عندما تتفقد هاتفك أو اللابتوب الخاص بك بعد شحنه ستجد ملاحظة تخبرك بأن البطارية ستصمد لعدد من الساعات وليكن 4 ساعات مثلًا، أي خلال هذه المدة يمكنك استخدام الجهاز دون شحن، لكن وبعد ساعة واحدة تتفاجأ برسالة منبثقة تخبرك بانه لم يتبق سوى أقل من 15 دقيقة لبطارية الجهاز حتى تستعد لإحضار الشاحن، فهل هذا التوقع الذي قرأته صحيح ؟ أم أن هناك مشكلة ما ؟
وقد يقودك التفكير بوجود مشكلة ما في البطارية إلى البدء بالبحث عن بدائل لاستبدالها، وقبل أن تقوم بذلك اقرأ المقال التالي لتعرف لماذا يختلف تقدير ساعات العمل بدون شحن بشكل دائم من قبل نظام التشغيل، ونحن هنا نقصد أجهزة اللابتوب ولكن يمكن تعميم المشكلة لتشمل الهواتف الذكية أيضًا.
كيف يقوم ويندوز بتقدير العمر المتوقع للبطارية ؟
تقوم الأجهزة الإلكترونية المختلفة سواءً لابتوب، جهاز لوحي، أو هاتف ذكي بإعطاء توقع للمستخدم بعدد ساعات العمل الخاصة بالجهاز بدون شحن، ويمكن القول حقيقة ان الأجهزة لا تعلم بدقة الرقم الحقيقي لعدد ساعات العمل، أي لا يوجد مستشعر داخل البطارية لإنتاج هذه التقديرات، فقد تخبرك أن هناك 7 ساعات متبقية أو 5 ساعات، وفي لحظة ما قد تنصدم بانتهاء الشحن فوراً ومن دون سابق إنذار.
ويعود السبب في ذلك حقيقة بقيام تلك الأجهزة ببناء هذا التوقع اعتمادًا على استخدامك الحالي للجهاز، حيث تستهلك بطارية جهازك طاقتها بشكل أسرع عندما تزيد من استخدامك للجهاز، وفي هذه الأثناء يقوم اللابتوب مثلا بمراقبة سرعة نقصان شحن البطارية وإعطاؤك توقعًا لعدد الساعات المتبقية، فلو كان شحن بطاريتك 100% سترى رقمًا مختلفًا لعدد الساعات المتبقية في كل مرة وذلك اعتمادًا على طبيعة استخدامك للجهاز في كل مرة.
وعلى سبيل المثال، قد يتوقع اللابتوب أن يصمد لـ 10 ساعات دون شحن في حال قمت بتخفيف مستوى سطوع الشاشة للحد الأدنى وتصفح الإنترنت فقط، وفي حال قمت برفع شدة الإضاءة وتشغيل لعبة ما فستجد ذلك الرقم قد تغير من 10 ساعات لساعتين فقط.
وتلعب المهام الخفية (تلك التي تعمل في الخلفية) دوراً أيضًا في تحديد هذه التقديرات، وعلى سبيل المثال قد تجد أن ويندوز يثبت بعض التحديثات في الخلفية وبالتالي سيستخدم موارد أكثر وسيكون هناك عبئ أكبر على موارد الجهاز، وبالأخص المعالج، وبالتالي سيحتاج لطاقة أكبر لإنجاز ذلك، مما يؤدي لاستهلاك البطارية بشكل أسرع وفي النهاية ستجد أن الرقم بدأ بالتناقص.
لا يقتصر الأمر على المهام الكثيرة أو تلك التي تعمل في الخلفية، فكل ما تشاهده أو تقوم به يتطلب موارد، فمثلاً أثناء تصفحك لموقع ما قد يعترضك إعلان معين عبارّة عن فيديو، يستهلك تشغيل هذا الإعلان موارد أكثر من غيره وبالتالي استهلاك الطاقة سيختلف فيما لو كنت تقرأ مقالاً فقط.
ففي النهاية هو مجرد توقع وليس تنبؤاً بالمستقبل، حيث يعتمد ذلك التوقع على معدل استهلاك البطارية الحالي وطبيعة استخدامك للجهاز في تلك اللحظة، ففي حال كان لديك ساعتين فقط يمكنك أن تخفف من استخدام الجهاز، وفي حال رأيت أنه بإمكانك استخدام الجهاز لـ 8 ساعات أخرى فلا تبدأ فورًا بأعمال ثقيلة لأنك ستجد الرقم يتناقص بمجرد استخدامك للجهاز واعتمادًا على كمية المهام التي توكلها إليه. الأمر مشابه لأشرطة التقدم التي تراها عند تحميل ملف ما، فالتقديرات غير دقيقة ابدًا لأن التقدير ما هو إلا "تخمين" بناءً على الظروف الحالية.
ويندوز أحيانًا لا يدرك كمية الطاقة المتاحة في البطارية
في سياق متصل بتوقع عدد ساعات العمل، قد يقف جهازك عن العمل فجأة بسبب انتهاء شحن البطارية وموتها، والسبب ليس بالضرورة هو استخدامك لها وإنما نتيجة وجود خطأ يجعل نظام التشغيل غير قادر على معرفة كمية الطاقة الحالية في البطارية. ويعد ذلك طبيعيًا، فأداء البطارية عند أول استخدام مختلف عنه بعد أشهر من الاستخدام، حيث أن ومع استخدامك لها سيبدأ عمرها في التناقص وخصوصًا بعد عدد معين من دورات الشحن.
وبأخذ الفكرة السابقة بعين الاعتبار، فإن العتاد الذي يقوم بمراقبة سعة البطارية لن يعلم بالضبط كم من الوقت متبق لها قبل أن تفرغ بشكل تام، فقد ينتهي شحنها ويتوقف جهازك على الرغم من ظهور 20% أو 10% على الشاشة أمامك. وهنا لابد من التنويه على أن بعض الأجهزة أفضل من غيرها في تحديد عمر البطارية وكم تبق لها من ساعات عمل، فهناك مستشعرات في البطارية نفسها تقوم بإبلاغ نظام التشغيل بشكل دوري عن سعة البطارية وحالتها، وبالتالي في حال تكرر معك موقف انتهاء شحنها على الرغم من إعطاء المؤشر لـ 10% أو 20% فعليك أولاً بمعايرة بطارية اللاب توب كما شرحنا في موضوع سابق أو التفكير باستبدالها لأنها في نهاية قدرتها.
بعض الحقائق الخاطئة عن البطاريات
عليك الاهتمام بشكل جيد ببطارية جهازك لكي تقوم بالعمل لفترة أطول ولا تستهلك قدرتها بشكل كامل بسرعة، وفي حال قمت ببحث بسيط عن كيفية التعامل مع البطارية ستجد مئات بل آلاف النصائح المنتشرة حول ذلك، ويؤسفني أن أخبرك بأن نصف بل أكثر من نصف تلك المعلومات والنصائح ماهي إلا معلومات خاطئة لا يمكن تطبيقها على جميع البطاريات ولن تستفيد منها بأي شيء، وينبع مصدر تلك المعلومات حقيقة من التقنيات القديمة التي كانت تعتمدها البطاريات في عملها، وفي الواقع قد يؤدي تطبيق بعضًا منها لإلحاق الأذى بشكل جدي ببطارية جهازك، وسأستعرض منها معلومة جدا هامة عن التفريغ التام وإعادة الشحن.
التفريغ التام: من المحتمل أن يصادفك مقال أو شخص ما يتحدث عن أهمية التفريغ التام للبطارية، ولكن هل يعد ذلك صحيحا لجميع البطاريات؟ في الواقع لا، ليس صحيحًا والسبب في ذلك يعود لاختلاف بنية هذه البطاريات، فالجيل القديم وتحديدًا بطاريات النيكل NiMH و NiCd لديها ما يسمى بتأثير الذاكرة وبالتالي يجب أن تفرغ بشكل كامل من 100% لـ 0% لتحافظ على سعتها، أما جيل الليثيوم أيون من البطاريات لا يملك التأثير السابق، وبالتالي فإن التفريغ الكامل بشكل دوري سيكون مؤذيًا لها.
ففي بطاريات الليثيوم الحديثة، فإن التفريغ لـ 50% ومن ثم إعادة الشحن ومن ثم التفريغ لـ 50% مرة أخرى يمكن تسميته بدورة شحن، وبالتالي عليك ألا تقلق من فكرة التفريغ الدوري أو الشحن بمجرد الوصول لـ 20%، وفي الواقع لهذا السلوك تأثير على توقع عمر البطارية، فعندما تقوم به بشكل دوري لن يستطيع الجهاز أن يقوم بتوقع صحيح لعدد الساعات المتبقية، وتنصح العديد من الشركات أن تقوم بتفريغ البطارية لـ 0% مرة كل شهر وإعادة شحنها لكي تحصل على توقع صحيح نسبيًا لعدد ساعات العمل.
نصائح للحفاظ على البطارية:
كما نعلم فإن النوع الأكثر شيوعًا للبطاريات المستخدمة في الأجهزة الذكية هو بطاريات الليثيوم أيون، وتحتاج هذه البطاريات إلى الاهتمام أثناء استخدامها، فمن المعروف أنها تشحن بسرعة وكذلك تتيح إمكانية استخدام خلايا صغيرة، ولمعرفة كيفية الحفظ عليها لابد من معرفة بعضًا من خصائص هذه البطاريات:
- تنقص سعة الخلايا المشكلة لهذه البطاريات مع مرور الوقت وبعد عدد معين من دورات الشحن.
- عندما تنقص سعة البطارية تصبح غير قابلة للشحن بنفس المقدار الذي كانت عليه عند بداية استخدامها، وبالتالي فإن عمرها سيبدأ بالتناقص وستحتاج لشحنها أكثر من قبل.
و بالتالي باتباع بعض الخطوات ستحافظ على عمر البطارية ولن يتدهور بسرعة، مثل:
- حاول ألا تستخدم الجهاز أو تشحنه في درجات الحرارة العالية، فمن الممكن أن تؤدي درجة الحرارة العالية إلى تدهور البطارية بمعدل أسرع وبالتالي إنقاص سعة البطارية.
- لا تخزن جهازك ببطارية ممتلئة حيث ستقل سعتها أيضًا بسرعة، وفي حال أردت أن تخزن جهازك فينصح أن تتأكد من أن شحن البطارية 50% أو أقل لحد معين دون أن يصل ل0%، وبالتالي لا تقم بتخزين الجهاز ببطارية 100% أو 0%.
- حاول ألا تستخدم لجهاز لفترة قصيرة ومن ثم تشحنه ومن ثم تعود لاستخدامه وإعادة شحنه فالأفضل هو إبقاء مستوى الشحن بين 20 و 80%، وفي حال دعم جهازك لميزة الشحن الذكي فإنه من الأفضل تفعيلها وشحن البطارية للحد المنصوح به.
وبالتالي، ببعض الاهتمام والاستخدام المعتدل ستحافظ على بطارية جهازك، وكما وضحنا فإن تقدير عدد ساعات العمل ما هو إلا توقع مبني على كيفية استخدامك الجهاز وطبيعة المهام التي يقوم بها، وكلما تدهور عمر بطارية جهازك كلما بعد هذا الرقم عن الصحة والدقة وقد تصل لحالة الموت المفاجئ بأي وقت.