هل ورد لذهنك تساؤل حول عمر اللابتوب الخاص بك ؟ وقمت بعدها بالتفكير والتحليل لليوم الذي سيأتي وينتهي فيه العمر الافتراضي للابتوب وبالتالي ستقوم باستبداله، وفي حال حللت الموضوع بشكل زائد فأنا على يقين بأنك بدأت الادخار لتوفير تكلفة شراء لابتوب جديد. لكن دعني أخبرك أنه ليس بالضرورة استبدال أجهزتك كل بضع سنوات، الأمر له أبعاد مختلفة لذلك سأقوم في هذا المقال بتخفيف عبئ التفكير عنك وسأستعرض فكرة عمر اللابتوب الوسطي ومتى عليك البدء بالتفكير بشراء واحدًا جديداً.
ما هو العمر الافتراضي المتوقع للابتوب ؟ كالعادة الجواب على هذا النوع من الأسئلة من الصعب اختصاره في كلمة او جُملة واحدة، حتى لو كنت تسأل عن العمر المتوسط او التقريبي. لماذا ؟ لأن أنواع الحواسيب المحمولة تختلف فهناك أجهزة موجهة للاستخدام الشخصي وأخرى للاستخدام التجاري. هناك أيضًا فروقات من ناحية الجودة تحدد المدة التي سيستغرقها اللابتوب قبل أن تحتاج لاستبداله.
لكن وبشكل عام، في حال كنا نتحدث عن لابتوب عادي يتم استخدامه على نحو منتظم فغالبًا سيستمر ما بين 2 إلى 4 سنوات. من ناحية أخرى، عادةً ما يستمر اللابتوب الموجه للأعمال أو للـ Gaming مع افتراض استخدامه كل يوم لمدة 7 سنوات! قد يبدو هذا مبالغًا فيه ولكن بما اننا نقصد الأجهزة المحمولة المصممة للأعمال الثقيلة فإن ذلك يعني أنها مصنوعة بالفعل لتدوم طويلاً. ومع ذلك، غالبًا ما تكلف أكثر من الأجهزة الموجهة للاستخدام الشخصي.
إذًا، تحديد عمر وسطي وتعميمه على جميع الأجهزة غير ممكن لاختلاف جودة العتاد المكون لهذه الأجهزة، وأضف لما سبق العديد من العوامل التي تحدد عمر اللابتوب والتي سأقوم بمناقشتها بالتفصيل فيما يلي:
العتاد الصلب (الهاردوير)
كما ذكرت سابقًا، يحدد العتاد الصلب عمر جهازك ولا أقصد بالعتاد الصلب المعالج فقط، فالمعالج وكرت الشاشة ووحدة التخزين وذواكر الوصول العشوائي يلعبون دورا أساسيًا في إطالة عمر الجهاز، فكلما كان اختيارك أفضل كلما حصلت على عمر أطول فمثلًا عند اختيارك لجهاز بذاكرة وصول عشوائي عالية فإنك ستضمن تحملًا للمهام التي سيقوم بها الجهاز. كذلك لو كان حاسوبك يستخدم هارد SSD فإن عمره قد يكون أقل من هارد HDD نتيجة اختلاف آلية عمل كل نوع.
وطبعًا لا يجب أن ننسى عامل آخر مهمًا وهو جودة العتاد الصلب، فمعالج جهازك القوي غير كاف في حال كانت جودته سيئة وحتى كلمة مواصفات قوية غير كافية لضمان أنه تم تصنيع العتاد بجودة عالية، فلكي تضمن دورة حياة أطول عليك الأخذ بعين الاعتبار كلا من المواصفات والجودة في آنٍ معًا.
الاستخدام
وأقصد بالاستخدام كيفية تعاملك مع الجهاز وما هي المهام التي تقوم بها عند استخدامك له، فمن المؤكد أن إنجاز التقارير على مايكروسوفت إكسل لن يستهلك موارد مثل الـ Motion Design على سبيل المثال. وأضف إلى ذلك الاستخدام الزائد والتحميل الزائد بشكل متكرر، فكلما قلت المهام التي يؤديها اللابتوب كلما أطلت من عمره، وكلما زدت من الاستخدام ودفعت به لاستهلاك كامل الموارد فكلما قل عمره، وأقصد بهذه الحالة مهام مثل الألعاب، التصميم ومعالجة الوسائط المتعددة والتي تتطلب أجهزة قوية نوعًا ما، فإن كنت تقوم بذلك على جهاز فئة متوسطة أو دنيا فلا تتوقع أن يصمد لفترات طويلة.
العناية والاهتمام
يرتبط هذا العامل بسابقه بشكل من الأشكال، ففي حال أهملت اللابتوب وأجهدته بمهام لا تتناسب مع قدراته فإنك ستؤثر سلبًا على عمره، وبالتالي العناية الجيدة بالجهاز ستؤدي بالنهاية لإطالة عمره.
وسأوضح الفكرة بمثال، لنأخذ البطارية بعين الاعتبار، حيث تعد بطارية اللابتوب السيئة من أحد عوامل فشل الجهاز، وعمر البطارية يتقلص في حالة الإجهاد الزائد المتكرر، فإذا كانت تعطيك 4 ساعات عمل عند استخدامك لها لأول مرة والآن أصبحت تعطيك ساعة واحدة فقط فإن عمرها بدأ يتناقص وبالطبع يعد ذلك طبيعيا للغاية ولكن الفترة الزمنية بين هذين الرقمين متغيرة ويتبع تغيرها للكثير من العوامل منها الإجهاد الزائد، فإذا اعتينت ببطارية جهازك بشكل جيد سيتغير الكثير للأفضل.
قمت بمثالي السابق باستعراض البطارية فقط وبالتالي عند اعتنائك ببقية التفاصيل فإنك ستحصل على عمر أطول، وطبعًا لابد من التنويه على المحافظة على نظافة الجهاز والتأكد من عدم تجمع الغبار مثلا بداخل المراوح الخاصة به، فكل تفصيل صغير سيلعب دوره ولا يمكن إغفال أي عامل في حال كنت تريد بقاء جهازك بجانبك لفترة أطول.
فإذا دعنا نتفق على قضيتين مهمتين قبل الانتقال للفقرة التالية، الأولى هي أنه لا عمر وسطي جامع لكل الأجهزة وذلك لاختلاف مواصفاتها وجودة تصنيع عتادها، والثانية هي اهتمامك بالجهاز وطبيعة المهام التي ينفذها إضافة للعتاد الصلب وجودته يشكلون ثلاثية لا يمكن فصلها لعوامل مفردة حيث تشكل ككل العامل الأساسي الذي يحدد عمر جهازك.
تنبيهات تنذر بمشكلة
من المؤكد أنه بعد قراءتك لهذه الفقرة ستترك كل شيء وتذهب لتفقد جهازك لتتأكد من وجود هذه التنبيهات أو الإشارات أو عدم وجودها، حيث تنذر هذه الإشارات بوجود مشكلة وبأن جهازك بدأ بالرجوع للوراء ومن الممكن هنا أن تضع بعين الاعتبار فكرة استبداله بآخر.
1- زيادة ضجيج المراوح: عادة ما يكون هذا التنبيه هو البداية، فقد تلاحظ ارتفاع صوت المراوح بشكل كبير حتى لو لم تكن تستخدم الجهاز لتأدية مهمة ضخمة، وطبعا مع الأخذ بعين الاعتبار بأنك قد تكون تستخدم أحدث النسخ من البرامج أو نظام التشغيل مما يؤدي لارتفاع حرارة الجهاز لتسببها بعمل العتاد الصلب بطاقته القصوة.
2- احتياج البرامج لوقت أطول من المعتاد لكي تبدأ: قد تلاحظ بطئا في عمل الجهاز من خلال احتياج البرامج لوقت أطول من المعتاد، أو قد لا يبدأ البرنامج مباشرة من أول أمر، أو يبدأ ولكن تلاحظ بطئا شديدا في عمله وتجمد متكرر كلما نفذ أمرا معينا، فمن الممكن أن عتاد جهازك بات قديما ولا يمكنه مواكبة التحديثات الدائمة سواء للرامج أو لنظام التشغيل.
3- مشاكل في تعدد المهام: في حال عدم قيام جهازك بمعالجة المهام المتعددة بشكل صحيح أو أنه يواجه مشاكل في الأداء عند تشغيل برنامجين مثلا، فإن ذلك قد يكون دليلا لأنك تحتاج جهازا جديدا، وتعد مشكلة الانتقال بين صفحات الويب ضمن المتصفح بصعوبة علامة مشابهة لسابقتها، ويمكن هنا القول أن المشكلة تكمن في ذاكرة الوصول العشوائي وخصوصًا إن كان اللابتوب بمواصفات متواضعة ويقوم بمهام مثل التصميم والتصفح والتعديل في آنٍ معًا.
4- الإقلاع وإيقاف التشغيل البطيئين: تنبيه آخر لك يكمن في سرعة إقلاع الجهاز، فإذا أخذ الجهاز وقتا طويلا للغاية لكي يقوم بالإقلاع فإن ذلك ينذر بأنه قد وصل لنهايته وطبعا قبل أن تصل لهذا الاستنتاج عليك التأكد من عدم وجود الكثير من البرامج التي تعمل بمجرد الإقلاع، وينطبق الأمر نفسه على سرعة إيقاف التشغيل.
ما الذي عليك فعله ؟ أولا الاعتناء بشكل جيد بالجهاز، ومن ثم التأكد من قدراته في حال فكرت في إسناد مهام معينة له، وبالطبع يلجأ معظمنا لحلول مثل استبدال ذاكرة الوصول العشوائي الحالية بأخرى أفضل، أو استبدال القرص الصلب بآخر وخصوصًا استبدال القرص من نوع HDD بآخر من نوع SSD، وطبعا تعطي هذه الحلول تأثيرًا فعالًا. في الواقع، ترقية الـ Ram ووحدة التخزين هي الحلول الوحيدة لتعزيز أداء أي لابتوب باعتبار أن القطع التي يمكنك تحديثها في اللابتوب محدودة للغاية.
لذلك اعتن بالجهاز وراقبه بشكل جيد وعند اتخاذ القرار بشراء آخر جديد، فكر بشكل كاف بالخيارات المتاحة واختر ما يناسب مهامك وطبيعة عملك.