لماذا يجب التخلص من هاتفك الاندرويد القديم أو إعادة استخدامه؟

إذا كنت تحتفظ بجوالك القديم الذي يعمل بنظام اندرويد، فهنا بعض الأسباب المقنعة التي قد تدفعك للتخلص منه الآن.
الكثير منا يحتفظ بهواتفه القديمة لأسبابٍ عدة، منها ثقافة الحرص المشهور بها وطننا العربي، أو أن يكون للهاتف ذكرى حميمة، هدية نجاحٍ او بمناسبة خطوبة، وربما قد يكون أول هاتفٍ حصلت عليه ويحوي الكثير من الذكريات والصور. وعلى ذكر الصور، فالغالبية العظمى في وطننا العربي الجميل، تحتفظ بهواتفها القديمة خشيةً من أن يقع الجهاز بيد عديم ضمير يسترجع الملفات ومن ثم يستولي عليها، أياً كان السبب وراء احتفاظك بهاتفك القديم، ربما قد حان الوقت لإعادة التفكير بفكرة "التخلص من هواتفك القديمة".

صحيحٌ أن البعض يصرون على فكرة متانة الأجهزةِ القديمة، وأنها ما زالت تصلح للاستعمال ليس للاتصال وحسب، وإنما استخداماتٍ أمنية كـ كاميرا مراقبةٍ للطفل، أو بتثبيت الجوال على احدى نوافذ السيارة لغرض التعقب والمراقبة، أو لا هذا ولا ذاك، مجرد إطارٍ لصورة في حال كانت شاشة هاتفك كبيرة بعض الشيء، ولكن على الجانب الآخر، هناك البعض الآخر الذي يصر على الاحتفاظ بأجهزة الجوال دون أي استخدام، مجرد حجمٍ إضافي في درج الخزانة ومسكنٌ مثاليٌ للغبار!


عداك عن كل ذلك يمكن أن يكون احتفاظك بجوالك القديم مجرد خطأ! كيف هذا ؟ اسمح لي بالسطور القادمة أن أشرح لك.

إذا تخلى تطبيق واتس أب عن هاتفك الاندرويد القديم، فلماذا أنت مصرٌ على أن تحتفظ به ؟!

نعلم ان كبرى الشركات المختصة بتطبيقات الجوال وأغلبها أوقفت دعمها عن إصدارات أندرويد القديمة بما فيهم واتساب، تطبيق المراسلة الأشهر والذي كان سبباً يوماً ما لاقتناء هواتف الاندرويد، معللةً ذلك بعدم استيعاب أنظمة أندرويد القديمة – 4.0.4 وما دون – التحديثات الجديدة، عدى عن أنها تشكل عبء كبير على سيرفرات التطبيق، ففي حال أن حتى تطبيق واتس اب تخلى عن جوالك، فلماذا تحتفظ أنت به ؟

تقنياً، هواتف أندرويد القديمة غير آمنة للاستخدام



وذلك لعدم تلقي تلك الأجهزة التحديثات الدورية بما فيها الأمنية، وربما قد تظن أن التحديثات تلك لا فائدة منها، إلا أنها في حقيقة الأمر مهمة جداً لمنع أي استغلالٍ لنقطة ضعفٍ بالنظام بما فيها الثغرات الأمنية والهجمات، كما أنه باحتفاظك بإرث أندرويد القديم قد تحرم نفسك من مستقبل أندرويد الواعد، ناهيك عن تعرض خصوصيتك للخطر، وهذا ما لا ترغب به أبداً.

حتى أشهر هواتف أندرويد المعروف عنها استقبال تحديثات رئيسية للنظام اولًا بأول مثل جوجل بيكسل وسامسونج جالاكسي نوت أو إس، فبالتأكيد لن تستمر طويلًا في استلام التحديثات حتى يأتي يوم وتتجاهلها الشركة المصنعة تمامًا، ما يعني رفع الدعم الأمني عنها لتصبح حقل اختبار للقراصنة.


هواتف أندرويد لم تصنع من أجل ان تتوارثها الأجيال!


في حين أن بعض الأجهزة الكهربائية تعتبر من السلع المعمرة كالثلاجة مثلاً، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على الهاتف النقال، ليس بسبب عدم مواكبته للعصر وحسب، وإنما آلية تصنيعه وعمره الافتراضي القصير نسبياً – أقصر حتى من عمر أرنب – أي ما بين ثلاثة وسبع سنوات في أحسن الأحوال، وهو العمر التي تستمر به الشركات المصنعة تقديم الدعم للنظام، لا يعني هذا أن جهازك سيتلف، ولكن بعض القطع ستكون عرضة للخطر أهمها البطارية والتي ستتدهور مع مرور الزمن، قد تتورم أحيانًا وبالا خرى قد تنفجر ومن يعلم ربما تكون سبباً ضئيلاً بنشوب حريق.


ستقول أنك تستطيع تلافي الأمر بإبقاء البطارية مشحونة بنسبة 40% دائماً، أو تزيلها من الجوال تماماً في حال أردت تخزينه. نظرياً الأمر ممكن، ولكن على أرض الواقع معظم الأجهزة القديمة تعتبر وجبة مفضلة للغبار، أياً كانت وجهة نظرك، هل يستحق جوالك غير المستخدم كل هذا العناء من أجل الاحتفاظ به ؟ إذا كان جوابك لا فدعني ارشدك على طريقة آمنة لتتخلص من جوالك القديم.

كيف أتخلص بأمان من هاتفي القديم ؟


كما ذكرنا واحدة من أهم أسباب الاحتفاظ بالجوالات القديمة هو خشيتنا من أن يقع الجهاز بيد عديم ضمير يسترجع المعلومات والصور، طبعاً لك كل الحق في مخاوفك، إلا أنه ولحسن الحظ هناك طرق عديدة تسمح بحذف الصور والفيديوهات إلى غير رجعة تستطيع الاطلاع عليها من مقالنا "مسح الصور أو الفيديوهات بلا رجعة" ثم بعد ذلك لك حرية الخيار في بيعه كجهازٍ مستعمل مما يعني كسب بعض النقود التي لم تكن بالحسبان، أو التبرع به لأحدٍ ما يحتاجه. المهم ان لا ينتهي الأمر بالجوال القديم في سلة مهملاتٍ عادية خصوصاً وانه كان في احد الأيام صديقنا العزيز.



خاتمة: واحدة من أسباب احتفاظنا بجوالاتنا القديمة هو العامل المادي، إلا أن هذا العامل أيضاً سببٌ مباشر للتخلي عنه في حال كنا نستخدمه، لسببٍ بسيط، وهو ان قيمته المادية ستتراجع مع مرور الزمن مثله مثل أي جهاز الكتروني آخر، لذا ربما هذا هو الوقت المناسب لبيع جوالك القديم، واستبداله بآخر من شأنهِ أن يكون أكثر إنتاجية لك خصوصاً أن الجوال لم يبقى مجرد وسيلة اتصال وإنما نافذتك نحو العالم الكبير.
علاء الدين مهايني
علاء الدين مهايني
كاتب روائي دمشقي، حائز على دبلوم تقاني حاسوب، لدي اهتمامات بالتكنولوجيا الرقمية ومجالاتها المتشعبة.
تعليقات

احدث المقالات