هل حقًا معالج سداسي النواة أفضل للألعاب من آخر ثماني النواة؟

في عالم الألعاب، الأعلى ليس دائمًا الأفضل، وينطبق ذلك أحياناً على المعالجات. لذا دعونا نوضح لماذا يفضل الجيمرز المعالج سداسي على آخر ثماني النواة.
يسعى مُحبي ألعاب الفيديو «الجيمرز» من حول العالم لامتلاك كارت شاشةٍ خرافي، ومعالجٍ جبار، بغية اشباع شغفهم التقني من جهة، وكسرٍ أنف أي لعبةٍ تحاول إذلال جهاز الكمبيوتر الخاص بهم من جهةٍ أخرى، تماماً كحال الدول في سباقها للتسلح النووي.. ولكن على نطاقٍ أضيق! معالجٌ وحش، ذاكرة رام، كارت شاشة RTX، ولا شيء آخر يهم؛ فقط اضغط على «إنتر» وانطلق، وبما أن حديثنا يدور حول الجيمرز وعتاد أجهزة الكمبيوتر التي تندرج تحت فئة "الجيمنج"، فلا بد لنا أولاً من الإجابة على السؤال شائع وهم: أي معالجٍ للألعاب هو الأفضل ؟


إذا اعتمدنا على نتائج أحدث استطلاع قامت به منصة Steam الغنية عن التعريف، فسنجد أن المعالج سداسي النواة، هو المعالج الأكثر شعبية بين الجيمرز في كل أنحاء العالم بنسبة تقارب 35%، بينما يحتل المعالج رباعي النواة من Intel و AMD المركز الثاني بنسبة تقارب 34% ويبقى المركز الثالث من نصيب المعالج ثماني النواة بنسبة تقارب 18% من مستخدمي منصة Steam الحاليين.


طبعاً تفرد المعالج السداسي النواة بالصدارة لم يكن طفرة، فقد ارتفع بنسبة 1.19 نقطة خلال شهر فبراير (شباط) الفائت وهي النسبة الأعلى على الاطلاق منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي. حينها كانت الصدارة في ذلك الوقت من نصيب المعالجات رباعية النواة بنسبة سوقية قاربت 37% مقابل 32% للمعالج سداسي النواة، إلا أن هذا التفوق لم يدم طويلاً، فقد صعد المعالج السداسي النواة بشكل ملحوظ على حساب بقية المعالجات خماسي وثلاثي وثنائي النواة وبلغ الذروة في آذار الفائت مما يجعلنا نطرح سؤالاً آخر مهم:

هل المعالج سداسي النواة يقدم أداء أفضل في الألعاب في عامنا الحالي وحتى القادم ؟ ستفاجئ بأن الجواب نعم، بسبب جزئية مهمة سأشرحها بالتفصيل فيما يلي، مع العلم أن المعالجات ذات الأربع أنوية ما زلت تحتفظ بالمرتبة الثانية، مما يعني قدرتها على تشغيل الكثير من الألعاب وليس كلها، إلا أن الفارق يصبح كبيراً بين المعالج السداسي وثماني النواة لذا نجد شريحة كبيرة من الجيمرز تميل إلى المعالج سداسي النواة أكثر من الآخر ثماني النواة — لماذا ؟

ببساطة عدد النواة ليس بمعيارٍ قياسي يُمكنك من الحكم على مستوى أداء المعالج بالنسبة للألعاب، حيث أن هناك أمور أخرى يجب مراعاتها للبت بهذه المسألة، وقد تظن أن المعالج ثماني النواة أفضل من السداسي ولكن في عالم المعالجات لا يوجد ما يُسمى بـ "أفضل معالج" وقد تستغرب من أن المعالج رباعي النواة قد يتفوق على المعالج السداسي والثماني ببعض الأحيان، إذ أن عدد النواة يشير إلى مدى سرعة انهاء المهمة فقط، أي ان المعالج ثماني النواة أفضل من السداسي من حيث السرعة ولكن بالنسبة للجيمرز هناك أمورٌ مهمة منها قدرة الاستفادة القصوى والسعر.


قدرة الاستفادة القصوى! ماذا تعني ؟



لن تخدمك سيارة الفورمولا 1 بالقيادة ضمن شوارع المدينة!

تلك هي الجزئية التي أخبرتك عنها سابقاً، صحيحٌ أن الحد الأدنى القياسي المطلوب لتشغيل الألعاب هو معالج رباعي النواة، إلا أن تجربة الألعاب المثالية لن تتطلب منك أكثر من معالج سداسي النواة، لذلك الأمر يصبح المعالج الثماني النواة مجرد رفاهية بعالم الجيمرز لا أكثر.

علاوًة على ما سبق، كل الألعاب الصادرة هذا العام والمرتقبة على النطاق المنظور لن تحتاج أكثر من معالج سداسي النواة في حال كان الاعب يعتمد على البث المباشر أثناء اللعب وانشاء المحتوى، اما بالنسبة لعدد الإطارات فالاختلاف سيكون ضئيلاً وغير ملحوظ لصالح المعالج الثماني النواة، مما يجعل المعالج السداسي النواة هو المفضل لدى الجيمرز، وفي بعض الحالات يكون أكثر من كافي.


ماذا عن الناحية الاقتصادية، السعر ؟



لماذا أتكلف بمبالغٍ إضافية إذا كان متوسط أداء الألعاب المثالي لا يحتاج أكثر من معالج سداسي النواة ؟ بالفعل يستطيع اللاعب توفير ثلث القيمة أو ما بين $150 إلى 230$ بالنسبة للمعالج فقط، ودعنا نستخدم للمقارنة هذه المعالجات التي تقدمها شركة إنتل، حيث أن متوسط سعر المعالج سداسي النواة يتراوح ما بين 180$ بالنسبة لمعالج Core i5-10400 بينما 305$ إذا كان المعالج Core i5-10600k.

اما المعالج الثماني النواة فتتراوح أسعاره ما بين 330$ لمعالج من نوع Core i7-10700 في مقابل 410$ للمعالج Core i7-10700k، وبما أن فارق السعر لن يأتي على حساب أداء الألعاب فمن البديهي أن يفضل مُحبي الألعاب المعالج سداسي النواة.

الخلاصة: كما أشرنا في البداية يرغب كل لاعبٍ حول العالم لامتلاك معالجٍ جبار بغية كسر أنف أي لعبةٍ تحاول إذلال جهاز الكمبيوتر الخاص به، والمعالج السداسي النواة يستطيع تلبية رغبة الاعب بشكلٍ مثالي، الآن وفي المدى القريب، مما يجعله الاختيار الأفضل، مع ذلك لا يمكننا تجاهل القوة الرهيبة للمعالج الثماني النواة والتي ربما سيستغلها مطورو الألعاب في المستقبل، أما بالنسبة للوقت الحالي فهو مجرد عرض عضلات، واللاعب الحقيقي لا يحتاج أن يقتل ذبابة بمدفع!
علاء الدين مهايني
علاء الدين مهايني
كاتب روائي دمشقي، حائز على دبلوم تقاني حاسوب، لدي اهتمامات بالتكنولوجيا الرقمية ومجالاتها المتشعبة.
تعليقات

احدث المقالات