يستخدم المليارات من الأشخاص حول العالم تطبيق واتساب الذي يسهل تواصلهم مع أحبابهم زملائهم في الدراسة أو العمل سواء عبر المحادثات والمكالمات الخاصة أو من خلال المجموعات "Groups" أو المجتمعات "Communities". بالطبع تتميز المجموعات والمجتمعات بإتاحة التواصل مع أكثر من شخص في وقت واحد. هناك الكثيرون ممن يخلطون بين مجموعات واتساب ومجتمعات واتساب، وغالباً ما يعتقدون أن الثانية مرادفاً للأولى. بما أنهما مختلفان، فما الذي يميز كلاً منهما عن الآخر؟ جئنا في هذه المقالة لتوضيح الفرق بشكل تفصيلي بين مجموعات واتساب ومجتمعات واتساب.
أبرز الاختلافات بين المجموعات والمجتمعات
عدد الأعضاء
في نوفمبر من عام 2022، غيرت واتساب عدد الأعضاء الذين يمكن إضافتهم للمجموعات، حيث يمكنك إضافة ما يصل إلى 1,024 عضواً الآن بعد أن كانوا 254 قبل أن يتم زيادتهم إلى 512 عضواً ومضاعفة الحد الأقصى للضعف، مما يساعد أصحاب الأعمال والاحترافيين على البقاء متصلين. على الجانب الآخر، مجتمع واتساب ميزة توجيهية ووسيلة رائعة لتنظيم المجموعات تحت مظلة واحدة مما يسمح بالوصول لعدد أكبر من الجماهير، ويستطيع المسؤول عن إضافة ما يصل إلى 50 مجموعةً أو 5,000 شخص لمجموعة الإعلان الخاصة به في مجتمع واتساب، وهذا يشترط بالتأكيد إنشاء مجتمع واتساب أولاً.
مشاركة المحتوى
تختلف مجموعات واتساب عن مجتمعات واتساب من حيث مشاركة المحتوى، فيستطيع أعضاء المجموعة إرسال الرسائل والوسائط والتفاعل مع ما يرسله الأعضاء الآخرين وإنشاء استطلاعات الرأي "Polls" وذكر الآخرين "Mention"، أي أن أعضاء المجموعة يستطيعون مشاركة ما يشاؤون إلا إذا قيد المسؤول من نطاق المشاركة. أيضا، تتيح المجموعة فتح نقاشات والتواصل مع بعضهم البعض، كما تتيح للأعضاء التواصل الخاص فيما بينهم أو في المجموعة. أما عن مجتمع واتساب، فالأمر مختلف، فإنشاء مجتمعات واتساب وسيلة لإعطاء التحديثات عبر المجموعات. أيضاً، يتيح مجتمع واتساب للمسؤول إرسال الرسائل في مجموعة الإعلان الخاصة بالمجتمع ليتمكن جميع المشاركين من رؤيتها.
كما لا يستطيع أعضاء المجتمع التفاعل مع الرسائل التي يرسلها المسؤول، ولكنهم يستطيعون الرد عليه عبر الخاص، ولا يمكن لأعضاء المجتمع رؤية الأعضاء الآخرين معهم.
الخصوصية
مع القليل من التعديلات، يمكنك تغيير إعدادات الخصوصية الخاصة بمجموعات واتساب باستثناء بعض الإعدادات التي لا يمكنك تغييرها. على سبيل المثال، إذا قمت بإضافة أعضاء لمجموعة واتساب، فإن أرقام هواتفهم ستكون مرئية لأي عضو آخر في المجموعة سواء كانوا مُسجلين لديهم بجهات الاتصال أو غير مُسجلين، أي أن لهم حرية مطلقة لحفظ أرقام هواتف الأعضاء الآخرين والتواصل مع أي عضو آخر. بمعنى آخر، الأشخاص الغرباء يمكنهم الوصول لرقم هاتفك فقط عبر دخول نفس مجموعتك، فلا خصوصية هنا بالنسبة لرقم هاتفك (عكس تيليجرام).
على الجانب الآخر، تختلف مجتمعات واتساب تماماً بهذا الشأن. بما أن مجتمعات واتساب قد أُنشئت لغرض تنظيمي قوامه إرسال تحديثات للمجموعات، تبقى خصوصية الأعضاء معافاة عبر إخفاء بيانات كل عضو عن الآخرين.
المزايا
تتيح المجموعات لكل عضو بها التواصل والتفاعل مع الأعضاء الآخرين، وكما ذكرنا مُسبقاً، فيستطيع الأعضاء إرسال الوسائط كالصور والفيديوهات والمستندات والموقع وجهات الاتصال في المجموعة. أيضاً، يمكن للأعضاء إعادة توجيه الرساىل للجميع فردياً، بالإضافة لإمكانية عمل استطلاعات للرأي، كما يمكن للأعضاء التفاعل مع الرسائل واختيار أحد الأعضاء للرد عليه، أي أن إنشاء المجموعات غرضه التفاعل المشترك بين أكثر من شخص.
من ناحية أخرى، تكون المزايا محدودة بالنسبة لمجتمعات واتساب، حيث يتم تنبيه الأعضاء فيها يتعلق بأي تنبيهات أو تغييرات داخل المجتمع، ولا يمكن سوى للمسؤول مشاركة المحتوى المتعلق بالصور والفيديوهات والمستندات والموقع وجهات الاتصال. لكن لا توجد إمكانية لإنشاء استطلاعات الرأي، وبالتالي ليست هناك أي وسيلة للأعضاء للتعبير عن رأيهم داخل المجتمع. أما بالنسبة لعدد المسؤولين، فيمكن تعيين أي عدد من المسؤولين بالمجموعات حتى لو وصل عددهم إلى الحد الأقصى الذي يبلغ حالياً 1,024 عضواً، فيما ينخفض الرقم بالمجتمعات إلى 20 مسؤولاً فقط.
مزايا المكالمات
تتيح المجموعات عمل مكالمات صوت وفيديو لما يصل إلى 8 أعضاءً في نفس الوقت، كما أن المحادثات مشفرة تشفير طرف لطراف ومناسبة لعمل اجتماعات صغيرة. أيضاً، يمكن للمستخدمين إرسال الرسائل وإيقاف تشغيل الفيديو، بل وتصغير نافذة الفيديو وتصفح التطبيقات الأخرى بدون إنهاء المكالمة. نعود للمجتمعات، وكما هو الحال مع الرسائل، فلا يمكن لأعضائها إجراء مكالمات الصوت والفيديو، وذلك لأن المجتمعات مخصصة لإيصال رسالة المسؤول للعديد من الأعضاء فلا حاجة لإجراء المكالمات بنوعيها.
في النهاية، ورغم أن المجموعات والمجتمعات قد أُنشئت خصيصاً لتقريب المستخدمين من بعضهم البعض، إلا أن هناك اختلافات بينهم؛ مجموعات واتساب موجهة أكثر للمناقشات والمشاركة المتبادلة، فإن كان الهدف التفاعل مع الأعضاء، فليس أمامك سوى إنشاء مجموعة. على الجانب الآخر، إذا كنت لا ترغب في التفاعل مع الأعضاء سواء مشاركة محتوى أو التفاعل بجميع أشكاله، فمن الأفضل إنشاء مجتمع. الخلاصة أن الأمر متوقف على طريقة استخدامك.