يحب الانسان الطريق السهل بكل شيء، من جني المال حتى القيام بالأعمال، ولكن هناك أمور تجعل من الانسان يختار الطريق الأصعب بكامل ارادته، أمورٌ وضعها مبرمجي الألعاب ضمن حسابتهم ومن أجلها اضافوا المستوى الصعب وحتى المستوى الأصعب والذي لم تجرؤ ربما على تجربته حتى الآن. فكما تعلمون، عند تجربة أي لعبة فيديو جديدة، سواء على الكمبيوتر او الهاتف الذكي، سيطلب منك في البداية اختيار مستوى الصعوبة من بين 3 مستويات وهي سهل ومتوسط وصعب. بعض اللاعبين يختارون المستوى السهل أو المتوسط للوصول إلى الهدف أو إنهاء اللعبة بشكل يناسب قدراتهم. ولكن، من يعلم، من الوراد جداٌ ان تغير رأيك وتنتقل للعب بالوضع الصعب بعد قراءتك لهذا للمقال.
دائماً توجد ثلاثة أمور تفعلها قبل سفرك بعالم لعبة جديدة، تهيئة مكان جلوسك، فرك يديك ببعضهم مع المقدمة، ومن ثم اختيارك لمستوى الصعوبة، وبعدها ستتلاشى من العالم المادي وتقفز الى عالم اللعبة بمجرد الضغط على Start. والسؤال المهم هل يتوجب عليك اختيار المستوى الشاق والصعب للحصول على متعةٍ أكبر في اللعب ؟ وجوابك ربما يكون "لا" مبرراً أن مفهوم المتعة بالنسبة اليك هو الانتصار ببساطة. أتفهمك من هذه الناحية وأشاركك الرأي، ولكن هناك استثناءات مقنعة لكل قاعدة، تدفعنا للتفكير بتجربة المستوى الصعب والهدف من ذلك طبعا هو "المتعة الإضافية".
1- تطلعك دائمًا للتحدي
دعنا نبدأ بأول سبب، صحيحٌ ان ممارسة لعبة فيديو بمستوى صعوبة عالي قد يثير غضبك في بادئ الأمر ويشعرك بالإحباط المؤقت، إلا أنه سينقلك أيضا لمستوى أعلى من المتعة، بدايةً بمراهنتك على قدراتك ومن ثم بكسب الرهان، نحن نعلم أن هناك متعة سهلة المنال، وأخرى صعبة، وفي حين أن "سهلة المنال" متاحة للجميع، فتبقى المتعة صعبة المنال محصورة بين قلة من اللاعبين، وربما تكون أنت واحدٌ منهم، لذا لا مانع من التجربة، ومن الوارد جداً ان يعجبك الأمر ويصبح شغفك الدائم ممارسة العاب الفيديو بمستوى صعوبةٍ أعلى.
2- بعض الألعاب سهلة بشكلٍ مستفز
لا ينحصر مصطلح الاستفزاز بالصعوبة والعاب السولز فقط، ينطبق الأمر على السهولة أيضاً، حيث يعمد المطورين في بعض الأحيان للميل للجانب السهل حتى في المستوى العادي لأسباب كثيرة: منها تحسين مهارتك في اللعب، أو لجعلها بسيطة بقدر ما يمكن في بادئ الأمر...وهكذا. أياً كان، تستطيع رفع مستوى الصعوبة في أي وقتٍ تجد فيه أنك بحاجةٍ لتحدياتٍ أصعب لكسر الملل، لاسيما أنك لن تضطر إلى بدء اللعبة من جديد، خصوصاً أن أغلب الألعاب الحديثة تسمح بتبديل مستوى الصعوبة في أي وقتٍ تشاء خلال جلسة اللعب.
3- حاجتك للانغماس الكامل بتفاصيل اللعبة
غالباً ما تكون المعارك قصيرة جداً في وضع اللعبة السهل، حتى أن بعض الألعاب تسمح لك بقتل زعيمٍ "تظن أن موته مستحيل" بضربةٍ واثنتين حتى وأنت مغمض العينين، مما يعني انقراض عنصر الحماس باللعبة.
اتفقنا سابقاً أن الانتصار هو العامل الرئيسي ولكنه لا يكفي، فغالباً ما تكون المتعة بالتفاصيل، تفادي الضربات والهروب، واستخدام ذخيرتك بحكمة أو ضغط المكابح لميلمتر واحد على أحد المنعطفات، في الوضع الصعب يصبح لكل شيءٍ أهمية قصوى، بداية من استغلال كل الموارد حتى تأرجحك والقفز بالتوقيت الصحيح، وربما ستهلك أن تقدمت خطوة أخرى بلغةٍ أبسط: تستطيع الفوز عشوائياً في المستوى السهل، أما في المستوى الصعب يختلف الأمر، إذ أنه يعتمد على المهارة ولا يقبل الصدفة.
اقرأ أيضًا: كيفية معرفة الألعاب التي يمكن تشغيلها على جهازك
4- وجود إنجازات لا تحصل عليها إلا بالوضع الصعب
تعتبر الكؤوس والإنجازات معيارٌ رئيسي لإنهاء لعبةٍ ما، حيث تحتوي بعض الألعاب على كؤوس ذهبية أو جوائز ونقاط لا يمكنك اصطيادها إلا من خلال اللعب في الوضع الصعب، مثلاً إنهاء القصة بمستوى عالي الصعوبة أو قتل زعيم دون أن يضربك ولو مرة واحدة في الوضع الصعب، من الجدير بالذكر أن الكؤوس والجوائز لا تعني احترافك للعبة وحسب، بل أنها مهمة في حال اردت اكمال اللعبة بنسبة 100%.
5- استمتاعك باللعبة لفترة أطول
أحيانا نعيد لعب نفس اللعبة مرة أو اثنتين، وقد نشعر بأننا لم نكتفي ونتمنى لو كانت أطول، يكون اختيار الوضع الصعب في هذه الحالة أمراً جيداً، خصوصاً إذا ما كانت اللعبة من العاب تقمص الأدوار، بحيث عليك القيام بكل المهام الجانبية، ورفع عتادك وخبرتك إلى أعلى مستوى، حتى تتغلب على زعيمٍ أطاح بك بضربة واحدة حينما كنت في مستوى أدنى.
العبرة بالمتعة!
من الجميل تجربة كل شيء، خصوصاً بعالم الألعاب، حيث أن عبارة "الوضع الصعب" لا تعني "عدم الاقتراب" وإنما مستوى عالي من التحدي والمتعة. أخيراً يعود الأمر إليك، إذا رأيت أن الوضع الصعب مبالغاُ فيه، فلا تهدر وقتك وأعصابك، ببساطة عد إلى وضع اللعب العادي او حتى السهل واستمتع، أما في حال تقديمه تجربةً رائعةً لك، فاجعله مستوى الصعوبة الافتراضي لديك، ولا تنسى ان سبب وجود العاب الفيديو الرئيسي هو المتعة، لذا استمتع وحسب.