عندما نلقي نظرة على هاتفنا الجديد عند فتحه لأول مرة، سيجول السؤال التالي في بالنا: حتى متى ستبقى شاشته بهذه النظافة واللمعان. وحتى بعد استخدامه لأيام سيكون من الواضح لأي شخص أن الهاتف ما زال جديدًا، ربما دون الحاجة لإخبار أي شخص بذلك، لأن لمعان ونظافة الشاشة، بل حتى سهولة وسلاسة استخدامها عند استخدام تقنية اللمس، ستبدو واضحة للعيان.
لكن مع الأيام تبدأ بعض البقع في الظهور على سطح الشاشة، كما يتغير ملمسها، وتبدو أكثر صعوبة في عملية تنظيفها حتى بإتباع هذه النصائح المهمة التي قمنا بتوضيحها في مقالة سابقة. صحيح لن تعود الشاشة كما كانت أول مرة ولكن هل تساءلت يومًا ما هو السبب في أن شاشة الهاتف تستمر حتى فترة قصيرة في كونها شاشة لامعة ومقاومة للأوساخ؟ وأن عملية نظافتها في الفترة الأولى تتم بالكامل دون ترك أي بقع أو علامات ؟ واصل القراءة وسأخبرك بكل ما يتعلق بالأمر.
سبب ذلك ببساطة هو ان الشركات المصنعة للهواتف الذكية تضع على شاشة الهاتف طبقة خفيفة من مادة تُسمى الـ Oleophobic Coating وهي التي تمنحها قدرة أعلى على مقاومة الاتساخ وسهولة النظافة. فما هي هذه الطبقة، وما هي وظائفها بالتحديد، وكيف يمكن المحافظة عليها، وهل يمكن أن يتم استعادتها ليعود الهاتف كما كان جديدًا ؟ هذا ما سنجيب عليه في هذه المقالة.
ماهي طبقة الـ "Oleophobic Coating" ؟
في الحقيقة وهي كما يبدو من اسمها، طبقة خفيفة من مادة مقاومة للدهون والزيوت، فالترجمة الحرفية لها هي: "طلاء مقاوم للزيوت" يتم إضافتها لشاشات معظم الأجهزة التي تعمل شاشاتها بتقنية اللمس، بما في ذلك الأجهزة اللوحية وأجهزة اللابتوب التي تعمل باللمس. لذلك فلن نجدها في الشاشات التي لا تعمل بتقنية اللمس، ففي مثل تلك الشاشات تستخدم طبقة أخرى، هي طبقة مقاومة للماء، ولا تعتبر الطبقة المقاومة للماء مناسبة للأجهزة التي تعمل باللمس لتأثيرها على خاصية اللمس.
ربما تتساءل لماذا طبقة ذات طبيعة مقاومة للزيوت أو الدهون بالذات ؟ ذلك لأن المواد ذات الطبيعة الزيتية والدهنية هي من أكثر المواد التي تجذب وتعلق داخلها الأوساخ الصغيرة كالذرات الدقيقة من الغبار، إضافة إلى أن انتشارها على الشاشات سيترك أثرًا قبيحًا من الصعب إزالته من دون التأثير على صفاء ونقاء واجهة الشاشة ذات المنظر اللامع. وهو ما كان يحدث قبل ابتكار هذه المادة، حيث كانت شاشات هواتفنا عبارة عن مغناطيسات لبصمات الأصابع! ويتم ملاحظة ذلك بمجرد استخدامها لساعات قليلة من بعد إخراج الهاتف من العلبة.
ماهي مهمة هذه المادة وكيف تعمل ؟
للأمر علاقة بالكيمياء، ولفهم الأمر يمكننا ملاحظة أن هناك عوامل تساعد في تحلل ذوبان المواد ذات الطبيعة الدهنية والزيتية، كالحرارة مثلا، فكلما وجد معامل زاد من تحلل وتقليل كثافة المادة الزيتية زادت سيولتها وانتشارها، مما يؤثر على امتصاصها على الأسطح (نحن هنا نتحدث عن كميات صغيرة جدًا من المواد الزيتية، التي ربما تعلق في الأيادي البشرية من البيئة، أو حتى من مرطبات الجسم، أو الزيوت الطبيعية التي يفرزها الجسم، هذه الكميات الصغيرة ستكون ملاحظة كمنظر قبيح على الشاشة،).
وصممت هذه الطبقة المقاومة للمواد ذات الطبيعة الدهنية والزيتية من مواد كيميائية لا تحفّز تحلل الدهون، ولا تتفاعل معها، وبذلك تقلل هذه الطبقة من انتشار آثار ما تحمله الأيادي البشرية والأصابع من مواد ذات طبيعة دهنية أثناء استخدام الهاتف باللمس. باختصار تمنع هذه الطبقة أي آثار للبصمات التي يتركها الاستخدام اليومي للهاتف.
هل تستمر هذه المادة مدى الحياة على الهاتف ؟
لا. وبالتأكيد لاحظت ذلك، فمع الاستخدام المستمر للهاتف، تتحول شاشته شيئًا فشيئًا إلى منظر آخر خلاف الذي كانت عليه، وذلك لأن الطبقة تتآكل لأسباب عديدة، منها عوامل مرور الزمن التي لا تبقي شيئًا على حاله. إضافة إلى ذلك فاستخدام بعض الأنواع من المنظفات في تنظيف الشاشة، سيؤثر بشكل كبير على مدة بقاء هذه الطبقة، مثل منظفات الصابون، والمنظفات المخصصة للزجاج، حتى المنظفات التي تحتوي على نسبة من الكحول أيضًا، وهي المنظفات الأساسية والمخصصة للهواتف كما أصبحت الشركات تنصح بها على وجه خاص مؤخرًا في ظل انتشار جائحة كورونا مثل آبل التي تنصح باستخدام مناديل كلوروكس مطهرة ولكن حتى دون أن تقوم بعمليات التنظيف باستمرار، فسيتآكل هذا الطلاء مع الزمن.
معرفة مدى صلاحية المادة وكيفية الحفاظ على بقائها ؟
يمكنك ببساطة اختبار حالة هذه الطبقة عن طريق القيام بوضع نقطة أو قطرة صغيرة من الماء النقي على شاشة الهاتف، مع الحفاظ على الهاتف في وضع مستوٍ أو مائل قليلا أفقيًا، فإذا لاحظت أن قطرة الماء ما زالت تحتفظ بشكلها كقطرة فهذا يعني أن الطلاء ما زال جيدا وفعالًا، أما إذا سالت القطرة وانتشرت على الشاشة، فهذا يعني أن الطلاء قلت فاعليته أو انتهت تمامًا.
لكن من الجيد معرفة أن استخدام لاصقة الحماية الواقية ضد الكسر، أو حتى البلاستيكية، من الممكن أن تطيل عمر هذا الطلاء وتبطئ عملية تآكله، لأنها في الغالب أيضًا تحتوي طبقة منه, فمتى ما أحسست بتأثرها يمكنك تغيير لاصقة الحماية. وأما في حال كنت لا تفضل استخدام واقيات الشاشة فمن المفيد لك معرفة أن هذا الطلاء أصبح متوفرًا في الأسواق عبر قطرات يمكنك اقتناؤها من المتاجر المتخصصة في بيع ملحقات الهواتف، هناك مثلًا "Fusso by Crystal Armor" الذي يمكنك أن تقتنيه من متاجر "أمازون" أو أي متاجر محلية متخصصة في ملحقات الهواتف.
كيفية إعادة هذا الطلاء بعد تآكله
في الغالب ستجد إجراءات وضع الطلاء مع إرشادات الاستخدام، لكن على كلٌ فإن وضعه لن يتطلب مختصين إلا في حال أردت ذلك، وفي حال أردت أن تضع الطلاء بنفسك فيمكنك اتباع الخطوات التالية منزليًا، بعد اقتناء الطلاء من المحلات المتخصصة:
- قم بتنظيف شاشة هاتفك بالكامل باستخدام مادة مخصصة لمسح شاشات الهواتف كقطعة قماش ناعمة، متأكدًا من إزالة أي شحوم أو أتربة.
- ضع حوالى (10-15) قطرة من السائل على شاشة الهاتف وانشرها على كل مساحة الشاشة، مستخدمًا إصبعك وهو مغطى بغطاء بلاستيكي. ويجب مراعاة الشروع فورًا في نشر السائل تفاديًا لسرعة جفافه.
- دع الهاتف حوالي 12 ساعة ليجف السائل. وبالرغم من أن السائل يبدو أنه يجف بسرعة لكن من الضروري تركه دون استخدام طوال فترة 12 ساعة لضمان أفضل نتائج.
يمكنك تكرار العملية كلما أحسست أن الطلاء تأثر بالاستخدام، أو عبر اختباره بالطريقة التي أشرنا إليها في الأعلى.