هل إصدارات ويندوز المقرصنة بهذا السوء حقاً ؟

نوضح هنا بعض الأمور التي تجعلك تعيد التفكير قبل تنزيل نسخة ويندوز مقرصنة أو تفعيلها بأدوات مجهولة المصدر.
يعتبر البعض أن شراء نسخة ويندوز الاصلية (مرخصة) هي مضيعةٌ للمال، عداك عن التنمر الذي ربما ستتعرض إليه في حال اخبارك لأحد أصدقائك بأنك قمت بشراء نسخة ويندوز الاصلية، حيث ستتهم بالتبذير وسوء التدبير وأن استخدامك للكمبيوتر لا يتعدى كتابة تعليق على منشور فيس بوك؛ كيف لا! وأنت حتى لا تستطيع قرصنة مجرد نسخة ويندوز! بينما يستطيع أخيه – الذي لم يدخل الابتدائية بعد – قرصنة كل إصدارات ويندوز ليس هذا وحسب وإنما تكريك حتى برامج اوفيس! 

نعم الأمر بهذه السهولة لكن ضروري ان تعلم ان استخدامك لنسخة ويندوز غير مفعلة أفضل بكثيرٍ من قرصنتها، ستسألني لماذا ؟ والإجابة لا يمكن حصرها في بضعة أسطر بل دعني أفسر لك كل الامور التي تجعلك تعيد التفكير قبل تنزيل نسخة ويندوز مقرصنة من الانترنت أو قرصنتها بنفسك بواسطة الأدوات مجهولة المصدر المنتشرة على الإنترنت.


المخاطرة بعدم تلقي تحديثات أبداً



صحيح أن تحديثات ويندوز الدورية بالنسبة للكثيرين مجرد رفاهية وأنها تستهلك حجم تخزين وانترنت، بل حتى أن فيديوهات "كيفية تعطيل تحديثات ويندوز التلقائية" على اليوتيوب بكل اللغات تعتبر من فئة الأكثر مشاهدة! إلا أن الحقيقة مختلفة تماماً. عند إيقاف التحديثات يعني قطع صلتك مع ويندوز بما في ذلك معالجة المشاكل المكتشفة وسد الثغرات الأمنية وعدم الحصول على الميزات الجديدة، وهو أمر لا تتمنى حدوثه في ذلك الوقت تحديدًا في ظل الحرب الدائرة بين مطوري ويندوز والقراصنة الذين يستغلون أي ثغرة لاختراق ويندوز بينما يهرع المطورون لإغلاقها عبر تحديث النظام.

تحديثات ويندوز ليست عبارة عن استهلاكٍ عشوائي لوحدة التخزين والانترنت وإنما بمثابة صيانة دورية للنظام مع إمكانية تقديم ميزات مهمة جديدة لتعزيز تجربة العمل على الكمبيوتر وهو ما قد لا تحظى به أبداً في حال اكتشاف مايكروسوفت بأنك تستخدم نسخة ويندوز غير أصلية، أي تستطيع بالفعل استخدام نسخة مقرصنة الآن وستستلم التحديثات بشكل طبيعي لكنك تخاطر بحظر وصول جهازك إلى سيرفرات مايكروسوفت لتنزيل التحديثات الجديدة عبر خدمة Windows Update في حال تبين لدى الشركة ان النسخة المستخدمة مقرصنة.


النسخة المقرصنة تخفض مستوى الامان لملفاتك



تكلمنا سابقاً عن مخاطر توقف التحديثات بشكلٍ عام ولكن ماذا عن التحديثات الأمنية والتي بإيقافها ستحول جهازك من كمبيوتر شخصي إلى سفينة تعج بالقراصنة. حسنًا، يبدو الأمر مبالغًا فيه فلا نقصد أن جهازك سيصبح محمية للقراصنة وفيروسات الفدية أو اسطبل لأحصنة طروادة الآن، إلا أنه من المحتمل جداً أن يصبح كذلك في حال عدم تلقيه تحديثات الأمان.

طبعاً ستقول أنك لست الوحيد وأن هناك مئات الملايين الذين يستخدمون نسخ ويندوز غير أصلية وان الكمبيوتر الخاص بك ليس متحف اللوفر ولا يحوي لوحة الموناليزا حتى يتهافت القراصنة إليه، وسأجيبك بان القرصنة تتم بشكلٍ عشوائي وعلى نطاق ضخم لا لجهازٍ بعينه تماماً كالذبابة التي تفرك يديها شغفاً في حال رؤيتها لنوافذٍ مفتوحة بغض النظر عن أنها نوافذ مكتب، منزل، متحف او حتى بيتٍ مهجور.

وإلى جانب ان الهجمات عشوائية، يمكن للموقع الذي قمت بتنزيل النسخة المقرصنة منه تضمين برامج خبيثة في ملف التثبيت. على هذا النحو، فأنت تفتح بابًا لتسلل الفيروسات إلى ملفاتك وهذه مخاطرة لا يمكنك تحملها وحدك بدون دعم مايكروسوفت فلا تتوقع أن تقوم الشركة بدعم العملاء بعد سرقة أحد منتجاتها، ما يعني أنه عليك خوض المعركة بنفسك وغالبًا سينتهي بك الحال إعادة تثبيت نسخة ويندوز جديدة أصلية.


قد تسبب انخفاضًا في الأداء


جميع ما سبق مجرد احتمالات لما قد تحمله النسخ المقرصنة من ويندوز، لكن الشيء المؤكد انه في حال قمت بتثبيت نسخة مقرصنة على جهازك لن تحصل على أقصى أداء، إن لم يكن بسبب التعديلات التي قام بها الموقع أو المنتدى الذي حملت منه النسخة والتي قد تزيد من عبء استهلاك النظام لموارد الكمبيوتر، فقد يكون أيضًا بسبب تضمين برمجيات خبيثة تستهلك هذه الموارد لصالح تعدين العملات الرقمية.


الكم الهائل من المعدنين الرقميين في هذا الوقت لم يتسبب في رفع أسعار كروت الشاشة وحسب، وإنما أيضًا تهديد أمان الأجهزة المتصلة بالإنترنت من خلال زرع برمجيات تعرف باسم "Cryptojacking" وهي عبارة عن ملفات VBScript صغيرة الحجم تحتوي أكواد برمجية بمجرد تنفيذها، دون علم صاحب الجهاز، يصبح الكمبيوتر جزء من مزرعة تعدين كبيرة. حينئذ تتحمل موارد الكمبيوتر العبء المفرط طوال فترة الاستخدام مما يؤدي إلى ضعف أدائه.

يسهل التجسس عليك



تأتي النسخ المقرصنة من ويندوز مفعلة مُسبقًا، ولهذا قمت بتنزيلها على الأرجح، لكن هل يعني ذلك ان السريال المستخدم لتفعيل النسخة مُسجل على خوادم تنشيط ويندوز لدى مايكروسوفت ؟ كلا، تأتي هذه النسخ مفعّلة بمفاتيح مزورة متصلة بخادم غير معروف وربما يستهدف التجسس على المستخدمين بما في ذلك تحميله لبياناتٍ هامة ربما قد أدخلتها والتي من الممكن جداً أن تساوي أضعافاً مضاعفة لثمن تنشيط ويندوز بسيريال أصلي.

ولا نقصد هنا فقط النسخ المقرصنة التي تقوم بتنزيلها جاهزة من المنتديات والمواقع، بل حتى البرامج التي تدعي قيامها بتنشيط نسخة ويندوز الأصلية مجانًا، فبمجرد الضغط على زر بدء التنشيط يتم ادخال أوامر خلف الكواليس لا تعلم عنها شيء، وربما لن تتسبب في أي أضرار حاليًا لكن مستقبلاً قد تضغك في مشكلة خطيرة إذا لم تكن على دراية بما يحدث في الخلفية.

ختامًا: من السهل جداً تكريك الويندوز، من الأسهل أيضاً التجسس على جهاز كمبيوتر يعمل بنسخة ويندوز "مزورة". النسخ المقرصنة تعتبر الحل الشائع فيما مضى إلا أن الاخطار التي من الوارد أن تسبب فيها ستكلفك أكثر بكثير من استخدامك لنسخة مفعلة بسيريال أصلي، خاصًة وان هناك العديد من المتاجر الموثوقة تبيع سيريالات أصلية بسعرٍ زهيدٍ، وربما أن علامة التذكير بتنشيط ويندوز المائية والتي تظهر في حال عدم تنشيط ويندوز أفضل بكثيرٍ من رسالة تظهر على شاشة جهازك تنبهك إلى نجاح اختراق جهازك!
علاء الدين مهايني
علاء الدين مهايني
كاتب روائي دمشقي، حائز على دبلوم تقاني حاسوب، لدي اهتمامات بالتكنولوجيا الرقمية ومجالاتها المتشعبة.
تعليقات

احدث المقالات