطأ، وقد يقتصر دورها على الاستخدام في عمليّات إدخال البيانات وما شابه كوسيلة مُساعدة فقط عند الحاجة لعمل نُسخ رقميّة في صورة ملفّات نصّية من الوثائق والمُستندات والوصفات الطبّية المكتوبة بخطّ اليدّ.

لا تزال عدسة جوجل تحمل في جُعبتها الكثير من المزايا والاستخدامات المُفيدة والرائعة مثل استخراج العناوين من الصور وفتحها في خرائط جوجل، وفتح الروابط على الهاتف من مُجرّد مسح صورة الرابط باستخدام الكاميرا، والبحث عن معلومات حول الكُتب والأفلام واللوحات الفنّية وأماكن بيعها واستعراض المُراجعات والتقييمات والنقد الفنّي المُتوفّر عنها فقط من خلال مسح صورة غلاف الكتاب أو مُلصق الفيلم أو اللوحة ضوئيًّا بكاميرا الهاتف، والتعرُّف على الأماكن والمباني الهامّة والمعالم الأثريّة، والعثور على تقييمات حول المقاهي والمطاعم وغير ذلك الكثير من الأمور التي يُمكن أن تجعل حياتنا اليوميّة أسهل بشكل واضح. لا تزال هُناك خطوات لتطوير الأداة من قبل جوجل كي تُصبح قادرة على أداء المزيد من المهام في تحديثاتها القادمة.