ما الفرق بين منفذ 2.0 HDMI و 2.1 HDMI ؟

نستعرض أهم ما يقدمه إصدار HDMI 2.1 مقارنًة بالإصدار السابق 2.0 HDMI وتأثير التطورات الجديدة على تجربة المشاهدة وألعاب الفيديو.
في الوقت الحالي، يعرف أو على الأقل يستخدم معظمنا كابل HDMI حيث بات يدخل في استخدامات عديدة لتوصيل التلفاز أو الشاشة بجميع مكبرات الصوت ومشغلات DVD ومنصات التحكم الخاصة بالألعاب وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والمزيد. ومع ذلك، ليست كل كابلات HDMI تقدم نفس الأداء على قدم المساواة. بينما تم استخدام HDMI 2.0 لسنوات من قبل جميع المستخدمين، فقد تم إطلاق خليفته وهو HDMI 2.1 الذي يقدم تحسينات بارزة من المهم معرفتها. لذلك دعونا نوضح هنا كل شيء عن الفروقات بين HDMI 2.0 و 2.1 وأيًا منهما مناسب لك إذا كنت تُفكر في إنشاء مسرح منزلي أو تجميع جهاز كمبيوتر للألعاب.


مبدائيًا وفي حال كنت لا تعرف، HDMI هي اختصار لمصطلح High-Definition Multimedia Interface أو واجهة الوسائط المتعددة عالية الوضوح. بصورة أبسط، هو معيار اتصال لنقل الوسائط من مصدر (مثل رسيفر) إلى شاشة عرض (مثل التلفزيون)، ويعود تاريخ تصميمه إلى عام 2002 من قبل مجموعة مؤلفة من 7 شركات لتخرج لنا بتقنية أحدثت ثورة عظيمة في معايير نقل الصوت والصورة رقميًا حيث ولأول مرة يمكن أن تنقل صوتًا وفيديو عالي الدقة باستخدام كابل واحد. والآن يوجد مليارات الأجهزة تستخدم هذه التقنية، وذلك وفقًا لمنتدى HDMI. ويعد أحدث جيل من هذا المعيار HDMI 2.1 الذي صدر في عام 2017. ومع ذلك، لا يزال HDMI 2.0 الذي تم إصداره في عام 2013 الأكثر شيوعًا واستخدامًا.

ما الفرق بين HDMI 2.0 و HDMI 2.1 ؟


يتمثل الاختلاف الرئيسي بين HDMI 2.0 وHDMI 2.1 في أن الأخير يمتاز بسعة نطاق ترددي (باندويث) أعلى. هذا يعني أن HDMI 2.1 يمكنه نقل كمية هائلة من البيانات في وقت واحد، مما يسمح له بدعم دقات شاشة أعلى ومعدلات تحديث أسرع وميزات أخرى نذكرها تباعًا. ببساطة، يمكن القول ان "النطاق الترددي" هو أنبوب ماء مثلًا؛ كلما اتسع نطاقه، زاد تدفق المياه في آنٍ واحد. وبنفس الطريقة، تسمح سعة النطاق الترددي الأعلى بنقل المزيد من البيانات مرة واحدة. فبينما تبلغ سعة الباندويث لـ 18 جيجابت في الثانية على HDMI 2.0، فإن منفذ HDMI 2.1 يدعم أكثر من ضعف تلك السعة، وتحديدًا ما يصل إلى 48 جيجابت في الثانية.

بفضل سعة النطاق الترددي العالية تلك، لن يضطر معيار HDMI 2.1 إلى ضغط البيانات بنفس القدر كما في المعيار السابق 2.0 مما سيؤدي في النهاية إلى جودة صوت وفيديو أفضل. ومع ذلك، قد لا تتمكن من الاستفادة من مميزاته الجديدة ما لم يكن لديك أجهزة حديثة بما فيه الكفاية.



تأثير 2.1 HDMI على دقة الفيديو


لك ان تتخيل ان كابل HDMI 2.1 يستطيع عرض دقة فيديو تصل إلى 10K أو 8K غير مضغوطة! صحيح انه لا توجد شاشات حتى الآن تدعم مثل هذه الدقات العالية ولكن إن وجد مستقبلًا فإن معايير HDMI للجيل الجديد على أتم استعداد للتعامل معها. في الوقت ذاته، نجد أن الجيل السابق HDMI 2.0 يدعم بحد أقصى دقة 4K. هذا يعني أنك ستكون قادرًا على رؤية المزيد من التفاصيل، وستبدو الصور أكثر وضوحًا عند استخدام كابل HDMI 2.1، ولكن فقط إذا كانت الشاشة المستخدمة تدعم دقة أعلى.

وجدير بالذكر أن HDMI 2.0 يُتيح فقط مشاهدة محتوى 4K بمعدل 60 إطارًا في الثانية، وهي ليست بالسرعة الكافية لبعض المحتويات. لذلك، إذا كان لديك شاشة 4K بمعدل تحديث عالي، فقد لا تزال بحاجة لاختيار منفذ HDMI 2.1.




تأثير 2.1 HDMI على معدلات التحديث


يدعم HDMI 2.1 معدلات تحديث تصل إلى 60 هرتز على دقة 8K وإلى 120 هرتز على دقة 4K، بينما في المقابل، وكما أشرنا، يدعم HDMI 2.0 فقط 60 هرتز على دقة 4K. الجدير بالذكر أن معدل التحديث هو عدد مرات تحديث الشاشة للصورة في الثانية. يؤدي معدل التحديث المرتفع عمومًا إلى حركة أكثر سلاسة، خاصة عند اللعب.

ومن الناحية المثالية، يجب ان يكون معدل تحديث الشاشة مساويًا لمعدل إطارات الفيديو الذي ينتجه معالج الرسوميات أو أعلى منه وإلا فستلاحظ تأثير ضبابي في مشاهد الحركة السريعة. على الأقل، يدعم HDMI 2.0 عرض الفيديو بدقة 1080p عند 240 هرتز أو 1440p عند 144 هرتز، مما يجعله سريعًا بما يكفي لمعظم الأفلام والألعاب.

وبينما يمكنك الابتعاد عن استخدام كابل HDMI 2.0 مع شاشة عرض بدقة 4K فإن بعض المحتوى لن يبدو سلسًا لأنه ستحدث بعض المشاكل عند 60 هرتز. لذلك، يجب عليك شراء كابل HDMI 2.1 إذا كان لديك شاشة 8K أو 4K أو إذا كنت تريد أفضل أداء من كمبيوتر الألعاب. ومن المهم معرفة ان الاستفادة من تلك الدقات بمعدلات التحديث تلك يتطلب استخدام كابل Ultra High Speed HDMI الجديد.



تأثير 2.1 HDMI على جودة الصوت


يدعم كل من HDMI 2.1 وHDMI 2.0 ميزة تسمى ARC اختصارًا لـ Audio Return Channel (قناة إرجاع الصوت)، والتي تسمح لكابل واحد بإرسال واستقبال الإشارات الصوتية من التلفاز إلى مكبر الصوت. على سبيل المثال، يمكنك توصيل نظام الصوت الخاص بك بكابل HDMI واحد، بعدها تقوم بتوصيل مكبرات الصوت بشاشة التلفاز باستخدام المنفذ المخصص الذي يدعم ARC ومن ثم تستطيع استخدام نظام الصوت هذا على كل جهاز متصل بالتلفاز، بما في ذلك أجهزة الكونسول ومشغلات أقراص الوسائط Blu-ray وغيرها، حيث سيقوم التلفاز بدور توزيع نظام الصوت على الأجهزة بدلاً من الحاجة لجهاز استقبال صوتي منفصل. كل ذلك بفضل كابل HDMI المتطور.

ومع ذلك، يدعم HDMI 2.1 الإصدار المحسن من تقنية ARC أو كما يطلق عليه eARC (قناة إرجاع صوت محسّنة) والذي يأتي مع دعم تقنية الصوت المُحيطي ويقدم سعة عرض نطاق ترددي أعلى، بما في ذلك دعم صيغ الصوت الشائعة مثل DTS Master و DTS: X و Dolby TrueHD و Dolby Atmos 3D sound. وبالطبع للاستفادة من eARC مع HDMI 2.1، ستحتاج إلى تلفزيون أو شاشة متوافقة مقترنة بمكبر صوت متوافق أو مسرح منزلي.



تأثير 2.1 HDMI على تجربة ألعاب الفيديو


يُلاحظ أحد أكبر الاختلافات بين HDMI 2.0 وHDMI 2.1 في تجربة الألعاب. إذ يحتوي معيار HDMI 2.1 على ميزات متقدمة مثل VRR (معدل تحديث متنوع)، مما يقلل من تمزق الشاشة (ظهور فاصل أفقي في الصورة) والعديد من المشاكل الأخرى لضمان تجربة لعب أكثر تفصيل وسلاسة. يتم تحقيق ذلك عن طريق مطابقة معدل تحديث شاشتك بمعدل الإطارات في لعبتك في الوقت الفعلي. بدون هذه الميزة، ستحاول شاشتك أحيانًا عرض معلومات من إطارين في وقت واحد، مما سيتسبب في النهاية في حدوث تمزق للشاشة.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي HDMI 2.1 أيضًا على نمط التأخير المنخفض التلقائي (ALLM)، والذي يضبط تلقائيًا إعدادات زمن الوصول المثالية على شاشتك (عادةً ما يكون "وضع اللعب" Game Mode) من أجل تفاعل سلس متواصل وخالي من التأخير، وعندما تعود إلى مشاهدة فيلم، سيتم إيقاف ذلك الإعداد تلقائيًا والتحويل إلى وضع آخر يمنحك أفضل جودة للصورة.

يوجد منفذ HDMI 2.1 في الجيل الجديد من أجهزة الكونسول مثل Xbox Series X وPlayStation 5. لكن على الرغم من أنك لا تحتاج إلى كابل HDMI 2.1 لتشغيل أي كونسول من هذا الجيل، فلن تحصل على أفضل الميزات مع كابل HDMI 2.0.



هل يجب أن تقوم بالترقية إلى HDMI 2.1 ؟


يقدم الجيل الجديد من HDMI ترقيات مهمة للغاية تمهد لمستقبل دقات العرض والتي سنراها منتشرة في الأسواق مثل شاشات 8K و 10K مع معدلات تحديث سريعة. في الوقت الحالي، تصلح الترقية لـ HDMI 2.1 فقط إذا كان لديك تلفاز بدقة 4K تدعم الجيل الجديد أو إذا قمت بتوصيل شاشتك بمكبر الصوت أو رسيفر يدعم eARC. أيضًا، إذا كنت مُحبًا للألعاب، فيمكن أن يقدم HDMI 2.1 الكثير من الميزات التي توفر تجربة أفضل حتى لو لم يكن لديك شاشة 4K.

ونظرًا لأن HDMI 2.1 متوافق مع الإصدارات السابقة من منافذ HDM1، فإن الكابل متوافق للعمل مع أي جهاز تقريبًا. من ناحية أخرى، قد لا يعمل HDMI 2.0 مع بعض أجهزة التلفزيون ومكبرات الصوت الأحدث، لذلك قد ترغب في شراء المواصفات الأحدث وخصوصًا إذا كنت تنوي شراء مسرح منزلي أو كمبيوتر ألعاب في المستقبل.
تعليقات

احدث المقالات