ما أهمية "وقت تشغيل الشاشة" Screen-on Time في أجهزتك ؟

هل صادفت مصطلح "وقت تشغيل الشاشة" أثناء تغيير اعدادات أجهزتك ؟ دعنا نوضح المقصود به بشكل مفصل.
على الرغم من سهولة استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وفهم آلية التعامل مع تطبيقاتها المتعددة، إلا أن هناك بعض المصطلحات قد تصادفها أثناء العبث بالإعدادات مثل "وقت تشغيل الشاشة" أو "مدة استخدام الشاشة". في حال ظهر أمامك هذا المصطلح هنا أو هناك فإنك قد تتساءل عن المقصود به وكيف يتم حساب ذلك الوقت وما تأثيره على الهاتف من ناحية البطارية مثلاً، فيشير مبدئيًا هذا المصطلح إلى الوقت الذي قضيته في استخدام الهاتف ولكن كيف يتم تحديده وهل هو الوقت الذي مضى على استخدامك للهاتف منذ شراؤه أم خلال فترات معنية. سأتحدث في هذا المقال عن Screen-on Time وكيفية حسابه وما تأثيره على الأجهزة المختلفة وبالأخص الهواتف الذكية.



وقت تشغيل الشاشة = فترة استخدامك للهاتف


يعرّف وقت تشغيل الشاشة (Screen-on Time) على أنه كمية الوقت – مقدرة بالساعات – التي بقيت فيها شاشة الجهاز، وليكن هاتفك الذكي، قيد العمل. ويعتبر معاكسًا لوقت السكون (Standby Time) وهو كمية الوقت التي يستطيع فيها الهاتف العمل دون تفاعل من المستخدم، كتشغيل المهام في الخلفية، حيث تكون الشاشة مطفأة.

يعتبر وقت تشغيل الشاشة عاملاً أساسيًا يدخل في عمر بطارية الجهاز، وعلى سبيل المثال، يمكن ان تقرأ عبارات مثل "يمكن للجهاز البقاء لـ 8 ساعات استخدام" فمعنى هذه العبارة هنا هو أن جهازك يستطيع أن يكمل 12 ساعات وشاشته تعمل خلال دورة شحن كاملة (وأقصد بعبارة دورة شحن كاملة أن تبدأ باستخدام جهازك بعد شحنه كاملاً)، هذا يعني ان وقت تشغيل الشاشة عامل أكثر فعاليّة في الحسابات من سعة البطارية لوحدها، فكما نعلم لا تملك جميع الأجهزة نفس الشاشات ولا نفس المعالجات وكذلك لا تملك نفس التقنيات لتحقيق توازن في الأداء فمن الممكن أن تجد هاتفًا بسعة بطارية صغيرة يقدم "مدة تشغيل شاشة" أكبر بكثير من هاتف يحتوي على بطارية كبيرة.

وإلى جانب كونه عاملاً أساسيًا في عمر البطارية، يعتمد الكثير من الأشخاص على وقت تشغيل الشاشة لتتبع الوقت وقياس إنتاجيتهم وروتينهم اليومي، فقد تجد بعضهم يقول أنه يمضي 5 ساعات يوميًا في استخدام هاتفه الذكي، وبشكل مشابه لهؤلاء يمكنك من خلال وقت تشغيل الشاشة معرفة عدد الساعات التي تقضيها في استخدام هاتفك وإن وجدت الوقت مبالغ فيه فستحتاج إلى التفكير في الابتعاد عن استخدام الهاتف كثيرًا. يمكنك بالإضافة لذلك أن تعرف عدد الساعات التي قضيتها في تطبيق محدد من خلال الأدوات الموجودة في الهواتف وأنظمة التشغيل، كما سنشرح لاحقًا.

أهمية معرفة وقت تشغيل الشاشة




بالطبع لم تقم الشركات المصنعة للأجهزة بإضافة ميزة "وقت تشغيل الشاشة" من فراغ، فكما تحدثت قبل قليل، تعود أهمية معرفة وقت تشغيل الشاشة على قياس عمر البطارية، حيث تتميز معظم الأجهزة المحمولة بما في ذلك الهواتف الذكية الحديثة بوقت سكون جيد مما يعني بقاء الهاتف دون شحن لفترات طويلة في حالة عدم استخدامه، وبالتالي عندما نحتاج إلى اختبار البطارية في الجهاز فعلينا باختبارها أثناء استخدام هذا الجهاز وليس الاعتماد على فترة تشغيل الهاتف في وضع السكون. إذًا يجب النظر إلى "وقت تشغيل الشاشة" Screen On عندما نريد معرفة المقدار الذي سيتحمله الجهاز دون شحن أثناء عمله وخصوصًا أن الشاشة من أبرز الموارد التي تستهلك من طاقة البطارية.

إذا شاهدت في مرة فيديو يتعلق باختبارات عمر البطارية حيث يقوم أحدهم بمقارنة عمر البطارية لأجهزة مختلفة، ستجد أن معظم هذه الاختبارات تتم في حالة الاستخدام الفعلي للجهاز وليس السكون بحيث يتم إعطاء الهاتف مهامًا في الحد الوسطي كمشاهدة فيديو طويل على تطبيق يوتيوب، وبالتالي يخبرنا وقت تشغيل الشاشة بالمدة التي ستستطيع خلالها البطارية الصمود قبل إعادة شحنها. وعند الحديث عن المقارنة فإن السيناريو السابق يعتبر الأفضل من ناحية الحصول على نتائج مقبولة في هكذا مقارنات.


وبعيداً عن النصائح اللامنطقية والتي تصب جميعها في فكرة الحفاظ على بطارية هاتفك لفترة أطول، يعد تقليل "وقت تشغيل الشاشة" من أفضل الطرق لإطالة عمر البطارية، فانت هنا تقوم بتقليل الفترة التي يعمل بها الهاتف وتبقيه في وضع السكون لفترة أطول مما يعني أنك تبقي شاشته مطفأة لفترة أطول، ويمكن أيضًا عند استخدام الجهاز وتشغيل الشاشة أن تقوم بتعديل مستوى السطوع لأدنى مستوى وكذلك أن تقلل من معدل التحديث (في حال يسمح الهاتف بهذه الميزة) وكذلك أن تخفض من دقة الشاشة (أيضًأ في حال دعم هاتفك هذا الخيار) لكي تقلل من استهلاك شاشة الهاتف لطاقة البطارية.

كيف تعرف وقت تشغيل الشاشة في أجهزتك ؟




معرفة وقت تشغيل الشاشة أمر في غاية السهولة والبساطة وخصوصًا في الأجهزة الحديثة، وسأبدأ بهواتف أندرويد، فستجد أن هناك صفحة خاصة لهذا المقياس مضمن في نظام التشغيل، خاصة الإصدارات الحديثة مثل أندرويد 10 أو أعلى. هذه الصفحة تُسمى "الحالة الرقمية - Digital Wellbeing" ويمكنك العثور عليها في قائمة الإعدادات/الضبط لكن قد تختلف التسمية من هاتف لآخر ففي هواتف هواوي مثلا ستجدها باسم "ضبط الأداء - Digital balance".

بمجرد فتح هذه الصفحة يظهر مخطط دائري يوضح مدة استخدامك للهاتف لليوم الحالي بالإضافة لتفاصيل أخرى، لكن وبالضغط على "اللوحة الرئيسية - Dashboard" سيظهر رسم بياني شريطي لوقت استخدام الشاشة خلال الأسبوع. يمكنك بسهولة مقارنة مدة استخدامك للهاتف مقارنة بالأيام الأخرى. وتحت هذا الرسم البياني يتم سرد وقت الاستخدام لكل تطبيق على حدى وكذلك عدد مرات فتحك للتطبيق خلال اليوم وبالتالي تستطيع معرفة كم من الوقت تقضي على فيسبوك يوميًا على سبيل المثال.

أما في هواتف iOS و الآيباد، ستجد وقت تشغيل الشاشة في الإعدادات ضمن قسم "مدة استخدام الجهاز" Screen Time حيث سيعطيك معدل استخدامك اليومي كمتوسط، وكم ساعة استخدمت التطبيقات بشكل منفصل لكل تطبيق على حدى، وكذلك عدد مرات فتحك للتطبيق خلال اليوم، وبالضغط على يوم مُعين ضمن الرسم البياني الشريطي ستعرف فترة استخدامك للهاتف على مدار هذا اليوم، كما موضح في الصورة أدناه.



اما بالنسبة لمعرفة وقت تشغيل الشاشة على الكمبيوتر، فيمكنك فعل ذلك بسهولة على أجهزة macOS من خلال فتح نافذة "System Preferences" ثم النقر على "Screen Time" وتفعيل الميزة في حال لم تكن مفعلة مُسبقًا ليظهر بعدها وقت تشغيل الشاشة في رسم بياني شريطي.

على الجانب الآخر، في أجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام ويندوز 11 يمكن معرفة وقت تشغيل الشاشة من خلال صفحة "Battery"، كل ما عليك هو النقر على مفتاحي Win + I معًا لفتح نافذة "Settings" بعدها اضغط على Battery وستجد بالأسفل وقت تشغيل الشاشة أمام Screen On كما موضح بالصورة. ولكن في حال كنت تستخدم ويندوز 10 أو إصدارات اقدم فستحتاج لبرنامج خارجي مثل ActivityWatch أو RescueTime، والتي تعمل على مراقبة نشاطك وإعلامك بالمدة التي قضيتها في مواقع الويب والتطبيقات التي تزورها وتزودك بتقرير استخدام مفصل.



ختامًا: قد يصدمك الرقم الظاهر أمامك في حال ذهبت بعد قرائتك للمقال وتفقدت وقت تشغيل الشاشة، وقد تتفاجئي بكمية الوقت المستهلك في أمور عادية كفيسبوك أو يوتيوب أو لعبة ما، وهنا سأخبرك أنك لست لوحدك فتفاجئت أنا أيضًا من عدد الساعات التي أمضيتها مساء أمس على فيسبوك دون أن أشعر بذلك، وبالتالي إمضاء مثل هذا الكم من الساعات دون القيام بأي شيء منتج سيقلل من نشاطك وإنتاجك اليومي وبالتالي من الممكن التفكير بتقليل استخدامك لجهازك في أمور عادية.

وهنا يوجد تطبيقات خاصة بأندرويد وآيفون تقلل من استخدامك للجهاز، وكذلك يوجد برامج مخصصة للحواسيب تقوم بنفس المهمة من خلال حظر المواقع الإلكترونية، لذلك فائدة في زيادة إنتاجيتك من جهة، وفي تقليل استهلاك البطارية من جهة أخرى وبالتالي المحافظة عليها لفترة أطول وفي الحالتين أنت الرابح. فإذاً لا يمكن إغفال وقت تشغيل الشاشة لما له أهمية في تنبيهك في حال استخدمت هاتفك بشكل زائد في أمور غير منتجة وكذلك تنبيهًا لك لتحافظ على أداء البطارية لفترة أطول.
أنس عبود
أنس عبود
تعليقات

احدث المقالات