لهذه الأسباب، أوبونتو أفضل توزيعة للوافدين الجدد الى لينكس

نذكر أهم الأسباب التي تجعل أوبونتو التوزيعة المثالية لأي شخص يريد تجربة "لينكس" لأول مرة.
يتميز نظام لينكس "Linux" عن غيره من أنظمة تشغيل الحاسوب، بالتوزيعات المتعددة التي تُلبي مختلف الاستخدامات، فهناك أكثر من ألف توزيعة مبنية على كود لينكس متاحة للتثبيت مجانًا على أجهزة الكمبيوتر بمختلف أشكالها، مواصفاتها، وأيضًا اسعارها. لكن من بين كل هذه التوزيعات المتوفرة على الساحة، هناك توزيعة واحدة أثبتت جدارتها بأن تكون "توزيعة لينكس الرئيسية" بحيث تناسب كلًا من الوافدون الجدد وحتى المحترفين في التعامل مع نظام لينكس. نتحدث طبعًا عن توزيعة "أوبونتو" Ubuntu المرنة والمجانية وذات الواجهة سهلة الاستخدام، وفي هذا المقال نذكر أهم الأسباب التي تجعلها التوزيعة المثالية لأي شخص يريد تجربة "لينكس" بعيدًا عن الأنظمة الشائعة الأخرى كالويندوز وماك آو إس.


سهولة التثبيت والبداية المألوفة


على عكس أغلب توزيعات لينكس التي تفرض على المستخدم تثبيت النظام بشكل فعلي على الكمبيوتر لتجربته، أو تجعل عملية التثبيت نفسها معقدة وتعتمد على الأوامر الكتابية مثل توزيعة Arch Linux وGentoo فكلاهما لا يتيحان عملية التثبيت عبر واجهة رسومية يُستخدم فيها الماوس لضبط الإعدادات الأولية، وبالتالي لا يوصى بها عادًة لأي وافد جديد لعالم لينكس. جاء نظام اوبنتو لتغير نظرة الناس لنظام لينكس وانه معقد ويحتاج محترفين أو مُبرمجين عباقرة!


إذا قررت الدخول لعالم لينكس فإن توزيعة Ubuntu خير بداية، حيث لا تفرض عليك تثبيت النظام على جهازك اولًا، بل تمنحك فرصة تجربته والتعرف على بيئة النظام وآلية التعامل معه مباشرًة من فلاشة USB والمّحمل عليها ملفات النسخة. إن أعجبتك، يمكنك الشروع في تثبيته كنظام أساسي للكمبيوتر وهي عملية لن تستغرق أكثر من 20 دقيقة بفضل الواجهة الرسومية البسيطة والمألوفة لمتابعة خطوات التثبيت، لن تحتاج إلى كتابة أي أكواد برمجية فكل خُطوة يسهل فهمها وتجاوزها حتى لو كنت مبتدئ. وإن لم تنال التجربة اعجابك أو تفكر في تثبيت النسخة لاحقًا، يمكنك بسهولة الرجوع للنظام السابق كأن لم يحدث شيء!

حسنًا، هل تريد خوض التجربة الآن!؟ الأمر بسيط للغاية، فقط توجه إلى الموقع الرسمي للتوزيعة وحمل أحدث نسخة Ubuntu وهو عبارة عن ملف ISO حجمه حوالي 3.5 جيجابايت. بعد اكتمال التنزيل وصل فلاشة ميموري USB بحجم 4 جيجابايت على الأقل ثم استخدام برنامج مثل Refus لاستخراج ملفات النسخة وتخزينها بالشكل الصحيح على الفلاشة. فور الانتهاء، قم بالولوج إلى شاشة الـ BIOS لتغيير إعدادات الإقلاع (Boot) بحيث يتم الاقلاع للفلاشة بدلًا من الهارد الداخلي.

فور الاقلاع إلى الفلاش ميموري، ستظهر أمامك نافذة الترحيب بنظام Ubuntu حيث تقوم باختيار اللغة ثم تحدد ما إذا أردت تجربة النظام اولًا دون تثبيت، وهو الخيار الذي ننصح به باعتبارها أول تجربة لك مع التوزيعة، فأضغط على "Try Ubuntu" ويمكنك بعدها التجول في كافة أركان النظام وتجربة مميزاته واختبار التطبيقات…إلخ. بعد انتهاء التجربة يمكنك النقر على ملف Install Ubuntu على السطح المكتب للدخول في مراحل تثبيت النظام بشكل فعلي على الكمبيوتر، أو قم بالخروج من النظام بالضغط على خيار "Shutdown" لتعود إلى النظام السابق.


فكرة تجربة النظام قبل تثبيته عمومًا فكرة رائعة وتقدمها توزيعة Ubuntu بأفضل شكل ممكن مقارًنة بالتوزيعات الأخرى، وهذا كفيل بأن يجعلها الأفضل للوافدين الجدد إلى نظام لينكس، لكن دعونا نسرد بعض الأسباب الاخرى أيضًا.


استقرار الأداء، مهما بلغ ضعف مكونات الكمبيوتر!


بشكل مُثير للدهشة، إذا ثبت توزيعة Ubuntu على كمبيوتر عمره 10 سنوات سيعمل بنفس الأداء تقريبًا كما لو كان مُثبتًا على كمبيوتر حديث العهد، مزودًا بأقوى المواصفات. هذه الجاهزية تقصف الفكرة العالقة بأذهان البعض بأن نظام لينكس بطيء ومعقد ويحتاج إلى تدخل من المستخدم لحل أغلب المشاكل عن طريق سطر أوامر. لذا يعُد استقرار الأداء سبب رئيسي لكون Ubuntu خيار مثالي للوافدين الجدد إلى عالم لينكس.

فور تخطيك لمرحلة التثبيت، كل ما عليك فعله هو التحقق من التحديثات الجديدة المتوفرة للنظام للحصول على أفضل تجربة ممكنة، هذا كل شيء. يمكنك بعدها تثبيت برامجك وضمان عملها دون أخطاء أو مشاكل، ويعود الفضل في ذلك إلى الكم الهائل من الاختبارات التي يجريها المطورون على الإصدارات الحديثة من Ubuntu قبل إطلاقها للعامة بشكل رسمي للاطمئنان أن كل شيء يعمل بسلاسة كما يتوقع المستخدمون.


علاوًة على ما سبق، تتميز توزيعة Ubuntu بتحديثاتها الدورية وفقًا لجدول زمني محدد بحيث يمكن للمستخدم التأكد من حصوله على مميزات جديدة كل ستة أشهر مع التحديثات الضمنية، وفي حال قمت بتثبيت إصدار LTS من توزيعة Ubuntu فستحصل على دعم لمدة عامين من التحديثات وهو ما يضمن الحفاظ على استقرار الأداء لفترة طويلة.

لاحظ أن استقرار الأداء هنا غير مرتبط فقط بتحديثات النظام أو عدم تشكيله عبء على موارد الكمبيوتر، بل يرتبط كذلك بدعم تعريفات الهاردوير لمكونات الجهاز الرئيسية مثل كرت الشاشة والصوت والشبكة، إلخ. فبعد تثبيت Ubuntu على اللابتوب أو حاسوبك المكتبي، سيتعرف النظام تلقائيًا على المكونات المتصلة به ويبدأ في تثبيت التعريفات المتوافقة معها حتى يتأكد من عملها بأفضل أداء، وهو ما لا تجده في أي توزيعة أخرى من توزيعات لينكس.


مشاكل الهاردوير بشكل عام هي أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الضجر من لينكس وعودة المستخدمين إلى الويندوز أو ماك آو إس. تتفهم شركة "كانونيكال" (المسؤولة عن تطوير أوبونتو) هذه المعضلة وعملت لسنوات على حلها من خلال التعاون مع شركات مثل انتل وانفيديا وAMD وRealtek لتوفير إصدارات متوافقة من تعريفات الأجهزة مع توزيعة Ubuntu للعمل بسلاسة على أي كمبيوتر.

كل ما سبق يعزز اختيار توزيعة Ubuntu لأي شخص يريد أن يبدأ صفحة جديدة مع نظام لينكس، فالأداء المحُسّن، وهو عامل مهم في اختيار نظام التشغيل، شيء مفروغ منه بالنسبة لأوبونتو!

قلة الأخطاء وسهولة الوصول إلى مبتغاك


جميع أنظمة التشغيل لا تخلو من المشاكل، كذلك توزيعات لينكس، فمهما بلغ الأداء المستقر سيظل واردًا ان يظهر لك خطأ أو تحدث مشكلة أثناء التعامل مع النظام. لكن سهولة حل هذه المشاكل هو ما يفرق بين سهولة استخدام كل توزيعة عن الأخرى. على سبيل المثال، في توزيعة Arch Linux إذا واجهتك مشكلة حتى لو بسيطة، سيتوجب عليك إجراء عشرات من عمليات البحث على الانترنت لمعرفة طريقة إصلاحها وهذا ناتج عن النهج المتبع في تطوير التوزيعة وأنها اصلًا غير موجهة للمستخدم المبتدئ.

في المقابل، نجد معظم المشاكل الخاصة بتوزيعة Ubuntu لا تتطلب تدخل من المستخدم لحلها، فأنت لن تحتاج إلى صيانتها باستمرار ولن تحمل هم تصحيح الأخطاء وتضيع الوقت عليها في كل وقت وحين. فقط استرخ ودع التوزيعة تقوم بإصلاح كل شيء بدلًا عنك خلف الكواليس.


علاوًة على ذلك، الواجهة الرسومية لـ Ubuntu مباشرة وصريحة للغاية، بمعنى أن تعديل أي شيء في النظام لن يحتاج منك البحث اولًا على الإنترنت بل يمكنك فقط الولوج إلى تطبيق System Settings لتجد جميع الإعدادات معروضة بشكل منظم ولا يحتاج إلى فلسفة كبيرة. تريد تغيير مظهر "الديسكتوب" خاصتك؟ هناك جزء مخصص لذلك في الإعدادات، تريد أن تغير لون أو حجم الخط؟ أكيد، لم تنس إعدادات التوزيعة تلك الأمور فيبدو وأنه نظام ويندوز لكن مع ثيم (Theme) مختلف!

البداية مع توزيعة Ubuntu سهلة لأن تصميمها في الأساس مبني على خلق بيئة عمل مناسبة لكل فئات المستخدمين، مبتدئ أو محترف.

أوبونتو يمثل واجهة لينكس للبرامج المحتكرة


توزيعة Ubuntu هي أحد أشهر توزيعات لينكس على الإطلاق، ولهذا السبب عندما يريد المطورون توسيع برامجهم للعمل على منصات متعددة من أجهزة الكمبيوتر، إلى جانب ويندوز وماك، فغالبًا ما يقوموا باختيار Ubuntu كواجهة لنظام لينكس وتطوير البرامج المتوافقة معه. ترغب الكثير من الشركات في تطوير واختبار برامجها المحتكرة على توزيعة أوبونتو؛ أشهر الأمثلة على تلك البرامج سنراها تتجسد في Nvidia ومتجر الألعاب Steam.


إذا اطلعت على صفحة الدعم الخاصة بـ Steam على لينكس، فسترى أنها تدعم نسخًا محددة فقط من أوبونتو. وعلى الرغم من إمكانية تشغيل متجر الألعاب هذا على توزيعات أخرى، إلا أن قلة أخطاء أوبونتو تجعلها خيارًا مفضلًا. هذه الميزة مفصلية بالنسبة للاعبين الذين لا يرضون سوى بمتجر Steam؛ اختيارك لنظام آخر لا يدعم هذا المتجر أو غيره سيمثل أمامك عائقًا كبيرًا.

صحيح نظام لينكس عمومًا ليس الأفضل فيما يتعلق بتشغيل ألعاب الفيديو، ولكن توزيعة أوبونتو تحرص على تطوير بنية النظام باستمرار لتوفير البيئة اللازمة لتشغيل اي لعبة بدون مشاكل، فإذا رغبت في اللعب على نظام لينكس، فلن تجد أفضل من توزيعة أوبنتو لتحقيق مبتغاك.


في السياق نفسه، عندما تنتقل إلى توزيعة أوبونتو ستجد أغلب برامجك المفضلة التي تحتاجها في عملك قابلة للتثبيت والاستخدام دون أي متاعب، والمقصود هنا أنك لا تضطر لاستخدام الـ Terminal من أجل تثبيت البرامج عن طريق استخدام الأكواد الخاصة بالبرامج لكي تُثبت، فهناك متجر تطبيقات خاص بالتوزيعة يُسمى "Ubuntu Software Center" يحتوي الآف البرامج التي يمكن تثبيتها بضغطة زر!

سهولة الحصول على دعم أو مساعدة


إذا كنت تستخدم أوبونتو استخدامًا منتظمًا، أي دون العبث بملفات النظام أو تثبيت برامج مجهولة المصدر اجباريًا فبالتأكيد ستحظى بتجربة هادئة تخلو من المتاعب والمشاكل. ومع ذلك، في أي وقت إذا واجهت معضلة خلال التعامل مع التوزيعة فإن الحل دائمًا متوفر من خلال منتدى المساعدة في التوزيعة أو كما يُسمى "Ask Ubuntu Forum" حيث تستطيع أن تبحث عن مشكلتك، أو تسأل عنها وستجد حلها بكل بساطة.


تتميز معظم توزيعات لينكس بهذا الأمر "توفير المساعدة والدعم عند الحاجة" لكن التجربة تختلف مع توزيعة أوبونتو لأن الحلول الرسمية للمشاكل الشائعة دائمًا فعالة وغير عشوائية أو فوضوية. لحسن الحظ أنك ستستخدم توزيعة ليست عُرضة للمشاكل الكثيرة اصلًا، ولكن من الأفضل لك كمستخدم أن تجد مصدرًا موثوقًا تعتمد عليه إذا تعرض نظام التشغيل الذي تستخدمه لأي نوع من الأخطاء – وهو ما تراعيه Ubuntu جيدًا.

توزيعة أوبونتو مجانية بشكل كلي



اخيرًا وليس اخراً، تأتي توزيعة Ubuntu بشكل مجاني مدى الحياة، دون الحاجة إلى شراء نسخة تجريبية أو شيء من هذا القبيل. يمكنك تثبيت التوزيعة والاستمتاع بها على عدد غير محدود من الحواسيب الشخصية دون أن تدفع فلسًا واحدًا، وهذا ما لا نجده في معظم الأنظمة، وبالأخص نظام الويندوز الذي يتخطى سعره المئة دولار. علمًا أن شركة "كانونيكال" توفر كذلك توزيعة أوبونتو باشتراك مدفوع "Ubuntu Advantage" والتي تهدف إلى توفير ميزات وخواص أكثر شمولًا للمؤسسات التجارية.

هل ننصحك بتوزيعة أوبونتو ؟ إن لم يكن الجواب واضحًا، ولم تقنعك المميزات بالأعلى، فأود أن أنصحك فقط بتجربتها. لن تخسر شيئًا؛ التوزيعة مجانية، وسريعة، وعملية، وأنيقة. فقط جرب ومن ثمَّ اتخذ قرارك، وأنا متأكد أنك ستعتمدها كنظامك الأساسي.
أحمد صفوت صلاح الدين
أحمد صفوت صلاح الدين
كاتب محتوى تقني وصحفي علمي، لي مساهمات عدة في مواقع عربية مختلفة مثل أراجيك، وإضاءات. أهوى الكتابة عمومًا وأريد أن أصنع فارقًا.
تعليقات

احدث المقالات