هل هذا هو الوقت المناسب لشراء هاتف ذكي 5G أم يجب أن ننتظر أكثر؟ سؤال ربما نطرحه على أنفسنا، خاصة في عام 2022. يبدو أن ما زال هناك الكثير من الغموض المُحيط حول موعد تشغيل شبكات 5G بشكل كامل في مصر وباقي الدول العربية. ومع ذلك، نعتقد أنه سيتم طرحها في المُدن الكبرى ابتداءً من النصف الثاني من العام الحالي وسيتم طرحها لاحقًا في جميع أنحاء البلاد بداية من الأعوام القادمة. وإذا كنت لا تستطيع الانتظار للاستفادة من هذه الشبكة عالية الأداء، فمن المنطقي جدًا التأكد من أن هاتفك الجديد القادم متوافق مع 5G. قبل أن تُقدم على عملية الشراء، إليك ما يجب وضعه في الاعتبار قد اتخاذ خطوة شراء هاتف يدعم شبكات الجيل الخامس.
سريعًا، ما هي تقنية 5G ؟
شبكات 5G هي الجيل الخامس من شبكات الهاتف المحمول التي ستحل محل 4G، والتي يُمكنها توفير سرعات تنزيل فائقة السرعة، وموثوقية أفضل للشبكة، ومساحة تغطية ضخمة، وزيادة توفر الشبكة في المناطق ذات الاتصال الضعيف، والأداء العالي جنبًا إلى جنب مع الكفاءة المحسنة. لذلك يُبشّر ظهور شبكات الجيل الخامس 5G بدخول عصر جديد في تكنولوجيا الهاتف المحمول من شأنه توسع اعتمادنا على الإنترنت في مجالات حياتنا المختلفة، وبالتالي توفير عالم من الفوائد لمستخدمي الهواتف الذكية إلى جانب السرعة العالية.
حاليًا هواتف 5G أصبحت متوفرة عبر الفئات السعرية المُختلفة، على عكس ما كان الحال في أوائل عام 2020، حيث كانت التقنية مقتصرة على الفئة الرائدة من الهواتف مثل فئة الـ Galaxy S من هواتف سامسونج أو هواتف آيفون وغيرها من الهواتف التي يبدأ سعرها من 1000 دولار. ليس عليك دفع ذلك المبلغ إطلاقًا من أجل التمتع بتقنية 5G في عام 2022 بل توجد هواتف عديدة في فئات سعرية أقل من 300 دولار حتى، تدعم شبكات الجيل الخامس.
ومع زيادة المنافسة وتعدد الخيارات أمام المستخدم عن طريق طرح العديد من الهواتف الذكية من مختلف العلامات التجارية، من المتوقع أن يقل سعر الهواتف التي تدعم شبكات 5G ليبدأ من 100 – 150 دولار، وهو أمر ليس ببعيدٍ عنا على الإطلاق. لذا، في حال كنت تنوي شراء هاتفًا جديدًا فهناك بعض الجوانب يجب وضعها في الاعتبار قبل شراء هاتف ذكي يدعم 5G:
دعم تقنية 5G لا يعني حصولك على سرعة انترنت فائقة
نعلم جميعًا ان أهم ما يميز شبكات الجيل الخامس عن الجيل الرابع هي السرعة الفائقة التي تقدمها ترددات 5G ولكن لاحظ أنه وبينما يتم طرح العديد من هواتف 5G يوميًا، من الضروري النظر إلى عدد النطاقات التي يمكن للهاتف دعمها، فمعظم هواتف الفئة المتوسطة تدعم 5G بالفعل لكن على ترددات ضعيفة وبالتالي لن يشعر المستخدم بتحسن كبير في السرعة عند مقارنة الـ 4G بالـ 5G. على سبيل المثال، إذا اخترت تجربة التقنية الجديدة على هاتف حديث مثل Galaxy S22 فتستطيع الحصول على تغطية من 17 نطاق، وهو ما سيضمن لك اتصال مستقر بشبكة 5G عالية الجودة بغض النظر عن موقعك.
تقنية 5G ليست موجودة بشكل كامل في الوقت الحالي
للأسف أغلب دُولنا العربية لا تتوفر بها بنية تحتية لازمة من أجل تشغيل تلك التقنية، بعض المناطق حتى لم تحصل على شبكات 4G في وقتنا هذا، ولكن شبكات 5G تعمل في الإمارات والسعودية والمغرب بالإضافة طبعًا إلى العديد من الدول الأوروبية بصورة مقبولة وبالتالي سيسمح لك شراء هاتف 5G بالاتصال بشبكة 4G والتبديل بسلاسة إلى 5G إذا صادفك الحظ وزرت أحد تلك الدول أو أحد مواطنيها. لكن لا ينبغي أن يمنعك ضعف البنية التحتية من الترقية إلى هاتف 5G جديد في المتناول مثل Realme 8 5G أو OPPO Reno6 5G، سيضمن ذلك أنك لست بحاجة إلى القلق بشأن تغيير هاتفك لمدة 2-3 سنوات مقبلة على الأقل متى أتُيحت الخدمة في بلدك.
شبكات 5G تستنزف البطارية
لا شك أن ميزة "البيانات الخلوية" أو "بيانات الجوال" للاتصال بالـ 4G هي من أبرز العوامل التي تستنزف طاقة البطارية بشكل واضح، ويزداد ذلك مع شبكات الـ 5G حيث ان الاتصال بها يحتاج طاقة عالية للتمكن من استقبال الإشارة ومُعالجة البيانات المُستلمة. وبالتالي فإن هواتف 5G عادًة ما تُعاني من مشكلة السخونة المفرطة، حتى عند أداء مهام عادية، بالإضافة إلى عمر البطارية القصير على الرغم من أن هواتف 5G بها بطاريات أكبر من الهواتف التي تعمل بتقنية 4G. وهنا نحن نتحدث فقط عن حالة استخدام شبكات الـ 5G فعلًا وليس الانطباع العام لتلك الهواتف.
باقات وخطط أسعار باهظة
يجب عليك الإدراك جيدًا قبل شراء هاتف 5G بأن بعض الشركات المزودة لخدمة الاتصالات توفر خدمة الاتصال بأبراج 5G التابعة لها كـ "ميزة مدفوعة" وبالتالي قد تمتلك هاتفًا يدعم الجيل الخامس وفي دولة بها تغطية الجيل الخامس لكنك مضطرًا لاستخدام اتصالات الجيل الرابع وإلا عليك بالاشتراك في الباقات المخصصة للجيل الأحدث والتي توفر سرعات تصفح وتحميل خيالية.
ومع ذلك، هناك شركات لا تطلب من المستخدم رسومًا إضافية لاستخدام الجيل الرابع، على سبيل المثال، شركة اتصالات الإماراتية والتي تتيح لكل من لديه جهاز يدعم 5G من استخدام شبكة 5G مجانًا ودون الاشتراك في أي خدمة. إذًا من الأفضل قبل شراء هاتف جديد لمجرد انه يدعم شبكات 5G اطلع على موقع شركة الاتصالات المتعاقد معها لمعرفة ما إذا كنت هناك رسومًا تُفرض على استخدام الخدمة، لو كانت مدعومة، وفي حال الاحتياج إلى رسوم إضافية فهل قيمتها تستحق ام لا.
هل تحتاج إلى هاتف 5G حاليًا ؟
أعتقد أن المستخدم العربي لا يحتاج إلى شبكات 5G في الوقت الحالي. تمامًا مثلما عندما بدأنا في التحويل من شبكات 3G إلى 4G، ما زال الطريق طويل للغاية ولدينا البنية التحتية التي تحتاج لتحديث شامل. أتفق معك تمامًا أن الهواتف التي تدعم تلك التقنية قد غزت الأسواق ولكن هذا لا يعني أنها مُناسبة للمستخدم العربي في الوقت الحالي.
لا زالت العديد من المناطق لم تحصل حتى على شبكات الجيل الرابع وهناك الكثير مما لا يحققون الاستفادة القصوى من تلك الشبكات حتى وقت كتابة تلك السطور، وبالتالي أعتقد أن وصول شبكات 5G بشكل كامل ما زال أمامه العديد من السنوات.
سوف تمر عدة سنوات على الأقل قبل أن نستطيع تحقيق الاستفادة القصوى فعلًا من الهواتف التي تدعم شبكات 5G. نحن الآن في أمان إلى حدٍ ما مع هواتف 4G ولا سبيل يدفعك للترقية إلى هاتف جديد لمجرد انه يدعم شبكات 5G ودفع فارق سعري ملحوظ إلا إذا كنت تريد حجز تذكرة للمستقبل والاستعداد لعالم الجيل الخامس!
ختامًا: لا يوجد عيب كبير في شراء هاتف ذكي 5G في الوقت الحالي، فقط ضع في اعتبارك التكاليف المحتملة الإضافية. إذا وجدت صفقة أفضل على هاتف أرخص فقط ولا يدعم 5G، فاتخذ قرار الشراء ولا يوجد عليك أي لوم على الإطلاق لأن الجانب المادي صار عاملًا حاسمًا في أي عملية شراء في الوقت الحالي.