كل ما نعرفه حتى الآن عن روبوت الدردشة Bard من جوجل

كشفت جوجل رسميًا عن روبوت البحث Bard لمنافسة ChatGPT وإليك هنا كل التفاصيل التي تحتاج معرفتها وكيفية تجربة البوت الجديد الآن.
أحدثت برامج الذكاء الاصطناعي موجات انتشار ضخمة خلال السنوات الثلاثة الماضية مثل DALL-E وقدرته على توليد صور لأي شيء تأمره به حرفيًا، و GPT وقدرتها على إنشاء محادثات نصية أشبه بتلك التي يجريها البشر عبر الواتساب للرد على أعقد الإجابات في لحظات معدودة. إمكانيات هذه التكنولوجيا لا تصدق، الأمر الذي أدى لاصطدام عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، مثل جوجل ومايكروسوفت، للتنافس على تبنيها في تحسين كفاءة منتجتهم البرمجية والرقمية. ورغم أن برامج الذكاء الاصطناعي لم تكن ذكية بما فيه الكفاية في بدايتها، إلا أنها تطورت بشكل جنوني جعل البعض يتساءلون ليس عن مدى استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي في سوق العمل فحسب، بل عن مستقبل البشر تحت رحمة الذكاء الاصطناعي خاصةً بعد حادث LaMDA الذي غير من نظرتنا تجاه المستقبل!


تم تحديث المقال بـتاريخ 22 / 3 / 2023

منذ إطلاق GPT-3 أصبح بوت ChatGPT والشركة المطورة OpenAI ذوي صدى واسع يتصدر عناوين الأخبار، ولكن يبدو أن جوجل لديها رأي آخر بهذا الشأن، فقد أعلنت الشركة أنها تعمل على منافس جديد في الساحة اسمه Bard وأنها تختبره بشكل داخلي قبل إطلاقه خلال أسابيع، ثم في مطلع فبراير 2023 ظهر الرئيس التنفيذي لجوجل "ساندر بيتشاي" ليُعلن رسميًا عبر مدونة الشركة عن أداة Bard واصفًا إياها بكونها خدمة محادثة تجريبية بالذكاء الاصطناعي ستجيب على أسئلة المستخدمين وتشارك في محادثات معهم، وأنها تحت الاختبار من قِبل أشخاص موثوقين قبل أن تصبح متاحة لعدد أكبر من المُستخدمين خلال الأسابيع القادمة. وبالفعل، فقد أعلنت جوجل رسميًا عبر مدونة نشرها اثنان من قادة المشروع بالأمس عن فتح باب التسجيل للمزيد من المستخدمين لتجربة روبوت Bard.

سنتعرف فيما يلي على تفاصيل أكثر حول منافس ChatGPT من جوجل مع شرح خُطوات التسجيل في قائمة الانتظار حتى يمكنك الوصول إلى روبوت Bard بشكل مبكر وطريقة استخدامه.

ما هي قدرات بوت Bard ؟



يعمل بوت الدردشة Bard على نحو مماثل لروبوت ChatGPT أو ميزة الدردشة في محرك البحث Bing حيث يأتي بواجهة عادية تسمح بالدردشة مع الذكاء الاصطناعي عبر توجيه الأسئلة والرد عليها. يعتمد البوت على نموذج اللغة الكبير (LLM)، وهو نموذج تعليمي عميق يمكنه معالجة وفهم اللغة الطبيعية على نطاق واسع. على أي حال، وفقًا لما ورد في المنشور الرسمي من جوجل فإن Bard يمثل خدمة يمكن استخدامها "لزيادة الإنتاجية وتنظيم خططك وإشباع فضولك. بوسعك الاستعانة بـ Bard للحصول على نصائح بخصوص هدفك المتمثل في قراءة المزيد من الكتب هذا العام، أو شرح فيزياء الكم بعبارات سهلة، أو تحفيز إبداعك من خلال تحديد منشور لمدونة. لقد تعلمنا الكثير حتى الآن من خلال اختبار Bard، والخطوة الحاسمة التالية في تحسينه هي النظر في ردود الفعل من المزيد من الأشخاص".

حسب الصور المُرفقة بالمدونة والتي تعرض مزايا البوت، يمكن للمستخدم سؤال Bard عن كيفية التخطيط لاستحمام طفل، أو المقارنة بين فيلمين حاصلين على الأوسكار، أو اقتراحات لوجبات العشاء التي يمكن إعدادها عبر مجموعة ما من المكونات. أيضاً، صرح المدير التنفيذي لجوجل بأن بوت Bard يمكن أن يكون منصة للإبداع والانطلاق لتعلم المزيد عن أفضل المهاجمين في كرة القدم الآن، أو الحصول على تدريبات لبناء المهارات. الأهم أن بوت Bard يضرب ببوت ChatGPT عرض الحائط في ميزة تكوين معلومات عبر الإنترنت، أي أنه يستطيع الإجابة عن الأحداث الراهنة بدقة عالية، وهو ما لا يستطيع بوت ChatGPT فعله!

لكن وعلى حساب الملاحظات التي نشرها أولئك الذين جربوا البوت مؤخرًا، فإن Bard ليس دقيقًا في الإجابة عن الأسئلة مقارنًة بمحادثات Bing أو ChatGPT وذلك على الرغم من كونه يستمد الإجابات من نتائج بحث جوجل، لكن يبدو أنه من السهل خداعه للإجابة بشكل خاطئ. جدير بالذكر أيضًا أن جوجل وضعت معايير أخلاقية في النموذج الذي يستند إليه Bard وذلك لضمان عدم الرد بإجابات متهورة أو خروج المحادثة بين المستخدم والذكاء الاصطناعي عن نطاق السيطرة، كما أكدت إنها ستضع حدودًا على عدد التبادلات في الحوار بغرض إبقاء الردود مفيدة ومتعلقة بسياق الموضوع، لكن هذا لن يحد من عدد الدردشات اليومية، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.

بشكل عام، لا يوجد فروقات كبيرة بين Bing أو ChatGPT وبوت Bard، وإن وجدت فروقات سلبية فسيكون ذلك نتيجة اندفاع جوجل للتنافس مع مايكروسوفت، حيث أن الإعلان المفاجئ عن Bird في الشهر الماضي له دلالة واضحة على أن الشركة لم تضع اعتباراً لتطوير منافس لبوت ChatGPT إلا العام الماضي مع إطلاقه، وبرغم أن الأخير ليس ثورياً لهذه الدرجة، إلا أن قرار OpenAI الحكيم بطرحه مجاناً للجمهور سبب في انتشاره بهذا الشكل بالنسبة لنماذج تكوين اللغة الأخرى، وهو ما دفع جوجل للتفكير ملياً حول تأثير ChatGPT وأشباهه في التعليم والعمل والأهم فاعلية محركات البحث.

كيف سنتمكن من استخدام بوت Bard ؟



عندما كشفت جوجل عن Bard لأول مرة في فبراير الماضي، لم تذكر تفاصيل كثيرة بخصوص هذه النقطة، ومن خلال النظر إلى الصور المرفقة في البيان كان واضحًا أن الطريقة لن تختلف كثيراَ عن بوت ChatGPT، سيتوجب عليك بالطبع تسجيل الدخول عبر حساب Gmail كما في باقي خدمات جوجل، ستتمكن من سؤال البوت عن أي معلومة أو أن تطلب منه على سبيل المثال كتابة قصيدة أو مقالةً أو بحث صغير أو قصة قصيرة عبر كتابة سؤالك أو طلبك أو أمرك في خانة مُخصصة لذلك تماماً مثل بوت ChatGPT.

بدا واضحًا من الصور أيضًا أن جوجل تخطط لدمج Bard في محرك البحث، حيث طرح الرئيس التنفيذي للشركة في المدونة مثالاً عملياً لذلك، ألا وهو كتابة سؤال في خانة البحث عما إذا كان تعلم الجيتار أسهل من البيانو أو العكس، وهنا ستظهر لك الإجابة الصحيحة وأسفلها مصادر مثل المقالات والمدونة التي يمكن للمستخدم قراءتها لمعرفة المزيد من التفاصيل والتعمق في استفساراته.


كانت هذه كل المعلومات التي نعرفها حول كيفية استخدام بوت Bard إلى أن أعلنت جوجل في مارس 2023 عن إتاحة الوصول إلى نسخة تجريبية من Bard بشكل حصري من خلال التسجيل في قائمة انتظار، حيث يمكن للمستخدمين التسجيل وحجز دورهم في طابور الانتظار باستخدام حساب جوجل، إلا أن يحصلوا على موافقة بالوصول المبكر إلى Bard.

إذًا، كل ما عليك للتسجيل في الإصدار التجريبي من Bard هو زيارة موقع Bard الرسمي على bard.google.com ثم الضغط على زر "Join Waitlist" للانضمام إلى قائمة الانتظار، وكما أشرنا، سيكون عليك تسجيل الدخول باستخدام حساب Google أولًا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن جوجل لا تسمح لحسابات Google Workspace بالاشتراك في Bard. على الأقل حاليًا، فإذا حاولت سترى رسالة "This Google Account isn’t supported" كذلك لا يمكن التسجيل بالحسابات التي تخص الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

بالإضافة إلى ذلك، تسمح جوجل فقط لحسابات المستخدمين في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة بالاشتراك في Bard حاليًا. تقول جوجل إنها قد تتيح التسجيل في مزيد من البلدان في المستقبل، ولكن إذا لم تستطع الانتظار يمكنك استخدام أي خدمة VPN لتجاوز هذا الشرط وجعل حساب جوجل الخاص بك يبدو وكأنه موجود في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.


بمجرد انضمامك إلى قائمة الانتظار، ستتلقى رسالة You’ve been added to the waitlist عبر البريد الإلكتروني، وعندما يحين دورك لتجربة Bard ستتلقى بريدًا إلكترونيًا آخر بعنوان "It’s your turn to try Bard". ليس من الواضح المدة التي تستغرقها قائمة الانتظار، ولكن في يوم فتح باب التسجيل، 21 مارس 2023، لم يستغرق الأمر سوى بضع ساعات قبل أن تدعو جوجل حسابات المستخدمين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لتجربة الإصدار المبكر من Bard.


على أي حال، عندما تصلك رسالة الموافقة اضغط على زر "Take it for a spin" ليتم توجيهك إلى صفحة البوت حيث يتم عرض البنود وشروط الخصوصية وتراخيص الاستخدام فقم بالموافقة عليها بالضغط على "I agree" ثم ستظهر رسالة أخرى تُخبرك أن Bard مازال في مرحلة الاختبار، اضغط على "Got it" لتوجيهك الواجهة الرئيسية للبوت، والتي تشبه إلى حدٍ ما خدمات الدردشة من جوجل.

في أعلى الصفحة ستجد بعض الأمثلة المختلفة لتجربتها واختبار قدرات Bard أو استخدم حقل الإدخال بالأسفل لكتابة سؤال أو طلب، مع العلم أنه يمكن إملاء الطلب صوتيًا بالضغط على أيقونة الميكروفون، بعدها اضغط Enter  ثم انتظر حتى تحصل على إجابة Bard. لاحظ أنه في نهاية كل إجابة يوجد زر "Google it" والذي يقوم بتوجيه سؤالك إلى محرك البحث لمعرفة مزيد من المعلومات.

———————
كبرى شركات التكنولوجيا تهتم بدمج الذكاء الاصطناعي بمنتجاتها، وكلٍ بطريقته الخاصة!

لم تستثمر مايكروسوفت مليارات الدولارات في شركة OpenAI إلا لتحسين محرك بحث Bing الخاص بها ومنتجات Office الاحترافية عبر دمج بوت ChatGPT. على الجانب الآخر، فرغم أن Google قطعت شوطاً طويلاً وتجارب عميقة لبرامج الذكاء الاصطناعي، إلا أنها لطالما كانت حذرة في الكشف عن أوراقها للعامة وفي أضيق نطاق، ولنا في LaMDA مثال حيث طرحته بتطبيق AI Test Kitchen الذي لم يكن قادراً إلا على تكوين جمل نصية لاستفسارات معينة.

ومع ذلك فإن عمالقة التكنولوجيا حذرون من رد الفعل العنيف ضد برامج الذكاء الاصطناعي غير المُختبرة، فقد ثبت أن نماذج اللغة الكبيرة مثل LaMDA و GPT-3.5 لديها ميول موثقة جداً لتكوين محتوى سام يحض على الكراهية وتأكيد المعلومات الخاطئة بكل ثقة، لدرجة أن أحد الأساتذة شبهها بحثالة المولدات! لهذا فإن نية جوجل لإطلاق بوت Bard تمثل تغييراً لاتجاهها بشأن هذه التكنولوجيا، ولكنها تعد بدمج التعليقات الخارجية للمستخدمين مع اختباراتها الداخلية لتحقق معياراً عالياً من الجودة والأمان والاعتمادية على أرض الواقع.. ربما.
محمد زهير
محمد زهير
تعليقات

احدث المقالات